)وفی لیلة ۳٤)قالت بلغنی أيها الملك السعيد ان الشاب قال له انك قاتلی في هذا اليوم فقال يا سيدي انا الذي تسمينی الناس الصامت لقلة كلامی دون اخوتی لان أخی الكبير اسمه البقبوق والثانی الهدار والثالث بقبق والرابع اسمه الكوز الاصوني والخامس اسمعه العشار والسادس اسمه شقالق والسابع اسمه الصامت وهو انا فلما زاد علی هذا المزين بالكلام رأيت ان مرارتی انفطرت وقلت للغلام اعطه ربع دينار وخله ينصرف عنی لوجه الله فلا حاجة لى فی حلاقة رأسی فقال المزين حين سمع كلامی مع الغلام يا مولای ما أظنك تعرف بمنزلتی فان يدی نقع علی رأس الملوك والامراء والوزراء والحکماء والفضلاء وفی مثلی قال الشاعر
فقلت دع ما لا يعنيك فقد ضيقت صدري وأشلت خاطري فقال أظنك مستعجلا فقلت له نعم نعم فقال تمهل على نفسك فان العجلة من الشيطان وهی تورث الندامة والحرمان وقد قال عليه الصلاة والسلام خير الامور ما كان فيه تأن وانا والله رابنی أمرك فاشتهی ان تعرفنی ما الذی أنت مستعجل من أجله ولعله خير فانی اخشى أن يكون شيئا غير ذلك وقد بقی من الوقت ثلاث ساعات ثم غضب ورمي الموس من يده واخذ الاصطرلاب ومضى الى الشمس ووقف حصة مديدة وعاد وقال قد بقی لوقت الصلاة ثلاث ساعات لا تزيد ولا تنقص فقلت له بالله عليك اسكت عنی فقد فتت كبدي فأخذ الموس وسنه كما فعل أولا وحلق بعض رأسی وقال أنا مهموم من عجلتك فلو اطلعتنی على سببها لكان خيرا لك لانك تعلم ان والدك ما كان يفعل شيئا الا بمشورتی فلما علمت ان مالي منه خلاص قلت فی نفسی قد جاء وقت الصلاة وأريد ان امضی قبل أن تخرج الناس من الصلاة فان تأخرت ساعة لا ادری أين السبيل الى الدخول اليها فقلت أوجز ودع عنك هذا الكلام والفضول فانی أريد أن امضی الى دعوة عند أصحابی فلما سمع ذكر الدعوة قال يومك يوم مبارك علی لقد كنت البارحة حلفت علی جماعة من اصدقائی ونسيت ان اجهز لهم شيئا يأكلونه وفی هذه الساعة تذكرت ذلك وافضيحتاه منهم فقلت له لا تهتم بهذا الامر بعد تعريفك اننی اليوم في دعوة فكل ما فی داری من طعام وشراب لك ان انجزت أمری وعجلت حلاقة رأسی فقال جزاك الله خيرا صف لي ما عندك لاضيافی حتى أعرفه فقلت عندی خمسة أوان من الطعام وعشر دجاجات محمرات وخروف مشوی فقال احضرها لی حتى انظرها فأحضرت له جميع ذلك فلما عاينه قال بقی الشراب فقلت له عندی قال احضره فاحضرته له قال لله درك ما اكرم نفسك لكن بقی البخور الطيب فاحضرت له درجا فيه ندا وعودا وعنبر ومسك يساوي خمسين دينارا وكان الوقت قد ضاق حتى صار مثل صدری فقلت له خذ هذا واحلق لی جميع رأسی بحياة محمد صلی الله علیه وسلم فقال المزين والله ما آخذه حتى أرى جميع ما فيه فأمرت الغلام ففتح له الدرج فرمي المزين الا صطرلاب من يده وجلس على الارض يقلب الطيب والبخور والعود الذی فی الدرج حتى كادت روحي ان تفارق جسمي ثم تقدم وأخذ الموس وحلق من