انتقل إلى المحتوى

سنن الترمذي/كتاب صفة القيامة والرقائق والورع/3

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
ملاحظات: كتاب صفة القيامة والرقائق والورع (الحديث 2457 - 2476)




باب

[2457] حدثنا هناد وحدثنا قبيصة عن سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال كان رسول الله إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال يا أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه قال أبي قلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي فقال ما شئت قال قلت الربع قال ما شئت فإن زدت فهو خير لك قلت النصف قال ما شئت فإن زدت فهو خير لك قال قلت فالثلثين قال ما شئت فإن زدت فهو خير لك قلت أجعل لك صلاتي كلها قال إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

باب

[2458] حدثنا يحيى بن موسى حدثنا محمد بن عبيد عن أبان بن إسحاق عن الصباح بن محمد عن مرة الهمداني عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله استحيوا من الله حق الحياء قال قلنا يا رسول الله إنا نستحيي والحمد لله قال ليس ذاك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى ولتذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء قال أبو عيسى هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه من حديث أبان بن إسحاق عن الصباح بن محمد

باب

[2459] حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا عيسى بن يونس عن أبي بكر بن أبي مريم ح وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا عمرو بن عون أخبرنا بن المبارك عن أبي بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عن شداد بن أوس عن النبي قال الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله قال هذا حديث حسن قال ومعنى قوله من دان نفسه يقول حاسب نفسه في الدنيا قبل أن يحاسب يوم القيامة ويروى عن عمر بن الخطاب قال حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وتزينوا للعرض الأكبر وإنما يخف الحساب يوم القيامة على من حاسب نفسه في الدنيا ويروى عن ميمون بن مهران قال لا يكون العبد تقيا حتى يحاسب نفسه كما يحاسب شريكه من أين مطعمه وملبسه

باب

[2460] حدثنا محمد بن أحمد بن مدويه حدثنا القاسم بن الحكم العرني حدثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي عن عطية عن أبي سعيد قال دخل رسول الله مصلاه فرأى ناسا كأنهم يكتشرون قال أما إنكم لو أكثرتم ذكر هادم اللذات لشغلكم عما أرى الموت فأكثروا من ذكر هادم اللذات الموت فإنه لم يأت على القبر يوم إلا تكلم فيه فيقول أنا بيت الغربة وأنا بيت الوحدة وأنا بيت التراب وأنا بيت الدود فإذا دفن العبد المؤمن قال له القبر مرحبا وأهلا أما إن كنت لأحب من يمشي على ظهري إلي فإذ وليتك اليوم وصرت إلي فسترى صنيعي بك قال فيتسع له مد بصره ويفتح له باب إلى الجنة وإذا دفن العبد الفاجر أو الكافر قال له القبر لا مرحبا ولا أهلا أما إن كنت لأبغض من يمشي على ظهري إلي فإذ وليتك اليوم وصرت إلي فسترى صنيعي بك قال فيلتئم عليه حتى تلتقي عليه وتختلف أضلاعه قال قال رسول الله بأصابعه فأدخل بعضها في جوف بعض قال ويقيض الله له سبعين تنينا لو أن واحدا منها نفخ في الأرض ما أنبتت شيئا ما بقيت الدنيا فينهشنه ويخدشنه حتى يفضي به الحساب قال قال رسول الله إنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه

باب

[2461] حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور قال سمعت بن عباس يقول أخبرني عمر بن الخطاب قال دخلت على رسول الله فإذا هو متكئ على رمل حصير فرأيت أثره في جنبه قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وفي الحديث قصة طويلة

باب

[2462] حدثنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله بن المبارك عن معمر ويونس عن الزهري أن عروة بن الزبير أخبره أن المسور بن مخرمة أخبره أن عمرو بن عوف وهو حليف بني عامر بن لؤي وكان شهد بدرا مع رسول الله أخبره أن رسول الله بعث أبا عبيدة بن الجراح فقدم بمال من البحرين وسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله فلما صلى رسول الله انصرف فتعرضوا له فتبسم رسول الله حين رآهم ثم قال أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء قالوا أجل يا رسول الله قال فأبشروا وأملوا ما يسركم فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كا أهلكتهم قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

باب

[2463] حدثنا سويد أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري عن عروة وابن المسيب أن حكيم بن حزام قال سألت رسول الله فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى فقال حكيم فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى فارق الدنيا فكان أبو بكر يدعو حكيما إلى العطاء فيأبى أن يقبله ثم إن عمر دعاه ليعطيه فأبى أن يقبل منه شيئا فقال عمر إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم أني أعرض عليه حقه من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس شيئا بعد رسول الله حتى توفي قال هذا حديث صحيح

باب

[2464] حدثنا قتيبة حدثنا أبو صفوان عن يونس عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن عوف قال ابتلينا مع رسول الله بالضراء فصبرنا ثم ابتلينا بالسراء بعده فلم نصبر قال أبو عيسى هذا حديث حسن

[2465] حدثنا هناد حدثنا وكيع عن الربيع بن صبيح عن يزيد بن أبان وهو الرقاشي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له

