رويدك يا عيسى أيا خير والد
المظهر
رويدك يا عيسى أيا خير والد
رويدك يا عيسى أيا خير والد
وقَتكَ يد الرّحمان من كلّ حاسد
ملأت بيوت العلم من كلّ بقعةٍ
فرائد درٍّ يا لها من فرائد
ونشأت من فتيان لبنان نخبةً
مهذبة الأخلاق ريّا العقائد
هنيئاً لك الدّنيا فقد نلت روحها
وريحانها من كل ّريّان راشد
وحسبك من غر البنين ثلاثة
تقدمهم فوزي حليف الفراقد
رأى من بساط الرّيح خير وسيلةٍ
يحاذي بها مرمى النّجوم الرّواصد
وأرسل آي الشّعر من فيض روحه
بخبرة نقّاد وعفّة زاهد
وراح من العلياء يلقي لآلئا
على غير ما يروي الورى من قصائد
فساروا على منهاج فوزي وأبدعوا
وظلّ عليهم قائداً أيّ قائد
ولم يك ذو الإصلاح دون شقيقه
سموًّا وهل من حاجةٍ لشواهد
أثار جيوش الجن ّمن سحر عبقر
ليبرز ما في صدره من مقاصد
وأخرج من قلب الشّياطين عبرةً
بجرأة جبّار ومفخر ناقد
وما البلبل الغر يد في كل مجلسٍ
رياضك إلا ماجد وابن ماجد
يقطع من أوتار قلب ملوع
ويرشف كأس الحب من كف ناهد
ثلاثة أقمار تلألأ نورهم
على خير وادٍ واحداً بعد واحد
وفي ضوئك الباهي سروا وتجملوا
بما فيك يا ربّ الهدى من محامد
فإن لم ينلك الحاكمون قلادة
ففي صدرك الزّاهي ثلاث قلائد
محيّاك يا فوزي على كلّ كوكبٍ
وكلّ رياض الكائنات منير
وصوتك يا فوزي بجرأتك الّتي
تدكّ خرافات العصور جهير
وطرفك يا فوزي بما كنت تحتوي
من الحكمة الغرّاء فيك قرير
وشعرك يا فوزي كما طرت في العلى
وحلقت فوق الخافقين يطير
وقدرك يا فوزي إذا أنصف الورى
وعدّ الرّجال الأذكياء خطير
وتمثالك المنصوب في أرض زحلةٍ
إلى مجد أرباب الخلود يشير
وليس لهذا الشّعر طرّاً على المدى
أمير سوى فوزي فأنت أمير