انتقل إلى المحتوى

صحيح ابن حبان/كتاب الرقائق

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

كتاب الرقائق


باب الحياء

[ 607 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا القعنبي عن شعبة عن منصور عن ربعي عن أبي مسعود قال قال رسول الله إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت ما سمع القعنبي من شعبة إلا هذا الحديث قاله الشيخ

ذكر الإخبار عما يجب على المرء من لزوم الحياء عند تزيين الشيطان له ارتكاب ما زجر عنه

[ 608 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا الفضل بن موسى قال حدثنا محمد بن عمرو قال حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله قال الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 609 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود عن حماد بن زيد قال حدثنا بن وهب قال أخبرني الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله قال الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار

ذكر البيان بأن الحياء جزء من أجزاء الإيمان إذ الإيمان شعب لأجزاء على ما تقدم ذكرنا له

[ 610 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن بن عمر أن رسول الله مر برجل يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله دعه فإن الحياء من الإيمان قال أبو حاتم دعه لفظة زجر يراد بها ابتداء أمر مستأنف

باب التوبة

ذكر الخبر الدال على أن الندم توبة

[ 611 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة قال لا فقتله وكمل به مائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل فقال إنه قتل مائة فهل له توبة قال نعم من يحول بينك وبين التوبة ائت أرض كذا وكذا فإن بها ناسا يعبدون الله فاعبد الله ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا انتصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاءنا تائبا مقبلا بقلبه إلى الله جل وعلا وقالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيرا قط فأتاه ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين الأرضين أيهما كان أقرب فهي له فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته بها ملائكة الرحمة

ذكر الخبر المصرح بصحة ما أسند للناس خبر أبي سعيد الذي ذكرناه

[ 612 ] أخبرنا بن ناجية عبد الحميد بن محمد بن مستام حدثنا مخلد بن يزيد الحراني حدثنا مالك بن مغول عن منصور عن خيثمة عن بن مسعود قال قيل له أنت سمعت رسول الله يقول الندم توبة قال نعم

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 613 ] أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا محفوظ بن أبي توبة حدثنا عثمان بن صالح السهمي حدثنا بن وهب عن يحيى بن أيوب قال سمعت حميدا الطويل يقول قلت لأنس بن مالك أقال رسول الله الندم توبة قال نعم

[ 614 ] أخبرنا أبو عروبة أخبرنا المسيب بن واضح حدثنا يوسف بن أسباط عن مالك بن مغول عن منصور عن خيثمة عن بن مسعود عن النبي قال الندم توبة

ذكر ما يجب على المرء من لزوم الندم والتأسف على ما فرط منه رجاء مغفرة الله جل وعلا ذنوبه به

[ 615 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار حدثنا بن أبي عدي عن شعبة عن قتادة عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري عن النبي قال كان في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين إنسانا ثم خرج يسأل فأتى راهبا فسأله هل له من توبة قال لا فقتله وجعل يسأل فقال له رجل ائت قرية كذا وكذا فأدركه الموت فمات فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فأوحى الله إلى هذه تقربي وإلى هذه تباعدي أقرب إلى هذه بشبر فغفر له

ذكر الإخبار عما يجب على المرء من لزوم التوبة والإنابة عند السهو والخطأ

[ 616 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست حدثنا عبد الوارث بن عبيد الله عن عبد الله أخبرنا سعيد بن أبي أيوب الخزاعي حدثنا عبد الله بن الوليد عن أبي سليمان الليثي عن أبي سعيد الخدري عن النبي قال مثل المؤمن ومثل الإيمان كمثل الفرس في آخيته يجول ثم يرجع إلى آخيته وإن المؤمن يسهو ثم يرجع إلى الإيمان فأطعموا طعامكم الأتقياء وولوا معروفكم المؤمنين

ذكر الإخبار عما يستحب للمرء من لزوم التوبة في أوقاته وأسبابه

[ 617 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هدبة بن خالد القيسي قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا قتادة عن أنس أن رسول الله قال الله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم يستيقظ على بعيره أضله بأرض فلاة

ذكر الإخبار عن وصف البعير الضال الذي تمثل هذه القصة به

[ 618 ] أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا أحمد بن سنان القطان قال حدثنا أبو معاوية قال حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله الله أفرح بتوبة أحدكم من رجل بأرض دوية مهلكة ومعه راحلته عليها زاده وطعامه وما يصلحه فأضلها فخرج في طلبها حتى إذا أدركه الموت قال أرجع إلى مكاني فأموت فيه فرجع إلى مكانه الذي أضلها فيه فبينما هو كذلك إذ غلبته عينه فاستيقظ فإذا راحلته عند رأسه عليها زاده وما يصلحه فالله أفرح بتوبة أحدكم من هذا الرجل

ذكر الإخبار عما يجب على المرء من لزوم التوبة في جميع أسبابه

[ 619 ] أخبرنا محمد بن محمود بن عدي بنسا قال حدثنا حميد بن زنجويه قال حدثنا أبو مسهر قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر عن رسول الله عن الله تبارك وتعالى قال يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا الذي أغفر الذنوب ولا أبالي فذكره بطوله وقال في آخره وكان أبو إدريس إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه

ذكر البيان بأن المرء عليه إذا تخلى لزوم البكاء على ما ارتكب من الحوبات وإن كان بائنا عنها مجدا في إتيان ضدها

[ 620 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن زكريا عن إبراهيم بن سويد النخعي حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء قال دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة فقالت لعبيد بن عمير قد آن لك أن تزورنا فقال أقول يا أمه كما قال الأول زر غبا تزدد حبا قال فقالت دعونا من رطانتكم هذه قال بن عمير أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله قال فسكتت ثم قالت لما كان ليلة من الليالي قال يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي قلت والله إني لأحب قربك وأحب ما سرك قالت فقام فتطهر ثم قام يصلي قالت فلم يزل يبكي حتى بل حجره قالت ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته قالت ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال يا رسول الله لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا لقد نزلت علي الليلة آية ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها إن في خلق السماوات والأرض الآية كلها

ذكر الإخبار عما يقع بمرضاة الله جل وعلا من توبة عبده عما قارف من المأثم

[ 621 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عثمان بن عمر حدثنا بن أبي ذئب عن عجلان مولى المشمعل عن أبي هريرة قال ذكروا الفرح عند رسول الله فذكروا الضالة يجدها الرجل فقال رسول الله لله أشد فرحا بتوبة أحدكم من الضالة يجدها الرجل بأرض الفلاة

ذكر الخبر الدال على أن توبة المرء بعد مواقعته الذنب في كل وقت تخرجه عن حد الإصرار على الذنب

[ 622 ] أخبرنا عمر بن محمد بن يوسف قال حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا همام عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة عن النبي أن رجلا أذنب ذنبا فقال أي رب أذنبت ذنبا أو قال عملت عملا فاغفر لي فقال تبارك وتعالى عبدي عمل ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي ثم أذنب ذنبا آخر أو قال عمل ذنبا آخر قال رب إني عملت ذنبا فاغفر لي فقال تبارك وتعالى علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي ثم عمل ذنبا آخر أو أذنب ذنبا آخر فقال رب إني عملت ذنبا فاغفر لي فقال الله تبارك وتعالى علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به أشهدكم أني قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء

ذكر مغفرة الله جل وعلا للتائب المستغفر لذنبه إذا عقب إستغفاره صلاة

[ 623 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم الفزاري عن علي قال كنت إذا سمعت من رسول الله حديثا ينفعني الله بما شاء أن ينفعني حتى حدثني أبو بكر وكان إذا حدثني عن النبي بعض أصحابه استحلفته فإن حلف صدقته وإنه حدثني أبو بكر وصدق أبو بكر عن النبي أنه قال ما من عبد يذنب ذنبا ثم يتوضأ ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غفر الله له

ذكر مغفرة الله جل وعلا ذنوب التائب المستغفر وإن لم يتقدم استغفاره صلاة

[ 624 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان بمنبج وإبراهيم بن أبي أمية بطرسوس في آخرين قالا حدثنا حامد بن يحيى البلخي قال حدثنا سفيان عن وائل بن داود عن ابنه بكر بن وائل عن الزهري عن عروة أو سعيد أو كلاهما شك حامد عن عائشة أن رسول الله قال لها يا عائشة إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي فإن العبد إذا أذنب ثم استغفر الله غفر الله له ما روى وائل عن ابنه إلا ثلاثة أحاديث قاله الشيخ

ذكر تفضل الله جل وعلا على التائب المعاود لذنبه بمغفرة كلما تاب وعاد يغفر

[ 625 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد عن حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة عن رسول الله فيما يحكي عن ربه جل وعلا قال أذنب عبدي ذنبا فقال أي رب أذنبت فقال أذنب عبدي ذنبا فعلم أن الله يغفر الذنوب ويأخذ بالذنوب ثم عاد فأذنب فقال أي رب أذنبت فقال أذنب عبدي وعلم أن ربه يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قوله اعمل ما شئت لفظة تهديد أعقبت بوعد يريد بقوله اعمل ما شئت أي لا تعص وقوله قد غفرت لك يريد إذا تبت

ذكر البيان بأن الله جل وعلا يغفر ذنوب التائب كلما أناب ما لم يقع الحجاب بينه وبينه بالإشراك به نعوذ بالله من ذلك

[ 626 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا الوليد بن عتبة قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن أسامة بن سلمان قال حدثنا أبو ذر عن رسول الله قال إن الله يغفر لعبده ما لم يقع الحجاب قيل وما يقع الحجاب قال أن تموت النفس وهي مشركة

ذكر البيان بأن مكحولا سمع هذا الخبر من عمر بن نعيم عن أسامة كما سمعه من أسامة سواء

[ 627 ] أخبرنا عمر بن محمد حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا أبي حدثنا بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن عمر بن نعيم حدثهم عن أسامة بن سلمان أن أبا ذر حدثهم أن رسول الله قال إن الله يغفر لعبده ما لم يقع الحجاب قالوا يا رسول الله وما وقوع الحجاب قال أن تموت النفس وهي مشركة

ذكر تفضل الله جل وعلا على التائب بقبول توبته كلما أناب ما لم يغرغر حالة المنية به

[ 628 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثني علي بن الجعد قال حدثنا بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير عن بن عمر عن النبي قال إن الله تبارك وتعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر

ذكر البيان بأن توبة التائب إنما تقبل إذا كان ذلك منه قبل طلوع الشمس من مغربها لا بعدها

[ 629 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا عبد الله بن رجاء عن هشام عن بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه

ذكر تفضل الله جل وعلا على المسلم التائب إذا خرج من الدنيا بهما بإدخال النار في القيامة مكانه يهوديا أو نصرانيا

[ 630 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان قال حدثنا همام قال حدثنا قتادة أن عون بن عبد الله وسعيد بن أبي بردة حدثاه أنهما سمعا أبا بردة يحدث عمر بن عبد العزيز عن أبيه عن النبي قال لا يموت رجل مسلم إلا أدخل الله مكانه النار يهوديا أو نصرانيا قال فاستحلفه عمر بن عبد العزيز بالله الذي لا إله إلا هو ثلاث مرات أن أباه حدثه عن رسول الله فحلف فلم يحدثني سعيد أنه استحلفه ولم ينكر على عون قوله

باب حسن الظن بالله تعالى

ذكر البيان بأن حسن الظن للمرء المسلم من حسن العبادة

[ 631 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي عن حماد بن سلمة عن محمد بن واسع عن شتير بن نهار عن أبي هريرة عن النبي قال حسن الظن من حسن العبادة

ذكر البيان بأن حسن الظن بالمعبود جل وعلا قد ينفع في الآخرة لمن أراد الله به الخير

[ 632 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هدبة بن خالد القيسي قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال قال رسول الله يخرج رجلان من النار فيعرضان على الله ثم يؤمر بهما إلى النار فليلتفت أحدهما فيقول يا رب ما كان هذا رجائي قال وما كان رجاؤك قال كان رجائي إذ أخرجتني منها أن لا تعيدني فيرحمه الله فيدخله الجنة

ذكر الإخبار عما يجب على المرء من الثقة بالله جل وعلا بحسن الظن في أحواله به

[ 633 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا شبابة قال حدثنا هشام بن الغاز قال حدثنا حيان أبو النضر عن واثلة بن الأسقع قال سمعت رسول الله يقول قال الله تبارك وتعالى أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء

ذكر الإخبار عما يجب على المرء من مجانبة سوء الظن بالله عز وجل وإن كثرت حياته في الدنيا

[ 634 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا صدقة بن خالد قال حدثنا هشام بن الغاز قال حدثني حيان أبو النضر قال سمعت واثلة بن الأسقع يقول قال سمعت رسول الله يحدث عن الله جل وعلا قال أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء

ذكر إعطاء الله جل وعلا العبد المسلم ما أمل ورجا من الله عز وجل

[ 635 ] أخبرنا محمد بن العباس الدمشقي بجرجان وإسحاق بن إبراهيم قالا حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا صدقة بن خالد قال حدثنا هشام بن الغاز قال حدثنا حيان بن أبو النضر قال سمعت واثلة بن الأسقع يقول سمعت رسول الله يقول عن الله جل وعلا قال أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء

ذكر الأمر للمسلم بحسن الظن بمعبوده مع قلة التقصير في الطاعات

[ 636 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا محمد بن كثير العبدي أنبأنا سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال سمعت النبي يقول قبل موته بثلاث لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن

ذكر الحث على حسن الظن بالله جل وعلا للمرء المسلم

[ 637 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا جعفر بن مهران السباك قال حدثنا فضيل بن عياض عن سليمان عن أبي سفيان قال سمعت جابرا يقول سمعت النبي يقول قبل موته بثلاث من استطاع منكم أن لا يموت إلا وظنه بالله حسن فليفعل

ذكر حث المصطفى على حسن الظن بمعبودهم جل وعلا

[ 638 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله قال سمعت النبي يقول قبل موته بثلاث لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله جل وعلا

ذكر البيان بأن الله جل وعلا يعطي من ظن ما ظن إن خيرا فخير وإن شرا فشر

[ 639 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث وذكر بن سلم آخر معه أن أبا يونس حدثهم عن أبي هريرة عن رسول الله قال إن الله جل وعلا يقول أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرا فله وإن ظن شرا فله قال أبو حاتم أبو يونس هذا اسمه سليم بن جبير تابعي

ذكر البيان بأن حسن الظن الذي وصفناه يجب أن يكون مقرونا بالخوف منه جل وعلا

[ 640 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني حدثنا عبد الوهاب بن عطاء حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي يروي عن ربه جل وعلا قال وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة وإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة

ذكر البيان بأن من أحسن بالمعبود كان له عند ظنه ومن أساء به الظن كان له عند ذلك

[ 641 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عمرو بن عثمان قال حدثنا أبي قال حدثنا محمد بن المهاجر عن يزيد بن عبيدة عن حيان أبي النضر قال خرجت عائدا ليزيد بن الأسود فلقيت واثلة بن الأسقع وهو يريد عيادته فدخلنا عليه فلما رأى واثلة بسط يده وجعل يشير إليه فأقبل واثلة حتى جلس فأخذ يزيد بكفي واثلة فجعلهما على وجهه فقال له واثلة كيف ظنك بالله قال ظني بالله والله حسن قال فأبشر فإني سمعت رسول الله يقول قال الله جل وعلا أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرا وإن ظن شرا

ذكر الإخبار عن تفضل الله جل وعلا بأنواع النعم على من يستوجب منه أنواع النقم

[ 642 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن يحيى القطان عن الأعمش قال حدثنا سعيد بن جبير عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عبد الله بن قيس قال قال رسول الله ما أحد أصبر على أذى يسمعه من الله يجعلون له ندا ويجعلون له ولدا وهو في ذلك يرزقهم ويعافيهم ويعطيهم

باب الخوف والتقوى

[ 643 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا النضر حدثه أن عثمان بن مظعون لما قبر قالت أم العلاء طبت أبا السائب في الجنة فسمعها نبي الله فقال من هذه فقالت أنا يا نبي الله قال وما يدريكي قالت يا رسول الله عثمان بن مظعون قال رسول الله أجل عثمان بن مظعون ما رأيناه إلا خيرا وها أنا رسول الله والله ما أدري ما يصنع بي قال عمرو وسمعه أبو النضر من خارجة بن زيد عن أبيه

[ 644 ] أخبرنا سليمان بن الحسن بن المنهال العطار بالبصرة قال حدثنا عبيد الله بن معاذ قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة حدثنا سماك سمع النعمان بن بشير يقول قال رسول الله أنذركم النار أنذركم النار أنذركم النار حتى لو كان في مقامي هذا وهو بالكوفة سمعه أهل السوق حتى وقعت خميصة كانت على عاتقه على رجليه

ذكر الإخبار بأن الانتساب إلى الأنبياء لا ينفع في الآخرة ولا ينتفع المنتسب إليهم إلا بتقوى الله والعمل الصالح

[ 645 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا أحمد بن المقدام العجلي قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت أبي عن قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله يأخذ رجل بيد أبيه يوم القيامة يريد أن يدخله الجنة فينادى ألا إن الجنة لا يدخلها مشرك قال فيقول أي رب أبي قال فيحول في صورة قبيحة وريح منتنة فيتركه قال أبو سعيد كانوا يقولون إنه إبراهيم قال ولم يزدهم رسول الله على ذلك

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن أولاد فاطمة لا يضرهم ارتكاب الحوبات في الدنيا رضى الله تعالى عنها وعن بعلها وعن ولدها وقد فعل

[ 646 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان حدثنا حكيم بن سيف الرقي حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن أبي هريرة قال لما نزلت هذه الآية وأنذر عشيرتك الأقربين جمع رسول الله قريشا فقال يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا ولبني عبد مناف مثل ذلك ولبني عبد المطلب مثل ذلك ثم قال يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لك ضرا ولا نفعا إلا أن لك رحما سأبلها ببلالها قال أبو حاتم هذا منسوخ إن فيه أنه لا يشفع لأحد واختيار الشفاعة كانت بالمدينة بعده

ذكر الخبر الدال على أن أولياء المصطفى هم المتقون دون أقربائه إذا كانوا فجرة

[ 647 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو نشيط محمد بن هارون بن رهيم بغدادي ثقة قال حدثنا أبو المغيرة قال حدثنا صفوان بن عمرو قال حدثني راشد بن سعد عن عاصم بن حميد السكوني عن معاذ بن جبل قال لما بعثه رسول الله إلى اليمن خرج معه رسول الله يوصيه معاذ راكب ورسول الله تحت راحلته فلما فرغ قال يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا لعلك أن تمر بمسجدي وقبري فبكى معاذ خشعا لفراق رسول الله ثم التفت رسول الله نحو المدينة فقال إن أهل بيتي هؤلاء يرون أنهم أولى الناس بي وإن أولى الناس بي المتقون من كانوا حيث كانوا اللهم إني لا أحل لهم فساد ما أصلحت وأيم الله ليكفؤون أمتي عن دينها كما يكفأ الإناء في البطحاء

ذكر البيان بأن من اتقى الله مما حرم عليه كان هو الكريم دون النسيب الذي يقارف ما حظر عليه

[ 648 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا محمد بن سنان قال حدثنا يحيى القطان عن عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قيل يا رسول الله من أكرم الناس قال أتقاهم قالوا لسنا عن هذا نسألك قال فعن معادن العرب تسألونني خياركم خياركم في الإسلام إذا فقهوا

ذكر رجاء مغفرة الله جل وعلا لمن غلبت عليه حالة خوف الله جل وعلا على حالة الرجاء

[ 649 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله كان فيمن سلف من الناس رجل رغسه الله مالا وولدا فلما حضره الموت جمع بنيه فقال أي أب كنت لكم قالوا خير أب فقال انه والله ما ابتأر عند الله خير قط وإن ربه يعذبه فإذا أنا مت فأحرقوني ثم اسحوقني ثم اذروني في ريح عاصف قال الله كن فإذا رجل قائم قال ما حملك على ما صنعت قال مخافتك قال فوالذي نفسي بيده إن يلقاه غير أن غفر له

ذكر الخبر الدال على أن خوف الله جل وعلا إذا غلب على المرء قد يرجى له النجاة في القيامة

[ 650 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا صالح بن حاتم بن وردان حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت أبي يحدث عن قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله كان رجل فيمن كان قبلكم لم يبتئر عند الله خيرا قط قال لبنيه عند الموت يا بني أي أب كنت لكم قالوا خير أب قال فإذا أنا مت فاحرقوني واسحقوني فإذا كان في يوم ريح عاصف فذروني قال فمات ففعل به ذلك فقال له كن فكان كأسرع من طرفة العين فقال الله يا عبدي ما حملك على ما فعلت فقال مخافتك أي رب قال فما تلافاه أن غفر له قال المعتمر قال أبي فحدثت هذا الحديث أبا عثمان النهدي قال هكذا حدثني سليمان وزاد فيه وذروني في البحر

ذكر البيان بأن هذا الرجل كان ينبش القبور في الدنيا

[ 651 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة عن النبي قال توفى رجل كان نباشا فقال لولده احرقوني ثم اسحقوني فذروني في الريح فسئل ما صنعت قال مخافتك يا رب قال فغفر له

ذكر الإخبار عما يجب على المرء من مجانبة الغفلة ولزوم الانتباه لورد هول المطلع

[ 652 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي قال حدثنا محمد بن خازم قال حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد عن النبي إذ قضي الأمر وهم في غفلة قال في الدنيا

ذكر الإخبار عن الخصال التي يجب على المرء تفقدها من نفسه حذر إيجاب النار له بارتكاب بعضها

[ 653 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا حفص بن عمر الحوضي قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا قتادة قال حدثني العلاء بن زياد قال حدثني يزيد أخو مطرف قال وحدثني رجلان آخران أن مطرفا حدثهم أن عياض بن حمار حدثهم أنه سمع النبي يقول في خطبته إن الله أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا إن كل ما أنحلته عبدي حلال وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنه أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم فأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطان وإن الله اطلع إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم غير بقايا من أهل الكتاب فقال يا محمد إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك وأنزل عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه يقظان ونائما وإن الله جل وعلا أمرني أن أخبر قريشا فقلت إذا يثلغوا رأسي فيتركوه خبزة قال فاستخرجهم كما استخرجوك واغزهم يستغزوك وأنفق ينفق عليك وابعث جيشا نبعث خمسة أمثالهم وقاتل بمن أطاعك من عصاك وقال أصحاب الجنة ثلاثة إمام مقسط مصدق موفق ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم ورجل عفيف فقير مصدق وقال أصحاب النار خمسة رجل جائر لا يخفى له طمع وإن دق ورجل لا يمسي ولا يصبح إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك والضعيف الذين هم فيكم تبع لا يبغون أهلا ولا مالا فقال له رجل يا أبا عبد الله أمن الموالي هو أو من العرب قال هو التابعة يكون للرجل فيصيب من حرمته سفاحا غير نكاح والشنظير الفاحش وذكر البخل والكذب

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به قتادة بن دعامة

[ 654 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا المعلى بن مهدي قال حدثنا أبو شهاب عن عوف عن حكيم بن الأثرم عن الحسن عن مطرف بن عبد الله عن عياض بن حمار قال خطبنا رسول الله فقال إن الله جل وعلا أمرني أن أعلمكم مما علمني يومي هذا وإنه قال لي إني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإن كل ما أنحلت عبادي فهو لهم حلال وإن الشياطين أتتهم فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم الذي أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا وإن الله أتى أهل الأرض قبل أن يبعثني فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب وإنه قال لي قد أنزلت كتابا لا يغسله الماء فاقرأه نائما ويقظان وإن الله أمرني أن أخبر قريشا وإني قلت أي رب إذا يثغلوا رأسي فيدعوه خبزة وإنه قال لي استخرجهم كما استخرجوك واغزهم يستغزونك وأنفق عليك وابعث جيشا نبعث خمسة أمثاله وقاتل بمن أطاعك من عصاك

