انتقل إلى المحتوى

صحيح البخاري/كتاب الاستئذان

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

كتاب الاستئذان

باب بدء السلام

[عدل]

5873 - حدثنا يحيى بن جعفر: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همَّام، عن أبي هريرة،

عن النبي قال: (خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعاً، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك، نفر من الملائكة، جلوس، فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن).

[ر:3148] 2 - باب: قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون. فإن لم تجدوا فيها أحداً فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم. ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونة فيها متاع لكم والله يعلم ما تبدون وما تكتمون} /النور: 27 - 29/. وقال سعيد بن أبي الحسن للحسن: إن نساء العجم يكشفن صدورهن ورؤوسهن؟ قال: اصرف بصرك عنهن، يقول الله عز وجل: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم} /النور: 30/. قال قتادة: عما لا يحل لهم. {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن} /النور:31/. {خائنة الأعين} /غافر: 19/. من النظر إلى ما نهي عنه. وقال الزُهري: في النظر إلى التي لم تحض من النساء: لا يصلح النظر إلى شيء منهن، ممن يشتهي النظر إليه، وإن كانت صغيرة. وكره عطاء النظر إلى الجواري التي يبعن بمكة إلا أن يريد أن يشتري. 5874 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني سليمان بن يسار: أخبرني عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:

أردف رسول الله  الفضل بن عباس يوم النحر خلفه على عجز راحلته، وكان الفضل رجلاً وضيئاً، فوقف النبي  للناس يفتيهم، وأقبلت امرأة من خثعم وضيئة تستفتي رسول الله ، فطفق الفضل ينظر إليها، وأعجبه حسنها، فالتفت النبي  والفضل ينظر إليها، فأخلف بيده فأخذ بذقن الفضل، فعدل وجهه عن النظر إليها، فقالت: يا رسول الله، إن فريضة الله في الحج على عباده، أدركت أبي شيخاً كبيراً، لا يستطيع أن يستوي على الراحلة، فهل يقضي عنه أن أحج عنه؟ قال: (نعم).

[ر: 1442]

5875 - حدثنا عبد الله بن محمد: أخبرنا أبو عامر: حدثنا زهير، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:

أن النبي  قال: (إياكم والجلوس بالطرقات). فقالوا: يا رسول الله، مالنا من مجالسنا بد نتحدث فيها، فقال: (فإذا أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه). قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: (غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر).

[ر:2333]

باب السلام اسم من أسماء الله تعالى

[عدل]

{وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} /النساء: 86/. 5876 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش قال: حدثني شقيق، عن عبد الله قال:

كنا إذا صلينا مع النبي  قلنا: السلام على الله قبل عباده، السلام على جبريل، السلام على ميكائيل، السلام على فلان وفلان، فلما انصرف النبي ، أقبل علينا بوجهه، فقال: (إن الله هو السلام، فإذا جلس أحدكم في الصلاة فليقل: التحيات لله، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنه إذا قال ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم يتخير بعد من الكلام ما شاء).

[ر:797] 4 - باب: تسليم القليل على الكثير. 5877 - حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر، عن همَّام بن منبه، عن أبي هريرة،

عن النبي  قال: (يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير).

[5878 - 5880]

5 - يسلم الراكب على الماشي. 5878 - حدثنا محمد: أخبرنا مخلد: أخبرنا ابن جريج قال: أخبرني زياد: أنه سمع ثابتاً مولى عبد الرحمن بن زيد: أنه سمع أبا هريرة يقول:

قال رسول الله : (يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير).

[ر:5877] 6 - باب: يسلم الماشي على القاعد. 5879 - حدثنا إسحق بن إبراهيم: أخبرنا روح بن عبادة: حدثنا ابن جريج قال: أخبرني زياد: أن ثابتاً أخبره، وهو مولى عبد الرحمن بن زيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه،

عن رسول الله  أنه قال: (يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير).

[ر:5877]

باب يسلم الصغير على الكبير

[عدل]

5880 - وقال إبراهيم، عن موسى بن عقبة، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال:

قال رسول الله : (يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير).

[ر:5877]

باب إفشاء السلام

[عدل]

5881 - حدثنا قتيبة: حدثنا جرير، عن الشيباني، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال:

أمرنا النبي بسبع: (بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونصر الضعيف، وعون المظلوم، وإفشاء السلام، وإبرار المقسم. ونهى عن الشرب في الفضة، ونهى عن تختم الذهب، وعن ركوب المياثر، وعن لبس الحرير، والديباج، والقسي، والإستبرق).

[ر:1182]

باب السلام للمعرفة وغير المعرفة

[عدل]

5882 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث قال: حدثني يزيد، عن أبي الخير، عن عبد الله بن عمرو:

أن رجلاً سأل النبي : أي الإسلام خير؟ قال: (تطعم الطعام، وتقرأ السلام، على من عرفت، وعلى من لم تعرف).