[2466] حدثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى بن يونس عن عمران بن زائدة بن نشيط عن أبيه عن أبي خالد الوالبي عن أبي هريرة عن النبي قال إن الله تعالى يقول يا بن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك وإلا تفعل ملأت يديك شغلا ولم أسد فقرك قال هذا حديث حسن غريب وأبو خالد الوالبي اسمه هرمز

باب

[2467] حدثنا هناد أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت توفي رسول الله وعندنا شطر من شعير فأكلنا منه ما شاء الله ثم قلت للجارية كيليه فكالته فلم يلبث أن فني قالت فلو كنا تركناه لأكلنا منه أكثر من ذلك قال أبو عيسى هذا حديث صحيح ومعنى قولها شطر تعني شيئا

باب

[2468] حدثنا هناد حدثنا أبو معاوية عن داود بن أبي هند عن عزرة عن حميد بن عبد الرحمن الحميري عن سعد بن هشام عن عائشة قالت كان لنا قرام ستر فيه تماثيل على بابي فرآه رسول الله فقال انزعيه فإنه يذكرني الدنيا قالت وكان لنا سمل قطيفة تقول علمها من حرير كنا نلبسها قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه

[2469] حدثنا هناد حدثنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كانت وسادة رسول الله التي يضطجع عليها من آدم حشوها ليف قال أبو عيسى هذا حديث صحيح

باب

[2470] حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عن عائشة أنهم ذبحوا شاة فقال النبي ما بقي منها قالت ما بقي منها إلا كتفها قال بقي كلها غير كتفها قال أبو عيسى هذا حديث صحيح وأبو ميسرة هو الهمداني اسمه عمرو بن شرحبيل

باب

[2471] حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني حدثنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت إن كنا آل محمد نمكث شهرا ما نستوقد بنار إن هو إلا الماء والتمر قال هذا حديث صحيح

[2472] حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن حدثنا روح بن أسلم أبو حاتم البصري حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن أنس قال قال رسول الله لقد أخفت في الله وما يخاف أحد ولقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد ولقد أتت علي ثلاثون من بين يوم وليلة ومالي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب ومعنى هذا الحديث حين خرج النبي هاربا من مكة ومعه بلال إنما كان مع بلال من الطعام ما يحمله تحت إبطه

[2473] حدثنا هناد حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق حدثنا يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي حدثني من سمع علي بن أبي طالب يقول خرجت في يوم شات من بيت رسول الله وقد أخذت إهابا معطوبا فحولت وسطه فأدخلته عنقي وشددت وسطي فحزمته بخوص النخل وإني لشديد الجوع ولو كان في بيت رسول الله طعام لطعمت منه فخرجت ألتمس شيئا فمررت بيهودي في مال له وهو يسقي ببكرة له فأطلعت عليه من ثلمة في الحائط فقال مالك يا أعرابي هل لك في كل دلو بتمرة قلت نعم فافتح الباب حتى أدخل ففتح فدخلت فأعطاني دلوه فكلما نزعت دلوا أعطاني تمرة حتى إذا امتلأت كفي أرسلت دلوه وقلت حسبي فأكلتها ثم جرعت من الماء فشربت ثم جئت المسجد فوجدت رسول الله فيه قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب

[2474] حدثنا أبو حفص عمرو بن علي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عباس الجريري قال سمعت أبا عثمان النهدي يحدث عن أبي هريرة أنه أصابهم جوع فأعطاهم رسول الله تمرة تمرة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

[2475] حدثنا هناد حدثنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله قال بعثنا رسول الله ونحن ثلاث مائة نحمل زادنا على رقابنا ففني زادنا حتى إن كان يكون للرجل منا كل يوم تمرة فقيل له يا أبا عبد الله وأين كانت تقع التمرة من الرجل فقال لقد وجدنا فقدها حين فقدناها وأتينا البحر فإذا نحن بحوت قد قذفه البحر فأكلنا منه ثمانية عشر يوما ما أحببنا قال أبو عيسى هذا حديث صحيح وقد روي من غير وجه عن جابر بن عبد الله ورواه مالك بن أنس عن وهب بن كيسان أتم من هذا وأطول

باب

[2476] حدثنا هناد حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق حدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي حدثني من سمع علي بن أبي طالب يقول إنا لجلوس مع رسول الله في المسجد إذ طلع مصعب بن عمير ما عليه إلا بردة له مرقوعة بفرو فلما رآه رسول الله بكى للذي كان فيه من النعمة والذي هو اليوم فيه ثم قال رسول الله كيف بكم إذا غدا أحدكم في حلة وراح في حلة ووضعت بين يديه صحفة ورفعت أخرى وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة قالوا يا رسول الله نحن يومئذ خير منا اليوم نتفرغ للعبادة ونكفى المؤنة فقال رسول الله لأنتم اليوم خير منكم يومئذ قال أبو عيسى هذا حديث حسن ويزيد بن زياد هو بن ميسرة وهو مدني وقد روى عنه مالك بن أنس وغير واحد من أهل العلم ويزيد بن زياد الدمشقي الذي روى عن الزهري روى عنه وكيع ومروان بن معاوية ويزيد بن أبي زياد كوفي