انتقل إلى المحتوى

رياض الصالحين/تتمة كتاب المنثورات والملح

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة



باب المنثورات والملح



1831- وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: كان جذع يقوم إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم (يعني في الخطبة) فلما وضع المنبر سمعنا للجذع مثل صوت العشار حتى نزل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فوضع يده عليه فسكن.

وفي رواية: فلما كان يوم الجمعة قعد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم على المنبر فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق.

وفي رواية: فصاحت صياح الصبي، فنزل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم حتى أخذها فضمها إليه فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكّت حتى استقرت قال: (بكت على ما كانت تسمع من الذكر) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.


1832- وعن أبي ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: (إن اللَّه تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحدّ حدوداً فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها) حديث حسن رواه الدارقطني وغيره.


1833- وعن عبد اللَّه بن أبي أوفى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: غزونا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم سبع غزوات نأكل الجراد.

وفي رواية: نأكل معه الجراد. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.


1834- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.


1835- وعنه رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (ثلاثة لا يكلمهم اللَّه يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من ابن السبيل، ورجل بايع رجلاً سلعة بعد العصر فحلف بالله لأخذها بكذا وكذا فصدقه وهو على غير ذلك، ورجل بايع إماماً لا يبايعه إلا لدنيا، فإن أعطاه منها وفى، وإن لم يعطه منها لم يف) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.


1836- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: (بين النفختين أربعون) قالوا: يا أبا هريرة أربعون يوما قال: أبَيت. قالوا: أربعون سنة قال: أبيت. قالوا: أربعون شهرا قال: أبيت. (ويبلى كل شيء من الإنسان إلا عجب ذنَبه فيه يركب الخلق، ثم يُنزل اللَّه من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.


1837- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال بينما النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي فقال: متى الساعة فمضى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يحدث، فقال بعض القوم سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضهم بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه قال: (أين السائل عن الساعة ) قال: ها أنا يا رَسُول اللَّهِ، قال: (إذا ضُيِّعت الأمانة فانتظر الساعة) قال: كيف إضاعتها قال: (إذا وسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.


1838- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: (يصلون لكم، فإن أصابوا فلكم وإن أخطئوا فلكم وعليهم) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.


1839- وعنه رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ {كنتم خير أمة أخرجت للناس} قال: خير الناس للناس يأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.


1840- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: (عجب اللَّه عز وجل من قوم يدخلون الجنة في السلاسل) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

ومعناه: يؤسرون ويقيدون ثم يسلمون فيدخلون الجنة.


1841- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: (أحب البلاد إلى اللَّه مساجدها وأبغض البلاد إلى اللَّه أسواقها) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.


1842- وعن سلمان الفارسي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ من قوله قال: لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها، فإنها معركة الشيطان وبها ينصب رايته. رَوَاهُ مُسْلِمٌ هكذا.

ورواه البرقاني في صحيحه عن سلمان قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (لا تكن أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها، فيها باض الشيطان وفرّخ).


1843- وعن عاصم الأحول عن عبد اللَّه بن سرجس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال قلت لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: يا رَسُول اللَّهِ غفر اللَّه لك. قال: (ولك) قال عاصم فقلت له: أستغفر لك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: نعم ولك ثم تلا هذه الآية {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات} (محمد: 19) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.


1844- وعن أبي مسعود الأنصاري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولي: إذا لم تستح فاصنع ما شئت) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.


1845- وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (أول ما يقضي بين الناس يوم القيامة في الدماء) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.


1846- وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.


1847- وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: كان خلق نبي اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم القرآن. رَوَاهُ مُسْلِمٌ في جملة حديث طويل.


1848- وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (من أحب لقاء اللَّه أحب اللَّه لقاءه، ومن كره لقاء اللَّه كره اللَّه لقاءه) فقلت: يا رَسُول اللَّهِ أكراهية الموت فكلنا يكره الموت قال: (ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بشر برحمة اللَّه ورضوانه وجنته أحب لقاء اللَّه فأحب اللَّه لقاءه، وإن الكافر إذا بشر بعذاب اللَّه وسخطه كره لقاء اللَّه وكره اللَّه لقاءه) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.


1849- وعن أم المؤمنين صفية بنت حُيَي رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم معتكفاً فأتيته أزوره ليلاً فحدثته ثم قمت لأنقلب فقام معي ليقلبني، فمر رجلان من الأنصار رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم فلما رأيا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أسرعا، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (على رسلكما إنها صفية بنت حيي) فقالا: سبحان اللَّه يا رَسُول اللَّه. فقال: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجري الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً أو قال شيئا) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.