[ر:12] 5883 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن الزُهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي أيوب رضي الله عنه،

عن النبي قال: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان: فيصد هذا ويصد هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام). وذكر سفيان: أنه سمعه منه ثلاث مرات.

[ر:5727]

باب آية الحجاب

[عدل]

5884/5885 - حدثنا يحيى بن سليمان: حدثنا ابن وهب: أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني أنس بن مالك:

أنه كان ابن عشر سنين، مقدم رسول الله  المدينة فخدمت رسول الله  عشراً حياته، وكنت أعلم الناس بشأن الحجاب حين أنزل، وقد كان أبي بن كعب يسألني عنه، وكان أول ما نزل في مبتنى رسول الله  بزينب ابنة جحش، أصبح النبي  بها عروساً، فدعا القوم فأصابوا من الطعام ثم خرجوا، وبقي منهم رهط عند رسول الله  فأطالوا المكث، فقام رسول الله  فخرج وخرجت معه كي يخرجوا، فمشى رسول الله  ومشيت معه، حتى جاء عتبة حجرة عائشة، ثم ظن رسول الله  أنهم خرجوا، فرجع ورجعت معه حتى دخل على زينب، فإذا هم جلوس لم يتفرقوا، فرجع رسول الله  ورجعت معه، حتى بلغ عتبة حجرة عائشة، فظن أن قد خرجوا، فرجع ورجعت معه، فإذا هم قد خرجوا، فأنزل آية الحجاب، فضرب بيني وبينه ستراً.

(5885) - حدثنا أبو النعمان: حدثنا معتمر: قال أبي: حدثنا أبو مجلز، عن أنس رضي الله عنه قال:

لما تزوج النبي  زينب، دخل القوم فطعموا، ثم جلسوا يتحدثون، فأخذ كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا، فلما رأى ذلك قام، فلما قام قام من قام من القوم وقعد بقية القوم، وإن النبي  جاء ليدخل، فإذا القوم جلوس، ثم إنهم قاموا فانطلقوا، فأخبرت النبي  فجاء حتى دخل، فذهبت أدخل فألقى الحجاب بيني وبينه، وأنزل الله تعالى:

{يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي}. الآية. قال أبو عبد الله: فيه من الفقه: أنه لم يستأذنهم حين قام وخرج، وفيه: أنه تهيأ للقيام وهو يريد أن يقوموا.

[ر:4513]. 5886 - حدثنا إسحق: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير: أن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي ، قالت:

كان عمر بن الخطاب يقول لرسول الله : احجب نساءك، قالت: فلم يفعل، وكان أزواج النبي  يخرجن ليلاً إلى ليل قبل المناصع، فخرجت سودة بنت زمعة، وكانت امرأة طويلة، فرآها عمر بن الخطاب وهو في المجلس، فقال: عرفناك يا سودة، حرصاً على أن ينزل الحجاب، قالت: فأنزل الله عز وجل آية الحجاب.

[ر:146]

باب الاستئذان من أجل البصر

[عدل]

5887 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: قال الزُهري: حفظته كما أنك ها هنا، عن سهل بن سعد قال:

اطلع رجل من جحر في حجر النبي ، ومع النبي  مدرى يحك به رأسه، فقال: (لو أعلم أنك تنتظر، لطعنت به في عينك، إنما جعل الاستئذان من أجل البصر).

[ر:5580] 5888 - حدثنا مسدَّد: حدثنا حمَّاد بن زيد، عن عبيد الله بن أبي بكر، عن أنس بن مالك:

أن رجلاً اطلع من بعض حجر النبي ، فقام إليه النبي  بمشقص، أو: بمشاقص، فكأني أنظر إليه يختل الرجل ليطعنه.

[6494 - 6504]

باب زنا الجوارح دون الفرج

[عدل]

5889 - حدثني الحميدي: حدثنا سفيان، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لم أر شيئاً أشبه باللمم من قول أبي هريرة. وحدثني محمود: أخبرنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس قال: ما رأيت شيئاً أشبه باللمم مما قال أبو هريرة،

عن النبي : (إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه).

[6238]

باب التسليم والاستئذان ثلاثاً

[عدل]

5890 - حدثنا إسحق: أخبرنا عبد الصمد: حدثنا عبد الله بن المثنَّى: حدثنا ثمامة بن عبد الله، عن أنس رضي الله عنه:

أن رسول الله كان إذا سلم سلم ثلاثاً، وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً.

[ر:94] 5891 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: حدثنا يزيد بن خصيفة، عن بسر بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري قال:

كنت في مجلس من مجالس الأنصار، إذ جاء أبو موسى كأنه مذعور، فقال: استأذنت على عمر ثلاثاً، فلم يؤذن لي فرجعت، فقال: ما منعك؟ قلت: استأذنت ثلاثاً فلم يؤذن لي فرجعت، وقال رسول الله : (إذا استأذن أحدكم ثلاثاً فلم يؤذن له فليرجع). فقال: والله لتقيمن عليه بينة، أمنكم أحد سمعه من النبي ؟ فقال أبي بن كعب: والله لا يقوم معك إلا أصغر القوم، فكنت أصغر القوم فقمت معه، فأخبرت عمر أن النبي  قال ذلك.