ذكر ما يجب على المرء من مجانبة أفعال يتوقع لمرتكبها العقوبة في العقبي بها

[ 655 ] أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد حدثنا عيسى بن أحمد أخبرنا النضر بن شميل أخبرنا عوف عن أبي رجاء العطاردي عن سمرة بن جندب الفزاري قال كان رسول الله فيما يقول هل رأى أحد من رؤيا فيقص عليه من شاء الله أن يقص وإنه قال لنا ذات غداة إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني وإنهما قالا لي انطلق وإني انطلقت معهما حتى أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ بها رأسه فتدهدهه الصخرة ها هنا فيقوم إلى الحجر فيأخذه فما يرجع إليه أحسبه قال حتى يصح رأسه كما كان ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى قال قلت سبحان الله ما هذان قالا لي انطلق انطلق قال فانطلقت معهما فأتينا على رجل مستلق لقفاه وإذا آخر عليه بكلوب من حديد فإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح الجانب الأول كما كان ثم يعود فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى قال قلت سبحان الله ما هذان قالا انطلق انطلق فانطلقت معها فأتينا على مثل بناء التنور قال عوف أحسب أنه قال فإذا فيه لغظ وأصوات فاطلعنا فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا بنهر لهيب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب تضوضوا قال قلت ما هؤلاء قالا لي انطلق انطلق قال فانطلقنا على نهر حسبت أنه قال أحمر مثل الدم وإذا في النهر رجل يسبح وإذا عند شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح ثم يأتي ذلك الرجل الذي جمع الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجرا قال قلت ما هؤلاء قالا لي انطلق انطلق قال فانطلقنا فأتينا على رجل كريه المرآة كأكره ما أنت راء رجلا مرآه فإذا هو عند نار يحشها ويسعى حولها قال قلت لهما ما هذا قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا على روضة فيها من كل نور الربيع وإذا بين ظهري الروضة رجل قائم طويل لا أكاد أرى رأسه طولا في السماء ورأى حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط وأحسنه قال قلت لهما ما هؤلاء قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا وأتينا دوحة عظيمة لم أر دوحة قط أعظم منها ولا أحسن قالا لي أرق فيها قال فارتقينا فيها فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة فأتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا فقلنا ما منها رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء وشطر كأقبح ما أنت راء قال قالا لهم اذهبوا فقعوا في ذلك النهر فإذا نهر معترض يجري كأن ماءه المحض في البياض فذهبوا فوقعوا فيه ثم رجعوا وقد ذهب ذلك السوء عنهم وصاروا في أحسن صورة قال قالا لي هذه جنة عدن وهذاك منزلك قال فسما بصري صعدا فإذا قصر مثل الربابة البيضاء قال قالا لي هذاك منزلك قال قلت لهما بارك الله فيكما ذراني أدخله قال قالا لي أما الآن فلا وأنت داخله قال فإني رأيت منذ الليلة عجبا فما هذا الذي رأيت قال قالا لي أما إنا سنخبرك أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه وعينه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة فتبلغ الآفاق وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني وأما الرجل الذي في النهر فيلتقم الحجارة فإنه آكل الربا وأما الرجل الكرية المرآة الذي عند النار يحشها فإنه مالك خازن جهنم وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم عليه السلام وأما الولدان الذين حوله فكل مولود ولد على الفطرة قال فقال بعض المسلمين يا رسول الله وأولاد المشركين قال رسول الله وأولاد المشركين وأما القوم الذين شطر منهم حسن وشطر منهم قبيح فهم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا فتجاوز الله عنهم

ذكر البيان بأن الواجب على المسلم أن يجعل لنفسه محجتين يركبهما إحداهما الرجاء والأخرى الخوف

[ 656 ] أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي حدثنا يحيى بن أيوب المقابري حدثنا إسماعيل بن جعفر أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله قال لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد

ذكر الإخبار عن ترك الاتكال على الطاعات وإن كان المرء مجتهدا في إتيانها

[ 657 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان حدثنا حسين بن علي الجعفي عن فضيل بن عياض عن هشام عن محمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله لو يؤاخذني الله وابن مريم بما جنت هاتان يعني الإبهام والتي تليها لعذبنا ثم لم يظلمنا شيئا

ذكر الإخبار عما يجب على المرء من قلة الأمن من عذاب الله نعوذ به منه وإن كان مشمرا في أسباب الطاعات جهده

[ 658 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي قال حدثنا سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن عطاء بن أبي رباح أنه سمع عائشة زوج النبي تقول كان النبي إذا كان يوم ريح أو غيم عرف ذلك في وجهه وأقبل وأدبر فإذا مطرت سر به وذهب ذلك عنه فسئل فقال إني خشيت أن يكون عذابا سلط على أمتي

ذكر الخبر الدال على أن على المرء الرجوع باللوم على نفسه فيما قصر في الطاعات وإن كان سعيه فيها كثيرا

[ 659 ] أخبرنا محمد بن المسيب بن إسحاق قال حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال حدثنا حسين بن علي الجعفي عن فضيل بن عياض عن هشام بن حسان عن بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله لو أن الله يؤاخذني وعيسى بذنوبنا لعذبنا ولا يظلمنا شيئا قال وأشار بالسبابة والتي تليها

ذكر الإخبار عما يجب على المرء من ترك الاتكال على موجود الطاعات دون التسلق بالاضطرار إليه في الأحوال

[ 660 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال وقال رسول الله ليس أحد منكم ينجيه عمله ولكن سددوا وقاربوا قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني بمغفرة وفضل

ذكر الإخبار عما يجب على المرء من ترك استحقاره اليسير من الطاعات والقليل من الجنايات

[ 661 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا وكيع قال أخبرنا الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال قال رسول الله الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك

ذكر الإخبار عما يجب على المرء من النظر في العواقب في جميع أموره دون الاعتماد على يومه

[ 662 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثنا بن وهب عن يونس عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله قال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا

ذكر الإخبار عن وصف ما يجب على المسلم عندما جرى منه من مقارفة المأثم حين يزين الشيطان له ارتكاب مثلها

[ 663 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان بمنبج ومحمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان ومحمد بن المعافى بن أبي حنظلة العابد بصيداء في آخرين قالوا حدثنا هشام بن خالد الأزرق حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا سعيد بن عبد العزيز أن هشام بن عبد الملك أدى عن الزهري سبعة آلاف دينار دينا كان عليه ثم قال للزهري لا تعودن تدان فقال الزهري كيف يا أمير المؤمنين وقد حدثني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله قال لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين لفظ الخبر لعمر بن سعيد سنان

ذكر ما يعرف في وجه المصطفى عند هبوب الرياح قبل المطر

[ 664 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني حميد عن أنس بن مالك أن النبي كان إذا هبت الريح عرف ذلك في وجهه

ذكر البيان بأن المرء إذا تهجد بالليل وخلا بالطاعات يجب أن تكون حالة الخوف عليه غالبة لئلا يعجب بها وإن كان فاضلا في نفسه تقيا في دينه

[ 665 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا حوثرة بن أشرس العدوي حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال دخلت على النبي المسجد وهو قائم يصلي وبصدره أزيز كأزيز المرجل

ذكر البيان بأن المرء إذا تواجد عند وعظ كان له ذلك

[ 666 ] أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن خيثمة عن عدي بن حاتم قال قام النبي فقال اتقوا النار ثم أعرض وأشاح ثم قال اتقوا النار ثم أعرض وأشاح حتى رؤينا أنه يراها ثم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة

[ 667 ] أخبرنا سليمان بن الحسن بن المنهال العطار بالبصرة قال حدثنا عبيد الله بن معاذ قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة قال حدثنا سماك سمع النعمان بن بشير يقول قال رسول الله أنذركم النار أنذركم النار أنذركم النار حتى لو كان في مقامي هذا وهو بالكوفة سمعه أهل السوق حتى وقعت خميصة كانت على عاتقه على رجليه

باب الفقر والزهد والقناعة

[ 668 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن أبي وائل عن سمرة بن سهم قال نزلت على أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة وهو مطعون فأتاه معاوية يعوده فبكى أبو هاشم فقال معاوية ما يبكيك أي خال أوجع أم على الدنيا فقد ذهب صفوها فقال على كل لا ولكن رسول الله عهد إلي عهدا ووددت أني كنت تبعته قال إنك لعلك أن تدرك أموالا تقسم بين أقوام وإنما يكفيك من ذلك خادم ومركب في سبيل الله فأدركت وجمعت

ذكر البيان بأن الله جل وعلا إذا أحب عبده حماه الدنيا

[ 669 ] حدثنا محمد بن يزيد الزرقي بطرسوس حدثنا العباس بن عبد العظيم حدثنا محمد بن جهضم حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عمارة بن غزية عن عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان عن محمود بن لبيد عن قتادة بن النعمان قال قال رسول الله إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء

ذكر الإخبار عن من صار من المفلحين في هذه الدنيا الزائلة

[ 670 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيروت قال حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال حدثنا أبي قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال حدثنا عبد الرحمن بن سلمة الجمحي قال سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث عن النبي أنه قال قد أفلح من أسلم وكان رزقه كفافا فصبر عليه

ذكر الإخبار عمن طيب الله جل وعلا عيشه في هذه الدنيا

[ 671 ] أخبرنا مكحول ببيروت وابن سلم وابن قتيبة قالوا حدثنا عبد الله بن هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة قال حدثنا أبي قال حدثنا أبي قال حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال قال رسول الله من أصبح معافى في بدنه آمنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا

ذكر الأمر بترك الأشياء من الفضول التي تذكر الدنيا وترغب الناس فيها

[ 672 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا أبو معاوية عن داود بن أبي هند عن عزرة هو بن سعد الأعور عن حميد بن عبد الرحمن الحميري عن سعد بن هشام عن عائشة قالت كان لنا قرام فيه تماثيل فعلقت على بابي فرأى النبي ذلك فقال انزعيه فإنه يذكرني الدنيا

ذكر الإخبار عما يستحب للمسلم من مجانبة الفضول من هذه الدنيا الفانية الزائلة

[ 673 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثنا بن وهب عن أبي هانئ أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي عن جابر بن عبد الله أن رسول الله قال فراش للرجل وفراش لامرأته والثالث للضيف والرابع للشيطان

ذكر الإخبار عما يجب على المرء من ترك الفضول في قوته رجاء النجاة في العقبي مما يعاقب عليه أكلة السحت

[ 674 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال حدثني معاوية بن صالح عن يحيى بن جابر عن المقدام بن معدي كرب أن رسول الله قال ما من وعاء ملأ بن آدم وعاء شرا من بطن حسب بن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا بد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه

ذكر الإخبار بأن أصحاب الجد في هذه الدنيا يحبسون في القيامة عن دخول الجنة مدة

[ 675 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عبيد الله بن معاذ قال حدثنا معتمر بن سليمان قال حدثني أبي عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد عن النبي أنه قال قمت على باب الجنة فإذا عامة من يدخلها المساكين وإذا أصحاب الجد محبوسون وإذا أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار ونظرت إلى النار فإذا عامة من يدخلها النساء قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قرن عمران بن موسى إلى أسامة بن زيد في هذا الخبر سعيد بن زيد وأنا أهابه

ذكر تفضل الله جل وعلا على فقراء هذه الأمة الصابرين على ما أوتوا بإدخالهم الجنة قبل أغنيائهم بمدد معلومة

[ 676 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبدة بن سليمان حدثنا محمد بن عمرو حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله قال يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم خمس مائة سنة

ذكر تفضل الله جل وعلا على فقراء المهاجرين بإدخالهم الجنة قبل أغنيائهم بمدد معلومة

[ 677 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب حدثني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال بينا أنا جالس في المسجد وحلقة من فقراء المهاجرين وسط المسجد جلوس فدخل رسول الله المسجد نصف النهار فانطلق إليهم فجلس معهم فلما رأيت النبي جلس إليهم قمت إليه فأدركت من حديثه وهو يقول بشر فقراء المهاجرين إنهم ليدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين عاما

ذكر البيان بأن هذا العدد المذكور في هذا الخبر لم يرد به النبي نفيا عما وراءه

[ 678 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا حيوة حدثنا أبو هانئ أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول سمعت عبد الله بن عمرو يقول سمعت رسول الله يقول إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بسبعين أو أربعين خريفا

ذكر الخبر الدال على أن المالك من حطام هذه الدنيا الفانية الشيء الكثير قد يجوز أن يقال له فقير كما أن من منع من حطامها يجوز أن يقال له غني

[ 679 ] أخبرنا موسى بن محمد الديلي بأنطاكية حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي حدثنا بن وهب عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله قال ليس الغنى عن كثرة العرض إنما الغنى غنى النفس

ذكر وصف الغنى الذي وصفناه قبل

[ 680 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا بندار حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن عمر بن سليمان قال سمعت عبد الرحمن بن أبان يحدث عن أبيه قال خرج زيد بن ثابت من عند مروان نصف النهار قال قلت ما بعث إليه هذه الساعة إلا لشيء سأله عنه فسألته فقال سألنا عن أشياء سمعناها من رسول الله سمعت رسول الله يقول نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه غيره فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم الجماع فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ومن كانت الدنيا نيته فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة

ذكر البيان بأن بعض الفقراء في بعض الأحوال قد يكونون أفضل من بعض الأغنياء في بعض الأحوال

[ 681 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا أبو أسامة حدثنا الأعمش عن سليمان بن مسهر عن خرشة بن الحر عن أبي ذر قال بينما أنا مع رسول الله في المسجد إذ قال انظر أرفع رجل في المسجد في عينيك فنظرت فإذا رجل في حلة جالس يحدث قوما فقلت هذا قال انظر أوضع رجل في المسجد في عينيك قال فنظرت فإذا رويجل مسكين في ثوب له خلق قلت هذا قال النبي هذا خير عند الله يوم القيامة من قرار الأرض مثل هذا

ذكر الإخبار عن وصف أصحاب الصفة

[ 682 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث حدثنا الفضل بن موسى حدثنا الفضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال أصحاب رسول الله في الصفة ما على أحد منهم رداء إلا إزار أو كساء متوشحا به قد عقده خلفه

ذكر ما كان طعام القوم على عهد رسول الله على الأغلب في أحوالهم عند ابتداء ظهور الإسلام بهم

[ 683 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن داود بن فراهيج قال سمعت أبا هريرة يقول ما كان طعامنا على عهد رسول الله إلا الأسودان التمر والماء

ذكر العلة التي من أجلها كان في أصحابه ما وصفناه

[ 684 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عبد الله بن سعد بن إبراهيم حدثنا عمي حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة قالت من حدثكم أنا كنا نشبع من التمر فقد كذبكم فلما افتتح قريظة أصبنا شيئا من التمر والودك

ذكر كتبة الله جل وعلا الحسنة للمسلم الفقير الصابر على ما أوتي من فقره بما منع من حطام هذه الزائلة

[ 685 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب حدثني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن أبي ذر قال قال رسول الله يا أبا ذر أترى كثرة المال هو الغنى قلت نعم يا رسول الله قال فترى قلة المال هو الفقر قلت نعم يا رسول الله قال إنما الغنى غنى القلب والفقر فقر القلب ثم سألني عن رجل من قريش فقال هل تعرف فلانا قلت نعم يا رسول الله قال فكيف تراه وتراه قلت إذا سأل أعطي وإذا حضر أدخل ثم سألني عن رجل من أهل الصفة فقال هل تعرف فلانا قلت لا والله ما أعرفه يا رسول الله قال فما زال يحليه وينعته حتى عرفته فقلت قد عرفته يا رسول الله قال فكيف تراه أو تراه قلت رجل مسكين من أهل الصفة فقال هو خير من طلاع الأرض من الآخر قلت يا رسول الله أفلا يعطى من بعض ما يعطى الآخر فقال إذا أعطي خيرا فهو أهله وإن صرف عنه فقد أعطي حسنة

ذكر بعض العلة التي من أجلها فضل بعض الفقراء على بعض الأغنياء

[ 686 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أحمد بن المقدام العجلي حدثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت أبي يقول حدثنا قتادة عن خليد العصري عن أبي الدرداء أن رسول الله قال ما طلعت شمس قط إلا وبجنبتيها ملكان يناديان اللهم من أنفق فأعقبه خلفا ومن أمسك فأعقبه تلفا

ذكر البيان بأن الله جل وعلا جعل الدنيا سجنا لمن أطاعه ومخرفا لمن عصاه

[ 687 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال حدثنا قتيبة بن سعيد وهشام بن عمار قالا حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر

ذكر البيان بأن الدنيا إنما جعلت سجنا للمسلمين ليستوفوا بترك ما يشتهون في الدنيا من الجنان في العقبي

[ 688 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر

ذكر الإخبار بأن أسباب هذه الفانية الزائلة يجري عليها التغير والانتقال في الحال بعد الحال

[ 689 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا الوزير بن صبيح قال حدثنا يونس بن ميسرة عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي في قوله { كل يوم هو في شأن } قال من شأنه أن يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع آخرين

ذكر الإخبار بأن ما بقي من هذه الدنيا هو المحن والبلايا في أكثر الأوقات

[ 690 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيروت قال حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال حدثنا أبي قال حدثنا بن جابر قال سمعت أبا عبد رب يقول سمعت معاوية على هذا المنبر يقول سمعت رسول الله يقول لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة

ذكر الإخبار عما يجب على المرء من قلة الاغترار بمن أوتي هذه الدنيا الفانية الزائلة

[ 691 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا بن أبي عمر العدني قال حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار ويحيى بن سعيد عن الزهري عن هند عن أم سلمة ومعمر عن الزهري عن هند عن أم سلمة قالت قال رسول الله ذات ليلة سبحان الله ماذا أنزل من الفتن وماذا فتح من الخزائن أيقظوا صواحب الحجر فرب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة

ذكر الزجر عن اغترار المرء بما أوتي في هذه الدنيا من النساء والنعم

[ 692 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ قال حدثنا معتمر بن سليمان التيمي قال حدثنا أبي عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد بن حارثة أنه حدث عن النبي أنه قال قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين وإذا أصحاب الجد محبوسون وأصحاب النار قد أمر بهم إلى النار ونظرت إلى النار فإذا عامة من دخلها النساء قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قرن عمران بن موسى بأسامة بن زيد سعيد بن زيد في هذا الخبر المعتمر معتمر بن سليمان

ذكر ما يستحب للمرء أن تعزف نفسه عما يؤدي إلى اللذات من هذه الفانية الغرارة وإن أبيح له ارتكابها حذر الوقوع في المحذور منها

[ 693 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن نافع قال سمع بن عمر صوت زمارة راعي قال فجعل إصبعيه في أذنيه وعدل عن الطريق وجعل يقول يا نافع أتسمع فأقول نعم فلما قلت لا راجع الطريق ثم قال هكذا رأيت رسول الله يفعله

ذكر الإخبار عما يجب على المؤمن من حفظ نفسه عما لا يقربه إلى بارئه جل وعلا دون نواله شيئا من حطام الدنيا الفانية

[ 694 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني قال حدثنا الحسين بن حريث قال حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله ألا إن الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم وهما مهلكاكم

ذكر ما يستحب للمرء أن يذود نفسه من هذه الغرارة الزائلة ببذل ما يملك منها لغيره

[ 695 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام عن قتادة عن أنس بن مالك أن أم سليم بعثت بقناع فيه رطب إلى النبي فجعل يقبض القبضة فيبعث بها إلى بعض أزواجه ثم يقبض القبضة فيبعث بها إلى أزواجه ثم يبعث بها وإنه ليشتهيه فعل ذلك غير مرة وإنه ليشتهيه

ذكر ما يستحب للمرء رعاية عياله بذبهم عن الأشياء التي يخاف عليهم متعقبها

[ 696 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا محمد بن المعلى الأدمي قال حدثنا يحيى بن حماد قال حدثنا أبو عوانة عن العلاء بن المسيب عن إبراهيم بن قعيس عن نافع عن بن عمر أن النبي كان إذا خرج في غزاة كان آخر عهده بفاطمة وإذا قدم من غزاة كان أول عهده بفاطمة رضوان الله عليها فإنه خرج لغزو تبوك ومعه علي رضوان الله عليه فقامت فاطمة فبسطت في بيتها بساطا وعلقت على بابها سترا وصبغت مقنعتها بزعفران فلما قدم أبوها ورأى ما أحدثت رجع فجلس في المسجد فأرسلت إلى بلال فقالت يا بلال اذهب إلى أبي فسله ما يرده عن بابي فأتاه فسأله فقال إني رأيتها أحدثت ثم شيئا فأخبرها فهتكت الستر ورفعت البساط وألقت ما عليها ولبست أطمارها فأتاه بلال فأخبره فأتاه فاعتنقها وقال هكذا كوني فداك أبي وأمي

ذكر الإخبار عن الوصف الذي يجب أن يكون المرء في هذه الدنيا الفانية الزائلة

[ 698 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال حدثنا الحسن بن قزعة قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي قال حدثنا الأعمش عن مجاهد عن بن عمر قال أخذ رسول الله بمنكبي أو قال بمنكبي فقال كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل قال فكان بن عمر يقول إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك وقال إسحاق قال الحسن بن قزعة ما سألني يحيى بن معين إلا هذا الحديث

ذكر الإخبار عن أحساب أهل هذه الدنيا الفانية الزائلة

[ 699 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست قال حدثنا سويد بن نصر بن سويد المروزي قال أخبرنا علي بن الحسين بن واقد عن أبيه عن عبد الله بن بريدة عن أبيه بريدة قال قال رسول الله أحساب أهل الدنيا المال

ذكر البيان بأن قوله أحساب أهل الدنيا المال أراد به الذين يذهبون إليه عندهم

[ 700 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن يحيى القطعي قال حدثني زيد بن الحباب قال حدثني الحسين بن واقد قال حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله إن أحساب أهل الدنيا الذي يذهبون إليه لهذا المال

ذكر الإخبار عما يؤول متعقب أموال أهل الدنيا التي هي أحسابهم إليه

[ 701 ] أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر وهو غندر قال حدثنا شعبة قال سمعت قتادة قال سمعت مطرفا يحدث عن أبيه قال انتهيت إلى رسول الله وهو يقرأ ألهاكم التكاثر قال يقول بن آدم ما لي ما لي وإنما لك من مالك ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت

ذكر البيان بأن الله جعل متعقب طعام بن آدم في الدنيا مثلا لها

[ 702 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا موسى بن الحسين بن بسطام قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا سفيان عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عتي عن أبي بن كعب أن النبي قال إن مطعم بن آدم ضرب للدنيا مثلا بما خرج من بن آدم وإن قزحه وملحه فانظر ما يصير إليه

ذكر البيان بأن ما ارتفع من هذه الأشياء لا بد له أن يتضع لأنها قذرة خلقت للفناء

[ 703 ] أخبرنا الحسين بن أحمد بن بسطام بالأبلة قال حدثنا محمد بن العلاء بن كريب قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن حميد عن أنس قال كانت ناقة رسول الله العضباء لا تسبق كلما سابقوها سبقت فجاء أعرابي على قعود فسبقها فسبقها فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله حتى رأى ذلك في وجوههم فقال رسول الله حق على الله أن لا يرتفع شيء من هذه القذرة إلا وضعها الله

ذكر البيان بأن المرء يجب عليه أن يقنع نفسه عن فضول هذه الدنيا الفانية الزائلة بتذكرها عاقبة الخير وأهله

[ 704 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني الماضي بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان لرسول الله سرير مشبك بالبردي عليه كساء أسود قد حشوناه بالبردي فدخل أبو بكر وعمر عليه فإذا النبي نائم عليه فلما رآهما استوى جالسا فنظرا فإذا أثر السرير في جنب رسول الله فقال أبو بكر وعمر وبكيا يا رسول الله ما يؤذيك خشونة ما نرى من سريرك وفراشك وهذا كسرى وقيصر على فرش الحرير والديباج فقال لا تقولا هذا فإن فراش كسرى وقيصر في النار وإن فراشي وسريري هذا عاقبته إلى الجنة

ذكر استحباب الاقتناع للمرء بما أوتي من الدنيا مع الإسلام والسنة

[ 705 ] أخبرنا بكر بن أحمد بن سعيد العابد الطاحي بالبصرة قال حدثنا نصر بن علي بن نصر الجهضمي قال أخبرنا المقرىء قال حدثنا حيوة بن شريح قال حدثنا أبو هانئ أن أبا علي الجنبي أخبره أنه سمع فضالة بن عبيد يقول إنه سمع رسول الله يقول طوبى لمن هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافا وقنعه الله به

ذكر الأمر بالتخلي عن الدنيا والاقتناع منها بما يقيم أود المسافر في رحلته

[ 706 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب الرملي حدثنا بن وهب عن أبي هانئ أخبرني أبو عبد الرحمن الحبلي عن عامر بن عبد الله أن سلمان الخير حين حضره الموت عرفوا منه بعض الجزع قالوا ما يجزعك يا أبا عبد الله وقد كانت لك سابقة في الخير شهدت مع رسول الله مغازي حسنة وفتوحا عظاما قال يجزعني أن حبيبنا حين فارقنا عهد إلينا قال ليكف اليوم منكم كزاد الراكب فهذا الذي أجزعني فجمع مال سلمان فكان قيمته خمسة عشر دينارا قال أبو حاتم عامر هذا هو عامر بن عبد قيس وسلمان الخير هو سلمان الفارسي

ذكر الإخبار عما يجب على المرء من قلة التلهف عند فوته البغية في غدوه

[ 707 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا سفيان عن عاصم عن زر عن عبد الله قال كنا مع النبي في غار فنزلت عليه والمرسلات عرفا فأخذتها من فيه وإن فاه رطب بها فما أدري بأيها ختم فبأي حديث بعده يؤمنون أو إذا قيل لهم اركعوا لا يركعون فسبقتنا حية فدخلت في جحر فقال رسول الله وقيتم شرها كما وقيت شركم

[ 708 ] أخبرنا محمد بن محمود بن عدي بنسا قال حدثنا محمد بن إسماعيل الجعفي قال حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال حدثنا أبي قال حدثنا الأعمش قال حدثني إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال بينما نحن مع النبي في غار فنزلت عليه والمرسلات عرفا فإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه وإن فاه لرطب بها إذ وثبت علينا حية فقال النبي اقتلوها فابتدرناها فذهبت فقال النبي لقد وقيت شركم كما وقيتم شرها

ذكر الإخبار بأن الإمعان في الدنيا يضر في العقبي كما أن الإمعان في طلب الآخرة يضر في فضول الدنيا

[ 709 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب عن أبي موسى أن رسول الله قال من أحب دنياه أضر بآخرته ومن أحب آخرته أضر بدنياه فآثروا ما يبقى على ما يفنى

ذكر الزجر عن اتخاذ الضياع إذ اتخاذها يرغب في الدنيا إلا من عصم الله جل وعلا

[ 710 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا محمد بن خازم عن الأعمش عن شمر بن عطية عن المغيرة بن سعد بن الأخرم عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا قال عبد الله وبالمدينة وما بالمدينة وبراذان وما براذان

