انتقل إلى المحتوى

سنن الترمذي/كتاب تفسير القرآن/12

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
ملاحظات: كتاب تفسير القرآن (الحديث 3177 - 3194)




باب ومن سورة النور

[3177] بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا عبد بن حميد حدثنا روح بن عبادة عن عبيد الله بن الأخنس أخبرني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كان رجل يقال له مرثد بن أبي مرثد وكان رجلا يحمل الأسرى من مكة حتى يأتي بهم المدينة قال وكانت امرأة بغي بمكة يقال لها عناق وكانت صديقة له وإنه كان وعد رجلا من أسارى مكة يحمله قال فجئت حتى انتهيت إلى ظل حائط من حوائط مكة في ليلة مقمرة قال فجاءت عناق فأبصرت سواد ظلي بجنب الحائط فلما انتهت إلي عرفته فقالت مرثد فقلت مرثد فقالت مرحبا وأهلا هلم فبت عندنا الليلة قال قلت يا عناق حرم الله الزنا قالت يا أهل الخيام هذا الرجل يحمل أسراكم قال فتبعني ثمانية وسلكت الخندمة فانتهيت إلى كهف أو غار فدخلت فجاءوا حتى قاموا على رأسي فبالوا فطل بولهم على رأسي وأعماهم الله عني قال ثم رجعوا ورجعت إلى صاحبي فحملته وكان رجلا ثقيلا حتى انتهيت إلى الإذخر ففككت عنه كبله فجعلت أحمله ويعينني حتى قدمت المدينة فأتيت رسول الله فقلت يا رسول الله أنكح عناقا فأمسك رسول الله فلم يرد علي شيئا حتى نزلت { الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين } فقال رسول الله يا مرثد { الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك } فلا تنكحها قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه

[3178] حدثنا هناد حدثنا عبدة بن سليمان عن عبد الملك بن أبي سليمان عن سعيد بن جبير قال سئلت عن المتلاعنين في إمارة مصعب بن الزبير أيفرق بينهما فما دريت ما أقول فقمت مكاني إلى منزل عبد الله بن عمر فاستأذنت عليه فقيل لي إنه قائل فسمع كلامي فقال لي بن جبير أدخل ما جاء بك إلا حاجة قال فدخلت فإذا هو مفترش بردعة رحل له فقلت يا أبا عبد الرحمن المتلاعنان أيفرق بينهما فقال سبحان الله نعم إن أول من سأل عن ذلك فلان بن فلان أتى النبي فقال يا رسول الله أرأيت لو أن أحدنا رأى امرأته على فاحشة كيف يصنع إن تكلم تكلم بأمر عظيم وإن سكت سكت على أمر عظيم قال فسكت النبي فلم يجبه فلما كان بعد ذلك أتى النبي فقال إن الذي سألتك عنه قد ابتليت به فأنزل الله هذه الآيات في سورة النور { والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم } حتى ختم الآيات قال فدعا الرجل فتلاهن عليه ووعظه وذكره وأخبره أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة فقال لا والذي بعثك بالحق ما كذبت عليها ثم ثنى بالمرأة ووعظها وذكرها وأخبرها أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة فقالت لا والذي بعثك بالحق ما صدق فبدأ بالرجل فشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين ثم ثنى بالمرأة فشهدت أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ثم فرق بينهما وفي الباب عن سهيل بن سعيد قال وهذا حديث حسن صحيح

[3179] حدثنا محمد بن بشار حدثنا بن أبي عدي حدثنا هشام بن حسان حدثني عكرمة عن بن عباس أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي بشريك بن السحماء فقال رسول الله البينة وإلا حد في ظهرك قال فقال هلال يا رسول الله إذا رأى أحدنا رجلا على امرأته أيلتمس البينة فجعل رسول الله يقول البينة وإلا فحد في ظهرك قال فقال هلال والذي بعثك بالحق إني لصادق ولينزلن في أمري ما يبرئ ظهري من الحد فنزل { والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم } فقرأ حتى بلغ { والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين } قال فأنصرف النبي فأرسل إليهما فجاءا فقام هلال بن أمية فشهد والنبي يقول إن الله يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما تائب ثم قامت فشهدت فلما كانت عند الخامسة { أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين } قالوا لها إنها موجبة فقال بن عباس فتلكأت ونكست حتى ظننا أن سترجع فقالت لا أفضح قومي سائر اليوم فقال النبي أبصروها فإن جاءت به أكحل العينين سابغ الإليتين خدلج الساقين فهو لشريك بن السحماء فجاءت به كذلك فقال النبي لولا ما مضى من كتاب الله عز وجل لكان لنا ولها شأن قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث هشام بن حسان وهكذا روى عباد بن منصور هذا الحديث عن عكرمة عن بن عباس عن النبي ورواه أيوب عن عكرمة مرسلا ولم يذكر فيه عن بن عباس

