سهادي فيك أعذب من رقادي
المظهر
سُهادي فيكَ أعذبُ من رُقادي
سُهادي فيكَ أعذبُ من رُقادي
و غَيِّي فيكَ أحسنُ من رَشادي
و إن حَلَّ الفِراقُ عُقودَ دَمعي
و بيَّنَتِ النَّوى ما في فُؤادي
فما زالَتْ غَوادي الدَّمعِ تُبْدي
خَفِيَّ الوَجْدِ للظُّعْنِ الغَوادي
مَهاً لو مُلِّكَت غَرْبَ التَّنائي
لآثَرَتِ الدُّنُوَّ على البُعادِ
مَريضاتُ الجُفونِإذا انتَحَتْنا
بأسهُمِهاصَحيحاتُ الوَدادِ
فمِنْ نَشوانَ من شَوْقٍ طَريفٍ
أَضَفْناهُ إلى شَوْقٍ تِلادِ
و كم للبَيْنِ من شَوْقٍ طَريفٍ
أضفناه إلى شَوْقٍ تِلادِ
و يومٍ لو مَلَكْتُ قِيادَ صَبري
بهِ أَلفَيْتَني صَعْبَ القِيادِ
نُصِرْتُ على الهَوى بالدمعِ فيه
كما نُصِرَ الأميرُ على الأعادي
فتىً كالدَّهْرِ يُسعِدُ مَنْ يُوالي
بأنعُمِهِو يُشقي مَنْ يُعادي
ترى الأقدارَ تَنجُدُ فيه نَجْداً
رَحيبَ الباعِ يَخطِرُ في النِّجادِ
سَديدَ الرأي والرُّمحِ استقامَتْ
طَرائِقُهُ على طُرُقِ السَّدادِ
و أبيضَ في سوادِ الخَطْبِ يَسري
بعَزْمٍ في سَوادِ اللَّيلِ هَادِ
بفَرْعٍ من عَدِيٍّ بينَ ماضي
غِرارِ العَزْمِأو واري الزِّنادِ
فلاحَ سَناهُ في زَمنٍ بَهيمٍ
و ذابَ نَداه في سَنَةٍ جَمادِ
رَمَيْتَ ذوي العِنادِو قد تَمادَوا
سَفاهاًفي العَداوةِ والعِنادِ
بجيشٍ للمَنايا فيه جيشٌ
شديدُ البأسِ في النُّوَبِ الشِّدادِ
إذا ماجَ الحديدُضُحىً عليه
حَسِبْتَ البرَّبحراً ذا طِّرادِ
بِبيضٍ أخلَصَتْ حتى أقامَت
عَمُودَ الصُّبحِ في ظُلَمِ الدآدي
و سُمْرٍ سُمِّرَتْ فيهنَّ زُرْقٌ
هَوادٍ في النُّحورِ وفي الهَوادي
إذا صَدَرَتْ عَنِ الأجسادِ خِيلَتْ
مُضمَّخَةَ الصُّدورِ منَ الجِسادِ
فأَلْبَسْتَ الخِلافةَ ثَوْبَ عِزٍّ
غَداةَ لَبِستَ قَسْطَلَةَ الجِيادِ
و أنتَ مُظّفَّرٌ في يومِ سَعْدٍ
مَحا إشراقُه ظُلَمَ البِلادِ
رأيْنا اللَّيْثَ في غابِ العوالي
بهو الشمسَ في ظِلِّ الأيادي
سَلِمْتَ لنَشْرِ عارفةٍ رُفاتٍ
تَعُمُّو دَفْعِ نائبةٍ نآدِ
فكم حلَّتْ بساحتِكَ الأماني
فلم يَصْدُرْنَ عن وِرْدٍ ثِمادِ
و كم قصدَتْكَ أبكارُ القَوافي
فلم يَقنَعْ نَوالُكَ باقتصادِ
أرى مَنَّ الحُسينِ بلا امتنانٍ
و إحسانَ الحسينِ بلا نَفادِ
خِلالٌ كلُّها رَوْضٌ أَريضٌ
قريبُ العَهْدِ من صَوْبِ العِهادِ
يَفوزُ بها كريمٌ عن كريمٍ
و يَحويها جَوادٌ عن جَوادِ
زفَفْتُ إليه من مَدحي عَروساً
مُعَرَّسةَ الهَوى في كلِّ نَادي
بألفاظٍ عَذُبْنَفهنَّ أشهى
إلى الصَّادي من العَذْبِ البُرادِ
سَوادٌ في بياضٍ لاحَ حتى
حَسِبناهُ بياضاً في سَوادِ
و إن بدأَتْ مواهبُهو عادَت
فمَدحي عائدٌ فيه وبَادي