انتقل إلى المحتوى

ريد لوما فزاد في الحب وجدا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

ريدَ لوماً فزاد في الحبّ وجدا

​ريدَ لوماً فزاد في الحبّ وجدا​ المؤلف عبد الغفار الأخرس


ريدَ لوماً فزاد في الحبّ وجدا
مستهامٌ تخيّل الغيَّ رشدا
مازج الحبَّ مرة فأراه
أنَّ هزل الغرام يصبح جدا
ورمى قلبه بجذوة نار
أوقدته بلاعج الشوق وقدا
من غرام رمى به كل مرمى
يتلظى فلم يجد عنه بدا
لوصغى للعذول ما كان أمسى
دنفاً في شؤونه يتردى
يسأل الركب عن منازل نجد
ناشداً منه خلّفتَ نجدا
يتشافى من عهدها بالأحاديـ
لازمٌ في أهليه لا يتعدى
فهو يقضي لها حقوقاً عليه
ويؤدي ما ينبغي أن يؤدى
يا ابن ودّي وأكثر الناس حقاً
في التصابي عليك أكثر ودّا
كفكف الدمع ما استطعت فإنّي
لست أستطيع للمدامع ردا
وإذا ما دعوت للصَّبر قلبي
كان لي يا هذيم خصماً ألدا
زارني طارق الخيال ووافى
من سليمى يجوب غوراً ووهدا
كيف زار الخيال في غسق اللـ
ـيل إلى أعيني وأني تسدى
وتوالى حر الحشا وتولّى
إذ تصدّى لمغرم ما تصدى
وشجتني والصبّ بالبنين يشجي
أنيق في ظعون ظيماء تحدى
ورسوم من آل ميٍ بوالٍ
أصبحت فيه أعين الركب تندى
بعدما كان للنياق مناخاً
ولعهد الهوى مراحاً ومغدى
زجر العيس صاحبي يوم أقبلـ
ـن عليها فقلت مهلاً رويدا
خَلَّنا والمطيّ نستفرغ الدمـ
ع لأطلالها ونذكر عهدا
ونعاني أسىً لأرسم دار
شقيت من بعاد سلمى وسعدى
يا سقتها الماء وبل غوادٍ
حاملاتٍ للريّ برقاً ورعدا
كلَّما قطَّبتْ من الجوّ وجهاً
عاد فيها بياضه مسودّا
من نياق ضوامر جاوز الوجد
بأحشائها من الحبّ حدّا
أنت أعلى يداً وأطول باعاً
ذي الصفات العلى ذميلاً ووخدا
كلّما أصدرت أياديه وفداً
أوردت من غير جدواه وفدا
باذل من نفيس ما يقتنيه
من نوال ما يخجل الغيث رفدا
أريحيٌّ تهدى إليه القوافي
والقوافي لمثل علياه تهدى
ميرينا السحاب يمطر وبلاً
ونريه الرياض تنبت وردا
ينظم المجد من مناقب علياه
بجيد الأنام عقداً فعقدا
ولآبائه الكرام الأعالي
زادهم ربهم نعيماً وخلدا
حضرات تطوى إليها الفيافي
وتقّد البيداء بالسير قدا
إنْ سرت من ثنائهم نفحات
عاد فيها حر الهواجر بردا
فكأن السرّ الإلهي منهم
لازمٌ في أهليه لا يستعدى
يا عليّ الجناب وابن عليّ
أكرم الناس أحسن الناس جدا
أنت أعلى يداً باعاً
في المعالي وأنت أثقب زندا
هل تدانى برفعة وعلاء
أو تضاهى فلم نجد لك ندّا
مثلت لي أيديك وهي تهادي
مثل وبل الغمام بل هي أندى
لا أرى الورد بعد ظلك عذباً
لا ولا العيش بعد جودك رغدا
كلّما قلت أورد العدم نقصي
مدّني بالنوال جودك مدّا
يرتجي غيري الثراء وأرجو
منك بعد الثراء عزاً ومجدا
فإذا زدتُ من جنابك قرباً
زدت عن خطة النوائب بعدا
كل يوم أنال منك مراماً
من بلوغ المنى وأبلغ قصدا
فإذا كنت راضياً أنت عني
لا أبالي أنْ يضمر الدهر حقدا
إنَّ نعماك كلّما صيرتني
لك عبداً أرى لي الدهر عبدا
لست أقضي شكرانها ولو أنّي
أملأ الخافقين شكراً وحمدا
فاهنأ يا سيّدي بأشراف عيد
كل عام عليك يرزق عودا