وقال ابن المبارك: أخبرني ابن عيينة: حدثني يزيد بن خصيفة، عن بسر: سمعت أبا سعيد: بهذا.

[ر:1956]

باب إذا دعي الرجل فجاء هل يستأذن

[عدل]

قال سعيد، عن قتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي قال: (هو إذنه). 5892 - حدثنا أبو نُعَيم: حدثنا عمر بن ذر. وحدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا عمر بن ذر: أخبرنا مجاهد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

دخلت مع رسول الله  فوجد لبناً في قدح، فقال: (أبا هر، الحق أهل الصفة فادعهم إلي). قال: فأتيتهم فدعوتهم، فأقبلوا فاستأذنوا، فأذن لهم فدخلوا.

[6087]

باب التسليم على الصبيان

[عدل]

5893 - حدثنا علي بن الجعد: أخبرنا شُعبة، عن سيار، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك رضي الله عنه:

أنه مر على صبيان فسلم عليهم، وقال: كان النبي  يفعله.

باب تسليم الرجال على النساء، والنساء على الرجال

[عدل]

5894 - حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل قال:

كنا نفرح يوم الجمعة، قلت: ولم؟ قال: كانت لنا عجوز، ترسل إلى بضاعة - قال ابن مسلمة: نخل بالمدينة - فتأخذ من أصول السلق، فتطرحه في قدر، وتكركر حبات من شعير، فإذا صلينا الجمعة انصرفنا، ونسلم عليها فتقدمه إلينا، فنفرح من أجله، وما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة.

[ر:896] 5895 - حدثنا ابن قاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

قال رسول الله : (يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام). قالت: قلت: وعليه السلام ورحمة الله، ترى ما لا نرى، تريد رسول الله .

تابعه شعيب. وقال يونس والنعمان، عن الزُهري: وبركاته.

[ر:3045]

باب إذا قال: من ذا؟ فقال: أنا

[عدل]

5896 - حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك: حدثنا شُعبة، عن محمد بن المنكدر قال: سمعت جابراً رضي الله عنه يقول:

أتيت النبي  في دين كان على أبي، فدققت الباب، فقال: (من ذا). فقلت: أنا، فقال: (أنا أنا). كأنه كرهها.

18 - باب: من رد فقال: عليك السلام. وقالت عائشة: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته. [ر:5895] وقال النبي : (رد الملائكة على آدم: السلام عليك ورحمة الله). [ر:5873] 5897 - حدثنا إسحق بن منصور: أخبرنا عبد الله بن نمير: حدثنا عبيد الله، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه:

أن رجلاً دخل المسجد، ورسول الله  جالس في ناحية المسجد، فصلى ثم جاء فسلم عليه، فقال له رسول الله : (وعليك السلام، ارجع فصل فإنك لم تصل). فرجع فصلى ثم جاء فسلم، فقال: (وعليك السلام، فارجع فصل، فإنك لم تصل). فقال في الثانية، أو في التي بعدها: علمني يا رسول الله، فقال: (إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تستوي قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها). وقال أبو أسامة في الأخير: (حتى تستوي قائماً). حدثنا ابن بشار قال: حدثني يحيى، عن عبيد الله: حدثني سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:

قال النبي : (ثم ارفع حتى تطمئن جالساً). [ر:724] 19 - باب: إذا قال: فلان يقرئك السلام. 5898 - حدثنا أبو نُعَيم: حدثنا زكرياء قال: سمعت عامراً يقول: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن عائشة رضي الله عنها حدثته:

أن النبي  قال لها: (إن جبريل يقرئك السلام). قالت: وعليه السلام ورحمة الله.

[ر:3045] 20 - باب: التسليم في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين. 5899 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام، عن معمر، عن الزُهري، عن عروة بن الزبير قال: أخبرني أسامة بن زيد:

أن النبي  ركب حماراً، عليه إكاف تحته قطيفة فدكية، وأردف وراءه أسامة بن زيد، وهو يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج، وذلك قبل وقعة بدر، حتى مر في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود، وفيهم عبد الله بن أبي ابن سلول، وفي المجلس عبد الله بن رواحة، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة، خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه، ثم قال: لا تغبروا علينا، فسلم عليهم النبي  ثم وقف، فنزل فدعاهم إلى الله، وقرأ عليهم القرآن، فقال عبد الله بن أبي ابن سلول: أيها المرء، لا أحسن من هذا إن كان ما تقول حقاً، فلا تؤذنا في مجالسنا، وارجع إلى رحلك، فمن جاءك منا فاقصص عليه، قال ابن رواحة: اغشنا في مجالسنا فإنا نحب ذلك، فاستب المسلمون والمشركون واليهود، حتى هموا أن يتواثبوا، فلم يزل النبي  يخفضهم، ثم ركب دابته حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال: (أي سعد: ألم تسمع ما قال أبو حباب - يريد عبد الله بن أبي - قال كذا وكذا). قال: اعف عنه يا رسول الله واصفح، فوالله لقد أعطاك الله الذي أعطاك، ولقد اصطلح أهل هذه البحرة على أن يتوجوه، فيعصبوه بالعصابة، فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاك شرق بذلك، فذلك فعل به ما رأيت، فعفا عنه النبي .