ذكر الأمر بالنظر إلى من هو دون المرء في أسباب الدنيا

[ 711 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال أخبرنا الليث بن سعد عن بن عجلان عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله قال إذا رأى أحدكم من فضل عليه في الخلق أو الرزق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل هو عليه

ذكر الأمر للمرء أن ينظر إلى من هو دونه في المال والخلق دون من فوقه فيهما

[ 712 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل هو عليه

ذكر الزجر عن أن ينظر المرء إلى من فوقه في أسباب الدنيا

[ 713 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله لا تنظروا إلى من هو فوقكم وانظروا إلى من هو أسفل منكم فإنه أجدر أن لا تردوا نعمة الله

ذكر وصف الفوق الذي في خبر أبي صالح الذي ذكرناه

[ 714 ] أخبرنا عبد الرحمن بن بحر البزار قال حدثنا بن أبي عمرو العدني قال حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله إذا رأى أحدكم من فوقه في المال والحسب فلينظر إلى من هو دونه في المال والحسب

ذكر ما يستحب للمرء أن يكون خروجه من هذه الدنيا الفانية الزائلة وهو صفر اليدين مما يحاسب عليه مما في عنقه

[ 715 ] أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بالفسطاط حدثنا عيسى بن حماد أخبرنا الليث عن بن عجلان عن أبي حازم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة أنها قالت اشتد وجع رسول الله وعنده سبعة دنانير أو تسعة فقال يا عائشة ما فعلت تلك الذهب فقلت هي عندي قال تصدقي بها قالت فشغلت به ثم قال يا عائشة ما فعلت تلك الذهب فقلت هي عندي فقال ائتني بها قالت فجئت بها فوضعها في كفه ثم قال ما ظن محمد أن لو لقي الله وهذه عنده ما ظن محمد أن لو لقي الله وهذه عنده

ذكر الإخبار عما يجب على المرء من ذمه نفسه عن شهواتها واحتماله المكاره في مرضاة الباري جل وعلا

[ 716 ] أخبرنا الحسن بن سفيان بخبر غريب حدثنا هدبة بن خالد القيسي حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت وحميد عن أنس أن رسول الله قال حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات

ذكر الإخبار بأن الشديد الذي غلب نفسه عند الشهوات والوساوس لا من غلب الناس بلسانه

[ 717 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا هناد بن السري قال حدثنا أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله ليس الشديد من غلب إنما الشديد من غلب نفسه

ذكر الإخبار عما يجب على المرء من الاحتراز من النار مجانبة الشهوات في الدنيا

[ 718 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو نصر التمار قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال قال رسول الله حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 719 ] أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد المروزي بالبصرة قال أخبرنا أحمد بن منيع قال حدثنا شبابة قال حدثنا ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله حفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره

باب الورع والتوكل

ذكر الخبر الدال على أن للمرء استعمال التورع في أسبابه دون التعلق بالتأويل وإن كان له ذلك

[ 720 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله اشترى رجل من رجل عقارا فوجد الذي اشترى العقار في عقاره جرة ذهب فقال له الذي اشترى العقار خذ ذهبك عني إنما اشتريت منك أرضا ولم أبتع منك ذهبا وقال الذي باع الأرض إنما بعتك الأرض وما فيها قال فتحاكما إلى رجل فقال الذي تحاكما إليه ألكما ولد فقال أحدهما غلام وقال الآخر جارية فقال أنكحوا الغلام الجارية وأنفقوا على أنفسهما وتصدقا

ذكر الإخبار عن وصف حالة من يتورع عن الشبهات في الدنيا

[ 721 ] أخبرنا محمد بن عمير بن يوسف حدثنا نصر بن علي حدثنا يزيد بن زريع حدثنا بن عون عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله يقول الحلال بين والحرام بين وبين ذلك أمور مشتبهة وربما قال متشابهة وسأضرب لكم في ذلك مثلا إن الله حمى حمى وإن حمى الله محارمه وإنه من يرتع حول الحمى يوشك أن يخالط الحمى وربما قال من يرتع حول الحمى يوشك أن يرتع وإن من خالط الريبة يوشك أن يجسر

ذكر الزجر عما يريب المرء من أسباب هذه الدنيا الفانية الزائلة

[ 722 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا شعبة قال حدثنا بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء السعدي قال قلت للحسن بن علي حدثني بشيء حفظته من رسول الله لم يحدثك به أحد قال قال سمعت رسول الله يقول دع ما يريبك إلى ما لا يريبك قال الخير طمأنينة والشر ريبة وأتي النبي بشيء من تمر الصدقة فأخذت تمرة فألقيتها في في فأخذها بلعابها حتى أعادها في التمر فقيل له يا رسول الله ما كان عليك من هذه التمرة من هذا الصبي فقال إنا آل محمد لا يحل لنا الصدقة وسمعت رسول الله يدعو بهذا الدعاء اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقنا شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل من واليت تباركت وتعاليت

ذكر الخبر الدال على أن على المرء أن لا يعتاض عن أسباب الآخرة بشيء من حطام هذه الدنيا الفانية الزائلة عند حدوث حالة به

[ 723 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن يزيد الرفاعي حدثنا بن فضيل حدثنا يونس بن عمرو عن أبي بردة عن أبي موسى قال أتى النبي أعرابيا فأكرمه فقال له ائتنا فأتاه فقال له رسول الله سل حاجتك قال ناقة نركبها وأعنز يحلبها أهلي فقال رسول الله أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل قالوا يا رسول الله وما عجوز بني إسرائيل قال إن موسى عليه السلام لما سار ببني إسرائيل من مصر ضلوا الطريق فقال ما هذا فقال علماؤهم إن يوسف عليه السلام لما حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا نخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا قال فمن يعلم موضع قبره قال عجوز من بني إسرائيل فبعث إليها فأتته فقال دليني على قبر يوسف قالت حتى تعطيني حكمي قال وما حكمك قالت أكون معك في الجنة فكره أن يعطيها ذلك فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقع ماء فقالت أنضبوا هذا الماء فأنضبوه فقالت احتفروا فاحتفروا فاستخرجوا عظام يوسف فلما أقلوها إلى الأرض وإذا الطريق مثل ضوء النهار

ذكر الإخبار بأن على المرء عند العدم النظر إلى ما أدخر له من الأجر دون التلهف على ما فاته من بغيته

[ 724 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا المقرىء قال حدثنا حيوة بن شريح قال حدثني أبو هانئ حميد بن هانئ أن أبا علي الجنبي حدثه أنه سمع فضالة بن عبيد يحدث قال كان رسول الله إذا صلى بالناس يخر رجال من قامتهم في الصلاة لما بهم من الحاجة وهم أصحاب الصفة حتى يقول الأعراب إن هؤلاء لمجانين فإذا قضي رسول الله صلاته قال لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا فاقة وحاجة قال فضالة وأنا مع رسول الله يومئذ

ذكر الإخبار عما يجب على المرء من الاتكال على تفضل الله جل وعلا في أسباب دنياه دون التأسف على ما فاته منها

[ 725 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال وقال رسول الله يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء بالليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه واليد الأخرى القبض يرفع ويخفض وعرشه على الماء قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه هذه أخبار أطلقت من هذا النوع توهم من لم يحكم صناعة العلم أن أصحاب الحديث مشبهة عائذ بالله أن يخطر ذلك ببال أحد من أصحاب الحديث ولكن أطلق هذه الأخبار بألفاظ التمثيل لصفاته على حسب ما يتعارفه الناس فيما بينهم دون تكييف صفات الله جل ربنا عن أن يشبه بشيء من المخلوقين أو يكيف بشيء من صفاته إذ ليس كمثله شيء

ذكر الخبر الدال على إيجاب الجنة لمن توكل على الله تعالى في جميع أسبابه

[ 726 ] أخبرنا محمد بن جعفر بن الأشعث بسمرقند ويعقوب بن يوسف ببخارى قالا حدثنا محمد بن عيسى بن حيان حدثنا شعيب بن حرب عن عثمان بن واقد عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله دخلت أمة الجنة بقضها وقضيضها كانوا لا يكتوون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون

ذكر الإخبار عما يجب على المرء من تسليم الأشياء إلى بارئه جل وعلا

[ 727 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير العبدي عن سفيان عن أبي سنان عن وهب بن خالد عن بن الديلمي قال أتيت أبي بن كعب فقلت له وقع في نفسي شيء من القدر فحدثني بشيء لعله أن يذهب من قلبي فقال إن الله لو عذب أهل سماواته وأهل أرضه عذبهم غير ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ولو أنفقت مثل أحد في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطئك لم يكن ليصيبك ولو مت على غير هذا لدخلت النار قال ثم أتيت عبد الله بن مسعود فقال مثل قوله ثم أتيت حذيفة بن اليمان فقال مثل قوله ثم أتيت زيد بن ثابت فحدثني عن النبي مثل ذلك

ذكر الإخبار عما يجب على المؤمن من السكون تحت الحكم وقلة الاضطراب عند ورود ضد المراد

[ 728 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال حدثنا نوح بن حبيب قال حدثنا حفص بن غياث عن عاصم الأحول عن ثعلبة بن عاصم عن أنس بن مالك قال النبي عجبت للمؤمن لا يقضي الله له شيئا إلا كان خيرا له

ذكر البيان بأن المرء وإن كان مجدا في الطاعات إذا وردت عليه حالة الضيق والمنع يجب أن يستوي قلبه عندها مع حالة الوسع والإعطاء

[ 729 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا الوليد بن شجاع حدثنا علي بن مسهر حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت لقد كان آل محمد يرون ثلاثة أشهر ما يستوقدون فيه بنار ما هو إلا الماء والتمر وكان حولنا أهل دور من الأنصار لهم دواجن في حوائطهم فكان أهل كل دار يبعثون إلى رسول الله بغزير شاتهم فكان لرسول الله من ذلك اللبن

ذكر الإخبار عما يجب على المرء من قطع القلب عن الخلائق بجميع العلائق في أحواله وأسبابه

[ 730 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا المقرىء عن حيوة بن شريح عن بكر بن عمرو عن عبد الله بن هبيرة عن أبي تميم الجيشاني عن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله يقول لو توكلون على الله حق توكله لرزقكم الله كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا

ذكر الإخبار بأن المرء يجب عليه مع توكل القلب الاحتراز بالأعضاء ضد قول من كرهه

[ 731 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا حاتم بن إسماعيل قال حدثنا يعقوب بن عبد الله عن جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه قال قال رجل للنبي أرسل ناقتي وأتوكل قال اعقلها وتوكل قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه يعقوب هذا هو يعقوب بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن أمية الضمري من أهل الحجاز مشهور مأمون

باب قراءة القرآن

[ 732 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا خلف بن هشام البزار قال حدثنا حماد بن زيد عن أبي عمران الجوني عن جندب بن عبد الله رفعه إلى النبي قال اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فيه فقوموا عنه

ذكر البيان بأن قراءة المرء بين القراءتين كان أحب إلى رسول الله من الجهر والمخافتة جميعا بها

[ 733 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم قال حدثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة أن النبي مر بأبي بكر وهو يصلي يخفض صوته ومر بعمر يصلي رافعا صوته قال فلما اجتمعا عند النبي قال لأبي بكر يا أبا بكر مررت بك وأنت تصلي تخفض من صوتك قال قد أسمعت من ناجيت قال ومررت بك يا عمر وأنت ترفع صوتك قال يا رسول الله أوقظ الوسنان وأحتسب به قال فقال رسول الله لأبي بكر ارفع من صوتك شيئا وقال لعمر اخفض من صوتك شيئا

ذكر البيان بأن قراءة المرء القرآن بينه وبين نفسه تكون أفضل من قراءته بحيث يسمع صوته

[ 734 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب حدثنا معاوية بن صالح عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن عقبة بن عامر أن النبي قال الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة

ذكر أمر المصطفى بعض أمته أن يقرأ عليه القرآن

[ 735 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الغفار بن عبد الله الزبيري قال حدثنا علي بن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال قال لي رسول الله اقرأ علي قال قلت أقرأ عليك وإنما أنزل القرآن عليك قال إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا بلغت { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } نظرت إليه فإذا عيناه تهراقان

ذكر الأمر بأخذ القرآن عن رجلين من المهاجرين ورجلين من الأنصار

[ 736 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن مودود بحران قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن طلحة بن مصرف عن مسروق بن الأجدع قال سمعت عبد الله بن عمرو يقول لم أزل أحب عبد الله بن مسعود منذ سمعت النبي يقول اقرؤوا القرآن من أربعة عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب

ذكر الإخبار عما أبيح لهذه الأمة في قراءة القرآن على الأحرف السبعة

[ 737 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس بن مالك عن أبي بن كعب قال قرأ رجل آية وقرأتها على غير قراءته فقلت من أقرأك هذه فقال أقرأنيها رسول الله فانطلقت إلى رسول الله فقلت يا رسول الله أقرأتني آية كذا وكذا قال نعم قال الرجل أقرأتني كذا وكذا قال نعم إن جبريل وميكائيل أتياني فجلس جبريل عليه السلام عن يميني وميكائيل عليه السلام عن يساري فقال جبريل يا محمد اقرأ القرآن على حرف فقال ميكائيل استزده فقلت زدني فقال اقرأه على حرفين فقال ميكائيل استزده حتى بلغ سبعة أحرف وقال اقرأه على سبعة أحرف كل شاف كاف

ذكر الخبر الدال على أن من قرأ القرآن على حرف من الأحرف السبعة كان مصيبا

[ 738 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا جعفر بن مهران السباك حدثنا عبد الوارث عن محمد بن جحادة عن الحكم بن عتيبة عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب أن جبريل عليه السلام أتى النبي وهو بأضاة بني غفار فقال يا محمد إن الله يأمرك أن تقرىء أمتك هذا القرآن على حرف واحد فقال أسأل الله معافاته ومغفرته أو معونته ومعافاته سل لهم التخفيف فإنهم لن يطيقوا ذلك فانطلق ثم رجع فقال إن الله يأمرك أن تقرىء أمتك هذا القرآن على حرفين فقال أسأل الله معافاته ومغفرته أو معونته ومعافاته سل لهم التخفيف فإنهم لن يطيقوا ذلك فانطلق ثم رجع فقال إن الله يأمرك أن تقرىء أمتك هذا القرآن على ثلاثة أحرف قال أسأل الله معافاته ومغفرته أو معونته ومعافاته سل لهم التخفيف فإنهم لن يطيقوا ذاك قال فانطلق ثم رجع فقال إن الله يأمرك أن تقرأ هذا القرآن على سبعة أحرف فمن قرأ حرفا منها فهو كما قرأ

ذكر العلة التي من أجلها سأل النبي ربه معافاته ومغفرته

[ 739 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن زر عن أبي بن كعب قال لقي رسول الله جبريل فقال له رسول الله إني بعثت إلى أمة أمية منهم الغلام والجارية والعجوز والشيخ الفاني قال مرهم فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف

ذكر تفضل الله جل وعلا على صفيه بكل مسألة سأل بها التخفيف عن أمته في قراءة القرآن بدعوة مستجابة

[ 740 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا محمد بن عبيد حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب قال كنت جالسا في المسجد فدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتها عليه ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه فلما قضى الصلاة دخلا جميعا على النبي فقلت يا رسول الله إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه ثم قرأ الآخر قراءة سوى قراءة صاحبه فقال لهما رسول الله اقرآ فقرأ فقال أحسنتما أو قال أصبتما قال فلما قال لهما الذي قال كبر علي فلما رأى النبي ما غشيني ضرب في صدري فكأني أنظر إلى ربي فرقا فقال رسول الله يا أبي إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف فرددت عليه أن هون على أمتي مرتين فرد علي أن اقرأه على سبعة أحرف ولك بكل ردة رددتها مسألته يوم القيامة فقلت اللهم اغفر لأمتي ثم أخرت الثانية إلى يوم يرغب إلي فيه الخلق حتى أبرهم

[ 741 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القارئ أنه قال سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت هشام بن حكيم بن حزام فقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها وكان رسول الله أقرأنيها فكدت أن أعجل عليه ثم أمهلت حتى انصرف ثم لببته بردائه فجئت به إلى رسول الله فقلت إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها فقال له رسول الله اقرأ فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله هكذا أنزلت ثم قال لي اقرأ فقرأت فقال هكذا أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه

ذكر الإخبار بأن الله أنزل القرآن على أحرف معلومة

[ 742 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس عن عبادة بن الصامت قال قال أبي بن كعب قال رسول الله أنزل القرآن على سبعة أحرف

ذكر الإخبار عن وصف بعض القصد في الخبر الذي ذكرناه

[ 743 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله قال أنزل القرآن على سبعة أحرف حكيما عليما غفورا رحيما قول محمد بن عمرو أدرجه في الخبر والخبر إلى سبعة أحرف فقط

ذكر خبر قد شنع به بعض المعطلة على أصحاب الحديث حيث حرموا التوفيق لإدراك معناه

[ 744 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت حميدا قال سمعت أنسا قال كان رجل يكتب للنبي وكان قد قرأ البقرة وآل عمران عد فينا ذو شأن وكان النبي يمل عليه غفورا رحيما فيكتب عفوا غفورا فيقول النبي اكتب ويملي عليه عليما حكيما فيكتب سميعا بصيرا فيقول النبي اكتب أيهما شئت قال فارتد عن الإسلام فلحق بالمشركين فقال أنا أعلمكم بمحمد إن كنت لأكتب ما شئت فمات فبلغ ذلك النبي فقال إن الأرض لن تقبله قال فقال أبو طلحة فأتيت تلك الأرض التي مات فيها وقد علمت أن الذي قال رسول الله كما قال فوجدته منبوذا فقلت ما شأن هذا فقالوا دفناه فلم تقبله الأرض

ذكر الإخبار عن وصف البعض الآخر لقصد النعت في الخبر الذي ذكرناه

[ 745 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو همام قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا حيوة بن شريح عن عقيل بن خالد عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن بن مسعود عن رسول الله قال كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد وعلى حرف واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا آمنا به كل من عند ربنا

ذكر البيان بأن لا حرج على المرء أن يقرأ بما شاء من الأحرف السبعة

[ 746 ] أخبرنا الحسين بن أحمد بن بسطام بالأبلة قال حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي قال حدثنا أبي عن الأعمش عن عاصم عن زر عن عبد الله قال سمعت رجلا يقرأ آية أقرأنيها رسول الله خلاف ما قرأ فأتيت النبي وهو يناجي عليا فذكرت له ذلك فأقبل علينا علي وقال إن رسول الله يأمركم أن تقرؤوا كما علمتم

ذكر الزجر عن العتب على من قرأ بحرف من الأحرف السبعة

[ 747 ] أخبرنا محمد بن يعقوب الخطيب بالأهواز قال حدثنا معمر بن سهل قال حدثنا عامر بن مدرك قال حدثنا إسرائيل عن عاصم عن زر عن عبد الله قال أقرأني رسول الله سورة الرحمن فخرجت إلى المسجد عشية فجلس إلي رهط فقلت لرجل اقرأ علي فإذا هو يقرأ أحرفا لا أقرؤها فقلت من أقرأك فقال أقرأني رسول الله فانطلقنا حتى وقفنا على النبي فقلت اختلفنا في قراءتنا فإذا وجه رسول الله فيه تغير ووجد في نفسه حين ذكرت الاختلاف فقال إنما هلك من قبلكم بالاختلاف فأمر عليا فقال إن رسول الله يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما علم فإنما أهلك من قبلكم الاختلاف قال فانطلقنا وكل رجل منا يقرأ حرفا لا يقرأ صاحبه

ذكر الإباحة للمرء أن يرجع في قراءته إذا صحت نيته فيه

[ 748 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا نوح بن حبيب قال حدثنا وكيع قال حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة أنه سمع عبد الله بن المغفل يقول قرأ النبي عام الفتح فرجع في قراءته قال معاوية لولا أني أكره أن يجتمع الناس علي لحكيت قراءته

ذكر إباحة تحسين المرء صوته بالقرآن

[ 749 ] أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك العابد حدثنا محمد بن عثمان العجلي حدثنا عبيد الله بن موسى عن سفيان عن منصور عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب عن النبي قال زينوا القرآن بأصواتكم قال أبو حاتم هذه اللفظة من ألفاظ الأضداد يريد بقوله زينوا القرآن بأصواتكم لا زينوا أصواتكم بالقرآن

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء

[ 750 ] أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول قال زينوا القرآن بأصواتكم

ذكر إباحة تحزين الصوت بالقرآن إذ الله أذن في ذلك

[ 751 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان بمنبج حدثنا حامد بن يحيى البلخي حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن الزهري ثم سمعته عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي قال ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن قال أبو حاتم قوله يتغنى بالقرآن يريد يتحزن به وليس هذا من الغنية ولو كان ذلك من الغنية لقال يتغانى به ولم يقل يتغنى به وليس التحزن بالقرآن نقاء الجرم وطيب الصوت وطاعة اللهوات بأنواع النغم بوفاق الوقاع ولكن التحزن بالقرآن هو أن يقارنه شيئان الأسف والتلهف الأسف على ما وقع من التقصير والتلهف على ما يؤمل من التوقير فإذا تألم القلب وتوجع وتحزن الصوت ورجع بدر الجفن بالدموع والقلب باللموع فحينئذ يستلذ المتهجد بالمناجاة ويفر من الخلق إلى وكر الخلوات رجاء غفران السالف من الذنوب والتجاوز عن الجنايات والعيوب فنسأل الله التوفيق له

ذكر استماع الله إلى المتحزن بصوته بالقرآن

[ 752 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا حماد بن سلمة حدثنا محمد بن عمرو حدثنا أبو سلمة حدثنا أبو هريرة قال قال رسول الله ما أذن الله لشيء كأذنه للذي يتغنى بالقرآن يجهر به قال أبو حاتم قوله ما أذن الله يريد ما استمع الله لشيء كأذنه كاستماعه للذي يتغنى بالقرآن يجهر به يريد يتحزن بالقراءة على حسب ما وصفنا نعته

ذكر الخبر الدال على صحة ما تأولنا خبري أبي هريرة اللذين ذكرناهما

[ 753 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال رأيت رسول الله يصلي وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه في هذا الخبر بيان واضح أن التحزن الذي أذن الله جل وعلا فيه بالقرآن واستمع إليه هو التحزن بالصوت مع بدايته ونهايته لأن بداءته هو العزم الصحيح على الانقلاع عن المزجورات ونهايته وفور التشمير في أنواع العبادات فإذا اشتمل التحزن على البداية التي وصفتها والنهاية التي ذكرتها صار المتحزن بالقرآن كأنه قذف بنفسه في مقلاع القربة إلى مولاه ولم يتعلق بشيء دونه

ذكر استماع الله إلى من ذكرنا نعته أشد من استماع صاحب القينة إلى قينته

[ 754 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر عن ميسرة مولى فضالة بن عبيد عن فضالة بن عبيد قال قال رسول الله لله أشد أذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته

ذكر ما يقرأ به القرآن في هذه الأمة

[ 755 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبدة بن عبد الرحيم المروزي قال حدثنا المقرىء قال حدثنا حيوة بن شريح قال حدثني بشير بن أبي عمرو الخولاني أن الوليد بن قيس التجيبي حدثه أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول سمعت رسول الله يقول يكون خلف بعد ستين سنة { أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا } ثم يكون خلف يقرؤون القرآن لا يعدو تراقيهم ويقرأ القرآن ثلاثة مؤمن ومنافق وفاجر قال بشير فقلت للوليد ما هؤلاء الثلاثة قال المنافق كافر به والفاجر يتأكل به والمؤمن يؤمن به

ذكر الإخبار عن اقتصار المرء على قراءة القرآن كله في كل سبع

[ 756 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثنا المفضل بن فضالة عن بن جريج عن بن أبي مليكة عن يحيى بن حكيم بن صفوان عن عبد الله بن عمرو قال جمعت القرآن فقرأت به في ليلة فبلغ ذلك النبي فقال اقرأه في كل شهر قال فقلت يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي فقال اقرأه في كل عشرين قلت يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي قال اقرأه في عشر فقلت يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي قال اقرأه في سبع فقلت يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي فأبى

ذكر الأمر لقارىء القرآن أن يختمه في سبع لا فيما هو أقل من هذا العدد

[ 757 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال حدثنا يحيى القطان عن بن جريج قال سمعت بن أبي مليكة يحدث عن يحيى بن حكيم بن صفوان عن عبد الله بن عمرو قال حفظت القرآن فقرأت به في ليلة فقال له رسول الله اقرأه في شهر قال قلت يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي وشبابي قال اقرأه في عشر قال قلت يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي وشبابي قال اقرأه في سبع قال قلت يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي وشبابي قال فأبى

ذكر الزجر عن أن يختم القرآن في أقل من ثلاثة أيام إذ استعمال ذلك يكون أقرب إلى التدبر والتفهم

[ 758 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن المنهال الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث

[ 759 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا خلف بن هشام البزار قال حدثنا حماد بن زيد عن أبي عمران الجوني عن جندب بن عبد الله رفعه إلى النبي قال اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فيه فقوموا عنه

ذكر الأمر للمرء إذا قرأ القرآن أن يريد بقراءته الله والدار الآخرة دون تعجيل الثواب في الدنيا

[ 760 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث وذكر بن سلم آخر معه عن بكر بن سوادة عن وفاء بن شريح الصدفي عن سهل بن سعد الساعدي قال خرج علينا رسول الله يوما ونحن نقترىء فقال الحمد لله كتاب الله واحد وفيكم الأحمر وفيكم الأسود اقرؤوه قبل أن يقرأه أقوام يقومونه كما يقوم ألسنتهم يتعجل أحدهم أجره ولا يتأجله قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه كذا وقع السماع وإنما هو السهم