1850- وعن أبي الفضل العباس بن عبد المطلب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: شهدت مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يوم حنين، فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فلم نفارقه ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم على بغلة له بيضاء، فلما التقى المسلمون والمشركون ولّى المسلمون مدبرين، فطفق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يركض بغلته قبل الكفار وأنا آخذ بلجام بغلة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أكفها إرادة أن لا تسرع، وأبو سفيان آخذ بركاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (أي عباس ناد أصحاب السَّمُرة) قال العباس وكان رجلاً صَيِّتاً فقلت بأعلى صوتي: أين أصحاب السمرة فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها، فقالوا: يا لبيك يا لبيك، فاقتتلوا هم والكفار، والدعوة في الأنصار يقولون يا معشر الأنصار يا معشر الأنصار، ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج، فنظر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم، فقال: (هذا حين حمي الوطيس) ثم أخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم حصيات فرمي بهن وجوه الكفار، ثم قال: (انهزموا ورب محمد) فذهبت أنظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى، فوالله ما هو إلا أن رماهم بحصياته، فما زلت أرى حدهم كليلاً وأمرهم مدبراً. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

( الوطيس): التنور، ومعناه: اشتدت الحرب.

وقوله (حدهم) هو بالحاء المهملة: أي بأسهم.


1851- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (أيها الناس إن اللَّه طيب لا يقبل طيباً، وإن اللَّه أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى (المؤمنون 51): {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً}. وقال تعالى (البقرة 171): {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم}. ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأني يستجاب لذلك ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.


1852- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (ثلاثة لا يكلمهم اللَّه يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

(العائل): الفقير.


1853- وعنه رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (سَيحان وجَيحان والفرات والنيل كلٌ من أنهار الجنة) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.


1854- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: أخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بيدي فقال: (خلق اللَّه التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الإثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من النار فيما بين العصر إلى الليل) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.


1855- وعن أبي سليمان خالد بن الوليد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية رَوَاهُ البُخَارِيُّ.


1856- وعن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم واجتهد فأخطأ فله أجر) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.


1857- وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: (الحمّى من فيح جهنم فابردوها بالماء) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.


1858- وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنْها عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: (من مات وعليه صوم صام عنه وليه) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

والمختار جواز الصوم عمن مات وعليه صوم لهذا الحديث، والمراد بالولي: القريب وارثاً كان أو غير وارث.


1859- وعن عوف بن مالك بن الطفيل أن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها حُدثت أن عبد اللَّه بن الزبير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال في بيع أو عطاء أعطته عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: والله لتنتهين عائشة أو لأحجرن عليها، قالت: أهو قال هذا ! قالوا نعم، قالت: هو لله عليّ نذر أن لا أكلم ابن الزبير أبداً، فاستشفع ابن الزبير إليها حين طالت الهجرة، فقالت: لا والله لا أشفّع فيه أبداً! ولا أتحنث إلى نذري، فلما طال ذلك على ابن الزبير كلم المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث وقال لهما: أنشدكما اللَّه لما أدخلتماني على عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها فإنها لا يحل لها أن تنذر قطيعتي، فأقبل به المسور وعبد الرحمن حتى استأذنا على عائشة فقالا: السلام عليك ورحمة اللَّه وبركاته أندخل قالت عائشة: ادخلوا، قالوا: كلنا قالت: نعم ادخلوا كلكم، ولا تعلم أن معهما ابن الزبير، فلم دخلوا دخل ابن الزبير الحجاب فاعتنق عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها وطفق يناشدها ويبكي، وطفق المسور وعبد الرحمن يناشدانها إلا كلمته وقبلت منه، ويقولان أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم نهي عما قد عملت من الهجرة، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، فلما أكثروا على عائشة من التذكرة والتحريج طفقت تذكرهما وتبكي وتقول: إني نذرت والنذر شديد، فلم يزالا بها حتى كلمت ابن الزبير، وأعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة، وكانت تذكر نذرها بعد ذلك فتبكي حتى تبل دموعها خمارها. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.


1860- وعن عقبة بن عامر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم خرج إلى قتلى أحُد فصلي عليهم بعد ثمان سنين كالمودع للأحياء والأموات ثم طلع إلى المنبر فقال: (إن بين أيديكم فرط وأنا شهيد عليكم، وإن موعدكم الحوض، وإني لأنظر إليه من مقامي هذا، ألا وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها) قال فكانت آخر نظرة نظرتها إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وفي رواية: (ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها، وتقتتلوا فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم) قال عقبة فكانت آخر ما رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم على المنبر.

وفي رواية قال: (إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني أُعطيت مفاتيح خزائن الأرض أو مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها).

والمراد بالصلاة على قتلى أحُد الدعاء لهم لا الصلاة المعروفة.