[ر:2825] 21 - باب: من لم يسلم على من اقترف ذنباً، ولم يرد سلامه، حتى تتبين توبته، وإلى متى تتبين توبة العاصي. وقال عبد الله بن عمرو: لا تسلموا على شربة الخمر. 5900 - حدثنا ابن بكير: حدثنا الليث، عن عُقَيل، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب: أن عبد الله بن كعب قال:

سمعت كعب بن مالك: يحدث حين تخلف عن تبوك، ونهى رسول الله  عن كلامنا، وآتي رسول الله  فأسلم عليه، فأقول في نفسي: هل حرك شفتيه برد السلام أم لا؟ حتى كملت خمسون ليلة، وآذن النبي  بتوبة الله علينا حين صلى الفجر.

[ر:2606] 22 - باب: كيف الرد على أهل الذمة بالسلام. 5901 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني عروة: أن عائشة رضي الله عنها قالت:

دخل رهط من اليهود على رسول الله  فقالوا: السام عليكم، ففهمتها فقلت: عليكم السام واللعنة، فقال رسول الله : (مهلاً يا عائشة، فإن الله يحب الرفق في الأمر كله). فقلت: يا رسول الله، أو لم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله : (فقد قلت: وعليكم).

[ر:2777] 5902 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:

أن رسول الله  قال: (إذا سلم عليكم اليهود، فإنما يقول أحدهم: السام عليك، فقل: وعليك).

[6529] 5903 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا هشيم: أخبرنا عبيد الله بن أبي بكر بن أنس: حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

قال النبي : (إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم).

23 - باب: من نظر في كتاب من يحذر على المسلمين ليستبين أمره. 5904 - حدثنا يوسف بن بهلول: حدثنا ابن إدريس قال: حدثني حصين بن عبد الرحمن، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي رضي الله عنه قال:

بعثني رسول الله  والزبير بن العوام وأبا مرثد الغنوي، وكلنا فارس، فقال: (انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها امرأة من المشركين، معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين). قال: فأدركناها تسير على جمل لها حيث قال لنا رسول الله ، قال: قلنا: أين الكتاب الذي معك؟ قالت: ما معي كتاب، فأنخنا بها، فابتغينا في رحلها فما وجدنا شيئاً، قال صاحباي: ما نرى كتاباً، قال: قلت: لقد علمت ما كذب رسول الله ، والذي يحلف به، لتخرجن الكتاب أو لأجردنك. قال: فلما رأت الجد مني أهوت بيدها إلى حجزتها، وهي محتجزة بكساء، فأخرجت الكتاب، قال: فانطلقنا به إلى رسول الله ، فقال: (ما حملك يا حاطب على ما صنعت). قال: ما بي إلا أن أكون مؤمناً بالله ورسوله، وما غيرت ولا بدلت، أردت أن تكون لي عند القوم يد يدفع الله بها عن أهلي ومالي، وليس من أصحابك هناك إلا وله من يدفع الله به عن أهله وماله، قال: (صدق، فلا تقولوا له إلا خيراً). قال: فقال عمر بن الخطاب: إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين، فدعني فأضرب عنقه، قال: فقال: (يا عمر، وما يدريك، لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد وجبت لكم الجنة). قال: فدمعت عينا عمر وقال: الله ورسوله أعلم.

[ر:2845] 24 - باب: كيف يكتب الكتاب إلى أهل الكتاب. 5905 - حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن: أخبرنا عبد الله: أخبرنا يونس، عن الزُهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن ابن عباس أخبره: أن أبا سفيان بن حرب أخبره:

أن هرقل أرسل إليه في نفر من قريش، وكانوا تجاراً بالشأم، فأتوه، فذكر الحديث، قال: ثم دعا بكتاب رسول الله  فقرئ، فإذا فيه: (بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله، إلى هرقل عظيم الروم، السلام على من اتبع الهدى، أما بعد).

[ر:7] 25 - باب: بمن يبدأ في الكتاب. 5906 - وقال الليث: حدثني جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن أبي هريرة رضي الله عنه،

عن رسول الله : أنه ذكر رجلاً من بني إسرائيل، أخذ خشبة فنقرها، فأدخل فيها ألف دينار، وصحيفة منه إلى صاحبه.