ذكر الزجر عن أن يقول المرء نسيت آية كيت وكيت

[ 761 ] أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال قال رسول الله لا يقول أحدكم نسيت آية كيت وكيت فإنه ليس هو نسي ولكنه نسي

ذكر الأمر باستذكار القرآن والتعاهد عليه حذر نسيانه وتفلته

[ 762 ] أخبرنا عبد الله بن قحطبة بفم الصلح قال حدثنا الحسن بن قزعة قال حدثنا محمد بن سواء عن سعيد بن أبي عروبة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال قال رسول الله استذكروا القرآن فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقلها وبئسما لأحدكم أن يقول نسيت آية كيت وكيت ما نسي ولكن نسي قال أبو حاتم لم يسند سعيد عن الأعمش غير هذا

ذكر الأمر باستذكار القرآن بالتعاهد على قراءته

[ 763 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست وعمر بن سعيد وعبد الله بن قحطبة قالوا حدثنا حسن بن قزعة البصري حدثنا محمد بن سواء حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال قال رسول الله استذكروا القرآن فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقلها وبئسما لأحدكم أن يقول نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي قال أبو حاتم في هذا الخبر دليل على أن الاستطاعة مع الفعل لا قبله

ذكر تمثيل المصطفى المواظب على قراءة القرآن بصاحب الإبل المعقلة

[ 764 ] أخبرنا الحسين بن إدريس أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نافع عن بن عمر أن رسول الله قال إنما مثل صاحب القرآن كصاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت

ذكر تمثيل المصطفى المواظب على قراءة القرآن والمقصر فيها بالإبل المعقلة

[ 765 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله إن مثل صاحب القرآن مثل صاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها عقلها وإن أطلقها ذهبت

ذكر البيان بأن آخر منزلة القارىء في الجنة تكون عند آخر آية كان يقرؤها في الدنيا

[ 766 ] أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص حدثنا عقبة بن مكرم حدثنا بن مهدي عن الثوري عن عاصم عن زر عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في دار الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها

ذكر تفضل الله جل وعلا على الماهر بالقرآن بكونه مع السفرة وعلى من يصعب عليه قراءته بتضعيف الأجر له

[ 767 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن هشام الدستوائي عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة قالت قال رسول الله مثل الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرؤه وهو يشتد عليه له أجران

ذكر حفوف الملائكة بالقوم الذين يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم مع البيان بأن الرحمة تشملهم في ذلك الوقت

[ 768 ] أخبرنا محمد بن محمود بن عدي أبو عمرو بنسا قال أخبرنا حميد بن زنجويه قال حدثنا محاضر بن المورع قال حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله ما جلس قوم في مسجد من مساجد الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه

ذكر إثبات نزول السكينة عند قراءة المرء القرآن

[ 769 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء يقول إن رجلا كان يقرأ سورة الكهف ودابته موثقة فجعلت تنفر ترى مثل الضبابة أو الغمامة قد غشيته فأتى النبي فذكر ذلك له فقال اقرأ يا فلان تلك السكينة أنزلت عند القرآن أو للقرآن

ذكر مثل المؤمن والفاجر إذا قرأ القرآن

[ 770 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا همام عن قتادة عن أنس عن أبي موسى عن النبي قال مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها

ذكر الإخبار عن وصف المؤمن والفاجر إذا قرأ القرآن

[ 771 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن المنهال الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس عن أبي موسى قال قال رسول الله مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها ومثل المنافق أو الفاجر الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق أو الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها

ذكر البيان بأن القرآن يرتفع به أقوام ويتضع به آخرون على حسب نياتهم في قراءتهم

[ 772 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري قال أخبرني أبو الطفيل عامر بن واثلة أن نافع بن عبد الحارث تلقى عمر بن الخطاب إلى عسفان وكان نافع عاملا لعمر على مكة فقال عمر من استخلفت على أهل الوادي يعني أهل مكة قال بن أبزى قال ومن بن أبزى قال رجل من الموالي قال عمر استخلفت عليهم مولى فقال له إنه قارىء لكتاب الله فقال أما إن نبيكم قال إن الله ليرفع بهذا القرآن أقواما ويضع به آخرين

ذكر ما أمر غير عبد الله بن عمرو بقراءته ابتداء

[ 773 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع حدثنا بن وهب أخبرني عبد الله بن عياش بن عباس وحدثني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال أن عياش بن عباس حدثهم عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو أن رجلا أتى النبي فقال يا رسول الله أقرئني القرآن قال اقرأ ثلاثا من ذوات ألر قال الرجل كبر سني وثقل لساني وغلظ قلبي قال رسول الله اقرأ ثلاثا من ذوات حم فقال الرجل مثل ذلك ولكن أقرئني يا رسول الله سورة جامعة فأقرأه رسول الله إذا زلزلت الأرض حتى بلغ من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره قال الرجل والذي بعثك بالحق ما أبالي أن لا أزيد عليها حتى ألقى الله ولكن أخبرني بما علي من العمل أعمل ما أطقت العمل قال الصلوات الخمس وصيام رمضان وحج البيت وأد زكاة مالك ومر بالمعروف وانه عن المنكر

ذكر البيان بأن فاتحة الكتاب من أفضل القرآن

[ 774 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أحمد بن آدم غندر حدثنا علي بن عبد الحميد المعني حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال كان النبي في مسير فنزل فمشى رجل من أصحابه إلى جانبه فالتفت إليه فقال ألا أخبرك بأفضل القرآن قال فتلا عليه الحمد لله رب العالمين قال أبو حاتم قوله ألا أخبرك بأفضل القرآن أراد به بأفضل القرآن لك لا أن بعض القرآن يكون أفضل من بعض لأن كلام الله يستحيل أن يكون فيه تفاوت التفاضل

ذكر البيان بأن فاتحة الكتاب مقسومة بين القارئ وبين ربه

[ 775 ] أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان بعسكر مكرم وعدة قالوا حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن عبد الحميد بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله يقول الله تعالى ما في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن وهي السبع المثاني وهي مقسومة بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل قال أبو حاتم معنى هذه اللفظة ما في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن أن الله لا يعطي لقارئ التوراة والإنجيل من الثواب ما يعطي لقارىء أم القرآن إذ الله بفضله فضل هذه الأمة على غيرها من الأمم وأعطاها الفضل على قراءة كلام الله أكثر مما أعطى غيرها من الفضل على قراءة كلامه وهو فضل منه لهذه الأمة وعدل منه على غيرها

ذكر كيفية قسمة فاتحة الكتاب بين العبد وبين ربه

[ 776 ] أخبرنا الحسين بن مودود أبو عروبة حدثنا يحيى بن عثمان بن سعيد الحمصي حدثنا أبو المغيرة حدثنا بن ثوبان عن الحسن بن الحر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي قال من صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج فهي خداج غير تمام قال فقال رجل يا أبا هريرة إني أحيانا أكون وراء الإمام قال فغمز ذراعي ثم قال يا فارسي اقرأ بها في نفسك فإني سمعت رسول الله يقول قال الله تبارك وتعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبادي نصفين فنصفها لعبدي ونصفها لي ولعبدي ما سأل إذا قال العبد { الحمد لله رب العالمين } قال الله حمدني عبدي وإذا قال { الرحمن الرحيم } يقول الله أثنى علي عبدي وإذا قال { ملك يوم الدين } قال مجدني عبدي وهذه بيني وبين عبدي يقول { إياك نعبد وإياك نستعين } وما بقي فلعبدي ولعبدي ما سأل { اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } فهذا لعبدي ولعبدي ما سأل قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني

ذكر البيان بأن فاتحة الكتاب هي أعظم سورة في القرآن وهي السبع المثاني التي أوتي محمد

[ 777 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى عن شعبة قال حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد بن المعلى قال كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله فلم أجبه فقلت يا رسول الله إني كنت أصلي فقال ألم يقل الله استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم ثم قال ألا أعلمك سورة هي أعظم سورة في القرآن فقلت بلى فقال الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن الذي أوتيته قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قوله هي أعظم سورة أراد به في الأجر لا أن بعض القرآن أفضل من بعض وأبو سعيد بن المعلى اسمه رافع بن المعلى بن لوذان بن حارثة مات سنة أربع وسبعين

ذكر البيان بأن قارىء فاتحة الكتاب وآخر سورة البقرة يعطى ما يسأل في قراءته

[ 778 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا معاوية بن هشام عن عمار بن رزيق عن عبد الله بن عيسى عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال بينما جبريل جالس عند النبي إذ سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه وقال لقد فتح باب من السماء ما فتح قط فأتاه ملك فقال له أبشر بسورتين أوتيتهما لم يعطهما نبي كان قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ منها حرفا إلا أعطيته

ذكر نزول الملائكة عند قراءة سورة البقرة

[ 779 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أسيد بن حضير أنه قال يا رسول الله بينما أنا أقرأ الليلة سورة البقرة إذ سمعت وجبة من خلفي فظننت أن فرسي انطلق فقال رسول الله اقرأ يا أبا عتيك فالتفت فإذا مثل المصباح مدلى بين السماء والأرض ورسول الله يقول اقرأ يا أبا عتيك فقال يا رسول الله فما استطعت أن أمضي فقال رسول الله تلك الملائكة نزلت لقراءة سورة البقرة أما إنك لو مضيت لرأيت العجائب

ذكر تمثيل النبي سورة البقرة من القرآن بالسنام من البعير

[ 780 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا الأزرق بن علي بن جهم حدثنا حسان بن إبراهيم حدثنا خالد بن سعيد المدني عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة من قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام قال أبو حاتم قوله لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام أراد به مردة الشياطين دون غيرهم

ذكر البيان بأن الآيتين من آخر سورة البقرة تكفيان لمن قرأهما

[ 781 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حامد بن يحيى البلخي حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال لقيت أبا مسعود في الطواف فسألته عنه فحدثني أن رسول الله قال من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه

ذكر البيان بأن آخر سورة البقرة إذا قرئ في دار ثلاث ليال أمن أهل الدار دخول الشيطان عليهم

[ 782 ] أخبرنا عمران بن موسى حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة حدثنا الأشعث بن عبد الرحمن الجرمي عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن النعمان بن بشير أن رسول الله قال الآيتان ختم بهما سورة البقرة لا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان

ذكر فرار الشيطان من البيت إذا قرئ فيه سورة البقرة

[ 783 ] أخبرنا عبد الله بن محمد حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الصمد حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله قال لا تتخذوا بيوتكم مقابر صلوا فيها فإن الشيطان ليفر من البيت يسمع سورة البقرة تقرأ فيه

ذكر الاحتراز من الشياطين نعوذ بالله منهم بقراءة آية الكرسي

[ 784 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثنا يحيى بن أبي كثير حدثني بن أبي بن كعب أن أباه أخبره أنه كان لهم جرين فيه تمر وكان مما يتعاهده فيجده ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة كهيئة الغلام المحتلم قال فسلمت فرد السلام فقلت ما أنت جن أم أنس فقال جن فقلت ناولني يدك فإذا يد كلب وشعر كلب فقلت هكذا خلق الجن فقال لقد علمت الجن أنه ما فيهم من هو أشد مني فقلت ما يحملك على ما صنعت قال بلغني أنك رجل تحب الصدقة فأحببت أن أصيب من طعامك قلت فما الذي يحرزنا منكم فقال هذه الآية آية الكرسي قال فتركته وغدا أبي إلى رسول الله فأخبره فقال رسول الله صدق الخبيث قال أبو حاتم اسم بن أبي بن كعب هو الطفيل بن أبي بن كعب

ذكر الاعتصام من الدجال نعوذ بالله من شره بقراءة عشر آيات من سورة الكهف

[ 785 ] أخبرنا أبو صخرة عبد الرحمن بن محمد ببغداد بين السورين حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد الغطفاني عن معدان بن أبي طلحة اليعمري عن أبي الدرداء عن النبي قال من قرأ عشر آيات من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال

ذكر البيان بأن الآي التي يعتصم المرء بقراءتها من الدجال هي آخر سورة الكهف

[ 786 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء عن النبي قال من قرأ عشر آيات من آخر الكهف عصم من الدجال

ذكر الأمر بالإكثار من قراءة سورة تبارك الذي بيده الملك

[ 787 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال قلت لأبي أسامة أحدثكم شعبة عن قتادة عن عباس الجشمي عن أبي هريرة عن رسول الله قال إن سورة في القرآن ثلاثون آية تستغفر لصاحبها حتى يغفر له تبارك الذي بيده الملك فأقر به أبو أسامة وقال نعم قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قوله تستغفر لصاحبها أراد به ثواب قراءتها فأطلق الاسم على ما تولد منه وهو الثواب كما يطلق اسم السورة نفسها عليه وكذلك قوله في خبر أبي أمامة أراد به ثواب القرآن وثواب البقرة وآل عمران إذ العرب تطلق في لغتها اسم ما تولد من الشيء على نفسه كما ذكرناه

ذكر استغفار ثواب قراءة تبارك الذي بيده الملك لمن قرأه

[ 788 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة حدثني قتادة عن عباس الجشمي عن أبي هريرة عن النبي قال سورة في القرآن ثلاثون آية تستغفر لصاحبها حتى يغفر له تبارك الذي بيده الملك

ذكر الأمر بقراءة قل يا أيها الكافرون لمن أراد أن يأخذ مضجعه

[ 789 ] أخبرنا أبو عروبة بحران قال حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل الأشجعي عن أبيه قال دخلت على النبي فقلت يا نبي الله علمني شيئا أقوله إذا أويت إلى فراشي قال اقرأ قل يا أيها الكافرون

ذكر العلة التي من أجلها أمر بهذا الفعل

[ 790 ] أخبرنا الصوفي قال حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه أن رسول الله قال هل لك في ربيبة يكفلها ربيب قال ثم جاء فسأله النبي فقال تركتها عند أمها قال فمجيء ما جاء بك قال جئت لتعلمني شيئا أقوله عند منامي قال اقرأ قل يا أيها الكافرون ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك

ذكر تفضل الله جل وعلا على قارىء سورة الإخلاص بإعطائه أجر قراءة ثلث القرآن

[ 791 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان العابد أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أن رجلا سمع رجلا يقرأ قل هو الله أحد يرددها فلما أصبح أتى رسول الله فذكر ذلك له فكأن الرجل يتقالها فقال له رسول الله والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن

ذكر البيان بأن العرب في لغتها تنسب الفعل إلى الفعل نفسه كما تنسبه إلى الفاعل والأمر سواء

[ 792 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا حوثرة بن أشرس حدثنا مبارك بن فضالة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رجلا قال يا رسول الله إني أحب قل هو الله أحد فقال النبي حبك إياها أدخلك الجنة

ذكر إثبات محبة الله لمحبي سورة الإخلاص

[ 793 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال أن أبا الرجال محمد بن عبد الرحمن حدثه عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة أن رسول الله بعث رجلا على سرية فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم قل هو الله أحد فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي فقال سلوه لأي شيء صنع هذا فسألوه فقال أنا أحب أن أقرأها فقال رسول الله أخبروه أن الله يحبه

ذكر البيان بأن حب المرء سورة الإخلاص بالمدوامة على قراءتها يدخله الجنة

[ 794 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن ثابت عن أنس أن رجلا كان يلزم قراءة قل هو الله أحد في الصلاة مع كل سورة وهو يؤم بأصحابه فقال له رسول الله فيه فقال إني أحبها قال حبها أدخلك الجنة

ذكر البيان بأن القارئ لا يقرأ شيئا أبلغ له عند الله جل وعلا من قل أعوذ برب الفلق

[ 795 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران عن عقبة بن عامر قال تبعت النبي يوما وهو راكب فوضعت يدي على يده فقلت يا رسول الله أقرئني من سورة هود ومن سورة يوسف فقال رسول الله إنك لن تقرأ شيئا أبلغ عند الله من قل أعوذ برب الفلق

ذكر البيان بأن القارىء لا يقرأ شيئا يشبه قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس

[ 796 ] أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم البزار بالبصرة قال حدثنا عمرو بن علي بن بحر حدثنا بدل بن المحبر قال حدثنا شداد بن سعيد أبو طلحة الراسبي قال حدثنا الجريري عن أبي نضرة عن جابر قال قال رسول الله اقرأ يا جابر قال قلت ما أقرأ بأبي وأمي أنت قال قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فقرأتهما فقال اقرأ بهما ولن تقرأ بمثلهما

ذكر الإخبار عما يستحب للمرء قراءة المعوذتين في أسبابه

[ 797 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر قال قلت لأبي بن كعب إن بن مسعود لا يكتب في مصحفه المعوذتين فقال قال لي رسول الله قال لي جبريل قل أعوذ برب الفلق فقلتها وقال لي قل أعوذ برب الناس فقلتها فنحن نقول ما قال رسول الله

ذكر الإباحة للمرء أن يقرأ القرآن وهو واضع رأسه في حجر امرأته إذا كانت حائضا

[ 798 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال حدثنا سفيان عن منصور بن عبد الرحمن عن أمه عن عائشة قالت كان رسول الله يضع رأسه في حجر إحدانا فيتلوا القرآن وهي حائض

ذكر الإباحة لغير المتطهر أن يقرأ كتاب الله ما لم يكن جنبا

[ 799 ] أخبرنا أبو قريش محمد بن جمعة الأصم قال حدثنا محمد بن ميمون المكي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن شعبة ومسعر وذكر أبو قريش آخر معهما عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي قال كان النبي لا يحجبه عن قراءة القرآن ما خلا الجنابة

[ 800 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حامد بن يحيى قال حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر وشعبة وذكر بن قتيبة آخر معهما عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي بن أبي طالب أن رسول الله لم يكن يحجبه من قراءة القرآن شيء إلا أن يكون جنبا

ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة العلم أنه مضاد لخبر علي بن أبي طالب الذي ذكرناه

[ 801 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا كريب قال حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه عن خالد بن سلمة عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله يذكر الله على أحيانه

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة الحديث أنه مضاد لخبر علي بن أبي طالب الذي ذكرناه

[ 802 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا زكريا بن يحيى الواسطي قال حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال حدثني أبي عن خالد بن سلمة عن البهي عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله يذكر الله على أحيانه قال أبو حاتم قول عائشة يذكر الله على أحيانه أرادت به الذكر الذي هو غير القرآن إذ القرآن يجوز أن يسمى الذي ذكر وقد كان لا يقرؤه وهو جنب وكان يقرؤه في سائر الأحوال

ذكر خبر قد يوهم غير طلبة العلم من مظانه أنه مضاد للخبرين الأولين اللذين ذكرناهما

[ 803 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة وخالد بن عمرو بن النضر قالا حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن الحضين بن المنذر عن المهاجر بن قنفذ بن عمير بن جدعان أنه أتى النبي وهو يتوضأ فسلم عليه فلم يرد عليه رسول الله حتى توضأ ثم اعتذر إليه فقال إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر أو قال على طهارة وكان الحسن به يأخذ قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قوله إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر أراد به الفضل لأن الذكر على الطهارة أفضل لا أنه كان يكرهه لنفي جوازه

باب الأذكار

[ 804 ] أخبرنا أحمد بن محمد الحيري قال حدثنا عبد الله بن هاشم قال حدثنا يحيى القطان عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى قال أخذ القوم في عقبة أو ثنية فكلما علاها رجل قال لا إله إلا الله والله أكبر والنبي على بغله يعرضها في الجبل فقال يا أيها الناس إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ثم قال يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة قال بلى يا رسول الله قال لا حول ولا قوة إلا بالله قال أبو حاتم قوله إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا لفظة إعلام عن هذا الشيء مرادها الزجر عن رفع الصوت بالدعاء

ذكر خبر قد يوهم عالما من الناس أن ذكر العبد ربه جل وعلا على غير طهارة غير جائزة

[ 805 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا الربيع بن سليمان قال حدثنا شعيب بن الليث عن الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز عن عمير مولى بن عباس أنه سمعه يقول أقبلت أنا وعبد الله بن يسار مولى ميمونة حتى دخلنا على أبي الجهيم بن الحارث بن الصمة فقال أبو الجهيم أقبل رسول الله من نحو بئر الجمل فلقيه رجل فسلم عليه فلم يرد رسول الله حتى أقبل على الجدار فمسح بوجهه ويديه ثم رد السلام

ذكر العلة التي من أجلها فعل ما وصفناه

[ 806 ] أخبرنا خالد بن النضر القرشي بالبصرة وابن خزيمة حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن حضين بن المنذر عن مهاجر بن قنفد أنه أتى النبي وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه حتى توضأ ثم اعتذر فقال إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر أو قال على طهارة قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه في هذا الخبر بيان واضح أن كراهية المصطفى ذكر الله إلا على طهارة كان ذلك لأن الذكر على طهارة أفضل لا أن ذكر المرء ربه على غير الطهارة غير جائز لأنه كان يذكر الله على أحيانه

ذكر أسامي الله جل وعلا اللاتي يدخل محصيها الجنة

[ 807 ] أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم قال حدثنا يوسف بن حماد المعني قال حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا هشام عن محمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدة من أحصاها دخل الجنة

ذكر تفصيل الأسامي التي يدخل الله محصيها الجنة

[ 808 ] أخبرنا الحسن بن سفيان ومحمد بن الحسن بن قتيبة ومحمد بن أحمد بن عبيد بن فياض بدمشق واللفظ للحسن قالوا حدثنا صفوان بن صالح الثقفي قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة قال حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا إنه وتر يحب الوتر من أحصاها دخل الجنة هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارىء المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب الواسع الحكيم الودود المجيد المجيب الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدىء المعيد المحيي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الأحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن المتعال البر التواب المنتقم العفو الرؤوف مالك الملك ذو الجلال والإكرام المقسط المانع الغني المغني الجامع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور

ذكر البيان بأن ذكر العبد ربه جل وعلا بينه وبين نفسه أفضل من ذكره بحيث يسمع صوته

[ 809 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا أسامة بن زيد أن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة حدثه أن سعد بن أبي وقاص قال سمعت النبي يقول خير الذكر الخفي وخير الرزق أو العيش ما يكفي الشك من بن وهب

ذكر الخبر الدال على أن ذكر العبد ربه جل وعلا في نفسه أفضل من ذكره بحيث يسمع الناس

[ 810 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن خليل حدثنا أبو كريب حدثنا معاوية بن هشام حدثنا حمزة الزيات عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله قال الله يا بن آدم اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي اذكرني في ملأ من الناس أذكرك في ملأ خير منهم

ذكر الله جل وعلا في ملكوته من ذكره في نفسه من عباده مع ذكره إياهم في المقربين من ملائكته عند ذكرهم إياه في خلقه

[ 811 ] أخبرنا عبد الله بن قحطبة بن مرزوق قال حدثنا محمد بن الصباح قال أخبرنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله قال الله تبارك وتعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه الله أجل وأعلى من أن ينسب إليه شيء من صفات المخلوق إذ ليس كمثله شيء وهذه ألفاظ خرجت من ألفاظ التعارف على حسب ما يتعارفه الناس مما بينهم ومن ذكر ربه جل وعلا في نفسه بنطق أو عمل يتقرب به إلى ربه ذكره الله في ملكوته بالمغفرة له تفضلا وجودا ومن ذكر ربه في ملأ من عباده ذكره الله في ملائكته المقربين بالمغفرة له وقبول ما أتى عبده من ذكره ومن تقرب إلى الباري جل وعلا بقدر شبر من الطاعات كان وجود الرأفة والرحمة من الرب منه له أقرب بذراع ومن تقرب إلى مولاه جل وعلا بقدر ذراع من الطاعات كانت المغفرة منه له أقرب بباع ومن أتى في أنواع الطاعات بالسرعة كالمشي أتته أنواع الوسائل ووجود الرأفة والرحمة والمغفرة بالسرعة كالهرولة والله أعلى وأجل

ذكر الإخبار بأن ذكر العبد جل وعلا في نفسه يذكره الله عز وجل به بالمغفرة في ملكوته

[ 812 ] أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا بشر بن خالد قال حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان قال سمعت ذكوان يحدث عن أبي هريرة عن النبي قال قال الله جل وعلا عبدي عند ظنه بي وأنا معه إذا دعاني إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه وأطيب قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قوله جل وعلا إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي يريد به إن ذكرني في نفسه بالدوام على المعرفة التي وهبتها له وجعلته أهلا لها ذكرته في نفسي يريد به في ملكوتي بقبول تلك المعرفة منه مع غفران ما تقدمه من الذنوب ثم قال وإن ذكرني في ملأ يريد به وإن ذكرني بلسانه يريد به الإقرار الذي هو علامة تلك المعرفة في ملأ من الناس ليعلموا إسلامه ذكرته في ملأ خير منه يريد به ذكرته في ملأ خير منه من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في الجنة بما أتى من الإحسان في الدنيا الذي هو الإيمان إلى أن استوجب به التمكن من الجنان

ذكر مباهاة الله جل وعلا ملائكته بذاكره إذا قرن مع الذكر التفكر

[ 813 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا مرحوم بن عبد العزيز قال حدثنا أبو نعامة السعدي عن أبي عثمان النهدي عن أبي سعيد الخدري قال خرج معاوية بن أبي سفيان على حلقة في المسجد فقال ما يجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله قال آلله ما أجلسكم إلا ذلك قالوا والله ما أجلسنا إلا ذلك قال إن رسول الله خرج على حلقة من أصحابه فقال ما يجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن علينا به قال آلله ما أجلسكم إلا ذلك قالوا والله ما أجلسنا إلا ذلك قال أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكن جبريل أتاني فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة

