انتقل إلى المحتوى

رعى الله مصرا فهي أبهى كنانة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

رعى اللهُ مصراً فهي أبهى كنانةٍ

​رعى اللهُ مصراً فهي أبهى كنانةٍ​ المؤلف رفاعة الطهطاوي


رعى اللهُ مصراً فهي أبهى كنانةٍ
حُلاها مدى الأيام واسطةُ السِّلكِ
نراها بإسماعيل أعذبَ موردً
به أبحرُ العرفان جاريةُ الفلكِ
بها المشتهى الأشهى فلو قال قائلٌ
بها جنةُ الفردوسِ ما جاء بالإفكِ
وما هي إلا غادةٌ تسلبُ النهى
مما جمعت بين الخلاعة والنسك
كواكب أفراح العزيز بأفقها
كصبح يقينٍ قد جلا ظُلمة الشك
ورناتُ أنغمِ المعازفِ أطربَت
كأن قيان الجن تعبثُ بالجنك
وملعبُ بالٍ بالحسانِ منعمٌ
عيونُ غرانيه تغازلُ بالفتك
رياضةُ رقصٍ في كمَالٍ منزهٍ
عن الريْبِ موزونٍ على التمّ والتك
وكم من فتاةٍ فيه سَكرى بلا طِلا
يُراقصها السنيور لطفاً مع السبك
وفيه صَفىُّ البالِ بالرقصِ مغرمٌ
يقول لذات الخالِ لا بد لي منك
تميسُ كغصنٍ البانِ عِطفاً وتنثني
وتفترُّ عن برقٍ تألق بالضحك
ولولا الحيا والدينُ والعلمُ والتقى
لقال حليفُ الزهد قد طابَ لك هتكي
ومجلسُ أنسٍ قد تعطرَ روضُه
وأرجاؤه فاحتْ بها نفحةُ المسك
وفي الجو تقليدُ النجوم منيرةً
صواريخُ أنوارٍ لشهبِ السما تحكي
تَلَوَّنُ كالحرباء بل ربما حكتْ
يواقيتَ قد مرتْ على حجر الحك
وحلبةُ سبقٍ بالجياد يزينها
رماحٌ أُعدتْ للطعان بلا شك
بتنظيم أوربا تسامى ابتهاجُه
وما فاته في الحسن طَنطنةُ التُّرك
ومذ زَهتْ الأفراحُ قلت مؤرخاً
بهيجُ العلا تأهيلُ فاميلة الملك