وقال عمر بن أبي سلمة، عن أبيه: عن أبي هريرة: قال النبي : (نجر خشبة، فجعل المال في جوفها، وكتب إليه صحيفة: من فلان إلى فلان). [ر:1427] 26 - باب: قول النبي : (قوموا إلى سيدكم). 5907 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شُعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبي سعيد:

أن أهل قريظة نزلوا على حكم سعد، فأرسل النبي  إليه فجاء، فقال: (قوموا إلى سيدكم، أو قال: خيركم). فقعد عند النبي  فقال: (هؤلاء نزلوا على حكمك). قال: فإني أحكم أن تقتل مقاتلهم، وتسبي ذراريهم، فقال: (لقد حكمت بما حكم به الملك).

قال أبو عبد الله: أفهمني بعض أصحابي، عن أبي الوليد، من قول أبي سعيد: (إلى حكمك). [ر:2878] 27 - باب: المصافحة. وقال ابن مسعود: علمني النبي التشهد، وكفي بين كفيه. [ر:5910] وقال كعب بن مالك: دخلت المسجد، فإذا برسول الله ، فقام إلي طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني. [ر:4156] 5908 - حدثنا عمرو بن عاصم: حدثنا همَّام، عن قتادة قال: قلت لأنس:

أكانت المصافحة في أصحاب النبي ؟ قال: نعم.

5909 - حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني ابن وهب قال: أخبرني حيوة قال: حدثني أبو عُقَيل زهرة بن معبد: سمع جده عبد الله بن هشام قال:

كنا مع النبي ، وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب.

[ر:3491] 28 - باب: الأخذ باليدين. وصافح حمَّاد بن زيد ابن المبارك بيديه. 5910 - حدثنا أبو نُعَيم: حدثنا سيف قال: سمعت مجاهداً يقول: حدثني عبد الله بن سخبرة أبو معمر قال: سمعت ابن مسعود يقول:

علمني رسول الله ، وكفي بين كفيه، التشهد، كما يعلمني السورة من القرآن: (التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله). وهو بين ظهرانينا، فلما قبض قلنا: السلام - يعني - على النبي .

[ر:797] 29 - باب: المعانقة، وقول الرجل كيف أصبحت. 5911 - حدثنا إسحق: أخبرنا بشر بن شعيب: حدثني أبي، عن الزُهري قال: أخبرني عبد الله بن كعب: أن عبد الله بن عباس أخبره: أن علياً - يعني - ابن أبي طالب خرج من عند النبي . وحدثنا أحمد بن صالح: حدثنا عنبسة: حدثنا يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني عبد الله بن كعب بن مالك: أن عبد الله بن عباس أخبره:

أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خرج من عند النبي  في وجعه الذي توفي فيه، فقال الناس: يا أبا حسن، كيف أصبح رسول الله ؟ قال: أصبح بحمد الله بارئاً، فأخذ بيده العباس فقال: ألا تراه، أنت والله بعد ثلاث عبد العصا، والله إني لأرى رسول الله  سيتوفى في وجعه، وإني لأعرف في وجوه بني عبد المطلب الموت، فاذهب بنا إلى رسول الله  فنسأله: فيمن يكون الأمر، فإن كان فينا علمنا ذلك، وإن كان في غيرنا أمرناه فأوصى بنا، قال علي: والله لئن سألناها رسول الله  فمنعناها لا يعطيناها الناس أبداً، وإني لا أسألها رسول الله  أبداً.

[ر:4182] 30 - باب: من أجاب بلبيك وسعديك. 5912 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا همَّام، عن قتادة، عن أنس، عن معاذ قال:

أنا رديف النبي  فقال: (يا معاذ). قلت: لبيك وسعديك، ثم قال مثله ثلاثاً: (هل تدري ما حق الله على العباد). قلت: لا، قال: (حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً). ثم سار ساعة، فقال: (يا معاذ). قلت: لبيك وسعديك، قال: (هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك: أن لا يعذبهم).

حدثنا هدبة: حدثنا همَّام: حدثنا قتادة، عن أنس، عن معاذ: بهذا. [ر:2701] 5913 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا زيد بن وهب: حدثنا والله أبو ذر بالربذة قال:

كنت أمشي مع النبي  في حرة المدينة عشاء، استقبلنا أحد، فقال: (يا أبا ذر، ما أحب أن أحداً لي ذهباً، يأتي علي ليلة أو ثلاث، عندي منه دينار إلا أرصدة لدين، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا). وأرانا بيده، ثم قال: (يا أبا ذر). قلت: لبيك وسعديك يا رسول الله، قال: (الأكثرون هم الأقلون، إلا من قال هكذا وهكذا). ثم قال لي: (مكانك لا تبرح يا أبا ذر حتى أرجع). فانطلق حتى غاب عني، فسمعت صوتاً، فخشيت أن يكون عرض لرسول الله ، فأردت أن أذهب، ثم ذكرت قول رسول الله : (لا تبرح). فمكثت، قلت: يا رسول الله، سمعت صوتاً، خشيت أن يكون عرض لك، ثم ذكرت قولك فقمت، فقال النبي : (ذاك جبريل، أتاني فأخبرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة). قلت: يا رسول الله، وإن زنى وإن سرق، قال: (وإن زنى وإن سرق). قلت لزيد: إنه بلغني أنه أبو الدرداء، فقال: أشهد لحدثنيه أبو ذر بالربذة.

