انتقل إلى المحتوى

سنن الترمذي/كتاب تفسير القرآن/1

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
ملاحظات: كتاب تفسير القرآن (الحديث 2950 - 2970)




باب ما جاء في الذي يفسر القرآن برأيه

[2950] حدثنا محمود بن غيلان حدثنا بشر بن السري حدثنا سفيان عن عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال قال رسول الله من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

[2951] حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا سويد بن عمرو الكلبي حدثنا أبو عوانة عن عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن بن عباس عن النبي قال اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار قال أبو عيسى هذا حديث حسن

[2952] حدثنا عبد بن حميد حدثنا حبان بن هلال حدثنا سهيل بن عبد الله وهو بن أبي حزم أخو حزم القطعي حدثنا أبو عمران الجوني عن جندب بن عبد الله قال قال رسول الله من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ قال أبو عيسى هكذا روي عن بعض أهل العلم من أصحاب النبي ووغيرهم أنهم شددوا في هذا في أن يفسر القرآن بغير علم وأما الذي روي عن مجاهد وقتادة وغيرهما من أهل العلم أنهم فسروا القرآن فليس الظن بهم أنهم قالوا في القرآن أو فسروه بغير علم أو من قبل أنفسهم وقد روي عنهم ما يدل على ما قلنا أنهم لم يقولوا من قبل أنفسهم بغير علم وقد تكلم بعض أهل الحديث في سهيل بن أبي حزم حدثنا الحسين بن مهدي البصري أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال ما في القرآن آية إلا وقد سمعت فيها بشيء حدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن الأعمش قال قال مجاهد لو كنت قرأت قراءة بن مسعود لم أحتج إلى أن أسأل بن عباس عن كثير من القرآن مما سألت

باب ومن سورة فاتحة

[2953] حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله قال من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج وهي خداج غير تمام قال قلت يا أبا هريرة إني أحيانا أكون وراء الإمام قال يا بن الفارسي فاقرأها في نفسك فإني سمعت رسول الله يقول قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل يقرأ العبد { الحمد لله رب العالمين } فيقول الله حمدني عبدي فيقول { الرحمن الرحيم } فيقول الله أثنى علي عبدي فيقول { مالك يوم الدين } فيقول مجدني عبدي وهذا لي وبيني وبين عبدي { إياك نعبد وإياك نستعين } وآخر السورة لعبدي ولعبدي ما سأل يقول { اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } قال أبو عيسى هذا حديث حسن وقد روى شعبة وإسماعيل بن جعفر وغير واحد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي نحو هذا الحديث وروى بن جريج ومالك بن أنس عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة عن أبي هريرة عن النبي نحو هذا وروى بن أبي أويس عن أبيه عن العلاء بن عبد الرحمن قال حدثني أبي وأبو السائب عن أبي هريرة عن النبي نحو هذا

[2953] أخبرنا بذلك محمد بن يحيى ويعقوب بن سفيان الفارسي قالا حدثنا إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه عن العلاء بن عبد الرحمن حدثني أبي وأبو السائب مولى هشام بن زهرة وكانا جليسين لأبي هريرة عن أبي هريرة عن النبي قال من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج غير تمام وليس في حديث إسماعيل بن أبي أويس أكثر من هذا وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث كلا الحديثين صحيح واحتج بحديث بن أبي أويس عن أبيه عن العلاء

