)حکایة الخياط والاحدب واليهودی والمباشر والنصرانی فيما وقع بينهم)
قالت بلغنی أيها الملك السعيد انه كان فی قديم الزمان وسالف العصر والاوان فی مدينة الصين رجل خياط مبسوط الرزق يحب اللهو والطرب وكان يخرج هو وزوجته فی بعض الاحيان يتفرجان على مرائب المنتزهات فخرجا يوما من أول النهار ورجعا اخره الى منزلهما عند المساء فوجدا فی طريقهما رجل أحدب رؤيته تضحك الغضبان وتزيل الهم والاحزان فعند ذلك تقدم الخياط هو وزوجته يتقوزان عليه ثم انهما عزما عليه أن يروح معهما الى بيتهما لينادمهما تلك الليلة فاجابهما الى ذلك ومشى معهما إلى البيت فخرج الخياط الي السوق وكان الليل قد أقبل فاشترى سمكا مقليا وخبزا وليمونا وحلاوة يتحلون بها ثم رجع وحط السمك قدام الاحدب وجلسوا ياكلون فاخذت امرأة الخياط جزلة سمك كبيرة ولقمتها للاحدب وسدت فمه بكفها وقالت والله ما تأكلهما الا دفعة واحدة في نفس واحد ولاأمهلك حتي تمضغها فابتلعها وكان فيها شوكة قوية فتصلبت فی حلقه لاجل انقضاء اجله فمات وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفی لیلة ۲٦) قالت بلغنی أيها الملك السعيد ان امرأة الخياط لما لقمت للاحدب الجزلة السمك مات لانقضاء أجله فی وقته فقال الخياط لا حول ولا قوة الا بالله العلی العظيم هذا المسكين ما كان موته الا هكذا على أيدينا فقالت المرأة وما هذا التوانی أما سمعت قول الشاعر
فقال لها زوجها وما أفعله قالت قم واحمله في حضنك وانشر عليه فوطة حرير وأخرج أنا قدامك وأنت ورائی فی هذه الليلة وقل هذا ولدی وهذه أمه ومرادنا ان نوديه الى الطبيب ليداويه فلما سمع الخياط هذا الكلام قام وحمل الاحدب في حضنه وزوجته تقول يا ولدی سلامتك اين محل وجعك وهذا الجدری كان لك في أی مكان فكل من رآهما يقول معهما طفل مصاب بالجدری ولم يزالا سائرين وهما يسألان عن منزل الطبيب حتي دلوهما على بيت طبيب يهودی فقرعا الباب فنزلت لهما الجارية سوداء وفتحت الباب ونظرت واذا بانسان حامل صغير وامه معه فقالت الجارية ما خبركم فقالت امرأة الخياط معنا صغير مرادنا ان ينظره الطبيب فخذی الربع دينار واعطيه لسيدك ودعيه ينزل ليرى ولدی فقد لحقه ضعف فطلعت الجارية ودخلت زوجة الخياط داخل العتبة وقالت لزوجها دع الاحدب هنا ونفوز بانفسنا فاوقفه الخياط واسنده الي الحائط و خرج هو وزوجته واما الجارية فانها دخلت على اليهودی وقالت له فی أسفل البيت ضعيف مع امرأة ورجل وقد أعطيانی ربع دينار لك وتصف لهما ما يوافقه فلما رأى اليهودی الربع دينار فرح وقام عاجلا ونزل فی الظلام فاول ما نزل عثرت رجله فی الاحدب وهو ميت فقال يا للعزيز للمولى والعشر كلمات يا لهرون ويوشع بن نون كانی عثرت في هذا المريض فوقع الى اسفل فمات فكيف أخرج بقتيلی من بيتي فحمله وطلع به من حوش البيت الى زوجته واعلمها بذلك فقالت له وما قعودك ههنا فان قعدت هنا إلى طلوع النهار راحت