قال الأعمش: وحدثني أبو صالح، عن أبي الدرداء نحوه. وقال أبو شهاب، عن الأعمش: (يمكث عندي فوق ثلاث). [ر:2258] 31 - باب: لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه. 5914 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما،

عن النبي  قال: (لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه).

[ر:869]

32 - باب: {إذا قيل لكم تفسحوا في المجلس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا} الآية /المجادلة: 11/.

5915 - حدثنا خلاد بن يحيى: حدثنا سفيان، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر،

عن النبي : أنه نهى أن يقام الرجل من مجلسه ويجلس فيه آخر، ولكن تفسحوا وتوسعوا. وكان ابن عمر يكره أن يقوم الرجل من مجلسه ثم يجلس مكانه.

[ر:869] 33 - باب: من قام من مجلسه أو بيته ولم يستأذن أصحابه، أو تهيأ للقيام ليقوم الناس. 5916 - حدثنا الحسن بن عمر: حدثنا معتمر: سمعت أبي يذكر عن أبي مجلز، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

لما تزوج رسول الله  زينب بنت جحش دعا الناس، طعموا ثم جلسوا يتحدثون، قال: فأخذ كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا، فلما رأى ذلك قام، فلما قام قام من قام معه من الناس وبقي ثلاثة، وإن النبي  جاء ليدخل فإذا القوم جلوس، ثم إنهم قاموا فانطلقوا، قال: فجئت فأخبرت النبي  أنهم قد انطلقوا، فجاء حتى دخل، فذهبت أدخل فأرخى الحجاب بيني وبينه، وأنزل الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم}
- إلى قوله - {إن ذلكم كان عند الله عظيماً}.

[ر:4513] 34 - باب: الاحتباء باليد، وهو القرفصاء. 5917 - حدثني محمد بن أبي غالب: أخبرنا إبراهيم بن المنذر الحزامي: حدثنا محمد بن فليح، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:

رأيت رسول الله  بفناء الكعبة، محتبياً بيده هكذا.

35 - باب: من اتكأ بين يدي أصحابه. قال خباب: أتيت النبي وهو متوسد بردة، قلت: ألا تدعو الله، فقعد. [ر:3416] 5918 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا بشر بن المفضل: حدثنا الجريري، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه قال:

قال رسول الله : (ألا أخبركم بأكبر الكبائر). قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (الإشراك بالله، وعقوق الوالدين).

حدثنا مسدَّد: حدثنا بشر مثله، وكان متكئاً فجلس، فقال: (ألا وقول الزور). فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت. [ر:2511] 36 - باب: من أسرع في مشيه لحاجة أو قصد. 5919 - حدثنا أبو عاصم، عن عمر بن سعيد، عن ابن أبي مليكة: أن عقبة بن الحارث حدثه قال:

صلى النبي  العصر فأسرع، ثم دخل البيت.

[ر:813] 37 - باب: السرير. 5920 - حدثنا قتيبة: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

كان رسول الله  يصلي وسط السرير، وأنا مضطجعة بينه وبين القبلة، تكون لي الحاجة، فأكره أن أقوم فأستقبله، فأنسل انسلالاً.

[ر:486] 38 - باب: من ألقي له وسادة. 5921 - حدثنا إسحق: حدثنا خالد. وحدثني عبد الله بن محمد: حدثنا عمرو بن عون: حدثنا خالد، عن خالد، عن أبي قلابة قال: أخبرني أبو المليح قال: دخلت مع أبيك زيد على عبد الله بن عمرو فحدثنا:

أن النبي  ذكر له صومي، فدخل علي، فألقيت له وسادة من أدم حشوها ليف، فجلس على الأرض وصارت الوسادة بيني وبينه، فقال لي: (أما يكفيك من كل شهر ثلاثة أيام). قلت: يا رسول الله، قال: (خمساً). قلت: يا رسول الله، قال: (سبعاً). قلت: يا رسول الله، قال: (تسعاً). قلت: يا رسول الله، قال: (إحدى عشرة). قلت: يا رسول الله، قال: (لا صوم فوق صوم داود، شطر الدهر: صيام يوم، وإفطار يوم).