[2953] أخبرنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرحمن بن سعد أنبأنا عمرو بن أبي قيس عن سماك بن حرب عن عباد بن حبيش عن عدي بن حاتم قال أتيت رسول الله وهو جالس في المسجد فقال القوم هذا عدي بن حاتم وجئت بغير أمان ولا كتاب فلما دفعت إليه أخذ بيدي وقد كان قال قبل ذلك إني لأرجو أن يجعل الله يده في يدي قال فقام فلقيته امرأة وصبي معها فقالا إن لنا إليك حاجة فقام معهما حتى قضى حاجتهما ثم أخذ بيدي حتى أتى بي داره فألقت له الوليدة وسادة فجلس عليها وجلست بين يديه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ما يفرك أن تقول لا إله إلا الله فهل تعلم من إله سوى الله قال قلت لا قال ثم تكلم ساعة ثم قال إنما تفر أن تقول الله أكبر وتعلم أن شيئا أكبر من الله قال قلت لا قال فإن اليهود مغضوب عليهم وإن النصارى ضلال قال قلت فإني جئت مسلما قال فرأيت وجهه تبسط فرحا قال ثم أمر بي فأنزلت عند رجل من الأنصار جعلت أغشاه آتيه طرفي النهار قال فبينا أنا عنده عشية إذ جاءه قوم في ثياب من الصوف من هذه النمار قال فصلى وقام فحث عليهم ثم قال ولو صاع ولو بنصف صاع ولو بقبضة ولو ببعض قبضة يقي أحدكم وجهه حر جهنم أو النار ولو بتمرة ولو بشق تمرة فإن أحدكم لاقي الله وقائل له ما أقول لكم ألم أجعل لك سمعا وبصرا فيقول بلى فيقول ألم أجعل لك مالا وولدا فيقول بلى فيقول أين ما قدمت لنفسك فينظر قدامه وبعده وعن يمينه وعن شماله ثم لا يجد شيئا يقي به وجهه حر جهنم ليق أحدكم وجهه النار ولو بشق تمرة فإن لم يجد فبكلمة طيبة فإني لا أخاف عليكم الفاقة فإن الله ناصركم ومعطيكم حتى تسير الظعينة فيما بين يثرب والحيرة أكثر ما تخاف على مطيتها السرق قال فجعلت أقول في نفسي فأين لصوص طيء قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث سماك بن حرب وروى شعبة عن سماك بن حرب عن عباد بن حبيش عن عدي بن حاتم عن النبي الحديث بطوله

[2954] حدثنا محمد بن المثنى وبندار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك بن حرب عن عباد بن حبيش عن عدي بن حاتم عن النبي قال اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضلال فذكر الحديث بطوله

باب ومن سورة البقرة

[2955] حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد وابن أبي عدي ومحمد بن جعفر وعبد الوهاب قالوا حدثنا عوف عن قسامة بن زهير عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله إن الله تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض فجاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

[2956] حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله في قوله { ادخلوا الباب سجدا } قال دخلوا متزحفين على أوراكهم وبهذا الإسناد عن النبي { فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم } قال قالوا حبة في شعرة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

[2957] حدثنا محمود بن غيلان حدثنا وكيع حدثنا أشعث السمان عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال كنا مع النبي في سفرة في ليلة مظلمة فلم ندر أين القبلة فصلى كل رجل منا على حياله فلما أصبحنا ذكرنا ذلك للنبي فنزلت { فأينما تولوا فثم وجه الله } قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أشعث السمان الربيع عن عاصم بن عبيد الله وأشعث يضعف في الحديث ذهب أكثر أهل العلم إلى هذا وقالوا إذا صلى في الغيم لغير القبلة ثم استبان له بعدما صلى أنه صلى لغير القبلة فإن صلاته جائزة وبه يقول سفيان وابن المبارك أحمد وإسحاق

[2958] حدثنا عبد بن حميد أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان قال سمعت سعيد بن جبير يحدث عن بن عمر قال كان النبي يصلي على راحلته تطوعا أينما توجهت به وهو جاء من مكة إلى المدينة ثم قرأ بن عمر هذه الآية { ولله المشرق والمغرب } الآية فقال بن عمر ففي هذه أنزلت هذه الآية قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح ويروى عن قتادة أنه قال في هذه الآية { ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله } قال قتادة هي منسوخة نسخها قوله { فول وجهك شطر المسجد الحرام } أي تلقاءه حدثنا بذلك محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة ويروى عن مجاهد في هذه الآية { فأينما تولوا فثم وجه الله } قال فثم قبلة الله حدثنا بذلك أبو كريب حدثنا وكيع عن النضر بن عربي عن مجاهد بهذا

[2959] حدثنا عبد بن حميد حدثنا الحجاج بن منهال حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس أن عمر قال يا رسول الله لو صلينا خلف المقام فنزلت { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

[2960] حدثنا أحمد بن منيع حدثنا هشيم أخبرنا حميد الطويل عن أنس قال قال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قلت لرسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فنزلت { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وفي الباب عن بن عمر

[2961] حدثنا أحمد بن منيع حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد عن النبي في قوله { وكذلك جعلناكم أمة وسطا } قال عدلا قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