ذكر الاستحباب للمرء دوام ذكر الله جل وعلا في الأوقات والأسباب

[ 814 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثنا بن وهب قال حدثني معاوية بن صالح أن عمرو بن قيس الكندي حدثه عن عبد الله بن بسر قال جاء أعرابيان إلى النبي فقال أحدهما يا رسول الله أخبرني بأمر أتشبث به قال لا يزال لسانك رطبا من

ذكر الله ذكر رجاء سرعة المغفرة لذاكر الله إذا تحركت به شفتاه

[ 815 ] أخبرنا أحمد بن عمير بن جوصا أبو الحسن بدمشق قال حدثنا عيسى بن محمد النحاس قال حدثنا أيوب بن سويد عن الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله عن كريمة بنت الحسحاس قالت سمعت أبا هريرة في بيت أم الدرداء يحدث عن النبي قال قال الله تبارك وتعالى أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه

ذكر ما يكرم الله جل وعلا به في القيامة من ذكره في دار الدنيا

[ 816 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أبو طاهر قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن رسول الله قال يقول الله جل وعلا سيعلم أهل الجمع اليوم من أهل الكرم فقيل من أهل الكرم يا رسول الله قال أهل مجالس الذكر في المساجد

ذكر استحباب الاستهتار للمرء بذكر ربه جل وعلا

[ 817 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أبو الطاهر قال حدثنا بن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث أن أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون

ذكر البيان بأن المداومة للمرء على ذكر الله من أحب الأعمال إلى الله جل وعلا

[ 818 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام مكحول ببيروت قال حدثنا محمد بن هاشم البعلبكي قال حدثنا الوليد عن بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل قال سألت رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله قال أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله

ذكر نفي المرء عن داره المبيت والعشاء للشيطان بذكره ربه عند دخوله وابتدائه

[ 819 ] أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى قال حدثنا عمرو بن علي بن بحر قال حدثنا أبو عاصم عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير عن جابر أنه سمع النبي يقول إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء

ذكر استحسان الإكثار للمرء من التبري من الحول والقوة إلا بالله جل وعلا إذ هو من كنوز الجنة

[ 820 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا سفيان قال حدثنا محمد بن السائب بن بركة عن عمرو بن ميمون الأودي عن أبي ذر قال كنت أمشي خلف النبي فقال يا أبا ذر ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة قلت بلى يا رسول الله فقال لا حول ولا قوة إلا بالله

ذكر البيان بأن المرء كلما كثر تبريه من الحول والقوة إلا ببارئه كثر غراسه في الجنان

[ 821 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا المقرىء قال حدثنا حيوة بن شريح قال أخبرني أبو صخر أن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أخبره عن سالم بن عبد الله بن عمر قال حدثني أبو أيوب صاحب رسول الله أن رسول الله ليلة أسري به مر على إبراهيم خليل الرحمن فقال إبراهيم لجبريل من معك يا جبريل قال جبريل هذا محمد فقال إبراهيم يا محمد مر أمتك أن يكثروا غراس الجنة فإن تربتها طيبة وأرضها واسعة فقال رسول الله لإبراهيم وما غراس الجنة قال لا حول ولا قوة إلا بالله

ذكر الشيء الذي يهدي القائل به ويكفى ويوقى إذا قاله عند الخروج من منزله

[ 822 ] أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد قال حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم قال حدثنا حجاج عن بن جريج عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن النبي قال إذا خرج من بيته فقال بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله فيقال له حسبك قد كفيت وهديت ووقيت فيلقى الشيطان شيطانا آخر فيقول له كيف لك برجل قد كفي وهدي ووقي

ذكر الأمر لمن انتظر النفخ في الصور أن يقول { حسبنا الله ونعم الوكيل }

[ 823 ] أخبرنا عبد الله بن البخاري ببغداد قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر أن ينفخ قال قلنا يا رسول الله فما نقول يومئذ قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه أخبرنا أبو يعلى عن عثمان بن أبى شيبة بإسناد نحوه قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا

ذكر الخبر الدال على أن الأشياء النامية التي لا روح فيها تسبح ما دامت رطبة

[ 824 ] أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن وهب بن أبى كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم قال حدثني زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث عن أبي هريرة قال كنا نمشي مع رسول الله فمررنا على قبرين فقام فقمنا معه فجعل لونه يتغير حتى رعد كم قميصه فقلنا ما لك يا نبي الله قال ما تسمعون ما أسمع قلنا وما ذاك يا نبي الله قال هذان رجلان يعذبان في قبورهما عذابا شديدا في ذنب هين قلنا مم ذلك يا نبي الله قال كان أحدهما لا يستنزه من البول وكان الآخر يؤذي الناس بلسانه ويمشي بينهم بالنميمة فدعا بجريدتين من جرائد النخل فجعل في كل قبر واحدة قلنا وهل ينفعه ما ذلك يا رسول قال نعم يخفف عنهما ما داما رطبتين

ذكر تفضل الله جل وعلا بحط الخطايا وكتبه الحسنات على مسبحه

[ 825 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني قال حدثنا بن نمير قال حدثنا موسى الجهني عن مصعب بن سعد عن أبيه قال كنا جلوسا عند رسول الله فقال أيعجز أحدكم أن يكتسب كل يوم ألف حسنة فسأله ناس من جلسائه وكيف يكتسب أحدنا يا رسول الله كل يوم ألف حسنة قال يسبح الله مائة تسبيحة فيكتب الله له ألف حسنة ويحط عنه ألف سيئة

ذكر تفضل الله جل وعلا بالأمر بغرس النخيل في الجنان لمن سبحه معظما له به

[ 826 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا حجاج الصواف عن أبي الزبير عن جابر عن النبي قال من قال سبحان الله وبحمده غرست له به نخلة في الجنة

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به حجاج الصواف

[ 827 ] أخبرنا عبد الله بن محمود السعدي بمرو قال حدثنا محمد بن رافع قال حدثنا المؤمل بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر أن النبي قال من قال سبحان الله العظيم غرس له شجرة في الجنة

ذكر الأمر بالتسبيح عدد خلق الله وزنة عرشه ومداد كلماته

[ 828 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا شعبة عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة قال سمعت كريبا يحدث عن بن عباس عن جويرية بنت الحارث قالت أتى علي رسول الله وأنا أسبح ثم انطلق لحاجته ثم رجع من نصف النهار فقال ما زلت قاعدة قالت قلت نعم قال ألا أعلمك كلمات لو عدلن بهن عدلتهن أو لو وزن بهن وزنتهن سبحان الله عدد خلقه ثلاث مرات سبحان الله زنة عرشه ثلاث مرات سبحان الله رضا نفسه ثلاث مرات سبحان الله مداد كلماته ثلاث مرات

ذكر مغفرة الله جل وعلا ما سلف من ذنوب المرء بالتسبيح والتحميد إذا كان ذلك بعدد معلوم

[ 829 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان بمنبج قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله قال من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر

ذكر التسبيح الذي يكون للمرء أفضل من ذكره ربه بالليل مع النهار والنهار مع الليل

[ 830 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة قال حدثنا بن أبي مريم قال أخبرنا يحيى بن أيوب قال حدثني بن عجلان عن مصعب بن محمد بن شرحبيل عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبي أمامة الباهلي أن رسول الله مر به وهو يحرك شفتيه فقال ماذا تقول يا أبا أمامة قال أذكر ربي قال ألا أخبرك بأكثر أو أفضل من ذكرك الليل مع النهار والنهار مع الليل ان تقول سبحان الله عدد ما خلق وسبحان الله ملء ما خلق وسبحان الله عدد ما في الأرض والسماء وسبحان الله ملء ما في الأرض والسماء وسبحان الله عدد ما أحصى كتابه وسبحان الله عدد كل شيء وسبحان الله ملء كل شيء وتقول الحمد لله مثل ذلك

ذكر التسبيح الذي يحبه الله جل وعلا ويثقل ميزان المرء به في القيامة

[ 831 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا بن فضيل قال حدثنا عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال قال رسول الله كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

ذكر التسبيح الذي يعطي الله جل وعلا المرء به زنة السماوات ثوابا

[ 832 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال حدثنا سفيان عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن كريب عن بن عباس ان النبي خرج إلى صلاة الصبح وجويرية جالسة في المسجد فرجع حين تعالى النهار فقال لن تزالي جالسة بعدي قالت نعم قال لقد قلت أربع كلمات لو وزنت بهن لوزنتهن سبحان الله وبحمده عدد خلقه ومداد كلماته ورضا نفسه وزنة عرشه قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه جويرية هي بنت الحارث بن عبد المطلب عم النبي

ذكر استحباب الإكثار للمرء من التسبيح والتحميد والتمجيد والتهليل والتكبير لله جل وعلا رجاء ثقل الميزان به في القيامة

[ 833 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر وابن جابر قالا حدثنا أبو سلام قال حدثني أبو سلمى راعي رسول الله ولقيته بالكوفة في مسجدها قال سمعت رسول الله يقول بخ بخ وأشار بيده بخمس ما أثقلهن في الميزان سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه

ذكر البيان بأن قول الإنسان بما وصفنا يكون خيرا له من أن يكون ما طلعت عليه الشمس له

[ 834 ] أخبرنا محمد بن المسيب بن إسحاق بأرغيان بقرية سبنج قال حدثنا أحمد بن سنان قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس

ذكر البيان بأن هذه الكلمات من أحب الكرم إلى الله جل وعلا

[ 835 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير عن منصور عن هلال بن يساف عن الربيع بن عميلة عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله إن أحب الكلام إلى الله أربع سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ذكر البيان بأن هذه الكلمات من خير الكلمات لا يضر المرء بأيهن بدا

[ 836 ] أخبرنا محمد بن سليمان بن فارس قال حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت أبي يقول أخبرنا أبو حمزة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله خير الكلام أربع لا يضرك بأيهن بدأت سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

ذكر الأمر بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير عدد ما خلق الله وما هو خالقه

[ 837 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال حدثه عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص عن أبيها انه دخل مع رسول الله على امرأة في يدها نوى أو حصى تسبح فقال ألا أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا وأفضل سبحان الله عدد ما خلق في السماء وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض وسبحان الله عدد ما هو خالق والله أكبر مثل ذلك والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك

ذكر كتبة الله جل وعلا للعبد بكل تسبيحة صدقة وكذلك التكبير والتحميد والتهليل

[ 838 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء قال حدثنا مهدي بن ميمون قال حدثنا واصل مولى أبي عيينة عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الديلي عن أبي ذر ان ناسا من أصحاب رسول الله قالوا للنبي يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجر يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال أوليس قد جعل الله لكم ما تتصدقون به كل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة

ذكر البيان بأن ما وصفنا من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير من أفضل الكلام لا حرج على المرء بأيهن بدأ

[ 839 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن هلال بن يساف عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله أفضل الكلام أربع لا تبالي بأيهن بدأت سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

ذكر البيان بأن الكلمات التي ذكرناها مع التبري من الحول والقوة إلا بالله مع الباقيات الصالحات

[ 840 ] أخبرنا بن سلم حدثنا حرملة حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال استكثروا من الباقيات الصالحات قيل وما هن يا رسول الله قال التكبير والتهليل والتسبيح والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله

ذكر الأمر بتقرين التعظيم لله جل وعلا إلى التسبيح إذ هو مما يثقل الميزان في القيامة

[ 841 ] أخبرنا عزوز بن إسحاق العابد بطرسوس قال حدثنا العباس بن يزيد البحراني قال حدثنا بن فضيل قال أخبرنا عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال قال رسول الله كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

ذكر استحباب عقد المرء التسبيح والتهليل والتقديس بالأنامل إذ هن مسؤولات ومستنطقات

[ 842 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا محمد بن بشر قال سمعت هانئ بن عثمان عن أمه حميضة بن ياسر عن جدتها يسيرة وكانت إحدى المهاجرات قالت قال لنا رسول الله عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات ومستنطقات

ذكر استعمال المصطفى العمل الذي وصفناه

[ 843 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا أحمد بن المقدام العجلي حدثنا عثام بن علي عن الأعمش عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال رأيت رسول الله يعقد التسبيح بيده

ذكر تفضل الله جل وعلا على حامده بإعطائه ملء الميزان ثوابا في القيامة

[ 844 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن شعيب بن شابور قال حدثني معاوية بن سلام عن أخيه زيد بن سلام أنه أخبره عن جده أبي سلام عن عبد الرحمن بن غنم أن أبا مالك الأشعري حدثه أن رسول الله قال إسباغ الوضوء شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان والتسبيح والتكبير ملء السماوات والأرض والصلاة نور والزكاة برهان والصدقة ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها

ذكر وصف الحمد لله جل وعلا الذي يكتب للحامد ربه به مثله سواء كأنه قد فعله

[ 845 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا خلف بن خليفة عن حفص بن أخي أنس بن مالك عن أنس بن مالك قال كنت جالسا مع رسول الله في الحلقة إذ جاء رجل فسلم على النبي وعلى القوم فقال السلام عليكم فقال النبي وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته فلما جلس قال الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى فقال له النبي كيف قلت فرد على النبي كما قال فقال النبي والذي نفسي بيده لقد ابتدرها عشرة أملاك كلهم حريص على أن يكتبوها فما دروا كيف يكتبونها فرجعوه إلى ذي العزة جل ذكره فقال اكتبوها كما قال عبدي قال الشيخ معنى قال عبدي في الحقيقة أني قبلته

ذكر البيان بأن الحمد لله جل وعلا من أفضل الدعاء والتهليل له من أفضل الذكر

[ 846 ] أخبرنا محمد بن علي الأنصاري من ولد أنس بن مالك بالبصرة قال حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي قال حدثنا موسى بن إبراهيم الأنصاري قال سمعت طلحة بن خراش يقول سمعت رسول جابر بن عبد الله يقول سمعت النبي يقول أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله

ذكر الأمر للمرء المسلم أن يحمد الله جل وعلا على ما هداه للإسلام أو قبره

[ 847 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا الحارث بن سريج النقال قال حدثنا يحيى بن اليمان عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي قال إذا مررتم بقبورنا وقبوركم من أهل الجاهلية فأخبروهم أنهم في النار قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه أمر المصطفى في هذا الخبر المسلم إذا مر بقبر غير المسلم أن يحمد الله جل وعلا على هدايته إياه الإسلام بلفظ الأمر بالإخبار إياه أنه من أهل النار إذ محال أن يخاطب من قد بلي بما لا يقبل عن المخاطب بما يخاطبه به

ذكر الإخبار عما يجب على المرء من الحمد لله على عصمة إياه عما خرج إليه من حاد عنه

[ 848 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله قال الله تبارك وتعالى كذبني عبدي ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك تكذيبي أن يقول أنى يعيدنا كما بدأنا وأما شتمه إياي أن يقول اتخذ الله ولدا وإني الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن له كفوا أحد

ذكر وصف التهليل الذي يعطي الله من هلله عشر مرات ثواب عتق رقبة

[ 849 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله قال من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت عدل عشر رقاب كتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكان له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل عملا أكثر من ذلك

ذكر البيان بأن الله تعالى إنما يعطي المهلل له بما وصفنا ثواب رقبة لو أعتقها إذا أضاف الحياة والممات فيه إلى الباريء جل وعلا

[ 850 ] أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين نافلة الحسن بن عيسى قال حدثنا شيبان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير بن حازم أنه قال سمعت زبيدا الإيامي يحدث عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء أن النبي قال من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك لة لة الملك ولة الحمد يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان كعدل رقبة أو نسمة

ذكر الكلمات التي إذا قالها المرء المسلم صدقة ربة جل وعلا عليها

[ 851 ] أخبرنا أحمد بن على بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا بن أبى بكير قال حدثنا إسرائيل عن أبى إسحاق عن الأغر أبى مسلم عن أبى سعيد الخدري وأبي هريرة قال قال رسول الله إذا قال العبد لا إله إلا الله والله أكبر صدقه ربه قال صدق عبدي لا إله إلا أنا وأنا أكبر وإذا قال لا إله إلا الله وحده صدقه ربه قال صدق عبدي لا إله إلا أنا وحدي وإذا قال لا إله إلا الله لا شريك له صدقة ربه قال صدق عبدي لا إله إلا أنا لا شريك لي وإذا قال لا إله إلا الله له الملك صدقه ربه قال صدق عبدي لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد وإذا قال لا إله إلا الله لا حول ولا قوة إلا بالله صدقه ربه وقال صدق عبدي لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي

ذكر ما يجب على المرء من الإحراز بذكر الله جل وعلا في أسبابه دون الاتكال على قضاء الله فيها

[ 852 ] أخبرنا بن الجنيد ببست قال حدثنا قتيبة قال حدثنا أبو ضمرة عن أبي مودود عن محمد بن كعب عن أبان بن عثمان عن عثمان أن رسول الله قال من قال حين يصبح بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يمسي وإن قالها حين يمسي لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يصبح

ذكر استحباب الذكر لله جل وعلا في الأحوال حذر أن يكون المواضع عليه ترة في القيامة

[ 853 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا صفوان بن صالح قال حدثنا الوليد بن مسلم عن بن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه إلا كان عليهم ترة وما مشى أحد مشى لم يذكر الله فيه إلا كان عليه ترة وما أوى أحد إلى فراشه ولم يذكر الله فيه إلا عليه ترة

ذكر تمثيل المصطفى الموضع الذي يذكر الله جل وعلا فيه والموضع الذي لا يذكر الله فيه

[ 854 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي قال مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت

ذكر حفوف الملائكة بالقوم يجتمعون على ذكر الله مع نزول السكينة عليهم

[ 855 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا خلف بن هشام البزار قال حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن الأغر قال أشهد على أبي سعيد الخدري وأبي هريرة أنهما شهدا على رسول الله أنه قال ما جلس قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده

ذكر إثبات مغفرة الله جل وعلا للقوم الذين يذكرون الله مع سؤالهم إياه الجنة وتعوذهم به من النار نعوذ بالله منها

[ 856 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني قال حدثنا محمد بن عبد ربه قال حدثنا الفضيل بن عياض عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله إن لله ملائكة فضلا عن كتاب الناس يمشون في الطرق يلتمسون الذكر فإذا رأوا أقواما يذكرون الله تبارك وتعالى تنادوا هلموا إلى حاجاتكم فيحفون بأجنحتهم إلى السماء فيسألهم ربهم جل وعلا وهو أعلم بهم فيقول عبادي ما يقولون فيقولون يا رب يسبحونك ويحمدونك فيقول لو رأوني فيقولون لا فيقول كيف لو رأوني فيقولون لو رأوك لكانوا أشد تسبيحا وتمجيدا وتكبيرا وتحميدا فيقول ماذا يسألون فيقولون يسألونك يا رب الجنة فيقول لهم هل رأوها فيقولون لا فيقول كيف لو رأوها فيقولون لو قد رأوها كانوا أشد طلبا وأشد حرصا فيقول فمم يتعوذون فيقولون يتعوذون بك من النار فيقول فهل رأوها فيقولون لا فيقول كيف لو رأوها فيقولون لو قد رأوها كانوا أشد تعوذا فيقول فإني أشهدكم أني قد غفرت لهم

ذكر البيان بأن من جالس الذاكرين الله يسعده الله بمجالسته إياهم

[ 857 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله قال إن لله ملائكة فضلا عن كتاب الناس يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم فيحفون بهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا فيسألهم ربهم وهو أعلم منهم فيقول ما يقول عبادي فيقولون يكبرونك ويمجدونك ويسبحونك ويحمدونك فيقول هل رأوني فيقولون لا فيقول فكيف لو رأوني فيقولون لو رأوك لكانوا لك أشد عبادة وأكثر تسبيحا وتحميدا وتمجيدا فيقول وما يسألوني قال فيقولون يسألونك الجنة فيقول فهل رأوها فيقولون يسألونك الجنة فيقول فهل رأوها فيقولون لا والله يا رب فيقول فكيف لو رأوها فيقولون لو رأوها كانوا عليها أشد حرصا وأشد طلبا وأعظم فيها رغبة فيقول ومم يتعوذون فيقولون من النار فيقول وهل رأوها فيقولون لا والله يا رب فيقول فكيف لو رأوها فيقولون لو رأوها لكانوا منها أشد فرارا وأشد هربا وأشد خوفا فيقول الله لملائكته أشهدكم أني قد غفرت لهم قال فقال ملك من الملائكة إن فيهم فلانا ليس منهم إنما جاء لحاجة قال فهم الجلساء لا يشقي جليسهم

ذكر سباق الذاكرين الله كثيرا والذاكرات في القيامة أهل الطاعات إلى الجنة

[ 858 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أمية بن بسطام قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا روح بن القاسم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال كان رسول الله يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال سيروا هذا جمدان سبق المفردون سبق المفردون قالوا يا رسول الله ما المفردون قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات

ذكر مغفرة الله جل وعلا ما قدم من ذنوب العبد بقوله سبحان الله وبحمده بعدد معلوم عند الصباح والمساء

[ 859 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله من قال حين يصبح سبحان الله وبحمده مائة مرة وإذا أمسى مائة مرة غفرت ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر

ذكر الشيء الذي إذا قاله الإنسان حين يصبح لم يواف في القيامة أحد بمثل ما وافى

[ 860 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن المنهال الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا روح بن القاسم عن سهيل عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله من قال حين يصبح سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة وإذا أمسى كذلك لم يواف أحد من الخلائق بمثل ما وافى

ذكر الشيء الذي إذا قاله المرء عند الصباح كان مؤديا لشكر ذلك اليوم

[ 861 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثنا بن وهب عن سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن وهو ربيعة الرأي عن عبد الله بن عنبسة عن بن عباس أن رسول الله قال من قال حين يصبح اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر ذلك اليوم

ذكر الشيء الذي يحترز المرء به من فاجئه البلاء حتى يمسي إذا قال ذلك عند الصباح وحتى يصبح إذا قال ذلك عند المساء

[ 862 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا الحسين بن عيسى يعني البسطامي قال حدثنا أنس بن عياض عن أبي مودود عن محمد بن كعب القرظي عن أبان بن عثمان عن عثمان قال قال رسول الله من قال حين يصبح ثلاث مرات بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يمسي ومن قالها حين يمسي لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يصبح وقد كان أصابه الفالج فقيل له أين ما كنت تحدثنا به قال إن الله حين أراد بي ما أراد أنسانيها

ذكر إيجاب الجنة لمن قال رضيت بالله ربا وقرنه برضاه بالإسلام والنبي

[ 863 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا عبد الرحمن بن شريح قال حدثني أبو هانئ التجيبي عن أبي علي الهمداني أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول قال رسول الله من قال رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وجبت له الجنة قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه أبو هانئ اسمه حميد بن هانئ من أهل مصر وأبو علي الهمداني اسمه عمرو بن مالك الجنبي من ثقات أهل فلسطين

ذكر الشيء الذي إذا قاله المرء عند الكرب يرتجى له زوالها عنه

[ 864 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة بن البرند حدثنا عتاب بن حرب أبو بشر قال حدثنا أبو عامر الخزاز عن بن أبي مليكة عن عائشة أن النبي جمع أهل بيته فقال إذا أصاب أحدكم غم أو كرب فليقل الله الله ربي لا أشرك به شيئا اسم أبي عامر الخزاز صالح بن رستم روي له أربعون حديثا من ثقات أهل البصرة

ذكر الأمر بالتهليل والتسبيح لله جل وعلا مع التحميد لمن أصابته شدة أو كرب

[ 865 ] أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بالفسطاط قال حدثنا عيسى بن حماد قال أخبرنا الليث عن بن عجلان عن محمد بن كعب القرظي عن عبد الله بن شداد عن عبد الله بن جعفر عن علي بن أبي طالب أنه قال لقنني رسول الله هؤلاء الكلمات وأمرني إن أصابني كرب أو شدة أقولهن لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحانه وتبارك الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين

باب الأدعية

[ 866 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى بخبر غريب قال حدثنا قطن بن نسير الصيرفي قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا ثابت عن أنس قال قال رسول الله يسأل أحدكم حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع

[ 867 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا الأسود بن شيبان عن أبي نوفل بن أبي عقرب عن عائشة قالت كان رسول الله يعجبه الجوامع من الدعاء قال أبو حاتم أبو نوفل اسمه معاوية بن مسلم بن أبي عقرب من أهل البصرة

ذكر ما يجب أن يكون قصد المرء في جوامع دعائه وبيان أحواله له

[ 868 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا محمد بن عمرو زنيج حدثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله لرجل ما تقول في الصلاة فقال أتشهد ثم أقول اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار أنا والله ما أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ فقال حولها ندندن

ذكر الأمر للمرء أن يسأل ربه جل وعلا جوامع الخير ويتعوذ به من جوامع الشر

[ 869 ] أخبرنا أبو خليفة ما لا أحصي من مرة قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا بن سلمة عن الجريري عن أم كلثوم بنت أبي بكر عن عائشة أن رسول الله علمها أن تقول اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم اللهم إني أسألك من الخير ما سألك عبدك ونبيك وأعوذ بك من الشر ما عاذ به عبدك ونبيك وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا

ذكر البيان بأن دعاء المرء لله جل وعلا من أكرم الأشياء عليه

[ 870 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا عمرو بن مرزوق قال حدثنا عمران القطان عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن أخي الحسن عن أبي هريرة قال قال رسول الله ليس شيء أكرم على الله من الدعاء