[ر:1079] 5922 - حدثنا يحيى بن جعفر: حدثنا يزيد، عن شُعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة: أنه قدم الشأم. وحدثنا أبو الوليد: حدثنا شُعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم قال:

ذهب علقمة إلى الشأم، فأتى المسجد فصلى ركعتين، فقال: اللهم ارزقني جليساً، فقعد إلى أبي الدرداء، فقال: ممن أنت؟ قال: من أهل الكوفة، قال: أليس فيكم صاحب السر الذي كان لا يعلمه غيره، يعني حذيفة، أليس فيكم، أو كان فيكم، الذي أجاره الله على لسان رسوله  من الشيطان، يعني عماراً، أو ليس فيكم صاحب السواك والوساد، يعني ابن مسعود، كيف كان عبد الله يقرأ: {والليل إذا يغشى}. قال: {والذكر والأنثى}. فقال: ما زال هؤلاء حتى كادوا يشككونني، وقد سمعتها من رسول الله .

[ر:3113] 39 - باب: القائلة بعد الجمعة. 5923 - حدثنا محمد بن كثير: حدثنا سفيان، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال: كنا نقيل ونتغدى بعد الجمعة. [ر:896] 40 - باب: القائلة في المسجد. 5924 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال:

ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي تراب، وإن كان ليفرح به إذا دعي بها، جاء رسول الله  بيت فاطمة عليها السلام، فلم يجد علياً في البيت، فقال: (أين ابن عمك). فقالت: كان بيني وبينه شيء، فغاضبني فخرج فلم يقل عندي، فقال رسول الله  لإنسان: (انظر أين هو). فجاء فقال: يا رسول الله هو في المسجد راقد، فجاء رسول الله  وهو مضطجع. قد سقط رداؤه عن شقه فأصاب تراب، فجعل رسول الله  يمسحه عنه وهو يقول: (قم أبا تراب، قم أبا تراب).

[ر:430] 41 - باب: من زار قوماً فقال عندهم. 5925 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثني أبي، عن ثمامة، عن أنس:

أن أم سليم كانت تبسط للنبي  نطعاً، فيقيل عندها على ذلك النطع، قال: فإذا نام النبي  أخذت من عرقه وشعره، فجمعته في قارورة، ثم جمعته في سك، قال: فلما حضر أنس بن مالك الوفاة، أوصى إلي أن يجعل في حنوطه من ذلك السك، قال: فجعل في حنوطه.

5926 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سمعه يقول:

كان رسول الله  إذا ذهب إلى قباء، يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت تحت عبادة بن الصامت، فدخل يوماً فأطعمته، فنام رسول الله ، ثم استيقظ يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ فقال: (ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر، ملوكاً على الأسرة، أو قال: مثل الملوك على الأسرة). يشك إسحق. فقلت: ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا، ثم وضع رأسه فنام، ثم استيقظ يضحك، فقلت: ما يضحكك يا رسول الله، قال: (ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر، ملوكاً على الأسرة، أو: مثل الملوك على الأسرة). فقلت: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: (أنت من الأولين). فركبت البحر في زمان معاوية، فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر، فهلكت.

[ر:2636] 42 - باب: الجلوس كيفما تيسر. 5927 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن الزُهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:

نهى النبي  عن لبستين وعن بيعتين: اشتمال الصماء، والاحتباء في ثوب واحد ليس على فرج الإنسان منه شيء، والملامسة والمنابذة. تابعه معمر ومحمد بن أبي حفصة، وعبد الله بن بديل، عن الزُهري.

[ر:360] 43 - باب: من ناجى بين يدي الناس، ومن لم يخبر بسر صاحبه، فإذا مات أخبر به. 5928 - حدثنا موسى، عن أبي عوانة: حدثنا فراس، عن عامر، عن مسروق: حدثتني عائشة أم المؤمنين قالت:

إنا كنا أزواج النبي  عنده جميعاً، لم تغادر منا واحدة، فأقبلت فاطمة عليها السلام تمشي، ولا والله لا تخفى مشيتها من مشية رسول الله ، فلما رآها رحب وقال: (مرحباً بابنتي). ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارها، فبكت بكاء شديداً، فلما رأى حزنها سارها الثانية، فإذا هي تضحك، فقلت لها أنا من بين نسائه: خصك رسول الله  بالسر من بيننا، ثم أنت تبكين، فلما قام رسول الله  سألتها: عم سارك؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله  سره، فلما توفي، قلت لها: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني، قالت: أما الآن فنعم، فأخبرتني، قالت: أما حين سارني في الأمر الأول، فإنه أخبرني: أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة. (وإنه قد عارضني به العام مرتين، ولا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فإني نعم السلف أنا لك). قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت، فلما رأى جزعي سارني الثانية، قال: (يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة).

[ر:3426] 44 - باب: الاستلقاء. 5929 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: حدثنا الزُهري قال: أخبرني عباد بن تميم، عن عمه قال:

رأيت رسول الله  في المسجد مستلقياً، واضعاً إحدى رجليه على الأخرى.

[ر:463] 45 - باب: لا يتناجى اثنان دون الثالث. وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون. إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون} /المجادلة: 9، 10/. وقوله: {يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم. أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون} /المجادلة: 12، 13/.

