انتقل إلى المحتوى

سر النجاح (1922)/الفصل الثالث عشر

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


الفصل الثالث عشر

في الأدب واللطف1

قال الشاعر تنسن ما معناه:
ومن ذا الذي ترضي سجاياه كلها
سوى الفاضل الندب الأديب المجرب
تراه بماء اللطف طهر ثوبه
وزين حوباه بخلق مهذَّب
وقالت جريدة التيمس إنَّ ما يرفع البلاد ويقويها ويعظمها ويبسط سطوتها المادية والأدبية ويجعلها معتبرة مطاعة ويخضع تحتها أمماً وممالك هو الأدب آلة الطاعة وأساس العظمة وتاج الرآسة وعرش السلطنة وصولجان القوة

الأدب تاج الحياة ومجدها وأفضل ما يملكه الإنسان وهو الشرف بالذات والمال بالاعتبار. هو الذي يرقِّي الأمة ويرفع شأن جميع المناصب ويغني أكثر من الثروة ويشرِّف أكثر من الشهرة وليس هو تحت الخطر مثل الأولى ولا عرضة للحسد مثل الثانية. وهو نتيجة الصدق والاستقامة والثبات الصفات التي يحترمها الجميع أكثر من أي صفة كانت. الأدب مظهَر الطبيعة الإنسانية في أفضل معانيها وأحسن مبانيها وأهلهُ روح الهيئة الاجتماعية ومصدر قوَّة الدولة الحسنة السياسية لأن الصفات الأدبية هي الحاكمة على الكون. قال نبوليون إنَّ نسبة القوى الأدبية في الحرب إلى القوى المادية كنسبة عشرة إلى واحد. وقوَّة الأمم واجتهادهما وتمدنهما تتوقف على أدب أفرادهم. وما الشرائع والأحكام سوى ظواهر الأدب. وميزان الطبيعة العادل لا يُنيل الأفراد والأمم والشعوب إلا ما يستحقونهُ فذو صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/287 صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/288 صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/289 صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/290 صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/291 صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/292 صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/293 صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/294 صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/295 صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/296 صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/297 صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/298 صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/299 صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/300 صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/301 صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/302 الخديوية قد أصدرت أمرها الكريم إلى جميع مأموري الحكومة بمدينة طنطا أنْ يشيِّعوا جنازته بما يليق بها.

ولهُ شعرٌ رقيق لم يعتنِ بجمعهِ ومنهُ قولهُ

ولي همةٌ يستوقف البرقَ خطوها
وعند سكوني ربما يثبُ الطودُ

ومن شعرهِ أيضاً القصيدة المشهورة التي مطلعها

أفؤادي متى المتابُ ألمَّا
تصحُ والشيب نحو فودي ألمَّا

ومنها

أفؤادي متاع دنياك فانٍ
شأْنه نقصهُ إذا قيل تمَّا

وهي طويلة ولهُ مؤلف منظوم في علم الفرائض سمَّاه نتيجة الفارض في علم الفرائض شرحه العلامة المرحوم الشيخ أحمد الشرقاوي وحشَّاهُ وشرحه أيضاً أحد تلامذته العلامة الكبير الشيخ أحمد الحلواني.

أما ولدهُ الإمام محمَّد القصبي الذي تولَّى بعدهُ مشيخة الجامع الأحمدي فمن أعلام هذه البلاد الذين تُعقَد لهم الخناصر ويُشار إليهم بالبنان. وقد ظهر هذا الكتاب في حلَّتهِ الشرقية الحاضرة سنة ۱٨٨٦ بكرم هذا الشهم الفاضل فإنه أعاننا على طبعهِ رغبةً في تعميم نفعه ونشر المبادئ الفاضلة التي ينطوي عليها جزاهُ الله عنا وعن جميع المستفيدين منهُ جزاءَ الخير وخير الجزاءِ وختم عواقبنا بالخير ولهُ الحمد أولًا وآخرًا.


  1. الأدب لغة مالكة تعصم من كانت فيه عما يشينه وقد ترجمنا بها كلمة character واللطف معاملة الناس بالرفق واللطيف الذي يعامل الناس بالرفق وقد ترجمنا به كلمة Gentleman