[2961] حدثنا عبد بن حميد أخبرنا جعفر بن عون أخبرنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال قال رسول الله يدعى نوح فيقال هل بلغت فيقول نعم فيدعى قومه فيقال هل بلغكم فيقولون ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد فيقول من شهودك فيقول محمد وأمته قال فيؤتى بكم تشهدون أنه قد بلغ فذلك قول الله { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا } والوسط العدل قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح حدثنا محمد بن بشار حدثنا جعفر بن عون عن الأعمش نحوه

[2962] حدثنا هناد حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال لما قدم رسول الله المدينة صلى نحو بيت المقدس ستة أو سبعة عشر شهرا وكان رسول الله يحب أن يوجه إلى الكعبة فأنزل الله { قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام } فوجه نحو الكعبة وكان يحب ذلك فصلى رجل معه العصر قال ثم مر على قوم من الأنصار وهم ركوع في صلاة العصر نحو بيت المقدس فقال هو يشهد أنه صلى مع رسول الله وأنه قد وجه إلى الكعبة قال فانحرفوا وهم ركوع قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد رواه سفيان الثوري عن أبي إسحاق

[2963] حدثنا هناد حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الله بن دينار عن بن عمر قال كانوا ركوعا في صلاة الفجر وفي الباب عن عمرو بن عوف المزني وابن عمر وعمارة بن أوس وأنس بن مالك قال أبو عيسى حديث بن عمر حديث حسن صحيح

[2964] حدثنا هناد وأبو عمار قالا حدثنا وكيع عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن بن عباس قال لما وجه النبي إلى الكعبة قالوا يا رسول الله كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس فأنزل الله { وما كان الله ليضيع إيمانكم } الآية قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

[2965] حدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان قال سمعت الزهري يحدث عن عروة قال قلت لعائشة ما أرى على أحد لم يطف بين الصفا والمروة شيئا وما أبالي أن لا أطوف بينهما فقالت بئس ما قلت يا بن أختي طاف رسول الله وطاف المسلمون وإنما كان من أهل لمناة الطاغية التي بالمشلل لا يطوفون بين الصفا والمروة فأنزل الله { فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما } ولو كانت كما تقول لكانت فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما قال الزهري فذكرت ذلك لأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام فأعجبه ذلك وقال إن هذا العلم ولقد سمعت رجالا من أهل العلم يقولون إنما كان من لا يطوف بين الصفا والمروة من العرب يقولون إن طوافنا بين هذين الحجرين من أمر الجاهلية وقال آخرون من الأنصار إنما أمرنا بالطواف بالبيت ولم نؤمر به بين الصفا والمروة فأنزل الله تعالى { إن الصفا والمروة من شعائر الله } قال أبو بكر بن عبد الرحمن فأراها نزلت في هؤلاء وهؤلاء قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

[2966] حدثنا عبد بن حميد حدثنا يزيد بن أبي حكيم عن سفيان عن عاصم الأحول قال سألت أنس بن مالك عن الصفا والمروة فقال كانا من شعائر الجاهلية فلما كان الإسلام أمسكنا عنهما فأنزل الله { إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما } قال هما تطوع { ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم } قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

[2967] حدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله حين قدم مكة طاف بالبيت سبعا فقرأ { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } فصلى خلف المقام ثم أتى الحجر فأستلمه ثم قال نبدأ بما بدأ الله وقرأ { إن الصفا والمروة من شعائر الله } قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

[2968] حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن البراء قال كان أصحاب النبي إذا كان الرجل صائما فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال هل عندك طعام قالت لا ولكن أنطلق أطلب لك وكان يومه يعمل فغلبته عينه وجاءته امرأته فلما رأته قالت خيبة لك فلما انتصف النهار غشي عليه فذكر ذلك للنبي فنزلت هذه الآية { أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم } ففرحوا بها فرحا شديدا وكلوا وأشربوا { حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر } قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

[2969] حدثنا هناد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن ذر عن يسيع الكندي عن النعمان بن بشير عن النبي في قوله { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } قال الدعاء هو العبادة وقرأ { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } إلى قوله { داخرين } قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح رواه منصور

[2970] حدثنا أحمد بن منيع حدثنا هشيم أخبرنا حصين عن الشعبي أخبرنا عدي بن حاتم قال لما نزلت { حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر } قال لي النبي إنما ذاك بياض النهار من سواد الليل قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح حدثنا أحمد بن منيع حدثنا هشيم حدثنا مجالد عن الشعبي عن عدي بن حاتم عن النبي مثل ذلك