[3180] حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة أخبرني أبي عن عائشة قالت لما ذكر من شأني الذي ذكر وما علمت به قام رسول الله في خطيبا فتشهد وحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أما بعد أشيروا علي في أناس أبنوا أهلي والله ما علمت على أهلي من سوء قط وأبنوا بمن والله ما علمت عليه من سوء قط ولا دخل بيتي قط إلا وأنا حاضر ولا غبت في سفر إلا غاب معي فقام سعد بن معاذ رضى الله تعالى عنه فقال ائذن لي يا رسول الله أن أضرب أعناقهم وقام رجل من بني الخزرج وكانت أم حسان بن ثابت من رهط ذلك الرجل فقال كذبت أما والله أن لو كانوا من الأوس ما أحببت أن تضرب أعناقهم حتى كاد أن يكون بين الأوس والخزرج شر في المسجد وما علمت به فلما كان مساء ذلك اليوم خرجت لبعض حاجتي ومعي أم مسطح فعثرت فقالت تعس مسطح فقلت لها أي أم تسبين ابنك فسكتت ثم عثرت الثانية فقالت تعس مسطح فقلت لها أي أم تسبين ابنك فسكتت ثم عثرت الثالثة فقالت تعس مسطح فانتهرتها فقلت لها أي أم تسبين ابنك فقالت والله ما أسبه إلا فيك فقلت في أي شيء قالت فبقرت لي الحديث قلت وقد كان هذا قالت نعم والله لقد رجعت إلى بيتي وكأن الذي خرجت له لم أخرج لا أجد منه قليلا ولا كثيرا ووعكت فقلت لرسول الله أرسلني إلى بيت أبي فأرسل معي الغلام فدخلت الدار فوجدت أم رومان في السفل وأبو بكر فوق البيت يقرأ فقالت أمي ما جاء بك يا بنية قالت فأخبرتها وذكرت لها الحديث فإذا هو لم يبلغ منها ما بلغ مني قالت يا بنية خففي عليك الشأن فإنه والله لقلما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها لها ضرائر إلا حسدنها وقيل فيها فإذا هي لم يبلغ منها ما بلغ مني قالت قلت وقد علم به أبي قالت نعم قلت ورسول الله قالت نعم واستعبرت وبكيت فسمع أبو بكر صوتي وهو فوق البيت يقرأ فنزل فقال لأمي ما شأنها قالت بلغها الذي ذكر من شأنها ففاضت عيناه فقال أقسمت عليك يا بنية إلا رجعت إلى بيتك فرجعت ولقد جاء رسول الله بيتي فسأل عني خادمتي فقالت لا والله ما علمت عليها عيبا إلا أنها كانت ترقد حتى ندخل الشاة فتأكل خميرتها أو عجينتها وأنتهرها بعض أصحابه فقال اصدقي رسول الله حتى أسقطوا لهابه فقالت سبحان الله والله ما علمت عليها إلا ما يعلم الصائغ على تبر الذهب الأحمر فبلغ الأمر ذلك الرجل الذي قيل له فقال سبحان الله والله ما كشفت كنف أنثى قط قالت عائشة فقتل شهيدا في سبيل الله قالت وأصبح أبواي عندي فلم يزالا حتى دخل علي رسول الله وقد صلى العصر ثم دخل وقد اكتنفني أبواي عن يميني وعن شمالي فتشهد النبي فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أما بعد يا عائشة إن كنت قارفت سوءا أو ظلمت فتوبي إلى الله فإن الله يقبل التوبة عن عباده قالت وقد جاءت امرأة من الأنصار وهي جالسة بالباب فقلت ألا تستحي من هذه المرأة أن تذكر شيئا فوعظ رسول الله فالتفت إلى أبي فقلت أجبه قال فماذا أقول فالتفت إلى أمي فقلت أجيبيه قالت أقول ماذا قالت فلما لم يجيبا تشهدت فحمدت الله وأثنيت عليه بما هو أهله ثم قلت أما والله لئن قلت لكم إني لم أفعل والله يشهد إني لصادقة ما ذاك بنافعي عندكم لي لقد تكلمتم وأشربت قلوبكم ولئن قلت إني قد فعلت والله يعلم أني لم أفعل لتقولن إنها قد باءت به على نفسها وإني والله ما أجد لي ولكم مثلا قالت والتمست أسم يعقوب فلم أقدر عليه إلا أبا يوسف حين قال { فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون } قالت وأنزل على رسول الله من ساعته فسكتنا فرفع عنه وإني لأتبين السرور في وجهه وهو يمسح جبينه ويقول البشرى يا عائشة فقد أنزل الله براءتك قالت وكنت أشد ما كنت غضبا فقال لي أبواي قومي إليه فقلت لا والله لا أقوم إليه ولا أحمده ولا أحمدكما ولكن احمد الله الذي أنزل براءتي لقد سمعتموه فما أنكرتموه ولا غيرتموه وكانت عائشة تقول أما زينب بنت جحش فعصمها الله بدينها فلم تقل إلا خيرا وأما أختها حمنة فهلكت فيمن هلك وكان الذي يتكلم فيه مسطح وحسان بن ثابت والمنافق عبد الله بن أبي بن سلول وهو الذي كان يسوسه ويجمعه وهو الذي تولى كبره منهم هو وحمنة قالت فحلف أبو بكر أن لا ينفع مسطحا بنافعة أبدا فأنزل الله تعالى هذه الآية { ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة } إلى آخر الآية يعني أبا بكر { أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله } يعني مسطحا إلى قوله { ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم } قال أبو بكر بلى والله يا ربنا إنا لنحب أن تغفر لنا وعاد له بما كان يصنع قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث هشام بن وقد رواه يونس بن يزيد ومعمر وغير واحد عن الزهري عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص الليثي وعبيد الله بن عبد الله عن عائشة هذا الحديث أطول من حديث هشام بن عروة وأتم

