انتقل إلى المحتوى

رمى ولم يرم عن قوس ولا وتر

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

رمى ولم يرم عن قوسٍ ولا وتر

​رمى ولم يرم عن قوسٍ ولا وتر​ المؤلف عبد الغفار الأخرس



رمى ولم يرم عن قوسٍ ولا وتر
 
بما بعينيه من غنج ومن حور
مؤنث الطرف ما زالت لواحظه
 
تسطو وتفتك فتك الصارم الذكر
مهفهفُ القد معسول اللمى غنج
 
أقضي ولم أقض منه في الهوى وطري
ما لي بمقلة أحوى الطرف من قبل
 
مؤيّد بجنود الحسن منتصر
يعطو إليّ بجيد الظبي ملتفتاً
 
تلَفُّتَ الظبي من خوف ومن حذر
وكلَّما ماسَ قلت الغصن حركة
 
ريح الصبا وهو في أوراقه الخضر
عجبت ممن قسا والعهد كان به
 
ارَقَّ من نسمات الروض في السحر
أشكو إليه صباباتٍ أكابدها
 
كأنَّما رحت أشكوها إلى حجر
نيران خدّيك ها قد أحرقت كبدي
 
يا جنّة أنا منها اليوم في سقر
إنْ لم تكن بوصالٍ منك تسعفني
 
فلا أقلّ من الإسعاف بالنظر
جد لي بطيفك واسمح إن بخلت به
 
إني لأقنع بعد العين بالأثر
واذكر ليالينا الأولى ظفرت بها
 
والدهر يعجب والأيام من ظفري
حيث المسرّة أفلاكٌ تدور بنا
 
والشمس تشرق ليلاً في يد القمر
في روضة فَوَّفَتْ أيدي الربيع لها
 
ما أبدع القطر من شيءٍ ومن حبر
والطلّ في وجنات الزهر يومئذٍ
 
ما بين منتظم منه ومنتثر
ومن أحبُّ كما أهواه معتنقي
 
ومرشفي السكّر المصريَّ في السكر
إذا تبسَّمَ أبصرنا بمبسَّمَه
 
ما أودع الله في الياقوت من درر
خاف العيون صباح الغرق تنظره
 
حتى تعوَّذَ بالأصداغ والطرر
أطل حديثك في قدٍّ فتنت به
 
وإنْ ذكرتَ حديث الخصرْ فاختصر
يقول لي في تثنّيه مفاخرة ً
 
ألبانُ من شجري والورد من ثمري
يا قاتل الله غزلان الصّريم فما
 
أبْقَتْ ـ وقد نفرت ـ صبراً لمصطبر
وما لأعينهن النّجلَ حين رنت
 
أصَبْنَ قلبي وما الجاني سوى نظري
وقفت منهن والأشجان تلعب بي
 
في موقف الربع بين الخوف والخطر
وبي من النافر النائي بجانبه
 
صبابة تعلق الأجفان بالسهر
عهدي بها ورداء الوصل يجمعنا
 
والوصل يذهب طول الليل بالقصر
لم يرقب الواشي يخشى من تطلعه
 
ما أوْلَعَ الدهرَ بالتبديل والغير
تركتني ولكم مثلي تركت لقى ً
 
فريسة بين ناب الخطب والظفر
هيجت أشجان قلبي فانتدبت لها
 
بكّل منتدب للشجو مبتدر
إنَّ السلامة في سلمان من كدر
 
يجني عليَّ ومن همّي ومن فكري
يسرُّ نفسي ويقضي لي مآربها
 
بنائلٍ من ندى كفَّيه منهمر
تالله ما أبصرت عيناي طلعته
 
إلاّ وأيقَنْتُ أنّي بالنوال حري
توقّع الرَّوض ما تسديه غادية
 
أناخ كلكلها ليلاً بذي بقر
إذا استقلت تراءى من مخايلها
 
مبشّرُ الوارد الظمآن بالغدر
أصبحت من يده البيضاء في دعة ٍ
 
وحسن أنظاره في منظر نضر
كأنَّما أنا من لألاء غرّته
 
في روضة باكرتها المزن بالمطر
تهُبُّ منه رياح اللطف عاطرة
 
من طيّبٍ عطرٍ عن طيّب عطر
أمْعِنْ بدقّة معنى ذاته نظراً
 
وانظر بعينيك واستعن عن الخبر
وسلْ إذا شئت عن أجداده فلقد
 
ضاقت بذاك صدور الكتب والسير
أغَظْتُ في مدحه قوماً بقافية ٍ
 
عن المقيم تجوب الأرض في سفر
وحاسداً قصرت أيدي المنال به
 
كمفلس الحيِّ رام اللعب بالبدر
تسرُّ قوماً وأقواماً تغيظهم
 
والشهب ترمي ظلام الليل بالشرر
كالراح تسري إلى الأرواح نشوتها
 
فالروح في خفة والجسم في خدر
هم الذين أراشوني بنائلهم
 
لولاهم الآن لم أنهض ولم أطر
المطلقون لساني على
 
تلك الشمائل بعد العيّ والحصر
بيض تضيء بنور الله أوجهُهُم
 
في حندس من ظلام الخطب معتكر
النافعون إذا عاد الزمان على
 
بنيه في الساعة الخشناء بالضرر
تقوى على أزمات الكون أنفسهم
 
وليس تقوى عليها أنفسُ البشر
فيا لك الله سادات إذا افتخرت
 
كانت هي المفخر الأسنى لمفتخر
لا تذكر الناس في شيء إذا ذكروا
 
كاليمّ يقذف بالألواح والدسر
يا أيها الدهر يأتينا بهم نسقاً
 
هل جئت منهم بمعنى غير مبتكر
ويا معاني المعالي من شمائلهم
 
لقد برزت لنا في أحسن الصور
دع ما تقول البرايا في مناقبهم
 
فكيف قولك بالآيات والسور
سرٌّ منالله إلاّ أنَّ نورهم
 
ف الخافقين وما صبحٌ بمستتر
عَلَوا على الناس إعلاناً فقلت لهم
 
بالله أقسم لا بالركن والحجر
أنتم لنا وَزَرٌ من كل نائبة
 
بوركنم نفر السادات من نفر
 
ونِعْمَ مدَّخرٌ أنتم لمدّخر
مولاي أصبحت واليام مقبلة
 
وأنت في عنفوان العز والعمر
أنّي لأرقب وعداً منك منتظراً
 
ووعد غيرك عندي غير منتظر
فاسلم ودم في سرور لا فناء له
 
باقٍ على أبدِ الأزمان والعصر