انتقل إلى المحتوى

سرينا لنمحو الإثم أو نغنم الأجرا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

سُرَيْنا لنمحو الإثم أو نغنم الأجرا

​سُرَيْنا لنمحو الإثم أو نغنم الأجرا​ المؤلف عبد الغفار الأخرس


سُرَيْنا لنمحو الإثم أو نغنم الأجرا
لزورة من تمحو زيارته الوِزْرا
وسارت وقد أرخى علينا الدجى سترا
بنا من بنات الماء للكوفة الغرا
تخيّرتها السفائن مركبا
وأعْددْتُها للسير شرقاً ومغربا
فكانت كمثل الطير إنْ رمت مطلبا
تمد جناحاً من قوادمه الصبا
وكانت تحلّى قبل هذا تجمّلا
وقد غذيت فيما أمرّ وما حلا
أظن على فقد الشهيد بكربلا
كساها الأسى ثوب الحداد ومن حلى
إلى موقف سرنا بغير توقف
يزيد بكائي عنده وتلهُّفي
ولما تجارينا بفلك ومدنف
جرت وجرى كلُّ إلى خير موقف
ترامت بنا فلك فيا نعم مرتمى
إلى دُرّة الفخر التي لن تقوّما
فخضنا إليه والبحر قد طمى
وكم غمرة خضنا إليه وإنما
إلى مرقد يعلو السماكين منزلا
وقد نال ما نال الصراح من اعلى
نسير ولا نلوي عن السير معدلا
نؤم ضريحاً ما الضراح وإنْ علا
فزوج ابنة المختار كان غضنفرا
علا وارتضته الطهر من سائر الورى
أتعرف من هذا الذي طال مفخرا
هو المرتضى سيف القضا أسدُ الشرى
عيون الورى إنْ لاحظت منه كنهه
ترد عن التشبيه حسرى فينتهوا
وإنّ مقاماً لا ترى العين شبهه
مقام عليٍّ كرم الله وجهه
لقد صير الغبراء خضراء قبره
وأشرق فيها في الحيقة بدره
وقد وافق الإعجاز لله دره
أثيرٌ مع الأفلاك خالف دوره
أحاط بنا علماً فليت سليقة
تفيد علوماً عن عُلاه دقيقة
مجازاً وقد جرنا إليه طريقة
أحطنا به وهو المحيط حقيقة
فطف في مقام حلّ فيه ولبّهِ
ترى العالم الأعلى حفيفاً بتربه
فكالمسجد الأقصى وأي تشبه
تطوف منا الأملاك طائفة به
فأثنى عليه من علا مثل دنا
وكلُّ بما أثنى أجاد وأحسنا
فخرب من الدانين إذ ذاك أعلنا
وحزب من العالين يهتف بالثنا
حججنا إلى بيت علا بجنابه
عشية آوينا إلى باب غابه
ومن قد سمت أركان كعبتنا به
جدير بأن يأوي الحجيج لبابه
فيوض علوم الله من قدم حوى
فقسّم منها ما أفاد وما احتوى
ومن قبل ما يثوي ومن بعد ما ثوى
حريٌّ بتقسيم الفيوض وما سوى
ظللنا وكم جان لديه ومذنب
وذي حاجة منا وصاحب مطلب
يقبّل والأجفان تهمي بصيّب
ثرىً منه في الدنيا الثراء لمترب
خدمنا أمير المؤمنين بموطن
نعفّر فيه الوجه قَصْدَ تيمُّنِ
ويخدم قبر المرتضى كلُّ مؤمن
بأهداب أجفانٍ وأحداقِ أعين
أزلنا غباراً كان في قبر حيدر
فلاح كغمد المشرفيِّ المشهرّ
ولا غرو في ذاك المكان المطهرّ
أمطنا القذى عن جفن سيف مذكر
تبدى سنا أنواره وتبيَّنا
غداة جلونا قبره فتزيَّنا
فحيّر أفهاماً وأبهر أعينا
فوالله ما ندري وقد سطع السنا