رويدك يا ابن الشعب ما رمت للشعب
المظهر
رويدك يا ابن الشّعب ما رمت للشّعب
رويدك يا ابن الشّعب ما رمت للشّعب
تحقّق لكن بعد أن صرت في التّرب
رويدك إنّي يا ابن أنطون ذاكرٌ
لك اليوم ما قد كنت عن كنهه تنبي
ففي دير كفتين نشأت ولم نكن
ترى غير ما في دير كفتين من كتب
يرتل أهلوه إلى الله في الضّحى
وعند غروب الشّمس يجثون للرّبّ
وأنت تعاني بينهم كلّ كربةٍ
وتسبح بالأفكار في الشّرق والغرب
إلى أن تسنّى أن تروح وتلتقي
بني مصر تروي ما لقيت من الكرب
هناك مجال القول رحباً وجدته
مع العلماء الغرّ جنباً إلى جنب
تجادل فيها كلّ فردٍ حلاحلٍ
جدالاً بلا هجو ونقداً بلا سبّ
فنلت على تلك الحداثة شهرةً
لدى أدباء القطر طارت إلى الشّهب
وأحرزت في شرح ابن رشدٍ مكانةً
تناولها أهل المعارف بالعجب
فولاّك أهل الشّرق خير إمارةٍ
وسمّاك أهل الغرب نابغة العرب
وها أنت يا ابن الشّعب تروي روايةً
تريد بها إصلاح ما أختلّ في الشّعب
ونحن على بعد الثّلاثين حجةً
نراك بشير الخير في الموقف الصّعب