صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/86

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ٧٤ -

رأسها بين سائر شعوب العالم . ألم يقر عينها ويشرح صدرها ؛ ألم يبعث فيها نشوة العزة وحميا الزهو ويرنح اعطافها بهزة التيه والخيلاء ؟ ألم يزودها في تلك الساعة العصيبة والازمة الكاربة والمحنة النكراء . ـ في اظلم ادوار القضية واوعر مراحلها حين خبت كواكب الامل ودجت غياهب التشاؤم ـ في تلك الآونة الصعبة التي بدأنا بذكرها هذا الكتاب وسميناها عقدة العقد وعقبة العقبات ـ نقول في تلك الكربة الكاربة والشدة الحازبة - ألم يزود عدلى باشا امته من اسباب التأييد والتشجيع مما نفثه فيها من روح الحمية والنخوة والعزة والاباء ـ باجمل السلوى وأحسن العزاء عما رمتها به الاقدار من كوارث الظلم والاستبداد ؟ - وبأقوى الوسائل لاستنهاض همها واستثارة عزمتها. لاستئناف السعي في سبيل الجهاد ومواصلة السير الى غاية المأمول والمراد !

وكذلك في سبيل الحق والحرية نفر عدلي يكن تلك النفرة الشماء وصاح تلك الصيحة التي صدم بهولها مسامع بريطانيا صدمة ايقظتها ثالث مرة من غفلتها وفتحت عينها الى تلك الحقيقة الكبرى وهي ان مصر ـ بالرغم مما اصابها مؤقتا من تخاذل ابنائها وتنابذه ـ لا تزال مصرة على نيل حقوقها المسلوبة مصممة جادة