[3181] حدثنا محمد بن بشار حدثنا بن أبي عدي عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن عائشة قالت لما نزل عذري قام رسول الله على المنبر فذكر ذلك وتلا القرآن فلما نزل أمر برجلين وامرأة فضربوا حدهم قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق

باب ومن سورة الفرقان

[3182] بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن واصل عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله قال قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك قال قلت ثم ماذا قال أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك قال قلت ثم ماذا قال أن تزني بحليلة جارك قال هذا حديث حسن غريب حدثنا محمد بن بندار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن منصور والأعمش عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله عن النبي بمثله قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

[3183] حدثنا عبد بن حميد حدثنا سعيد بن الربيع أبو زيد حدثنا شعبة عن واصل الأحدب عن أبي وائل عن عبد الله قال سألت رسول الله أي الذنب أعظم قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك وأن تقتل ولدك من أجل أن يأكل معك أو من طعامك وأن تزني بحليلة جارك قال وتلا هذه الآية { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا } قال أبو عيسى حديث سفيان عن منصور والأعمش أصح من حديث واصل لأنه زاد إسناده رجلا حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن واصل عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي نحوه قال وهكذا روى شعبة عن واصل عن أبي وائل عن عبد الله ولم يذكر فيه عمرو بن شرحبيل

باب ومن سورة الشعراء

[3184] بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت لما نزلت هذه الآية وأنذر عشيرتك الأقربين قال رسول الله يا صفية بنت عبد المطلب يا فاطمة بنت محمد يا بني عبد المطلب إني لا أملك لكم من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وهكذا روى وكيع وغير واحد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة نحو حديث محمد بن عبد الرحمن الطفاوي روى بعضهم عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبي مرسلا ولم يذكر فيه عن عائشة وفي الباب عن علي وابن عباس

[3185] حدثنا عبد بن حميد حدثنا زكريا بن عدي حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن أبي هريرة قال لما نزلت { وأنذر عشيرتك الأقربين } جمع رسول الله قريشا فخص وعم فقال يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم من الله ضرا ولا نفعا يا معشر بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم من الله ضرا ولا نفعا يا معشر بني قصي أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا معشر بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لك ضرا ولا نفعا إن لك رحما سأبلها ببلالها قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه يعرف من حديث موسى طلحة حدثنا علي بن حجر حدثنا شعيب بن صفوان عن عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن أبي هريرة عن النبي نحوه بمعناه

[3186] حدثنا عبد الله بن أبي زيادة حدثنا أبو زيد عن عوف عن قسامة بن زهير حدثنا الأشعري قال لما نزل { وأنذر عشيرتك الأقربين } وضع رسول الله إصبعيه في أذنيه فرفع من صوته فقال يا بني عبد مناف يا صباحاه قال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث أبي موسى وقد رواه بعضهم عن عوف عن قسامة بن زهير عن النبي مرسلا ولم يذكروا فيه عن أبي موسى وهو أصح ذاكرت به محمد بن إسماعيل فلم يعرفه من حديث أبي موسى

باب ومن سورة النمل

[3187] بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا عبد بن حميد حدثنا روح بن عبادة عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أوس بن خالد عن أبي هريرة أن رسول الله قال تخرج الدابة معها خاتم سليمان وعصا موسى فتجلو وجه المؤمن وتختم أنف الكافر بالخاتم حتى إن أهل الخوان ليجتمعون فيقول هاها يا مؤمن ويقال هاها يا كافر ويقول هذا يا كافر وهذا يا مؤمن قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وقد روي هذا عن أبي هريرة عن النبي من غير هذا الوجه في دابة الأرض وفيه عن أبي أمامة وحذيفة بن أسيد

