الصياد وأمره أن يأتى بأربع سمكات مثل الأول وأمهله ثلاثة أيام فذهب الصياد الى البركة وأتاه بالسمك فى الحال فامر الملك أن يعطوه اربعمائة دينار ثم التفت الملك الى الوزير وقال له سو أنت السمك ههنا قدامى فقال الوززير سمعا وطاعة فاحظر الطاجن ورمى فيه السمك بعد أن نظفه ثم قلبه واذا بالحائط قد انشقت وخرج منها عبد أسود كانه ثور من الثيران أو من قوم عاد وفي يده فرع من شجرة خضراء وقال بكلام فصبح مزعج يا سمك يا سمك هل أنت على العهد القديم مقيم فرفع السمك رأسه من الطاجن وقال نعم نعم وأنشد هذا البيت
ثم أقبل العبد على الطاجن وقلبه بالفرع الى أن صار فحما أسود ثم ذهب العبد من حيث أتى فلما غاب العبد عن أعينهم قال الملك هذا أمر لا يمكن السكوت عنه ولا بد أن هذا السمك له شأن غريب فامر باحضار الصياد فلما حضر قال له من أين هذا السمك فقال له من بركة بين أربع جبال وراء هذا الجبل الذى بظاهر مدينتك فالتفت الملك الى الصياد وقال له مسيرة كم يوم قال له يا مولانا السلطان مسيرة نصف ساعة فتعجب السلطان وأمر بخروج العسكر من وقته مع الصياد فصار الصياد يلعن العفريت وساروا الى أن طلعوا الجبل ونزلوا منه الى برية متسعة لم يروها مدة أعمارهم والسلطان وجميع العسكر يتعجبون من تلك البرية التى نظروها بين أربع جبال والسمك فيها على أربعة الوان أبيض وأحمر واصفر وأزرق فوقف الملك متعجبا وقال للعسكر ولمن حضر هل أحد منكم رأي هذه البركة فى هذا المكان فقالوا كلهم لا فقال الملك والله لا أدخل مدينتى ولا أجلس على تحت ملكى حتى أعرف حقيقة هذه البركة وسمكها ثم أمر الناس بالنزول حول هذه الجبال فنزلوا ثم دعا بالوزير وكان وزيرا خبيرا عاقلا لبيبا بالامور فلما حضر بين يديه فلما حضر بين يديه قال له أردت أن أعمل شيئا فاخبرك به وذلك أنه خطر ببالى أن انفرد بنفسى فى هذه الليلة وابحث عن خبر هذه البركة وسمكها فاجلس على باب خيمتى وقل للامراء والوزراء والحجاب أن السلطان متشوش وأمرنى ألا اذن لاحد في الدخول عليه ولم تعلم أحدا بقصدى فلم يقدر الوزير على مخالفته ثم أن الملك غير حالته وتقلد سيفه وانسل من بينهم ومشى بقية ليله الى الصباح فلم يزل سائرا حتى اشتد عليه الحر فاستراح ثم مشى بقية يومه وليلته الثانية الى الصباح فلاح له سواد من بعد ففرح وقال لعلى أجد من يخبرنى بقضية البركة وسمكها فلما قرب من السواد وجده قصرا مبنيا بالحجارة السود مصفحا بالحديد وأحد شقى بابه مفتوح والآخر مغلق ففرح الملك ووقف على الباب ودق دقا لطيفا فلم يسمع جوابا فدق ثانيا وثالثا فلم يسمع جوابا فدق رابعا دقا مزعجا فلم يجبه أحد فقال لاشك انه خال فشجع نفسه ودخل من باب القصر الى دهليزه ثم صرخ وقال يا أهل القصر أنى رجل غريب وعابر سبيل هل عندكم شىء من الزاد وأعاد القول ثانيا وثالثا فلم يسمع جوابا فقوى قلبه وثبت نفسه ودخل من الدهليز الى وسط القصر فلم يجد فيه احداغير أنه مفروش وفي وسطه فسقية عليها أربع سباع من الذهب الاحمر تلقى الماء من أفواهها كالدر والجواهر وفى دائره طيور وعلى ذلك القصر شبكة تمنعها من الطلوع فتعجب من ذلك