فقلت لها عندی أضعاف ذلك والحال يغنی عن الشكوى فقالت يا حبيبی أجیء لعندك فقلت لها انا رجل غريب ومالی مكان يأوينی الا الخان فان تصدقت علی بان أكون عندك يكمل الحظ قالت نعم لكن الليلة ليلة الجمعة ما فيها شیء الا ان كان فی غد بعد الصلاة فصل واركب حمارك واسأل عن الحبانية فان وصلت فاسأل عن قاعة بركات النقيب المعروف بابی شامة فانی ساكنة هناك ولاتبطيء فانی فی انتظارك ففرحت فرحا زائدا ثم تفرقنا وجئت للخان الذی أنا فيه وبت طول الليل سهران فما صدقت ان الفجر لاح حتى قمت وغيرت ملبوسی وتعطرت وتطيبت وأخذت معي خمسين دينارا فی منديل ومشيت من خان مسرور الي باب زويلة فركبت حمارا وقلت لصاحبه امض بی الى الحبانية فمضى فی أقل من لحظة فما اسرع ما وقف على درب يقال له درب المنقری فقلت له ادخل الدرب واسأل عن قاعة النقيب فغاب قليلا وقال انزل فقلت امش قدامي الى القاعة فمشى حتى أوصلنی الى المنزل فقلت له فی غد تجيئنی هنا وتودينی فقال الحماربسم الله فناولته ربع دينار ذهبا فأخذه وانصرف فطرقت الباب فخرج لي بنتان صغيرتان وبكران منهدتان كانهما قمران فقالتا ادخل ان سيدتنا فی انتظارك لم تنم الليلة لولعها بك فدخلت قاعة مغلقة بسبعة أبواب وفی دائرها شبابيك مطلة على بستان فيه من الفواكه جميع الالوان وبه أنهار دافقة وطيور ناطقة وهي مبيضة بياضا سلطانيا يري الانسان وجهه فيها وسقفها مطلی بذهب وفی دائرها طرزات مكتوبة بالازورد قد حوت أوصاف حسنة وأضاءت للناظرين وأرضها مفروشة بالرخام المجزع وفی أرضها فسقية وفی أركان تلك الفسقية الدر والجوهر مفروشة بالبسط الحرير الملونة والمراتب فلما دخلت جلست وادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفي لیلة ۲٧) قالت بلغنی أيها الملك السعيد ان الشاب التاجر قال للنصرانی فلما دخلت وجلست لم أشعر الا والصبية قد أقبلت وعليها تاج مكلل بالدر والجوهر وهی منقشة مخططة فلما رأتنی تبسمت فی وجهی وحضنتنی ووضعتنی على صدرها وجعلت فمها على فمي وجعلت تمص لسانی وأنا كذلك وقالت اصحيح أتيت عندی أم هذا منام فقلت لها انا عبدك فقالت أهلا ومرحبا والله من يوم رأيتك ما لذنی نوم ولا طاب لی طعام فقلت وانا كذلك ثم جلسنا نتحدث وانا مطرق برأسی الي الارض حياء ولم أمكث قليلا حتى قدمت لي سفرة من أفخر الالوان من محمر ومرق دجاج محشو فاكلت معها حتى اكتفينا ثم قدموا الى الطشط والابريق فغسلت يدی ثم تطيبنا بماء الورد والمسك وجلسنا نتحدث فانشدت هذين البيتين
وهي تشكو الی ما لاقت وانا اشكو اليها ما لقيت وتمكن حبها عندی وهان علی جميع المال ثم اخذنا نلعب ونتهارش مع العناق والتقبيل الى أن اقبل الليل فقدمت لنا الجواری الطعام والمدام فاذا هي خضرة كاملة فشربنا الي نصف الليل ثم اضطجعنا ونمنا فنمت معها الي الصباح فما رأيت