ذكر رجاء النجاة من الآفات لمن دام على الدعاء في أوقاته

[ 871 ] أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن علي بن زهير الجرجاني قال حدثنا أبي قال حدثنا هوذة بن حليفة قال حدثنا عمر بن محمد هو بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله لا تعجزوا في الدعاء فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد

ذكر الإخبار عما يستحب للمرء من المواظبة على الدعاء والبر

[ 872 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الله بن عيسى عن عبد الله بن أبي الجعد عن ثوبان قال قال رسول الله إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد القدر إلا بالدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر قال أبو حاتم قوله في هذا الخبر لم يرد به عمومه وذاك أن الذنب لا يحرم الرزق الذي رزق العبد بل يكدر عليه صفاءه إذا فكر في تعقيب الحالة فيه ودوام المرء على الدعاء يطيب له ورود القضاء فكأنه رده لقلة حسه بألمه والبر يطيب العيش حتى كأنه يزاد في عمره بطيب عيشه وقلة تعذر ذلك في الأحوال

ذكر البيان بأن المرء إذا دعا الله جل وعلا بنية صحيحة وعمل مخلص قد يستجاب له دعاؤه وإن كان الشيء المسؤول معجزة

[ 873 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا ثابت عن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب أن رسول الله قال كان ملك فيمن كان قبلكم له ساحر فلما كبر قال للملك إني قد كبرت فابعث إلي غلاما أعلمه السحر فبعث له غلاما يعلمه فكان في طريقه إذا سلك راهب فقعد إليه وسمع كلامه وأعجبه فكان إذا أتى الساحر ضربه وإذا رجع من عند الساحر قعد إلى الراهب وسمع كلامه فإذا أتى أهله ضربوه فشكا ذلك إلى الراهب فقال له إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي وإذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال اليوم أعلم الراهب أفضل أم الساحر فأخذ حجرا ثم قال اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس فرماها فقتلها ومضى الناس فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب أي بني أنت اليوم أفضل مني وإنك ستبتلى فإن ابتليت فلا تدل علي فكان الغلام يبرىء الأكمة والأبرص ويداوي سائر الأدواء فسمع جليس للملك كان قد عمي فأتى الغلام بهدايا كثيرة فقال ما ها هنا لك أجمع إن أنت شفيتني قال إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك فآمن بالله فشفاه الله فأتى الملك يمشي يجلس إليه كما كان يجلس فقال الملك فلان من رد عليك بصرك قال ربي قال ولك رب غيري قال ربي وربك واحد فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام فجيء بالغلام فقال له الملك أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرىء الأكمة والأبرص وتفعل قال إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الرهب فجيء بالراهب فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه فشق به حتى وقع شقاه ثم جيء بجليس الملك فقيل ارجع عن دينك فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه ثم جيء بالغلام فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فسقطوا وجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك ما فعل أصحابك قال كفانيهم الله فدفعه إلى قوم من أصحابه فقال اذهبوا به فاحملوه في قرقور فوسطوا به البحر فلجوا به فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه فذهبوا به فقال اللهم اكفنيهم بما شئت فانكفأت بهم السفينة وجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك ما فعل أصحابك قال كفانيهم الله فقال للملك وإنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به قال وما هو قال تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتك ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل بسم الله رب الغلام ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني فجمع الناس في صعيد واحد ثم صلبه على جذع ثم أخذ سهما من كنانته ثم وضع السهم في كبد قوسه ثم قال بسم الله رب الغلام ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في موضع السهم فمات فقال الناس آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام ثلاثا فأتي الملك فقيل له أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك حذرك قد آمن الناس فأمر بالأخدود بأفواه السكك فخدت وأضرم النيران وقال من لم يرجع عن دينه فأحموه ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها فقال لها الغلام يا أمه اصبري فإنك على الحق

ذكر البيان بأن دعوة المظلوم تستجاب له لا محالة وإن أتى عليها البرهة من الدهر

[ 874 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي قال حدثنا فرج بن رواحة المنبجي قال حدثنا زهير بن معاوية قال حدثنا سعد الطائي قال حدثنا أبو المدلة أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله دعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السماوات ويقول الرب تبارك وتعالى وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه أبو المدلة اسمه عبيد الله مديني ثقة

[ 875 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال أخبرنا بن وهب عن معروف بن سويد قال سمعت علي بن رباح يقول سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله اتقوا دعوة المظلوم قال أبو حاتم قوله اتقوا دعوة المظلوم أمر باتقاء دعوة المظلوم مراده الزجر عما تولد ذلك الدعاء منه وهو الظلم فزجر عن الشيء بالأمر بمجانبة ما تولد منه

ذكر الإخبار عما يستحب للمرء عند إرادة الدعاء رفع اليدين

[ 876 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا خليفة بن خياط العصفري قال حدثنا بن أبي عدي قال حدثنا جعفر بن ميمون عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي عن النبي قال إن ربكم حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا

ذكر الإباحة للمرء أن يرفع يديه عند الدعاء لله جل وعلا

[ 877 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة حدثنا سهل بن صالح الأنطاكي قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شعبة عن ثابت عن أنس قال كان النبي يرفع يديه في الدعاء حتى يرى بياض إبطيه

ذكر البيان بأن رفع اليدين في الدعاء يجب أن لا يجاوز بهما رأسه

[ 878 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا بن وهب قال أخبرني حيوة وعمر بن مالك عن بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عمير مولى أبي اللحم أنه رأى رسول الله عند أحجار الزيت قريبا من الزوراء يدعو رافعا كفيه قبل وجهه لا يجاوز بهما رأسه

ذكر البيان بأن باطن الكفين يجب أن يكون للداعي قبل وجهه إذا دعا

[ 879 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا حيوة عن بن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عمير مولى أبي اللحم أنه رأى رسول الله يستسقي عند أحجار الزيت قريبا من الزوراء قائما يدعو يستسقي رافعا كفيه لا يجاوز بهما رأسه مقبلا بباطن كفه إلى وجهه

ذكر استجابة الدعاء للرافع يديه إلى بارئه جل وعلا

[ 880 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قال حدثنا جميل بن الحسن العتكي قال حدثنا محمد بن الزبرقان قال حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان أن رسول الله قال إن الله جل وعلا يستحيي من العبد أن يرفع إليه يديه فيردهما خائبتين

ذكر البيان بأن الله جل وعلا إنما يستجيب دعاء من رفع إليه يديه إذا لم يدع بمعصية أو يستعجل الإجابة فيترك الدعاء

[ 881 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي هريرة عن رسول الله قال لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل قيل يا رسول الله كيف يستعجل قال يقول قد دعوت فلم يستجب لي فينحسر عند ذلك فيترك الدعاء

ذكر وصف الإشارة للمرء بإصبعه عند إرادته الدعاء لله جل وعلا

[ 882 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا بن إدريس عن حصين بن عبد الرحمن عن عمارة بن رويبة أنه رأى بشر بن مروان رافعا يديه على المنبر فقال قبح الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله ما يزيد على أن يقول بيده كذا وأشار بأصبعه للسبحة

ذكر البيان بأن المرء إذا أراد الإشارة في الدعاء يجب أن يشير بالسبابة اليمنى بعد أن يحنيها قليلا

[ 883 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال حدثنا بشر بن المفضل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن عبد الرحمن بن معاوية عن بن أبي ذباب عن سهل بن سعد قال ما رأيت رسول الله شاهرا يديه يدعوا على منبر ولا غيره ولكن رأيته يقول هكذا وقال أبو سعيد بأصبعه السبابة من يده اليمنى يقوسها

ذكر الزجر عن الإشارة في الدعاء بالأصبعين

[ 884 ] أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان قال حدثنا حفص بن غياث عن هشام عن بن سيرين عن أبي هريرة أن النبي أبصر رجلا يدعو بأصبعيه جميعا فنهاه وقال بإحداهما باليمنى قال أبو حاتم أضمر فيه أن الإشارة بالأصبعين ليكون إلى الإثنين والقوم عهدهم كان قريبا بعبادة الأصنام والإشراك بالله فمن أجلهما أمر بالإشارة بأصبع واحد

ذكر الأمر بالاستخارة إذا أراد المرء أمرا قبل الدخول عليه

[ 885 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا أبي عن بن إسحاق قال حدثني عيسى بن عبد الله بن مالك عن محمد بن عمرو بن عطاء عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله يقول إذا أراد أحدكم أمرا فليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كان كذا وكذا للأمر الذي يريد خيرا لي في ديني ومعيشتي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي وأعني عليه وإن كان كذا وكذا للأمر الذي يريد شرا لي في ديني ومعيشتي وعاقبة أمري فاصرفه عني ثم اقدر لي الخير أينما كان لا حول ولا فوة إلا بالله

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 886 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال حدثنا حمزة بن طلبة قال حدثنا بن أبي فديك قال حدثنا أبو المفضل بن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده عن أبي هريرة قال قال رسول الله إذا أراد أحدكم أمرا فليقل اللهم إني استخيرك إني استخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كان كذا وكذا خيرا لي في ديني وخيرا لي في معيشتي وخيرا لي في عاقبة أمري فاقدره لي وبارك لي فيه وإن كان غير ذلك خيرا لي فاقدر لي الخير حيث ما كان ورضني بقدرك قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه أبو المفضل اسمه شبل بن العلاء بن عبد الرحمن مستقيم الأمر في الحديث

ذكر البيان بأن الأمر بدعاء الاستخارة لمن أراد أمرا إنما أمر بذلك بعد ركوع ركعتين غير الفريضة

[ 887 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموال قال حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله صلى يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن يقول إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم فإن كنت تعلم هذا الأمر يسميه بعينه خيرا لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فقدره لي ويسره لي وبارك فيه وإن كان شرا لي في ديني ومعادي ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه وقدر لي الخير حيث كان ورضني به

ذكر ما يقول المرء إذا رأى الهلال أول ما يراه

[ 888 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن يحيى المروزي قال حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي قال حدثنا عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب عن أبيه وعن عمه عن بن عمر قال كان رسول الله إذا رأى الهلال قال اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما نحب وترضى ربنا وربك الله

ذكر استحباب الإكثار في السؤال ربه جل وعلا في دعائه وترك الاقتصار على القليل منه

[ 889 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا أبو أحمد الزبيري قال حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله إذا سأل أحدكم فليكثر فإنه يسأل ربه

ذكر البيان بأن دعاء المرء ربه في الأحوال من العبادة التي يتقرب بها إلى الله جل وعلا

[ 890 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير عن منصور عن ذر عن يسيع الحضرمي عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله الدعاء هو العبادة ثم قرأ هذه الآية { ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين }

ذكر الشيء الذي إذا دعا المرء به ربه جل وعلا أجابه

[ 891 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن يحيى القطان عن مالك بن مغول قال حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه أن النبي سمع رجلا يقول اللهم إني أسألك بأني أشهدك أنك لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال رسول الله لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب

ذكر البيان بأن دعاء المرء بما وصفنا إنما هو دعاؤه باسم الله الأعظم لا يخيب من سأل ربه به

[ 892 ] أخبرنا أبو العباس أحمد بن عيسى بن السكين البلدي بواسط قال حدثنا أبو الحسين أحمد بن سليمان بن أبي شيبة الرهاوي قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا مالك بن مغول قال حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه انه دخل مع رسول الله المسجد فإذا رجل يصلي يدعو يقول اللهم إني أسألك بأني أشهدك أنك لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال رسول الله والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب وإذا رجل يقرأ في جانب المسجد فقال رسول الله لقد أعطي مزمارا من مزامير آل داود وهو عبد الله بن قيس قال فقلت له يا رسول الله أخبره فقال أخبره فأخبرت أبا موسى فقال لن تزال لي صديقا قال زيد بن الحباب فحدثت به زهير بن معاوية فقال سمعت أبا إسحاق السبيعي يحدث بهذا الحديث عن مالك بن مغول

ذكر اسم الله العظيم الذي إذا سأل المرء ربه أعطاه ما سأل

[ 893 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا خلف بن خليفة قال حدثنا حفص بن أخي أنس بن مالك عن أنس بن مالك قال كنت مع رسول الله جالسا في الحلقة ورجل قائم يصلي فلما ركع سجد وتشهد دعا فقال في دعائه اللهم إني أسالك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيام اللهم إني أسألك فقال النبي أتدرون بما دعا قالوا الله ورسوله أعلم فقال والذي نفسي بيده لقد دعا باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه حفص هذا هو حفص بن عبد الله بن أبي طلحة أخو إسحاق بن أخي أنس لأمه

ذكر استحباب تفويض المرء للأمور كلها إلى بارئه مع سؤاله إياه الدق والجل من أسبابه

[ 894 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا قطن بن نسير قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا ثابت عن أنس قال قال رسول الله ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع

[ 895 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى بخبر غريب قال حدثنا قطن بن نسير الصيرفي قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا ثابت عن أنس قال قال رسول الله ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع

ذكر العلة التي من أجلها أمر بهذا الأمر

[ 896 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثني خالي مالك عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله قال إذا دعا أحدكم فليعظم الرغبة فإنه لا يتعاظم على الله شيء

ذكر الخبر الدال على أن دعاء المرء بأوثق عمله قد يرجى له إجابة ذلك الدعاء

[ 897 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عاصم حدثني بن جريج أخبرني موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر أن النبي قال خرج ثلاثة يتماشون فأصابهم مطر فدخلوا كهف جبل فانحط عليهم حجر فسد عليهم الطريق فقالوا ادعوا الله بأوثق أعمالكم فقال واحد منهم اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان شيخان كبيران وأني رحت يوما فحلبت لهما فأتيتهما وهما نائمان فكرهت أن أوقظهما وكرهت أن أسقي ولدي وصبيتي عند رجلي يتضاغون فقمت قائما حتى انفجر الصبح فسقيتهما اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا وأرنا السماء قال فانفرج فرجة فرأوا السماء وقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أنه كانت لي بنت عم وكنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء وأني سألتها نفسها فقالت لا حتى تأتيني بمئة دينار فسعيت فيها حتى جمعتها فأتيتها فلما قعدت بين رجلها قالت يا عبد الله اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه فتركتها اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا وأرنا السماء قال فزالت قطعة من الحجر ورأوا السماء وقال الآخر اللهم إني استعملت أجيرا بفرق من الأرز فلما كان الليل أعطيته فلم يأخذ أجره وتسخطه فأخذت الفرق فزرعته حتى صار من ذلك بقرا وغنما فأتاني بعد ذلك قال يا عبد الله اتق الله ولا تظلمني أجري فقلت خذ هذه البقر وراعيها فقال اتق الله ولا تهزأ بي قلت ما أهزأ بك فهو لك ولو شئت لم أعطه إلا الفرق اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال الحجر وخرجوا

ذكر سؤال العبد ربه أن لا يضله بعد إذ من عليه بالإسلام له والتوكل عليه

[ 898 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن إشكاب حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثني أبي عن الحسين يعني المعلم عن بن بريدة حدثني يحيى بن يعمر عن بن عباس أن رسول الله كان يقول اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت أعوذ بك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون

ذكر الأمر بما يجب على المرء من الدعاء قبل هداية الله إياه للإسلام وبعده

[ 899 ] أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك العابد قال حدثنا محمد بن عثمان العجلي قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن منصور عن ربعي عن عمران بن حصين قال أتى رسول الله رجل فقال يا محمد عبد المطلب خير لقومه منك كان يطعمهم الكبد والسنام وأنت تنحرهم فقال له ما شاء الله فلما أراد أن ينصرف قال ما أقول قال قل اللهم قني شر نفسي واعزم لي على أرشد أمري فانطلق الرجل ولم يكن أسلم وقال يا رسول الله إني أتيتك فقلت علمني فقلت اللهم قني شر نفسي واعزم لي على أرشد أمري فما أقول الآن حين أسلمت قال قل اللهم قني شر نفسي واعزم لي على أرشد أمري اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت وما أخطأت وما عمدت وما جهلت

ذكر ما يستحب للمرء سؤال الرب جل وعلا الزيادة له في الهدى والتقوى

[ 900 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير العبدي قال أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله أن النبي كان يدعو بهذا الدعاء اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى

ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا الهداية لأرشد أموره

[ 901 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي العلاء عن عثمان بن أبي العاص وامرأة من قريش أنهما سمعا رسول الله يقول اللهم اغفر لي ذنبي وخطاياي وعمدي وقال الآخر إني سمعته يقول اللهم إني أستهديك لأرشد أموري وأعوذ بك من شر نفسي

ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا صرف قلبه إلى طاعته

[ 902 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال أخبرنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله عن حيوة بن شريح قال حدثني أبو هانئ الخولاني أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول سمعت رسول الله يقول إن قلوب بن آدم ملقى بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه كيف يشاء ثم يقول رسول الله اللهم اصرف قلوبنا إلى طاعتك

ذكر البيان بأن صلاة الداعي ربه على صفته في دعائه تكون له صدقة عند عدم القدرة عليها

[ 903 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن دراجا حدثه أن أبا الهيثم حدثه عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله قال أيما رجل مسلم لم يكن عنده صدقة فليقل في دعائه اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وصل على المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات فإنها زكاة وقال لا يشبع المؤمن خيرا حتى يكون منتهاه الجنة

ذكر حط الخطايا عن المصلي على المصطفى بها

[ 904 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن خليل قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا محمد بن بشر العبدي عن يونس بن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أنس بن مالك قال قال رسول الله من صلى علي صلاة واحدة عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات

ذكر كتبة الله جل وعلا الحسنات لمن صلى على صفيه محمد مرة واحدة

[ 905 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد بن عبد الله عن عبد الرحمن بن إسحاق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي قال من صلى علي مرة واحدة كتب له بها عشر حسنات

ذكر تفضل الله جل وعلا على المصلي على صفيه مرة واحدة بمغفرته عشر مرار

[ 906 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا موسى بن إسماعيل عن إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي قال من صلى علي واحدة عشرا

ذكر رجاء دخول الجنان المصلي على المصطفى عند ذكره مع خوف دخول النيران عند إغضائه عنه كلما ذكره

[ 907 ] أخبرنا أبو يعلى قال أخبرنا أبو معمر قال حدثنا حفص بن غياث عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صعد المنبر فقال آمين آمين آمين قيل يا رسول الله إنك حين صعدت المنبر قلت آمين آمين آمين قال إن جبريل أتاني فقال من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين

ذكر خبر ثان يصرح بمعنى ما ذكرناه

[ 908 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع قال أخبرنا بشر بن المفضل قال حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ورغم أنف رجل أدرك أبويه عند الكبر فلم يدخلاه الجنة ورغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له

ذكر نفي البخل عن المصلي على النبي

[ 909 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب بسنج قال حدثنا أحمد بن سنان القطان قال حدثنا أبو عامر العقدي قال حدثنا سليمان بن بلال عن عمارة بن غزية عن عبد الله بن علي بن حسين عن علي بن حسين عن أبيه عن النبي قال إن البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه هذا أشبه شيء روي عن الحسين بن علي وكان الحسين رضوان الله عليه حيث قبض النبي بن سبع سنين إلا شهرا وذلك أنه ولد لليال خلون من شعبان سنة أربع وابن ست سنين وأشهر إذا كانت لغته العربية يحفظ الشيء بعد الشيء

ذكر البيان بأن صلاة من صلى على المصطفى من أمته تعرض عليه في قبره

[ 910 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا حسين بن علي قال حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس قال قال رسول الله إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق الله آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي قالوا وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت فقال إن الله جل وعلا حرم على الأرض أن تأكل أجسامنا

ذكر البيان بأن أقرب الناس في القيامة يكون من النبي من كان أكثر صلاة عليه في الدنيا

[ 911 ] أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا خالد بن مخلد قال حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي قال حدثنا عبد الله بن كيسان قال حدثني عبد الله بن شداد بن الهاد عن أبيه عن بن مسعود قال قال رسول الله إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه في هذا الخبر دليل على أن أولى الناس برسول الله في القيامة يكون أصحاب الحديث إذ ليس من هذه الأمة قوم أكثر صلاة عليه منهم

ذكر الأخبار المفسرة لقوله جل وعلا { يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما }

[ 912 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا وكيع عن شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال قال لي كعب بن عجرة ألا أهدي لك هدية خرج إلينا رسول الله فقلنا يا رسول الله قد عرفنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد

ذكر كتبة الله جل وعلا الحسنات لمن صلى على صفيه مرة واحدة

[ 913 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد بن عبد الله عن عبد الرحمن بن إسحاق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي قال من صلى علي مرة واحدة كتب الله له بها عشر حسنات

ذكر البيان بأن سلام المسلم على المصطفى يبلغ إياه ذلك في قبره

[ 914 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن بن مسعود قال قال رسول الله إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام

ذكر تفضل الله جل وعلا على المسلم على رسوله مرة واحد بأمنه من النار عشر مرات نعوذ بالله منها

[ 915 ] أخبرنا أبو الطيب محمد بن علي الصيرفي غلام طالوت بن عباد بالبصرة قال حدثنا عمر بن موسى الحادي قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن سليمان مولى الحسن بن علي عن عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه قال خرج رسول الله وهو مسرور فقال إن الملك جاءني فقال يا محمد إن الله يقول أما ترضى ان لا يصلي عليك عبد من عبادي صلاة إلا صليت عليه بها عشرا ولا يسلم عليك تسليمة إلا سلمت عليه بها عشرا قلت بلى أي رب

ذكر الإباحة للمرء أن يصلي على أخيه المسلم ضد قول من كره ذلك إلا على الأنبياء صلوات الله عليهم فقط

[ 916 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا وكيع قال حدثنا سفيان عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن جابر قال اتانا رسول الله فنادته امرأتي فقالت يا رسول الله صل علي وعلى زوجي فقال صلى الله عليك وعلى زوجك

ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان الصلاة لا تجوز على أحد إلا على النبي وآله

[ 917 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا بندار قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت بن أبي أوفى يقول كان رسول الله إذا تصدق إليه أهل بيت بصدقة صلى عليهم قال فتصدق أبي إليه بصدقة فقال اللهم صل على آل أبي أوفى

ذكر الخبر المدحض قول من زعم انه لا يجوز لأحد أن يدعو لأحد بلفظ الصلاة إلا لآل المصطفى

[ 918 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال حدثنا أبو عوانة عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن جابر بن عبد الله ان امرأة قالت يا رسول الله صل علي وعلى زوجي فقال صلى الله عليك وعلى زوجك

ذكر الإخبار عما يستحب للمرء من الدعاء والاستغفار في ثلث الليل الآخر

[ 919 ] أخبرنا القطان بالرقة قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا عبد الحميد بن أبي العشرين عن الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال حدثني أبو هريرة عن رسول الله قال إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله جل وعلا إلى سماء الدنيا فيقول من ذا الذي يسألني فأعطيه من ذا الذي يدعوني أستجيب له من ذا الذي يسترزقني أرزقه من ذا الذي يستغفرني اغفر له حتى ينفجر الصبح

ذكر البيان بأن رجاء المرء استحبابه الدعاء في الوقت الذي ذكرناه إنما هو في كل ليلة من سنته

[ 920 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمبج قال حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن أبي عبد الله الأغر وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة ان رسول الله قال ينزل ربنا جل وعلا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني أغفر له قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه صفات الله جل وعلا لا تكيف ولا تقاس إلى صفات المخلوقين فكما أن الله جل وعلا متكلم من غير آلة بأسنان ولهوات ولسان وشفة كالمخلوقين جل ربنا وتعالى عن مثل هذا وأشباهه ولم يجز أن يقاس كلامه إلى كلامنا لأن كلام المخلوقين لا يوجد إلا بآلات والله جل وعلا يتكلم كما شاء بلا آله كذلك ينزل بلا آلة ولا تحرك ولا انتقال من مكان إلى مكان وكذلك السمع والبصر فكما لم يجز أن يقال الله يبصر كبصرنا بالأشفار والحدق والبياض بل يبصر كيف يشاء بلا آلة ويسمع من غير أذنين وسماخين والتواء وغضاريف فيها بل يسمع كيف يشاء بلا آلة وكذلك ينزل كيف يشاء بلا آلة من غير أن يقاس نزوله إلى نزول المخلوقين كما يكيف نزولهم جل ربنا وتقدس من أن تشبه صفاته بشيء من صفات المخلوقين

ذكر خبر واحد أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنه يضاد الخبرين الأولين اللذين ذكرناهما

[ 921 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير عن منصور عن أبي إسحاق عن الأغر عن أبي سعيد وعن أبي هريرة قالا قال رسول الله إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول جل وعلا هل من مستغفر هل من تائب هل من سائل هل من داع حتى ينفجر الصبح قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه في خبر مالك عن الزهري الذي ذكرناه أن الله ينزل حتى يبقى ثلث الليل الآخر وفي خبر أبي إسحاق عن الأغر أنه ينزل حتى يذهب ثلث الليل الأول ويحتمل أن يكون نزوله في بعض الليالي حتى يبقى ثلث الليل الآخر وفي بعضها حتى يذهب ثلث الليل الأول حتى لا يكون بين الخبرين تهاتر ولا تضاد

ذكر الأشياء الثلاثة التي إذا دعا المرء ربه بها أعطي إحداهن

[ 922 ] حدثنا بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا عمرو بن أبي سلمة قال حدثنا زهير بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت اتى جبريل النبي فقال إن الله يأمرك ان تدعو بهؤلاء الكلمات فإني معطيك إحداهن قال اللهم إني أسألك تعجيل عافيتك أو صبرا على بليتك أو خروجا من الدنيا إلى رحمتك

