صبابة منك في تماديها
المظهر
صَبابة ٌ مِنك في تَماديها
صَبابةٌ مِنك في تَماديها
و لوعةٌ خَطَراتُ الشَّوقِ تُبدِيها
فالوجدُ يُظهِرُها إن رُحتُ أُكْمِنُها
و الدمعُ يَنْشُرُها إن بِتُّ أَطوِيها
كم في الظَّعائنِ من رِيمٍ لواحظُه
تُميتُ أنفاسَهاطَوراً وتُحيِيها
و عَبرةٌ في احمرارِ الخدِّ حائرةٌ
كأنما مَرَحُ الصَّهباءِ جَارِيها
هي الظِّباءُ فإن رِيعَت بِوَشْكِ نَوَىً
رعَى القلوبَ بألحاظٍ تَوالِيها
أَغرَى بيَ الوجدَ منهنَّ القُدودُفإنْ
رُمتُ السُّلوَّ ثَنَى قلبي تَثَنِّيها
لا أزجُرُ الدَّمعَ إن هَمَّت سَواكبُه
و النفسُ قد بَعُدَت منها أمانِيها
سقاكَ بالمَوْصِلِ الزَّهراءِ مِن بلَدٍ
جَوْدٌ مِن الغَيثِ يحكي جُودَ أَهلِيها
أَأَندُبُ العَيشَ فيها أم أنوحُ على
أيامِها أم أُعزَّى عن لَيالِيها
أرضٌ يَحِنُّ إليها مَن يُفارِقُها
و يَحمَدُ العيشَ فيها من يُدانِيها
مَيْساءُ طَيِّبَةُ الأنفاسِ ضاحكةٌ
تكادُ تهتزُّ عُجْباً من نَواحِيها
تَشُقُّ دِجلةُ أَنوارَ الرِّياضِ بها
مثلَ الصَّفيحةِ مَصقولاً حَواشِيها
لا أَملِكُ الصَّبرَ عنها إن نَأَيتُ ولَو
عُوِّضتُ من ظِلِّها الدُنيا بِما فِيها
مَحَلُّ قَومٍ ينوبُالدَّهرَجُودُهُمُ
عَنِ السَّحائبِ إن ضَنَّت هَوامِيها
و دَوحةٌ بفروعِ الأزدِ باسقةٌ
يَفنَى الزمانُو لا تَفنَى مَساعِيها
ما نابتِ المجدَ والعلياءَ نائبةٌ
إلاّ وَ جُودُ بني فَهدٍ تُحلِّيها
إنَّ المكارمَ أخلاقٌ تَسَرْبَلَها
أبو الفوارسِ فاختَالَتْ به تِيها
مَواهبٌ كُلَّما راحَت رَوائحُها
من راحَتَيه غَدَت تَهمي غَوادِيها
و هِمَّةٌ لاتزالُ الدَّهرَجاريةً
معَ الكواكبِ في أَعلى مَجارِيها
و عَزمةٌ يَنطوِي اللَّيلُ البَهيمُ بها
كأنَّما الصُّبح جُزْءٌ من تَلالِيها
عَمَّت فَواضلُه الدُنيافَهِمَّتُه
إسعافُ طالبِهاأو فَكٌّ عَانِيها
يَحوِي المُنى قبلَ بَذْلِ الوجهِ آمِلُه
إذا الملوكُ انثنَى باليأسِ رَاجِيها
أبا الفوارسِكم أوليتَ من نِعَمٍ
سِيَّانِ في الجُودِ دَانيها وقَاصيها
وكم تَسَربلتَ مِن سِربالِ مَكرُمةٍ
جَلَّت ولكنَها دَقَّت مَعانِيها
شمائلٌ مِنك يُخجِلْنَ الرِّياضِإذا
تَبسَّمَ النَّوْرُ غَضّاً في مَغانِيها
كأنما الغَيثُ خُلقٌ مِن خَلائِقها
أو المنِيَّةُ إِسمٌ من أسامِيها
لأَصفحَنَّ عن الأيَّامِ إذ صفَحَتْ
عنِّي بأفعالِك الحُسنى مَساوِيها
يا آلَ فهدٍ أقامَت في ديارِكُمُ
نُعمى يُواصِلُ صَفوَ العَيشِ صَافِيها
فإنَّ بأسَكُمُ أَمنٌ لِخائِفها
كما نَوالُكُمُ رَيٌّ لصَادِيها
إنَّ المكارِمَ أعطَتكم أَزِمَّتَها
فليسَ غيرُكُمُ في الناسِ يَحوِيها