فلما رآها الوزير أعجبته غاية الاعجاب فالتفت الى السمسار وقال له كم ثمن هذه الجارية فقال وقف سعرها على عشرة آلاف دينار وحلف صاحبها ان العشرة آلاف دينار لم تجیء ثمن الفراريج التی أكلتها ولا ثمن الخلع التی خلعتها على معلميها فانها تعلمت الخط والنحو واللغة والتفسير وأصول الفقه والدين والطب والتقويم والضرب بالآلات المطربة فقال الوزير علی بسيدها فاحضره السمسار فی الوقت والساعة فاذا هو رجل أعجمی عاش زمناً طويلا حتى صيره الدهر عظما فی جلد وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفی لیلة ٤٦) قالت بلغنی أيها الملك السعيد ان العجمی صاحب الجارية لما حضر بين يدی الوزير الفضل بن خاقان قال له الوزير رضيت ان تأخذ فی هذه الجارية عشرة آلاف دينار من السلطان محمد بن سليمان الزينی فقال العجمی حيث كانت للسلطان فالواجب علی ان أقدمها اليه هدية بلا ثمن فعند ذلك أمر باحضار الاموال فلما حضرت وزن الدنانير للعجمی ثم أقبل النخاس على الوزير وقال عن اذن مولانا الوزير أتكلم فقال الوزير هات ما عندك فقال عند من الرأی أن لا تطلع بهذه الجارية الى السلطان في هذا اليوم فانها قادمة من السفر واختلفت عليها الهواء واتعبها السفر ولكن خلها عندك فی القصر عشرة أقام حتى تستريح فيزداد جمالها ثم ادخلها الحمام والبسها أحسن الثياب واطلع بها لى السلطان فيكون لك فی ذلك الحظ الاوفر فتأمل الوزير كلام النخاس فوجده صوابا فاتى بها الى قصره وأخلى لها مقصورة ورتب لها كل یوم ما تحتاج اليه من طعام وشراب وغيره فمكثت مدة على تلك الرفاهية وكان للوزير الفضل بن خاقان ولد كانه البدر اذا اشرق بوجه أقمر وخد أحمر وعليه خال كنقطة عنبر وفيه عذار أخضر كما قال الشاعر فی مثله هذه الابيات
كان الصبی لم يعرف قضية هذه الجارية وكان والده أوصاها وقال لها يا بنتی اعلمی انی ما اشتريتك الا سرية للملك محمد بن سليمان الزين وان لی ولدا ما خلا بصبية فی الحارة الا فعل بها فاحفظی نفسك منه واحذری أن تريه وجهك او تسمعيه كلامك فقالت الجارية السمع والطاعة ثم تركها وانصرف واتفق بالامر المقدر ان الجارية دخلت