سقتك يا ربع العلى عهادها
المظهر
سقتكَ يا ربعَ العُلى عهادَها
سقتكَ يا ربعَ العُلى عهادَها
وطفاءُ بشرٍ أطلقت مزادَها
تلمع للزهو بها بوارقٌ
تقدحُ في قلب العِدى زنادَها
لاطفها فيك نسيمٌ أَرِجٌ
إلى حماكَ ساقها وقادَها
فألبستك زهرها وأنبتت
ما بين أجفان العدى قتادَها
وأبرزتَ منك لأحداق الورى
حديقةً نوءُ السرور جادَها
يا رائد الأفراح في دار العُلى
قد صدقتك نفسُك ارتيادَها
باكر مُناك وارتشف رياضها
كما اشتهيت واقتطف أورادَها
وحيّ في الدست زعيمَ هاشمٍ
وخيرَ من سادت به وسادَها
القائمَ المهديّ أقضى من ثنت
رياسةُ الدين له وِسادَها
وقُل ولا تحفل بغيظ أنفسٍ
قد تركت لغيِّها رشادَها
ما علماءُ الأرض إلاّ رجلٌ
قد جمع الله به آحادها
لجّة علمٍ عذُبت موارداً
كلّ ذوي الفضل غدت ورّادها
وروضةٌ لو كشف الله الغطا
رأيت أملاك السما روّادها
أَعلمهم بالله بل أَدلّهم
على التي من خلقه أَرادَها
حامى عن الدين فسدَّ ثغرةً
ما ضمنوا عنه له انسدادَها
فاستلَّها صوارماً فواعلاً
فعل السيوف ثكلت أَغمادَها
الموقدُ النارَ عشيّاً للقرى
وبِشره يتقد اتقادَها
والمرخصُ الزادَ وكان جده
لراكبي ظهرَ الفلاة زادَها
قد فاخرت جفانُه شهبَ السما
بضوئها وكاثرت عِدادَها
بُشراك وضّاحَ الدجى بفرحةٍ
قد بلغت فيها العُلى مرادَها
حلَّت نطاق الليل عن صبيحةٍ
قد نسجت أيدي الهنا إبرادَها
لو عربُ الإسلام باهتُ فرسه
بحسنها لاستحقرت أَعيادَها
أنت الذي قد عقد الله به
عُرى الهدى وأحكم انعقادَها
منك اعدَّت هاشمٌ لمجدها
مَن نشر الله به أَمجادَها
فقلّلت فيك مريدي فخرها
وفي بنيك كَّثرت حسادَها
أَبناءِ مجدٍ نشأوا سحائباً
سقى الإلهُ خلقه عهادَها
أَنملُها العشرُ جميعاً حُلَمٌ
أَرضعت الدنيا بها أَولادَها
بيض المساعي ومساعي غيرهم
بيضٌ وصفرٌ أَحسنوا انتقادَها
لم تبتدء بين الورى اكرومةٌ
إلاّ وكلٌّ منهم أعادَها
عقدت أطناب العُلى وابتدروا
يرفع كلٌّ منهم عمادَها
وغيرهم يهدم علياه التي
سعى أَبوه قبله فشادَها
قومٌ إذا شبَّ ابنُ مجدٍ منهم
أَلقت لكفيه العُلى قيادَها
أَو زوَّجوه فبأخت شرفٍ
يحكي طريفُ مجدِها تِلادَها
لو لم تجد منه المعالي كفوَها
لم ترض إلاّ في الخِبا انفرادَها
يا من يرومُ بأبيه هضبهم
ونفسه قد سكنت وهادَها
خلفك والفخر بنار ذهبت
بضوئها وخلّفت رمادَها
بني العُلى دونكموها غادةً
عذراءَ قد أَصفتكم ودادَها
جلّت بكم قدراً فما أَنشدتُها
إلاّ ازدهت جبريل فاستعادَها