باب ومن سورة القصص

[3188] بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد عن يزيد بن كيسان حدثني أبو حازم الأشجعي هو كوفي أسمه سلمان مولى عزة الأشجعية عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله لعمه قل لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة فقال لولا أن تعيرني قريش أن ما يحمله عليه الجزع لأقررت بها عينك فأنزل الله عز وجل { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء } قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن كيسان

باب ومن سورة العنكبوت

[3189] بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت مصعب بن سعد يحدث عن أبيه سعد قال أنزلت في أربع آيات فذكر قصة فقالت أم سعد أليس قد أمر الله بالبر والله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أموت أو تكفر قال فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شجروا فاها فنزلت هذه الآية { ووصينا الإنسان بوالديه حسنا } الآية قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

[3190] حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو أسامة وعبد الله بن بكير السهمي عن حاتم بن أبي صغيرة عن سماك بن حرب عن أبي صالح عن أم هانئ عن النبي في قوله تعالى { وتأتون في ناديكم المنكر } قال كانوا يخذفون أهل الأرض ويسخرون منهم قال أبو عيسى هذا حديث حسن إنما نعرفه من حديث حاتم بن أبي صغيرة عن حدثنا أحمد بن عبدة الضبي حدثنا سليم بن أخضر عن حاتم بن أبي صغيرة بهذا الإسناد نحوه

باب ومن سورة الروم

[3191] بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا محمد بن خالد بن عثمة حدثنا عبد الله بن عبد الله الجمحي حدثنا بن شهاب الزهري عن عبيد الله بن عتبة عن بن عباس أن رسول الله قال لأبي بكر في مناحبة { الم غلبت الروم } ألا احتطت يا أبا بكر فإن البضع ما بين الثلاث إلى التسع قال أبو عيسى هذا حديث غريب من حديث الزهري عن عبيد الله عن بن عباس

[3192] حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن سليمان الأعمش عن عطية عن أبي سعيد قال لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس فأعجب ذلك المؤمنين فنزلت { الم غلبت الروم } إلى قوله { يفرح المؤمنون بنصر الله } قال ففرح المؤمنون بظهور الروم على فارس قال هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه كذا قرأ نصر بن علي غلبت الروم

[3193] حدثنا الحسين بن حريث حدثنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن بن عباس في قول الله تعالى { الم غلبت الروم في أدنى الأرض } قال غلبت وغلبت كان المشركون يحبون أن يظهر أهل فارس على الروم لأنهم وإياهم أهل أوثان وكان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس لأنهم أهل كتاب فذكروه لأبي بكر فذكره أبو بكر لرسول الله قال أما إنهم سيغلبون فذكره أبو بكر لهم فقالوا أجعل بيننا وبينك أجلا فإن ظهرنا كان لنا كذا كذا وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا فجعل أجل خمس سنين فلم يظهروا فذكر ذلك للنبي قال ألا جعلته إلى دون قال أراه العشر قال أبو سعيد والبضع ما دون العشر قال ثم ظهرت الروم بعد قال فذلك قوله تعالى { الم غلبت الروم } إلى قوله { يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء } قال سفيان سمعت أنهم ظهروا عليهم يوم بدر قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب إنما نعرفه من حديث سفيان الثوري حبيب بن أبي عمرة

[3194] حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني بن أبي الزناد عن أبي الزناد عن عروة بن الزبير عن نيار بن مكرم الأسلمي قال لما نزلت { الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين } فكانت فارس يوم نزلت هذه الآية قاهرين للروم وكان المسلمون يحبون ظهور الروم عليهم لأنهم وإياهم أهل كتاب وفي ذلك قول الله تعالى { ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم } فكانت قريش تحب ظهور فارس لأنهم وإياهم ليسوا بأهل كتاب ولا إيمان ببعث فلما أنزل الله تعالى هذه الآية خرج أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه يصيح في نواحي مكة { الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين } قال ناس من قريش لأبي بكر فذلك بيننا وبينكم زعم صاحبكم أن الروم ستغلب فارسا في بضع سنين أفلا نراهنك على ذلك قال بلى وذلك قبل تحريم الرهان فارتهن أبو بكر والمشركون وتواضعوا الرهان وقالوا لأبي بكر كم تجعل البضع ثلاث سنين إلى تسع سنين فسم بيننا وبينك وسطا تنتهي إليه قال فسموا بينهم ست سنين قال فمضت الست سنين قبل أن يظهروا فأخذ المشركون رهن أبي بكر فلما دخلت السنة السابعة ظهرت الروم على فارس فعاب المسلمون على أبي بكر تسمية ست سنين لأن الله تعالى قال في بضع سنين قال وأسلم عند ذلك ناس كثير قال هذا حديث صحيح حسن غريب من حديث نيار بن مكرم لا نعرفه إلا من عبد الرحمن بن أبي الزناد