بيتی وغلمانی فما دريت الا وهم قد أقبلوا يصيحون واسيداه كل هذا والمزين قدامهم وهو ممزق الثياب والناس معهم ولم يزالوا يصرخون وهو فی أوائلهم يصرخ وهم يقولوا واقتيلاه وقد أقبلوا نحوا الدار التی أنا فيها فلما سمع القاضی ذلك عظم عليه الامر وقام وفتح الباب فرأى جمعا عظيما فبهت وقال يا قوم ما القصة فقال له الغلمان انك قتلت سيدنا فقال يا قوم وما الذی فعله سيدكم حتى أقتله وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفي ليلة ۳٦) قالتی بلغني ايها الملك السعيد ان القاضی قال للغلمان وما الذی فعله سيدكم حتى أقتله وما لی لا أرى هذا المزين بين أيديكم فقال له المزين أنت ضربته فی هذه الساعة بالمقارع وانا أسمع صياحه فقال القاضی وما الذی فعله حتى أقتله ومن أدخله داری ومن أين جاء والى اين يقصد فقال له المزين لا تكن شيخا نحسا فانا أعلم الحكاية وسبب دخوله دارك وحقيقة الامر كله وبنتك تعشقه وهو يعشقها فعلمت انه قد دخل دارك وامرت غلمانك فضربوه والله ما بيننا وبينك الا الخليفة أو تخرج لنا سيدنا ليأخذه أهله ولا تحوجنی الى ان أدخل وأخرجه من عندكم وعجل أنت باخراجه فالتجم القاضی عن الكلام وصار فی غاية الخجل من الناس وقال للمزين ان كنت صادقا فادخل أنت واخرجه فنهض المزين ودخل الدار فلما رأيت المزين أردت أن أهرب فلم أجد لی مهربا غير نی رأيت فی الطبقة التي أنا فيها صندوقا کبیرا فدخلت فيه ورددت الغطاء عليه وقطعت النفس فدخل القاعة بسرعة ولم يلتفت الى غير الجهة التی أنا فيها بل قصد الموضع الذی أنا فيه والتفت يمينا وشمالا فلم يجد الا الصندوق الذی أنا فيه فحمله على رأسه فلما رأيته فعل ذلك غاب رشدی ثم مر مسرعا فلما علمت انه ما يتركنی فتحت الصندوق وخرجت منه بسرعة ورميت نفسی على الارض فانكسرت رجلی فلما توجعت الى الباب وجدت خلقا كثيرا لم أر فی عمری مثل هذا الازدحام الذی حصل فی ذلك اليوم فجعلت أنثر الذهب على الناس ليشتغلوا به فاشتغل الناس به وصرت أجری في أزقة بغداد وهذا المزين خلفي وأی مكان دخلت فيه يدخل خلفي وهو يقول أرادوا أن يفجعونی في سيدی الحمد لله الذی نصرنی عليهم وخلص سيدی من أيديهم فما زلت يا سيدی مولعا بالعجلة لسوء تدبيرك حتى فعلت بنفسك هذه الافعال فلولا من الله عليك بی ما كنت خلصت من هذه المصيبة التي وقعت فيها وربما كانوا يرمونك في مصيبة لا تخلص منها أبدا فاطلب من الله ان أعيش لك حتي أخلصك والله لقد أهلكتني بسوء تدبيرك وكنت تريد أن تروح وحدك ولكن لا نؤاخذك على جهلك لانك قليل العقل عجول فقلت له اما كفاك ما جرى منك حتى تجري ورائي فی الاسواق وصرت أتمني الموت لأجل خلاصی منه فلا أجد موتا ينقذني منه فمن شدة الغيظ فررت منه ودخلت دكانا في وسط السوق واستجرت بصاحبها فمنعه عني وجلست في مخزن وقلت في نفسی ما بقيت أقدر أن افتر من هذا المزين بل يقيم عندی ليلا ونهارا ولم يبق في قدرة على النظر الى وجهه فارسلت فی الوقت احضرت الشهود وكتبت وصية لاهلی وجعلت انسانا ناظرا عليهم وامرته ان يبيع الدار والعقارات واوصيته بالكبار والصغار وخرجت مسافرا من