الى جانب أخي اخرجوا الدراهم التی معهم وعدوها فاذا هی عشرة آلاف درهم فتركوها فی زاوية البيت وأخذ كل واحد مما زاد عنها ما يحتاج اليه ودفنوا العشرة آلاف درهم فی التراب ثم قدموا بين أيديهم شيئا من الأكل وقعدوا يأكلون فاحس أخي بصوت غريب في جهته فقال للاصحاب هل معنا غريب ثم مد يده فتعلقت بيد الرجل صاحب الدار فصاح على رفقائه وقال هذا غريب فوقعوا فيه ضربا وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفی لیلة ٤۰) قالت بلغنی أيها الملك السعيد ان أخي لما صاح على رفقائه وقال هذا غريب وقعوا فيه ضربا فلما طال عليهم ذلك صاحوا يا مسلمين دخل علينا من يريد ان يأخذ مالنا فاجتمع عليهم خلق فتعامي الرجل الغريب صاحب الدار الذی أدعوه عليه انه لص وأغمض عينيه وأظهر أنه أعمي مثلهم بحيث لا يشك فيه أحد وصاح يا مسلمين أنا بالله والسلطان انا بالله والوالی انا بالله والامير فان عندي نصيحة للامير فلم يشعروا الا وقد احتاطهم جماعة الوالي فاخذوهم وأخي معهم واحضروهم بين يديه فقال الوالا ما خبركم فقال ذلك الرجل اسمع كلامي أيها الوالی لا يظهر لك حقيقة حالنا الا بالعقوبة وان شئت فابدأ بعقوبتی قبل رفقائی فقال الوالی اطرحوا هذا الرجل واضربوه بالسياط فطرحوه وضربوه فلما أوجعه الضرب فتح احدى عينيه فلما ازداد عليه الضرب فتح عينه الاخرى فقال له الوالی ما هذه الفعال يا فاجر فقال اعطنی الامان وانا اخبرك فاعطاه الامان فقال نحن أربعة نعمل أرواحنا عميانا ونمر على الناس وندخل البيوت وننظر النساء ونحتال فی فسادهن واكتساب الاموال من طرقهن وقد حصلنا من ذلك مكسبا عظيما وهو عشرة آلاف درهم فقلت لرفقائی اعطونی حقی الفين وخمسمائة فقاموا وضربوني وأخذوا مالی وأنا مستجير بالله وبك وأنت احق بحصتی من رفقائی وان شئت ان تعرف صدق قولی فاضرب كل واحد اكثر مما ضربتنی يفتح عينيه فعند ذلك أمر الوالی بعقوبتهم وأول ما بدأ بأخي وما زالوا يضربونه حتي كادان يموت ثم قال لهم الوالی يا فسقة تجحدون نعمة الله وتدعون انكم عميان فقال اخي الله الله الله ما فينا بصير فطرحوه الى الضرب ثانيا ولم يزالوا يضربونه حتى غشی عليه فقال الوالی دعوه حتى يفيق واعيدوا عليه الضرب ثالث مرة ثم امر بضرب أصحابه كل واحد أكثر من ثلاثمائة عصا والنصير يقول لهم افتحوا عيونكم والا جددوا عليكم الضرب ثم قال للوالی ابعث معي من يأتيك بالمال فان هؤلاء ما يفتحون أعينهم ويخافون من فضيحتهم بين الناس فبعث الوالی معه من أتاه بالمال فاخذه وأعطي الرجل منه الفين وخمسمائة درهم على قدر حصته رغما عنهم ونقي أخي وباقی الثلاثة خارج المدينة فخرجت أنا يا أمير المؤمنين ولحقت أخي وسألته عن حاله فاخبرني بما ذكرته لك فادخلته المدينة سرا ورتبت له ما يأكل وما يشرب طول عمره فضحك الخليفة من حكايتي وقال صلوه بجائزة ودعوه ينصرف فقلت له والله ما آخذ شيئا حتى أبين لامير المؤمنين ما جرى لبقية اخوتی وأوضح له انی قليل الكلام فقال الخليفة أصدع آذاننا بخرافة خبرك وزدنا من عجرك وبجرك فقلت وأما أخي الرابع يا أمير المؤمنين وهو الاعور فانه