معها وأتت بسكر ممسك وسقتني ثم قدمت لي مأكولًا فاكلنا وتحادثنا ثم قالت لي نم واسترح فإنك تعبان فنمت يا سيدتي وقد نسيت ما جرى لي وشكرتها فلما استيقظت وجدتها تكبس رجلي فدعوت لها وجلسنا نتحادث ساعة ثم قالت والله أني كنت ضيقة الصدر وأنا تحت الأرض وحدى ولم أجد من يحدثني خمسة وعشرين سنة فالحمد لله الذي أرسلك إلي ثم أنشدت
فلما سمعت شعرها شكرتها وقد تمكنت محبتها في قلبي وذهب عنى همى وغمى ثم جلسنا في منادمة إلى الليل فبت معها ليلة ما رأيت مثلها في عمرى وأصبحنا مسرورين فقلت لها هل أطلعك من تحت الأرض وأريحك من هذا الجنى فضحكت وقالت اقنع واسكت ففى كل عشرة أيام يوم للعفريت وتسعة لك فقلت وقد غلب على الغرام فأنا فى هذه الساعة اكسر هذه القبة التي عليها النقش المكتوب لعل العفريت يجىء حتى أقتله فإنى موعود بقتل العفاريت فلما سمعت كلامى أنشدت تقول
فلما سمعت شعرها لم ألتفت لكلامها بل رفست القبة رفسا قويا وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(ففي ليلة ١٤) قالت بلغني أيها الملك السعيد أن الصعلوك الثانى قال للصبية يا سيدتى لما رفست القبة رفسا قويا قالت لى المرأة أن العفريت قد وصل الينا أما حذرتك من هذا والله لقد آذيتني ولكن أنج بنفسك واطلع من المكان الذي جئت منه فمن شدة خوفى نسيت نعلي وفاسي فلما طلعت درجتين التفت لانظرهما فرأيت الارض قد انشقت وطلع منها عفريت ذو منظر بشع وقال ما هذه الزعجة التي أرعشتنى بها فما مصيبتك فقالت ما أصابنى شيء غير أن صدرى ضاق فاردت أن أشرب شرابا يشرح صدري فنهضت لاقضى أشغالى فوقعت على القبة فقال لها العفريت تكذبين يا فاجرة ونظر فى القصر يمينا وشمالا فرأى النعل والفاس فقال لها ما هذه الا متاع الانس من جاء اليك فقالت ما نظرتهما إلا في هذه الساعة ولعلهما تعلقا معك فقال العفريت هذا كلام محال لا ينطلي على يا عاهرة ثم أنه أعراها وصلبها بين أربعة أوتاد وجعل يعاقبها ويقررها بما كان فلم يهن على أن أسمع بكاءها فطلعت من السلم مذعورا من الخوف فلما وصلت الى أعلى الموضع رددت الطابق كما كان وسترته بالتراب وندمت على ما فعلت غاية الندم وتذكرت الصبية وحسنها وكيف يعاقبها هذا الملعون وهى لها معه خمسة وعشرون سنة وما عاقبها إلا بسببى وتذكرت أبي ومملكته وكيف صرت حطاباً فقلت هذا البيت
ثم مشيت إلى أن أتيت رفيقى الخياط فلقيته من أجلى على مقالى النار وهو لى فى الانتظار فقال انى