ذكر البيان بأن المصطفى كان إذا استغفر الله جل وعلا استغفر ثلاثا

[ 923 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا بن مهدي قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن بن مسعود قال كان رسول الله يعجبه ان يدعو ثلاثا ويستغفر ثلاثا

ذكر البيان بأن هذا العدد المذكور باستغفار المصطفى لم يكن لعدد لم يكن يزيد عليه

[ 924 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هريم بن عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت أبي يقول حدثنا قتادة عن أنس قال قال رسول الله إني لأتوب في اليوم سبعين مرة

ذكر البيان بأن هذا العدد الذي ذكرناه لم يكن بعدد لم يزده عليه المصطفى

[ 925 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة

ذكر البيان بأن هذا العدد الذي ذكرناه لم يكن المصطفى يقتصر عليه حتى لا يزيد عليه

[ 926 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا بن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق عن عبيد الله بن أبي المغيرة عن حذيفة قال كنت رجلا ذرب اللسان على أهلي فقلت يا رسول الله إني خشيت أن يدخلني لساني النار فقال فأين أنت عن الاستغفار إني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة قال أبو إسحاق فذكرته لأبي بردة فقال وأتوب

ذكر وصف الاستغفار الذي كان يستغفر بالعدد الذي ذكرناه

[ 927 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال حدثنا بن أبي عمر العدني قال حدثنا سفيان عن محمد بن سوقة عن نافع عن بن عمر قال ربما أعد لرسول الله في المجلس الواحد مائة مرة رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم

ذكر إباحة الاقتصار على دون ما وصفنا من الاستغفار

[ 928 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد حدثنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر عن خالد بن عبد الله بن الحسين عن أبي هريرة قال ما رأيت أحدا أكثر أن يقول استغفر الله وأتوب إليه من رسول الله قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه كان المصطفى يستغفر ربه جل وعلا في الأحوال على حسب ما وصفناه وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولاستغفاره معنيان أحدهما أن الله جل وعلا بعثه معلما لخلقه قولا وفعلا فكان يعلم أمته الاستغفار والدوام عليه لما علم من مقارفتها المآثم في الأحايين باستعمال الاستغفار والمعنى الثاني أنه كان يستغفر لنفسه عن تقصير الطاعات لا الذنوب لأن الله جل وعلا عصمه من بين خلقه واستجاب له دعاءه على شيطانه حتى أسلم وذاك أن من خلق المصطفى كان إذا أتى بطاعة لله عز وجل داوم عليها ولم يقطعها فربما شغل بطاعة عن طاعة حتى فاتته إحداهما كما شغل عن الركعتين اللتين بعد الظهر بوفد تميم حيث كان يقسم فيهم ويحملهم حتى فاتته الركعتان اللتان بعد الظهر فصلاهما بعد العصر ثم دوام عليهما في ذلك الوقت فيما بعد فكان استغفاره لتقصير طاعة أن أخرها عن وقتها من النوافل لاشتغاله بمثلها من الطاعات التي كان في ذلك الوقت أولى من تلك التي كان يواظب عليها لا أنه كان يستغفر من ذنوب يرتكبها

ذكر الأمر بالاستغفار لله جل وعلا للمرء عما ارتكبه من الحوبات

[ 929 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد عن شعبة عن عمرو بن مرة أخبرني قال سمعت أبا بردة يقول سمعت رجلا من جهينة يقال له الأغر من أصحاب النبي يحدث بن عمر أنه سمع النبي يقول يا أيها الناس توبوا إلى ربكم فإني أتوب إليه كل يوم مائة مرة قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قوله توبوا إلى ربكم يريد به استغفروا ربكم وكذلك قوله فإني أتوب إليه كل يوم مائة مرة وكان استغفار رسول الله لتقصيره في الطاعات التي وظفها على نفسه لأنه كان من أخلاقه إذا عمل خيرا أن يثبته فيدوم عليه فربما اشتغل في بعض الأوقات عن ذلك الخير الذي كان يواظب عليه بخير آخر مثل اشتغاله بوفد بني تميم والقسمة فيهم عن الركعتين اللتين كان يصليهما بعد الظهر فلما صلى العصر أعادهما فكان استغفاره للتقصير في خير اشتغل عنه بخير ثان على حسب ما وصفنا

ذكر الإخبار عما يجب على المرء من تعقيب الاستغفار كل عثرة وإن كان المرء مشمرا في أنواع الطاعات

[ 930 ] أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بمصر قال حدثنا عيسى بن حماد قال أخبرنا الليث عن بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله أنه قال إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكت في قلبه نكتة فإن هو نزع واستغفر وتاب صقلت فإن عاد زيد فيها فإن عاد زيد فيها حتى تعلو فيه فهو الران الذي

ذكر الله كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون

ذكر لفظ لم يعرف معناه جماعة لم يحكموا صناعة العلم

[ 931 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال حدثنا حماد بن زيد عن ثابت قال حدثنا أبو بردة عن الأغر المزني وكانت له صحبة قال قال رسول الله إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله كل يوم مائة مرة قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قوله إنه لغان على قلبي يريد به يرد عليه الكرب من ضيق الصدر مما كان يتفكر فيه بأمر اشتغاله كان بطاعة أو اهتمامه بما لم يعلم من الأحكام قبل نزولها كأنه كان يعد عدم علمه بمكة بما في سورة البقرة من الأحكام قبل إنزال الله إياها بالمدينة ذنبا فكان يغان على قلبه لذلك حتى كان يستغفر الله كل يوم مائة مرة لا أنه كان يغان على قلبه من ذنب يذنبه كأمته

ذكر سيد الاستغفار الذي يستغفر المرء ربه لما قارف من المأثم

[ 932 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا حسين بن ذكوان عن عبد الله بن بريدة عن بشير بن كعب عن شداد بن أوس قال قال رسول الله سيد الاستغفار أن يقول العبد اللهم أنت ربي وأنا عبدك لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك أصبحت على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت وأبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنوبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت

ذكر سيد الاستغفار الذي يدخل قائله به الجنة إذا كان على يقين منه

[ 933 ] أخبرنا أحمد بن محمد الحيري أبو عمرو قال حدثنا عبد الله بن هاشم قال حدثنا يحيى القطان عن حسين المعلم قال حدثني عبد الله بن بريدة عن بشير بن كعب عن شداد بن أوس قال قال رسول الله سيد الاستغفار ان يقول العبد اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أبوء لك بالنعمة وأبوء لك بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فإن قالها بعدما يصبح موقنا بها ثم مات كان من أهل الجنة وإن قالها بعد ما يمسي موقنا بها كان من أهل الجنة قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه سمع هذا الخبر عبد الله بن بريدة عن أبيه وسمعه من بشير بن كعب عن شداد بن أوس فالطريقان جميعا محفوظان

ذكر الأمر للمرء أن يسأل حفظ الله جل وعلا إياه بالإسلام في أحواله

[ 934 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة بخبر غريب قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني العلاء بن رؤبة التميمي هو الحمصي عن هاشم بن عبد الله بن الزبير أن عمر بن الخطاب أصابته مصيبة فأتى رسول الله فشكا ذلك إليه وسأله أن يأمر له بوسق من تمر فقال له رسول الله إن شئت أمرت لك بوسق من تمر وإن شئت علمتك كلمات هي خير لك قال علمنيهن ومر لي بوسق فإني ذو حاجة إليه فقال قل اللهم احفظني بالإسلام قاعدا واحفظني بالإسلام قائما واحفظني بالإسلام راقدا ولا تطع في عدو حاسدا وأعوذ بك من شر ما أنت أخذ بناصيته وأسألك من الخير الذي هو بيدك كله قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه توفي عمر بن الحطاب وهاشم بن عبد الله بن الزبير بن تسع سنين

ذكر الأمر باكتناز سؤال المرء ربه جل وعلا الثبات على الأمر والعزيمة على الرشد عند اكتناز الناس الدنانير والدراهم

[ 935 ] أخبرنا محمد بن المعافى العابد بصيدا ولم يشرب الماء في الدنيا ثمان عشرة سنة ويتخذ كل ليلة حسوا فيحسوه قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا سويد بن عبد العزيز قال حدثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي عبيد الله مسلم بن مشكم قال خرجت مع شداد بن أوس فنزلنا مرج الصفر فقال ائتوني بالسفرة نبعث بها فكان القوم يحفظونها منه فقال يا بني أخي لا تحفظوها عني ولكن احفظوا مني ما سمعت من رسول الله إذا اكتنز الناس الدنانير والدراهم فاكتنزوا هؤلاء الكلمات اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب

ذكر الأمر بمسألة العبد ربه جل وعلا الحسنة في الدنيا والآخرة في دعائه

[ 936 ] أخبرنا محمد بن يزيد الزرقي بطرسوس قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا خالد بن الحارث قال حدثنا حميد عن ثابت عن أنس قال عاد رسول الله رجلا قد صار مثل الفرخ فقال ما كنت تدعو بشيء أو تسأل قال كنت أقول اللهم ما كنت معاقبني به الآخرة فعجله في الدنيا فقال سبحان الله لا تستطيعه أو لا تطيقه قل اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار قال أبو حاتم ما سمع حميد عن أنس إلا ثمانية عشر حديثا والأخر سمعها من ثابت عن أنس

ذكر ما يستحب للمرء سؤال الباري جل وعلا الحسنة له في داريه

[ 937 ] أخبرنا أبو عروبة بحران قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن ثابت عن أنس قال كان رسول الله يدعو بهذا الدعاء اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار قال شعبة فذكرته لقتادة فقال كان أنس يدعو به

ذكر البيان بأن الدعاء الذي وصفناه كان من أكثر ما يدعو به في أحواله

[ 938 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت انهم قالوا لأنس بن مالك ادع الله لنا فقال اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار قالوا زدنا فأعادها قالوا زدنا فأعادها فقالوا زدنا فقال ما تريدون سألت لكم خير الدنيا والآخرة قال أنس وكان رسول الله يكثر أن يدعو بها اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن شعبة لم يسمع من إسماعيل بن علية إلا خبر التزعفر

[ 939 ] أخبرنا بكر بن محمد بن عبد الوهاب القزاز بالبصرة قال حدثنا عبد الله بن أبي يعقوب الكرماني قال حدثنا يحيى بن أبي بكير قال حدثنا شعبة عن إسماعيل بن عليه عن عبد العزيز بن صهيب قال قلت لأنس بن مالك أخبرني عن دعاء كان يدعو به النبي قال اللهم أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار فلقيت إسماعيل فسألته فقال أكثر دعوة يدعو بها ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

ذكر ما يستحب للمرء أن يزيد في الدعاء الذي وصفناه الإقرار بالربوبية لله جل وعلا

[ 940 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن عبد العزيز بن صهيب قال سأل قتادة أنسا أي دعوة أكثر ما يدعو بها النبي قال أكثر دعوة يدعو بها النبي اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

ذكر الخبر الدال على أن المرء مكروه له أن يدعو بضد ما وصفنا من الدعاء

[ 941 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع قال حدثنا بشر بن المفضل قال حدثنا حميد عن ثابت عن أنس قال عاد النبي رجلا قد جهد حتى صار مثل الفرخ فقال هل كنت دعوت الله بشيء قال نعم كنت أقول اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا فقال لا تستطيعه أو لا تطيقه فهلا قلت اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار قال فدعا الله فشفاه

ذكر ما يجب على المرء من سؤال الباري تعالى الثبات والاستقامة على ما يقربه إليه بفضل الله علينا بذلك

[ 942 ] أخبرنا محمد بن علي الصيرفي بالبصرة قال حدثنا العباس بن الوليد القرشي قال وهيب بن خالد قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال قلت يا رسول الله قل لي قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك قال قل آمنت بالله ثم استقم

ذكر الإخبار عما يجب على المرء من التملق إلى الباري في ثبات قلبه له على ما يحب من طاعته

[ 943 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا أبو ثور قال حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال حدثنا عبد الله بن المبارك قال حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن بسر بن عبيد الله قال سمعت أبا إدريس الخولاني أنه سمع النواس بن سمعان يقول سمعت رسول الله يقول ما من قلب إلا بين إصبعين من أصابع الرحمن إن شاء أقامه وإن شاء أزاغه قال وكان رسول الله يقول يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك قال والميزان بيد الرحمن يرفع قوما ويخفض آخرين إلى يوم القيامة

ذكر الخبر الدال على ان هذه الألفاظ من هذا النوع أطلقت بألفاظ التمثيل والتشبيه على حسب ما يتعارفه الناس فيما بينهم دون الحكم على ظواهرها

[ 944 ] أخبرنا محمد بن عمر بن محمد بن يوسف بنسا قال حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي قال يقول الله جل وعلا للعبد يوم القيامة يا بن آدم مرضت فلم تعدني فيقول يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين فيقول أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني ويقول يا بن آدم استسقيتك فلم تسقني فيقول يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين فيقول أما علمت أن عبدي فلانا استسقاك فلم تسقه أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي يا بن آدم استطعمتك فلم تطعمني فيقول يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين فيقول ألم تعلم أن عبدي فلانا استطعمك فلم تطعمه أما لو أنك أطعمته لوجدت ذلك عندي

ذكر الأمر بسؤال العبد ربه جل وعلا الهداية والعافية والولاية فيمن رزق إياها

[ 945 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة قال سمعت بريد بن أبي مريم يحدث عن أبي الحوراء السعدي قال قلت للحسن بن علي ما تذكر من رسول الله قال أذكر أني أخذت تمرة من تمر الصدقة فجعلتها في في فانتزعها بلعابها فطرحها في التمر وكان يعلمنا هذا الدعاء اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضي عليك إنه لا يذل من واليت قال شعبة وأظنه قال تباركت وتعاليت قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه أبو الحوراء ربيعة بن شيبان السعدي وأبو الجوزاء اسمه أوس بن عبد الله وهما جميعا تابعيان بصريان

ذكر الأمر بسؤال العبد ربه جل وعلا المغفرة والرحمة والهداية والرزق

[ 946 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني قال حدثنا بن نمير ويعلى بن عبيد قالا حدثنا موسى الجهني عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال جاء أعرابي إلى النبي فقال يا رسول الله علمني كلاما أقوله قال قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم العزيز الحكيم قال هؤلاء لربي فما لي قال قل اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه كل ما في هذه الأخبار اللهم اهدني اللهم إني أسألك الهدى وما يشبهها من الألفاظ إنما أريد بها الثبات على الهدى والزيادة فيه إذ محال أن يؤمن المؤمن بسؤال الزيادة وقد هداه الله قبل ذلك

ذكر ما يستحب للمرء سؤال الرب جل وعلا المعونة والنصر والهداية

[ 947 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير العبدي قال بخبرنا سفيان عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن طليق بن قيس الحنفي عن بن عباس قال كان النبي يقول رب أعني ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي واهدني ويسر الهدي لي وانصرني على من بغى علي رب اجعلني لك شاكرا لك ذاكرا لك أواها لك مطواعا لك مخبتا أواها منيبا رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبت حجتي واهد قلبي وسدد لساني واسلل سخيمة قلبي

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر لم يسمعه عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث

[ 948 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن يحيى بن سعيد القطان قال حدثنا أبي قال حدثني سفيان قال حدثني عمرو بن مرة قال حدثني عبد الله بن الحارث المعلم قال حدثني طليق بن قيس الحنفي عن بن عباس قال كان رسول الله يدعو فيقول اللهم أعني ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي واهدني ويسر لي الهدى وانصرني على من بغى علي اللهم اجعلني لك شكارا لك ذكارا لك مطواعا إليك مخبتا لك أوها منيبا رب اقبل توبتي واغسل حوبتي وثبت حجتي وسدد لساني واسلل سخيمة قلبي قال أبو حاتم محمد بن يحيى بن سعيد أبو صالح ما حدثنا عنه أبو يعلى إلا هذا الحديث

ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا العافية في أموره كلها

[ 949 ] سمعت عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس يقول سمعت هشام بن عمار يقول سمعت محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس يقول سمعت أبي يقول سمعت بسر بن أرطاة يقول سمعت رسول الله يقول اللهم أحسن عافيتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة وأخبرناه الصوفي قال حدثنا الهيثم بن خارجة قال حدثنا محمد بن أيوب بن ميسرة بسناده وقال عاقبتنا بالقاف

ذكر الأمر بسؤال الله جل وعلا العافية إذ هي خير ما يعطى المرء بعد التوحيد

[ 950 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال أخبرني حيوة بن شريح قال سمعت عبد الملك بن الحارث السهمي عن أبي هريرة قال سمعت أبا بكر رضوان الله عليه على هذا المنبر يقول سمعت رسول الله هذا اليوم عام أول يقول ثم استعبر أبو بكر رضوان الله عليه فبكى ثم قال سمعت رسول الله يقول لن تؤتوا شيئا بعد كلمة الإخلاص مثل العافية فسلوا الله العافية

ذكر الأمر بتقرين العفو إلى العافية عند سؤاله الله جل وعلا لمن سألها

[ 951 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا أبو جهضم موسى بن سالم عن عبد الله بن عباس أنه قال يا رسول الله ما أسأل الله قال سل الله العفو والعافية ثم قال ما أسأل الله قال سل الله العفو والعافية

ذكر الأمر بسؤال العبد ربه جل وعلا اليقين بعد المعافاة

[ 952 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن سليم بن عامر الكلاعي عن أوسط بن عامر البجلي قال قدمت المدينة بعد وفاة رسول الله فلقيت أبا بكر يخطب الناس وقال قام فينا رسول الله عام أول فخنقته العبرة ثلاث مرات ثم قال يا أيها الناس سلوا الله المعافاة فإنه لم يعط أحد مثل اليقين بعد المعافاة ولا أشد من الريبة بعد الكفر وعليكم بالصدق فإنه يهدي إلى البر وهما في الجنة وإياكم والكذب فإنه يهدي إلى الفجور وهما في النار أراد به مرتكبهما لا نفسهما

ذكر الإخبار عما يستعمله

[ 953 ] أخبرنا السختياني حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب حدثنا بن ثوبان قال أخبرني عمير بن هانئ قال سمعت جنادة بن أبي أمية يقول سمعت عبادة بن الصامت يحدث عن رسول الله أن جبريل رقاه وهو يوعك فقال بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك من كل حاسد إذا حسد ومن كل عين وسم والله يشفيك

ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا التفضل عليه بمغفرة أنواع ذنوبه

[ 954 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى قال كان رسول الله يقول اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي

ذكر ما أبيح للمرء أن يسأل الله ربه جل وعلا المغفرة لذنوبه بلفظ التمثيل

[ 955 ] أخبرنا عبد الله بن محمود السعدي قال حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال حدثنا إبراهيم بن يزيد قال حدثنا رقبة بن مصقلة عن مجزأة بن زاهر الأسلمي عن بن أبي أوفى قال كان النبي يقول اللهم طهرني من الذنوب بالثلج والبرد والماء اللهم طهرني من الذنوب كما يطهر الثوب من الدنس

ذكر ما يستحب للمرء أن يقدم قبل هذا الدعاء التحميد لله جل وعلا

[ 956 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شعبة عن مجزأة بن زاهر عن بن أبي أوفى قال كان رسول الله يقول اللهم لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد اللهم طهرني من ذنوبي كما يطهر الثوب الأبيض من الدنس

ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الرب جل وعلا المغفرة لذنوبه وإن كان في لفظه استقصاء

[ 957 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن بن أبي موسى الأشعري عن أبيه قال كان رسول الله يدعو بهذا الدعاء رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وجدي وهزلي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت إنك أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير

ذكر الأمر بسؤال الله جل وعلا الفردوس الأعلى في دعائه

[ 958 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن المنهال الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله يا أم حارثة إنها لجنان وإن حارثة في الفردوس الأعلى فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس

ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا تحسين خلقه كما تفضل عليه بحسن صورته

[ 959 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا بن فضيل قال حدثنا عاصم عن عوسجة بن الرماح عن عبد الله بن أبي الهذيل عن بن مسعود قال كان رسول الله يقول اللهم حسنت خلقي فحسن خلقي

ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا المجانبة عن الأخلاق المنكرة والأهواء الردية

[ 960 ] أخبرنا علي بن الحسن بن سليمان بالفسطاط قال حدثنا محمد بن علي بن محرز حدثنا أبو أسامة عن مسعر بن كدام عن زياد بن علاقة عن عمه قال كان النبي يقول اللهم جنبني منكرات الأخلاق والأهواء والأسواء والأدواء

ذكر ما يستحب للمرء سؤال ربه جل وعلا العفو والعافية عند الصباح

[ 961 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا فياض بن زهير قال حدثنا وكيع عن عبادة بن مسلم الفزاري عن جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم قال سمعت عبد الله بن عمر يقول لم يكن رسول الله يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي قال وكيع يعني الخسف

ذكر ما يقول المرء عند الصباح والمساء

[ 962 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن عمرو بن عاصم الثقفي قال سمعت أبا هريرة يقول قال أبو بكر يا رسول الله أخبرني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت قال قل اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه قال النبي قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك

ذكر ما يستحب للعبد عند الصباح ان يسأل ربه جل وعلا خير ذلك اليوم

[ 963 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا أبو الشعثاء قال حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود قال كان النبي يقول إذا أصبح أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله أسألك من خير هذا اليوم ومن خير ما فيه وخير ما بعده وأعوذ بك من الكسل والهرم وسوء العمر وفتنة الدجال وعذاب القبر وإذا أمسى قال مثل ذلك قال الحسن بن عبيد الله وحدثني زبيد عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله عن النبي أنه كان يقول فيه لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

ذكر ما يدعو المرء به ربه جل وعلا إذا أصبح

[ 964 ] أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال حدثنا أبو نصر التمار قال حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال كان رسول الله يقول إذا أصبح اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به حماد بن سلمة

[ 965 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال حدثنا وهيب قال حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة ان النبي كان يقول إذا أصبح اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير

ذكر الأمر بسؤال ربه جل وعلا قضاء دينه وغناه من الفقر

[ 966 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال جاءت فاطمة إلى رسول الله تسأله خادما فقال لها قولي اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء أنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء منزل التوراة والإنجيل والفرقان فالق الحب والنوى أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء اقض عنا الدين واغننا من الفقر

ذكر السبب الذي من أجله أنزل الله جل وعلا فما استكانوا لربهم وما يتضرعون

[ 967 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم قال حدثنا علي بن الحسين بن واقد قال حدثني أبي قال حدثني يزيد النحوي عن عكرمة عن بن عباس قال جاء أبو سفيان بن حرب إلى رسول الله فقال يا محمد أنشدك الله والرحم فقد أكلنا العلهز يعني الوبر والدم فأنزل الله { ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون }

ذكر ما يدعو المرء عند الشدائد والضر إذا نزل به

[ 968 ] أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب أنه سمع أنس بن مالك يحدث عن رسول الله أنه قال لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لا بد فاعلا فليقل أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي

ذكر خبر ثان يصرح بمعنى ما ذكرناه

[ 969 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني حميد عن أنس بن مالك أن رسول الله قال لا يتمنين أحدكم الموت من ضر نزل به ولكن ليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي

ذكر وصف دعوات المكروب

[ 970 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا زيد بن أخزم حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا عبد الجليل بن عطية عن جعفر بن ميمون حدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه عن النبي قال دعوات المكروب اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت

ذكر الخصال التي يرتجي للمرء باستعمالها زوال الكرب في الدنيا عنه

[ 971 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا عمرو بن مرزوق قال حدثنا عمران القطان عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن أبي هريرة قال قال رسول الله خرج ثلاثة فيمن كان قبلكم يرتادون لأهلهم فأصابتهم السماء فلجؤوا إلى جبل فوقعت عليهم صخرة فقال بعضهم لبعض عفا الأثر ووقع الحجر ولا يعلم مكانكم إلا الله ادعوا الله بأوثق أعمالكم فقال أحدهم اللهم إن كنت تعلم أنه كانت امرأة تعجبني فطلبتها فأبت علي فجعلت لها جعلا فلما قربت نفسها تركتها فإن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال ثلث الجبل فقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان وكنت أحلب لهما في إنائهما فإذا أتيتها وهما نائمان قمت قائما حتى يستيقظا فإذا استيقظا شربا فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال ثلث الحجر فقال الثالث اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا يوما فعمل لي نصف النهار فأعطيته أجره فتسخطه ولم يأخذه فوفرتها عليه حتى صار من كل المال ثم جاء يطلب أجره فقلت خذ هذا كله ولو شئت لم أعطه إلا أجره فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا قال فزال الحجر وخرجوا يتماشون قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قوله فوفرتها عليه بمعنى قوله فوفرتها له والعرب في لغتها توقع عليه بمعنى له وسعيد بن أبي الحسن سمع أبا هريرة بالمدينة لأنه بها نشأ والحسن لم يسمع منه لخروجه عنها في يفاعته

ذكر الأمر لمن أصابه حزن أن يسأل الله ذهابه عنه وإبداله إياه فرحا

[ 972 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا فضيل بن مرزوق قال حدثنا أبو سلمة الجهني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن بن مسعود قال قال رسول الله ما قال عبد قط إذا أصابه هم أو حزن اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور بصري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحا قالوا يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات قال أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن

