رمي الموت إن السهم صابا
المظهر
رميَّ الموتِ إِن السَّهْم صَابا
رميَّ الموتِ إِن السَّهْم صَابا
وَمَنْ يدمِنُ على رمْيٍ أَصابا
وكنتَ العيشَ مُتَّصلا ولكنْ
تصرَّمَ حين لذَّ وحينَ طابا
وشيبَنِي انتظاري كلَّ يومٍ
لعَهدكَ كَرَّةً والدهرُ يابى
إِلامَ أَشُبُّ من نيرانِ قلبي
عليكَ لكلِّ قافيةٍ شهابا
وقد ودعتُ قبلك كلَّ سفرٍ
ولكنْ غابَ حيناً ثم آبا
وَأَهيجُ ما أَكونُ لكَ ادِّكَاراً
إذا ما النجمُ صَوَّبَ ثم غابا
أرَى فقدَ الحبيبِ من المنايا
إِلى يأسٍ كمنْ فقدَ الشبابا
وما معنى الحياةِ بلا شبابٍ
سواءٌ ماتَ في المعنى وَشابا
وليلِ أَسى كصبحِ الشيبِ قبحاً
أُكابدُهُ سهاداً وانتحابا
تزيدُ به جوانحيَ اتَّقاداً
إذا زادتْ مدامعيَ انسكابا
وشرُّ مكابَدَاتِ القلبِ حالٌ
يريكَ الضدَّ بينهما انتسابا
لعلَّكَ والعلومٌ مُغَنِّيَاتٌ
نسيتَ هناك بالغُنْمِ الإيابا
أيا عبدَ الإِلهِ نداءَ يأسٍ
وهل أرجو لدى رمسٍ جوابا
أصخْ لي كيفَ شئتَ فإنَّ أُنساً
لنفسيَ أنْ تبلغكَ الخطابا
يسوءُ العينَ أنْ يَعْتَنَّ رَدْمٌ
منَ الغبراءِ بينكما حجابا
وأن تحتلَّها غبراءَ ضَنْكاً
كما يستودعُ السيفُ القِرابا
مجاورَ جِلَّةٍ ضَرَبَتْ شَعُوبٌ
بعاليةِ البقيعِ لهم قِبَابا
وكم فوقَ الثَّرى من روضِ حسنٍ
جرى نفسُ الأسَى فيه فذابا
فقد نشرَ الخدودَ على التراقي
وشابَ بقلبيَ الدَّمعَ الرُّضابا
سقاكَ ولا أَخُصُّ ربابَ مزْنٍ
لعلَّ ثراكَ قد سئمَ الرَّبابا
ولكنْ ما يسوغُ على التَّكافِي
لقبْرِكَ أنْ يكونَ له شرابا
فاني ربّما استسقيتُ يوماً
لكَ الجونينِ: جفنيَ والسَّحابا
فتَخْجلُ من ملوحَتِها دُمُوعي
إذا ذَكَرَتْ شمائِلَكَ العِذَابا
تكادُ على التتابعِ وهيَ حمرٌ
تحَيَّرُ في محاجريَ آرتيابا
فليتَ أحمَّ مِسْكٍ عادَ غيماً
فحامَ على ضريحكَ ثم صابا
وزاحمَ في ثَرَاكَ الدمعَ حتَّى
يشقَّ إِلى مفارِقِكَ التُّرَابا