السحر عن أهل المدينة وصارت المدينة عامرة والاسواق منصوبة وصار كل واحد فى صناعته وانقلبت الجبال جزائر كما كاتت ثم ان الصبية الساحرة رجعت الى الملك فى الحال وهى تظن انه العبد وقالت ياحبيبي ناولنى يدك الكريمة أقبلها فقال الملك بكلام خفى تقربى منى فدنت منه وقد أخذ صارمه وطعنها به فى صدرها حتى خرج من ظهرها ثم ضربها فشقها نصفين وخرج فوجد الشاب المسحور واقفا فى انتظاره فهنأه بالسلامة وقبل الشاب يده وشكره فقال له الملك اتقعد فى مدينتك ام تجىء معى الى مدينتى فقال الشاب ياملك الزمان اتدرى ما بينك وبين مدينتك فقال الملك يومان ونصف فعند ذلك قال له الشاب ايها الملك ان كنت نائما فاسيتقظ ان بينك وبين مدينتك سنة للمجد وما أتيت فى يومين ونصف الا لان المدينة كانت مسحورة وانا ايها الملك لا أفارقك لحظة عين ففرح الملك بقوله ثم قال الحمد لله الذي من على بك فأنت ولدى لاني طول عمرى لم أرزق ولدا ثم تعانقا وفرحا فرحا شديدا ثم مشيا حتى وصلا الى القصر واخبر الملك الذى كان مسحورا أرباب دولته انه مسافر الى الحج الشريف فهيئوا له جميع ما يحتاج اليه ثم توجه هو والسلطان وقلب السلطان ملتهب على مدينته حيث غاب عنها سنة ثم سافر ومعه خمسون مملوكا ومعه الهدايا ولم يزالا مسافرين ليلا ونهارا سنة كاملة حتى أقبلا على مدينة السلطان فخرج الوزير والعساكر لمقابلته بعدما قطعوا الرجاء منه وأقبلت العساكر وقبلت الأرض بين يديه وهنوه بالسلامة فدخل وجلس على الكرسي ثم أقبل على الوزير وأعلمه بكل ماجرى على الشاب فلما سمع الوزير ماجرى على الشاب هنأه بالسلامة ولما استقر الحال أُنعم السلطان على أناس كتير ثم قال للوزير على بالصياد الذي أتى بالسمك فارسل الى ذلك الصياد الذى كان سببا لخلاص أهل المدينة فحضره وخلع عليه وسأله عن حاله وهل له أولاد فاخبره ان له ابنا وبنتين فتزوج الملك باحدى بنتيه وزوج الشاب بالاخرى وأخذ الملك الابن عنده وجعله خازندارا ثم أرسل الوزير الى مدينة الشاب التى هي الجزائر السود وقلده سلطنتها وأرسل معه الخمسين مملوكا الذين جاؤا معه وارسل معه كثيرا من الخلع لسائر الامراء فقبل الوزير يديه وخرج مسافرا واستقرا السلطان والشاب واما الصياد فانه قد صار أغنى أهل زمانه وبناته زوجات الملوك الى أن أتاهم الممات وما هذا باعجب مما جرى للحمال
أنه كان انسان من مدينة بغداد وكان اعزب وكان حمالا فبينما هو فى السوق يوما من الايام متكئا على قفصه اذ وقفت عليه امرأة ملتفة بازار موصلى من حرير مزركش بالذهب وحاشيتاه من قصب فرفعت قناعها فبان من تحته عيون سوداء باهداب أجفان وهى ناعمة الاطراف كاملة الاوصاف وبعد ذلك قالت بحلاوة لفظها هات قفصك واتبعنى فما صدقك الحال بذلك وأخذ القفص وتبعها الى أن وقفت على باب دار فطرقت الباب فنزل له رجل