ذكر ما يجب على المرء الدعاء على أعدائه بما فيه ترك حظ نفسه

[ 973 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن بن شهاب عن سهل بن سعد الساعدي قال قال رسول الله اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه يعني هذا الدعاء أنه قال يوم أحد لما شج وجهه قال اللهم اغفر لقومي ذنبهم بي من الشج لوجهي لا أنه دعاء للكفار بالمغفرة ولو دعا لهم بالمغفرة لأسلموا في ذلك الوقت لا محالة

ذكر ما يستحب للمرء سؤال الباري جل وعلا تسهيل الأمور عليه إذا صعبت

[ 974 ] أخبرنا محمد بن المسيب بن إسحاق قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل قال حدثنا سهل بن حماد قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رسول الله قال اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن سهلا إذا شئت

ذكر الزجر عن استعجال المرء إجابة دعائه إذا دعا

[ 975 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن أبي عبيد مولى بن أزهر عن أبي هريرة أن رسول الله قال يستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول قد دعوت فلم يستجب لي

ذكر البيان بأن استجابة دعاء الداعي ما لم يعجل إنما يكون ذلك إذا دعا بما لله فيه طاعة

[ 976 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثنا بن وهب قال حدثنا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي هريرة عن رسول الله أنه قال لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل قيل يا رسول الله ما الاستعجال قال يقول يا رب قد دعوت وقد دعوت فما أراك تستجيب لي فيدع الدعاء

ذكر الزجر عن أن يقول المرء في دعائه رب اغفر لي إن شئت

[ 977 ] أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا بن مهدي عن سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي قال لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت فإنه لا مستكره له ولكن ليعزم المسألة

ذكر الزجر عن إكثار المرء السجع في الدعاء دون الشيء اليسير منه

[ 978 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا أبو معاوية عن داود بن أبي هند عن عامر الشعبي عن بن أبي السائب قاص المدينة قال قالت عائشة قص في الجمعة مرة فإن أبيت فمرتين فإن أبيت فثلاث ولا الفينك تأتي القوم وهم في حديثهم فتقطعه عليهم ولكن إن استمعوا حديثك فحدثهم واجتنب السجع في الدعاء فإني عهدت النبي وأصحابه يكرهون ذلك

ذكر ما يستجيب للمرء الدعاء لأعداء الله بالهداية إلى الإسلام

[ 979 ] أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن معمر قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال جاء الطفيل بن عمرو الدوسي إلى نبي الله فقال يا رسول الله إن دوسا قد عصت وأبت فادع الله عليهم فقال اللهم أهد دوسا وأئت بهم

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به أبو الزناد عن الأعرج

[ 980 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا بن عون عن مسلم بن بذيل عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى رسول الله فذكر دوسا فقال إنهم فذكر رجالهم ونساءهم فرفع النبي يديه فقال الرجل إنا لله وإنا إليه راجعون هلكت دوس ورب الكعبة فرفع النبي يديه وقال اللهم اهد دوسا

ذكر ما يستحب للمرء أن يترك الاستغفار لقرابته المشركين أصلا

[ 981 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا أحمد بن عيسى المصري قال حدثنا بن وهب قال حدثنا بن جريج عن أيوب بن هانئ عن مسروق بن الأجدع عن بن مسعود أن رسول الله خرج يوما فخرجنا معه حتى انتهينا إلى المقابر فأمرنا فجلسنا ثم تخطى القبور حتى انتهى إلى قبر منها فجلس إليه فناجاه طويلا ثم رجع رسول الله باكيا فبكينا لبكاء رسول الله ثم أقبل علينا فتلقاه عمر رضوان الله عليه وقال ما الذي أبكاك يا رسول الله فقد أبكيتنا وأفزعتنا فأخذ بيد عمر ثم أقبل علينا فقال أفزعكم بكائي قلنا نعم فقال إن القبر الذي رأيتموني أناجي قبر آمنة بنت وهب وإني سألت ربي الاستغفار لها فلم يأذن لي فنزل علي ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين فأخذني ما يأخذ الولد للوالد من الرقة فذلك الذي أبكاني ألا وإني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تزهد في الدنيا وترغب في الآخرة

ذكر ما يجب على المرء من الاقتصار على حمد الله جل وعلا بما من عليه من الهداية وترك التكلف في سؤال تلك الحالة لمن خذل وحرم التوفيق والرشاد

[ 982 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب عن أبيه قال لما حضر أبا طالب الوفاة جاء رسول الله فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة فقال رسول الله يا عم قل لا إله إلا الله أشهد لك بها عند الله قال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب قال فلم يزل النبي يعرضها عليه ويعبد له تلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله فقال رسول الله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك فأنزل الله ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم وأنزلت في أبي طالب إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين

ذكر الشيء الذي إذا قاله المرء عند الوطأ لم يضر الشيطان ولده

[ 983 ] أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا همام قال حدثنا منصور عن سالم بن أبي الجعد عن كريب عن بن عباس أن النبي قال أما إن أحدكم لو أنه إذا أراد أن يأتي أهله قال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقنا ثم رزقا ولدا لم يضره الشيطان

ذكر ما يستحب للمرء إذا زار قوما أن يدعو للمزور عند انصرافه عنهم

[ 984 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا وكيع عن سفيان عن الأسود بن قيس عن نبيح عن جابر قال أتيت النبي أستعينه في دين كان على أبي فقال آتيكم فقلت للمرأة إن رسول الله يأتينا فإياك أن تكلميه أو تؤذيه قال فأتى فذبحت له داجنا كان لنا قال يا جابر كأنك علمت حبنا اللحم فلما خرج قالت له المرأة يا رسول الله صل علي وعلى وزوجي قال ففعل فقال لها ألم أقل لك فقالت رسول الله كان يدخل بيتي ويخرج ولا يصلي علينا

ذكر الزجر عن أن يدعو المرء لنفسه ويعقب دعاؤه بسؤال الله منع ذلك غيره

[ 985 ] أخبرنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني أبو بكر قال حدثنا علي بن خشرم قال أخبرنا الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال دخل أعرابي على رسول الله المسجد وهو جالس فقال اللهم اغفر لي ولمحمد ولا تغفر لأحد معنا قال فضحك رسول الله ثم قال لقد احتظرت واسعا ثم ولى الأعرابي حتى إذا كان في ناحية المسجد فحج ليبول فقال الأعرابي بعد أن فقه في الإسلام فقام إلي رسول الله فلم يؤنبني ولم يسبني وقال إنما بني هذا المسجد لذكر الله والصلاة وإنه لا يبال فيه ثم دعا بسجل من ماء فأفرغه عليه

ذكر الزجر عن أن يدعو المرء لنفسه بالخبر وحده دون أن يقرن به غيره

[ 986 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو أن رجلا قال اللهم اغفر لي ولمحمد وحدنا فقال رسول الله لقد حجبتها عن ناس كثير

ذكر الزجر عن سؤال العبد ربه ألا يرحم معه غيره

[ 987 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب عن أبي سلمة أن أبا هريرة قال قام النبي للصلاة وقمنا معه فقال أعرابي في الصلاة اللهم ارحمني وارحم محمدا ولا ترحم معنا أحدا فلما صلى رسول الله قال للأعرابي لقد تحجرت واسعا يريد رحمه الله

ذكر الخبر الدال على ان المرء إذا أراد أن يدعو لأخيه المسلم يجب أن يبدأ بنفسه ثم به

[ 988 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا غسان بن عمر بن عبيد الله العدني حدثنا حمزة الزيات عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن بن عباس عن أبي بن كعب قال كان رسول الله إذا ذكر أحدا من الأنبياء بدأ بنفسه وإنه قال ذات يوم رحمه الله علينا وعلى موسى لو صبر مع صاحبه لرأى العجب الأعاجيب ولكنه قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني

ذكر استحباب كثرة دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب رجاء الإجابة لهما به

[ 989 ] أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم بالبصرة قال حدثنا محمد بن يزيد الرفاعي قال حدثنا بن فضيل قال حدثنا أبي عن طلحة بن عبيد الله بن كريز عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال قال رسول الله ما من مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل ولك بمثل قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه كل ما يجيء في الروايات فهو كريز إلا هذا فإنه كريز وأم الدرداء اسمها هجيمة بنت حيي الأوصابية وأبو الدرداء عويمر بن عامر

ذكر إباحة داع المرء لأخيه بكثرة المال والولد

[ 990 ] أخبرنا أبو حاتم أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا عبد الله بن بكر السهمي قال حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال دخل رسول الله على أم سليم فأتته بتمر وسمن فقال أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه فإني صائم فصلى صلاة غير مكتوبة وصلينا معه فدعا لأم سليم وأهل بيتها فقالت أم سليم يا رسول الله إن لي خويصة قال ما هي يا أم سليم قالت خادمك أنس فدعا لي بخير الدنيا والآخرة وقال اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له قال فإني من أكثر الناس ولدا قال وأخبرني ابنتي أمينة أنها دفنت من صلبي إلى مقدم الحجاج البصرة بضعا وعشرين ومئة

ذكر ما يدعو المرء به عند وجود الجدب بالمسلمين

[ 991 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا طاهر بن خالد بن نزار الأيلي حدثنا أبي حدثنا القاسم بن مبرور عن يونس بن يزيد الأيلي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت شكا الناس إلى رسول الله قحط المطر فأمر بالمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوما يخرجون فيه قالت عائشة فخرج رسول الله حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إنكم شكوتم جدب جنانكم واحتباس المطر عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم ثم قال الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لا إله إلا أنت تفعل ما تريد اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين ثم رفع يديه حتى رأينا بياض إبطيه ثم حول إلى الناس ظهره وقلب أو حول رداءه وهو رافع يديه ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين فأنشأ الله سحابا فرعدت وأبرقت وأمطرت بإذن الله فلم يلبث في مسجده حتى سألت السيول فلما رأى رسول الله لثق الثياب على الناس ضحك حتى بدت نواجذه وقال أشهد أن الله على كل شيء قدير وأني عبد الله ورسوله

ذكر ما يدعو به المرء عند اشتداد الأمطار وكثرة دوامها بالناس

[ 992 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال أخبرنا محمد بن عثمان العجلي قال حدثنا خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر قال سمعت أنس بن مالك يقول دخل رجل المسجد يوم الجمعة من باب كأن رجاءه المنبر ورسول الله يخطب فاستقبله قائما فقال يا رسول الله هلكت المواشي وانقطعت السبل فادع الله ليغيثنا فرفع رسول الله يده يقول اللهم اسقنا اللهم اسقنا قال أنس والله ما نرى في السماء سحابة ولا قزعة بيننا وبين سلع من بيت ولا دار فطلعت من ورائه سحابة مثل ترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت فوالله ما رأينا الشمس ستا ثم دخل رجل من الباب يوم الجمعة المقبلة ورسول الله يخطب فاستقبله قائما ثم قال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله أن يكفها عنا فرفع رسول الله يديه يقول اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب والأودية ومنابت الشجر قال فأقلعت وخرج يمشي في الشمس فسألت أنسا أهو الرجل الأول قال لا أدري

ذكر ما يقول المرء إذا تفضل الله جل وعلا على الناس بالمطر ورآه

[ 993 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي قال حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن الزهري عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت كان رسول الله إذا رأى المطر قال اللهم صيبا هنيا

ذكر البيان بأن قوله هنيا أراد به نافعا

[ 994 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا محمد بن خنيس الغزي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله إذا رأى الغيث قال اللهم صيبا أو سيبا نافعا

ذكر الإخبار عما يجب على المسلمين من سؤالهم ربهم أن يبارك لهم في ريعهم دون اتكالهم منه على الأمطار

[ 995 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله ليست السنة بأن لا تمطروا ولكن السنة أن تمطروا وأن تمطروا ولا تنبت الأرض شيئا

ذكر الأمر للمسلم أن يسأل الله ربه جل وعلا التآلف بين المسلمين وإصلاح ذات بينهم

[ 996 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف بخبر غريب قال حدثنا عبد الله بن سعد بن إبراهيم قال حدثنا عمي يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا شريك عن جامع بن شداد عن أبي وائل عن عبد الله قال كان نبي الله يعلمنا التشهد في الصلاة كما يعلمنا السورة من القرآن ويعلمنا ما لم يكن يعلمنا كما يعلمنا التشهد اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات إلى النور وجنبنا الفواحش ما ظهر وما بطن اللهم احفظنا في اسماعنا وأبصارنا وأزواجنا واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها عليك قابلين بها فأتممها علينا

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن المرء إذا كان في حالة ليس له سؤال الرب جل وعلا الحلول من تلك الحالة لن هذا كلام محال

[ 997 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا هناد بن السري حدثنا أبو الأحوص عن عطاء بن السائب عن مرة الهمداني عن عبد الله قال قال رسول الله إن للشيطان لمة وللملك لمة فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق فمن وجد ذلك فليحمد الله ومن وجد الأخرى فليتعوذ من الشيطان ثم قرأ الشيطان يعدكم الفقر الآية البقرة

[ 998 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة عن عاصم بن كليب عن أبي بردة قال سمعت عليا رضوان الله عليه يقول كان النبي يقول اللهم إني أسألك الهدى والسداد واذكر بالهدى هدايتك الطريق واذكر بالتسديد تسديد السهم ونهاني نبي الله عن القسي والميثرة وعن الخاتم في السبابة والوسطى

باب الاستعاذة

ذكر الأمر بالاستعاذة بالله جل وعلا من الأشياء الأربع التي يستحق الاستعاذة منها بالله جل وعلا

[ 999 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزبير عن طاوس عن بن عباس أن رسول الله كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات وأعوذ بك من شر المسيح الدجال

ذكر الأمر بالاستعاذة بالله جل وعلا من الفتن ما ظهر منها وما بطن

[ 1000 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال بينما نحن في حائط لبني النجار مع رسول الله وهو على بغلة فحادت به بغلته فإذا في الحائط أقبر فقال رسول الله من يعرف هؤلاء الأقبر فقال رجل أنا يا رسول الله قال ما هم قال ماتوا في الشرك قال لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر الذي أسمع منه إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ثم أقبل علينا بوجهه فقال تعوذوا بالله من عذاب النار وعذاب القبر وتعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن تعوذوا بالله من فتنة الدجال

ذكر ما يستحب للمرء أن يستعيذ بالله جل وعلا من عذاب القبر يتعوذ منه

[ 1001 ] سمعت الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة يقول سمعت إسحاق بن موسى الأنصاري يقول سمعت أنس بن عياض يقول سمعت موسى بن عقبة يقول سمعت أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص تقول سمعت رسول الله يستعيذ بالله من عذاب القبر ولم أسمع أحدا يقول سمعت رسول الله غيرها

ذكر الخصال التي يستحب للمرء في التعوذ أن يقرنها إلى ما ذكرنا قبل

[ 1002 ] أخبرنا الحسين بن أبي معشر أبو عروبة بحران قال حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن مجاهد أبي الحجاج عن أبي هريرة قال ما صلى نبي الله أربعا أو اثنتين إلا سمعته يدعو اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار ومن عذاب القبر ومن فتنة الصدر وسوء المحيا والممات

ذكر الأمر بالاستعاذة بالله من الفقر الذي يطغى والذل الذي يفسد الدين

[ 1003 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال حدثني جعفر بن عياض قال حدثني أبو هريرة قال قال رسول الله تعوذوا بالله من الفقر والذلة وأن تظلم أو تظلم

ذكر المرء بالاستعاذة بالله جل وعلا من الجبن والبخل

[ 1004 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا عبيدة بن حميد عن عبد الملك بن عمير عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال كان رسول الله يعلمنا هؤلاء الكلمات كما تعلم الكتابة اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر

ذكر الأمر بالاستعاذة بالله جل وعلا من الشيطان عند نهيق الحمير

[ 1005 ] أخبرنا بكر بن أحمد بن سعيد الطاحي العابد بالبصرة قال حدثنا نصر بن علي بن نصر قال حدثنا المقرىء قال حدثنا سعيد بن أبي أيوب عن جعفر بن ربيعة قال حدثني عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة عن رسول الله قال إذا سمعتم أصوات الديكة فإنها رأت ملكا فاسألوا الله وارغبوا إليه وإذا سمعتم نهاق الحمير فإنها رأت شيطانا فاستعيذوا بالله من شر ما رأت

ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من شر الرياح إذا هبت

[ 1006 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعي قال حدثنا شريك عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله إذا رأى في السماء غبارا أو ريحا تعوذ بالله من شره فإذا أمطرت قال اللهم صيبا نافعا

ذكر الأمر بالاستعاذة بالله جل وعلا من الرياح إذا هبت

[ 1007 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان بالرقة قال حدثنا موسى بن مروان قال حدثنا الوليد عن الأوزاعي عن الزهري عن ثابت الزرقي قال سمعت أبا هريرة قال سمعت رسول الله يقول الريح من روح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فلا تسبوها وسلوا الله خيرها واستعيذوا من شرها

ذكر ما يقول المرء عند اشتداد الرياح إذا هبت

[ 1008 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن قال حدثني يزيد بن أبي عبيد قال سمعت سلمة بن الأكوع يرفعه إلى النبي قال كان إذا اشتدت الريح يقول اللهم لقحا لا عقيما

ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من الكسل في الطاعات والهرم القاطع عنها

[ 1009 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا سليمان التيمي عن أنس بن مالك أن النبي كان يقول اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والهرم والبخل والجبن وعذاب القبر وشر المسيح الدجال

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 1010 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني حميد الطويل عن أنس بن مالك أن النبي كان يدعو اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والعجز والبخل وفتنة المسيح وعذاب القبر

ذكر وصف الهرم الذي يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا منه

[ 1011 ] أخبرنا أبو عروبة بحران قال حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة قال حدثنا بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الملك بن عمير عن مصعب بن سعد عن أبيه عن نبي الله انه كان يدعو بهؤلاء الكلمات أعوذ بالله أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بالله من البخل والجبن وأعوذ بالله من فتنة الصدر وبغي الرجال

ذكر ما يعوذ المرء به ولده وولد ولده عند شيء يخاف عليهم منه

[ 1012 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران قال حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال كان النبي يعوذ حسنا وحسينا أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ثم يقول كان إبراهيم صلوات الله عليه يعوذ به ابنيه إسماعيل وإسحاق

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو

[ 1013 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير عن منصور عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال كان رسول الله يعوذ حسنا وحسينا أعيذكما بكلمات الله التامات من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة وكان يقول كان أبوكما يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق

ذكر الاستحباب للمرء أن يسأل سؤال ربه دخول الجنة وتعوذه به من النار في أيامه ولياليه

[ 1014 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق قال بريد بن أبي مريم عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ما سأل رجل مسلم الجنة ثلاث مرات إلا قالت الجنة اللهم أدخله الجنة ولا استجار مسلم من النار ثلاث مرات إلا قالت النار اللهم أجره

ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من الصلاة التي لا تنفع ومن النفس التي لا تشبع

[ 1015 ] أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم قال حدثنا هريم بن عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت أبي يقول حدثنا أنس بن مالك عن النبي أنه قال اللهم إني أعوذ بك من نفس لا تشبع وأعوذ بك من صلاة لا تنفع وأعوذ بك من دعاء لا يسمع وأعوذ بك من قلب لا يخشع

ذكر ما يتعوذ المرء به من سوء القضاء وشماتة الأعداء

[ 1016 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا داود بن عمرو الضبي وأبو خيثمة قالا حدثنا سفيان قال حدثني سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة ان النبي كان يتعوذ من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء

ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من حدوث العاهات به

[ 1017 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس بن مالك أن النبي كان يقول اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام وسيىءالأسقام

ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من شر حياته ومماته

[ 1018 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا محمد بن زياد عن أبي هريرة وعن عطاء بن أبي ميمونة عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي أنه كان يتعوذ من شر المحيا والممات وعذاب القبر وشر فتنة المسيح الدجال

ذكر البيان بأن من شر المحيا الذي يجب على المرء التعوذ منه الفتنة وكذلك الممات

[ 1019 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو سلمة عن أبي هريرة قال كان رسول الله يقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وعذاب النار ومن شر فتنة المحيا والممات

ذكر التعوذ الذي يعاذ الإنسان منه من نهش الهوام

[ 1020 ] أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن يزيد بن أبي حبيب والحارث بن يعقوب حدثاه عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى رسول الله فقال يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة فقال أما إنك لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك

ذكر الشيء الذي يحترز المرء لقوله عند المساء من لسع الحيات

[ 1021 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رجلا من أسلم قال ما نمت هذه الليلة فقال رسول الله من أي شيء قال لدغتني عقرب قال رسول الله أما إنك لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك إن شاء الله

ذكر البيان بأن المرء إنما يحترز بقوله ما قلنا من لسع الحيات عند المساء إذا قال ذلك ثلاث مرات لا مرة واحدة

[ 1022 ] أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين قال حدثنا شيبان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير بن حازم قال حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي قال من قال حين يمسي أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات لم تضره حية إلى الصباح قال وكان إذا لدغ إنسان من أهله قال اما قال الكلمات

ذكر ما يستحب للمرء ان يتعوذ بالله جل وعلا من النفاق في دينه والرياء في طاعته

[ 1023 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر قال حدثنا أحمد بن منصور قال حدثنا عبد الصمد بن النعمان قال حدثنا شيبان عن قتادة عن أنس قال كان النبي يدعو يقول اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والبخل والهرم والقسوة والغفلة والذلة والمسكنة وأعوذ بك من الفقر والكفر والشرك والنفاق والسمعة والرياء وأعوذ بك من الصمم والبكم والجنون والبرص والجذام وسيء الأسقام

ذكر ما يستحب للمرء التعوذ بالله جل وعلا من فساد الدين والدنيا عليه بسوء عمره

[ 1024 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا شبابة قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال حججت مع عمر بن الخطاب رضوان الله عليه حجتين إحداهما التي أصيب فيها وسمعته يقول بجمع ألا إن رسول الله كان يتعوذ من خمس اللهم إني أعوذ بك من البخل والجبن وأعوذ بك من سؤ العمر وأعوذ بك من فتنة الصدر وأعوذ بك من عذاب القبر

ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من الدين الذي لا وفاء له عنده

[ 1025 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا عبد الله بن يزيد قال حدثنا حيوة قال حدثني سالم بن غيلان أنه سمع دراجا أبا السمح أنه سمع أبا الهيثم أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول سمعت رسول الله يقول أعوذ بالله من الكفر والدين فقال رجل يا رسول الله يعدل الدين بالكفر قال نعم

ذكر البيان بأن الشيء قد يشتبه بالشيء إذا أشبهه في بعض الأحوال وإن كان مباينا له في الحقيقة

[ 1026 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح قال حدثنا بن وهب أخبرني سالم بن غيلان التجيبي عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله أنه كان يقول اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر فقال رجل يا رسول الله ويعتدلان قال نعم

ذكر الخبر الدال على صحة ما تأولنا الدين الذي ذكرناه

[ 1027 ] أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني قال حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح قال حدثنا بن وهب قال حدثني حيي بن عبد الله عن الحبلى عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله أنه كان يدعو اللهم اغفر لنا ذنوبنا وظلمنا وهزلنا وجدنا وعمدنا وكل ذلك عندنا اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العباد وشماتة العداء

ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من الفقر عنه إلى العباد

[ 1028 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال حدثنا حماد بن سلمة عن عثمان الشحام عن مسلم بن أبي بكرة عن أبيه أن رسول الله كان يقول اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر

ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من الجوع والخيانة

[ 1029 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا عبد الله بن إدريس عن بن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة قال كان من دعاء النبي اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيج وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة

ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من أن يظلم أحدا أو يظلمه أحد

[ 1030 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة أن النبي كان يقول اللهم إني أعوذ بك من الفقر والفاقة وأعوذ بك من أن أظلم أو أظلم

ذكر ما يستحب للمرء التعوذ بالله جل وعلا من المناقشة على جناياته في العقبي والوقوع في أمثالها في الدنيا

[ 1031 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير عن منصور عن هلال بن يساف عن فروة بن نوفل الأشجعي قال سألت أم المؤمنين عائشة عما كان رسول الله يدعو قالت كان يقول اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر ما وصله إلا منصور بن المعتمر

[ 1032 ] أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني قال حدثنا محمد بن عبد العلي قال حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن حصين عن هلال بن يساف عن فروة بن نوفل الأشجعي قال سألت عائشة قلت حدثيني بشيء كان رسول الله يدعو به قالت كان يقول اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل

ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من سوء الجوار في العقبي به يتعوذ منه

[ 1033 ] أخبرنا أحمد بن حمدان بن موسى التستري بعبادان قال حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة أن النبي كان يقول اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة فإن جار البادي يتحول

ذكر سؤال النار ربها أن يجير من استجار به من النار

[ 1034 ] أخبرنا بن الجنيد إملاء ببست قال حدثنا قتيبة حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أنس بن مالك قال قال رسول الله من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة اللهم أدخله الجنة ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار اللهم أجره من النار

ذكر الشيء الذي إذا قاله الإنسان دخل الجنة بقوله ذلك ليلا كان أو نهارا

[ 1035 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي قال حدثنا علي بن خشرم قال أخبرنا عيسى عن الوليد بن ثعلبة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النبي قال من قال اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فمات من يومه أو ليلته دخل الجنة

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة الحديث أن الدعاء يدفع القضاء السابق

[ 1036 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رجلا لدغ فقال النبي أما إنك لو كنت قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ما ضرك قال فكان أبو هريرة إذا لدغ إنسان منا أمره أن يقولها قال أبو حاتم قوله ما ضرك أراد به أنك لو قلت ما قلنا لم يضرك ألم اللدغ لا أن الكلام الذي قال يدفع قضاء الله عليه