5930 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك. وحدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن نافع، عن عبد الله رضي الله عنه:

أن رسول الله  قال: (إذا كانوا ثلاثة، فلا يتناجى اثنان دون الثالث).

46 - باب: حفظ السر. 5931 - حدثنا عبد الله بن صباح: حدثنا معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي قال: سمعت أنس بن مالك:

أسر إلي النبي  سراً، فما أخبرت به أحداً بعده، ولقد سألتني أم سليم فما أخبرتها به.

47 - باب: إذا كانوا أكثر من ثلاثة فلا بأس بالمسارة والمناجاة. 5932 - حدثنا عثمان: حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه:

قال النبي : (إذا كنتم ثلاثة، فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس، أجل أن يحزنه).

5933 - حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله قال:

قسم النبي  يوماً قسمة، فقال رجل من الأنصار: إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله، قلت: أما والله لآتين النبي ، فأتيته وهو في ملأ فساررته، فغضب حتى احمر وجهه، ثم قال: (رحمة الله على موسى، أوذي بأكثر من هذا فصبر).

[ر:2981] 48 - باب: طول النجوى. وقوله: {وإذ هم نجوى} /الإسراء: 47/: مصدر من ناجيت، فوصفهم بها، والمعنى: يتناجون. 5934 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا شُعبة، عن عبد العزيز، عن أنس رضي الله عنه قال:

أقيمت الصلاة، ورجل يناجي رسول الله ، فما زال يناجيه حتى نام أصحابه، ثم قام فصلى.

[ر:616] 49 - باب: لا تترك النار في البيت عند النوم. 5935 - حدثنا أبو نُعَيم: حدثنا ابن عيينة، عن الزُهري، عن سالم، عن أبيه،

عن النبي  قال: (لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون).

5936 - حدثنا محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه قال:

احترق بيت بالمدينة على أهله من الليل، فحدث بشأنهم النبي ، قال: (إن هذه النار إنما هي عدو لكم، فإذا نمتم فأطفئوها عنكم).

5937 - حدثنا قتيبة: حدثنا حمَّاد، عن كثير، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:

قال رسول الله : (خمروا الآنية، وأجيفوا الأبواب، وأطفئوا المصابيح، فإن الفويسقة ربما جرت الفتيلة فأحرقت أهل البيت).

[ر:3106] 50 - باب: غلق الأبواب بالليل. 5938 - حدثنا حسان بن أبي عباد: حدثنا همَّام، عن عطاء، عن جابر قال:

قال رسول الله : (أطفئوا المصابيح بالليل إذا رقدتم، وأغلقوا الأبواب، وأوكوا الأسقية، وخمروا الطعام والشراب - قال همَّام: وأحسبه قال - ولو بعود يعرضه).

[ر:3106] 51 - باب: الختان بعد الكبر ونتف الإبط. 5939 - حدثنا يحيى بن قزعة: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة رضي الله عنه،

عن النبي  قال: (الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، ونتف الإبط، وقص الشارب، وتقليم الأظفار).

[ر:5552] 5940 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة:

أن رسول الله  قال: (اختتن إبراهيم بعد ثمانين سنة، واختتن بالقدوم). مخففة.

قال أبو عبد الله: حدثنا قتيبة: حدثنا المغيرة، عن أبي الزناد وقال: بالقدوم. [ر:3178] 5941 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم: أخبرنا عباد بن موسى: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن إسرائيل، عن أبي إسحق، عن سعيد بن جبير قال:

سئل ابن عباس: مثل من أنت حين قبض النبي ؟ قال: أنا يومئذ مختون، قال: وكانوا لا يختنون الرجل حتى يدرك.

وقال ابن إدريس، عن أبيه، عن أبي إسحق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: قبض النبي وأنا ختين. 52 - باب: كل لهو باطل إذا شغله عن طاعة الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك. وقوله تعالى: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله} /لقمان: 6/. 5942 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عُقَيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني حميد بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة قال:

قال رسول الله : (من حلف منكم فقال في حلفه: باللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدق).

[ر:4579]

باب ما جاء في البناء

[عدل]

قال أبو هريرة، عن النبي :

(من أشراط الساعة إذا تطاول رعاة البهم في البنيان).

[ر:50] 5943 - حدثنا أبو نُعَيم: حدثنا إسحق، هو ابن سعيد، عن سعيد، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:

رأيتني مع النبي  بنيت بيدي بيتاً يكنني من المطر، ويظلني من الشمس، ما أعانني عليه أحد من خلق الله.

5944 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: قال عمرو: قال ابن عمر:

والله ما وضعت لبنة على لبنة، ولا غرست نخلة، منذ قبض النبي . قال سفيان: فذكرته لبعض أهله، قال: والله لقد بنى بيتاً. قال سفيان: قلت: فلعله قال قبل أن يبني.