انتقل إلى المحتوى

سير أعلام النبلاء/محمد بن واسع

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


محمد بن واسع

محمد بن واسع ( م د ت س ) ابن جابر بن الاخنس الإمام الرباني القدوة أبو بكر ويقال أبو عبد الله الأزدي البصري أحد الاعلام حدث عن أنس بن مالك وعبيد بن عمير ومطرف بن الشخير وعبد الله ابن الصامت وأبي صالح السمان ومحمد بن سيرين وغيرهم

وهو قليل الرواية حدث عنه هشام بن حسان وأزهر بن سنان وإسماعيل بن مسلم العبدي وسفيان الثوري ومعمر وحماد بن سلمة وسلام بن أبي مطيع وصالح المري وحماد بن زيد وجعفر بن سليمان الضبعي ونوح بن قيس وسلام القا رىء ومحمد بن الفضل بن عطية قال علي بن المديني له خمسة عشر حديثا وقال أحمد العجلي ثقة عابد صالح وقال الدارقطني ثقة بلى برواة ضعفاء قال أبن شوذب لم يكن لمحمد بن واسع عبادة ظاهرة وكانت الفتيا إلى غيره وإذا قيل من أفضل أهل البصرة قيل محمد بن واسع قال الاصمعي قال سليمان التيمي ما أحد أحب أن ألقى الله بمثل صحيفته مثل محمد بن واسع وروى معتمر عن أبيه ما رأيت أحدا قط أخشع من محمد بن واسع وقال جعفر بن سليمان كنت إذا وجدت من قلب قسوة غدوت فنظرت إلى وجه محمد بن واسع كان كأنه ثكلى قال حماد بن زيد قال رجل لمحمد بن واسع اوصيني قال اوصيك أن تكون ملكا في الدنيا والآخرة قال كيف قال ازهد في الدنيا وعنه قال طوبى لمن وجد عشاء ولم يجد غداء ووجد غداء ولم يجد عشاء والله عنه راض قال ابن شوذب قسم أمير البصرة على قرائها فبعث إلى مالك بن دينار فأخذ فقال له ابن واسع قبلت جوائزهم قال سل جلسائي قالوا يا أبا بكر اشترى بها رقيقا فأعتقهم قال أنشدك الله أقبلك الساعة على ما كان عليه قال اللهم لا إنما مالك حمار أنما يعبد الله مثل محمد بن واسع قال ابن عيينة قال ابن واسع لو كان للذنوب ريح ما جلس إلي أحد

قال الاصمعي لما صاف قتيبة بن مسلم للترك وهاله أمرهم سأل عن محمد بن واسع فقيل هو ذاك في الميمنة جامح على قوسه يبصبص بأصبعه نحو السماء قال تلك الاصبع أحب الي من مئة ألف سيف شهير وشاب طرير قال حزم القطعي قال ابن واسع وهو في الموت يا إخوتاه تدرون أين يذهب بي والله إلى النار أو يعفو الله عني قال ابن شوذب لم يكن له كثير عبادة كان يلبس قميصا بصريا وساجا قال مطر الوراق لا نزال بخير ما بقي لنا أشياخنا مالك بن دينار وثابت البناني ومحمد بن واسع قال جعفر بن سليمان قال محمد بن واسع إني لاغبط رجلا معه دينه وما معه من الدنيا شيء وهو راض وعن ابن واسع قال إذا أقبل العبد بقلبه على الله أقبل الله بقلوب العباد عليه وقال يكفي من الدعاء مع الورع يسير العمل روى هشام بن حسان عن محمد بن واسع وقيل له كيف اصبحت قال قريبا أجلي بعيدا أملي سيئا عملي وقيل اشتكى رجل من ولد محمد بن واسع اليه فقال لولده تستطيل على الناس وأمك اشتريتها بأربع مئة درهم وأبوك فلا كثر الله في المسلمين مثله وقيل إنه قال لرجل هل أبكاك قط سابق علم الله فيك وعن أبي الطيب موسى بن يسار قال صحبت محمد بن واسع إلى مكة فكان يصلي الليل أجمعه يصلي في المحمل جالسا ويومىء وقيل إن حوشبا قال لمالك بن دينار رأيت كأن مناديا ينادي الرحيل الرحيل فما ارتحل إلا محمد بن واسع فبكى مالك وخر مغشيا عليه

قال مضر كان الحسن يسمي محمد بن واسع زين القراء وعن ابن واسع إن الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأته معه لا تعلم أحمد بن أبراهيم الدورقي حدثني محمد بن عيسى حدثني مخلد بن الحسين عن هشام قال دعا مالك بن المنذر الوالي محمد بن واسع فقال أجلس على القضاء فأبى فعاوده وقال لتجلسن أو لاجلدنك ثلاث مئة قال إن تفعل فإنك مسلط وإن ذليل الدنيا خير من ذليل الآخرة قال ودعاه بعض الأمراء فأراده على بعض الأمر فأبي فقال إنك احمق قال محمد ما زلت يقال لي هذا منذ أنا صغير وروى أن قاصا كان يقرب محمد بن واسع فقال مالي أرى القلوب لا تخشع والعيون لا تدمع والجلود لا تقشعر فقال محمد يا فلان ما أرى القوم أتوا إلا من قبلك إن الذكر إذا خرج من القلب وقع على القلب وقيل كان محمد بن واسع يسرد الصوم ويخفيه قال سعيد بن عامر دخل محمد بن واسع على الأمير بلال بن أبي بردة فدعاه إلى طعامه فاعتل عليه فغضب وقال إني أراك تكره طعامنا قال لا تقل ذاك أيها الأمير فوالله لخياركم أحب الينا من أبنائنا أنبأنا أحمد بن أبي الخير عن أبي المكارم أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا مسلم ابن إبراهيم حدثنا إسماعيل بن مسلم عن محمد بن واسع عن مطرف ابن عبد الله عن عمران بن حصين قال تمتعنا مع رسول الله مرتين فقال رجل برأيه ما شاء أخرجه مسلم من طريق إسماعيل هذا قال جعفر بن سليمان وخليفة بن خياط توفي محمد بن واسع سنة ثلاث وعشرين ومئة وقال بعض ولد محمد بن واسع مات سنة سبع وعشرين ومئة


سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي
الجزء الأول | الجزء الثاني | الجزء الثالث | الجزء الرابع | الجزء الخامس | الجزء السادس | الجزء السابع | الجزء الثامن | الجزء التاسع | الجزء العاشر