رسالة سليم الأول إلى قانصوه الغوري يدعوه فيها للحرب
الأصل العُثماني
قانصو غورى اصلح الله شانه:
توقيع رفيع جهانمُطاع وحُكم شريف واجب الانقياد والاتباع واصل اوليجق معلوم اوله كه، حاليًّا مكر وتلبيس وحيله وجهيله مُخنثانه طريقه سُلُوك ايليوب بعض كمسنەلر ايه مواضعه ايليوب كوندرمشسن، عون الهى ايله جميع قصد ايتديكك فتنه وفساد روشن وظاهر اولدى، پس بو اصل اوضاع نا معقول كه، عاجزلر ونامردلر وبى عقللر اوضاعيدر، ارلك هواسنده وسرورلك سوداسنده اولوب، دائرۀ عقلندن دم اورانلرك كارى دكلدر، ايمدى اوَّل اشخاص اله كيروب، جميع احواللرى معلوم اولدقدن صكره ينه سكا ارسال اولندى تاكه، واوروب بونده تجسُّس وتفحُّص ايدوب، اطلاع تحصيل ايتدكلرى اوضاع واحوال سكا مألى وحقيقتى ايله اعلام ايليەلر، زيرا بُزم عنايه الله مُقارنتيله كمسنەنك مكر وحيله سندن باكمز، وكيمسه دن مخفى ومستور احوالمز يوقدر، بنم خود عزيمت عالى همتم احياي شريعت غرَّا ايچون ديار شرقه مُنصرف قلنمشيكن، سنك اوَّل مُلحد بيدين ومُفسد بد آيينه تقويت قصدينه بعض اوضاع ناشايستەك ظاهر اولوب، سن انلردن اشد اولديغك حيثيتدن توجُّه همايونم سنك اوزرينه مُنعطف قلنوب، مُزاحمۀ نُفُوس مُتكاثره دن جهان ضيِّق النفس ومُصادمۀ سلاح وسناندن هوا ضيِّق النفس اولوب، سنك قصديكه عساكر بى كران ورايات فتح آيات نُصرت نشانله منازل ومراحل قطع ايدوب كلوب، حومۀ حُكومتكده اولان مملكته داخل اولوب، ملاطيه ولارنده وديوركى وشاركويى جميع توابع ولواحقي ونواحى واراضيسى تلال وجبالله ضبط اولنوب، جُملۀ مُضافات ممالك محميَّه مدن اولدقدنصكره بوكونكى كه، ماه رجبك اون برنجى كونيدر، سعادت ايله توجان دره بوغازى ديمكله معروف محله نزول ايلدم. پس سندع دخى درۀ حميت اولوب، رجليتدن حصَّه وفتوتدن بهره ودرونكده في الجُمله زهره وار ايسه، كركدركه، كنج زاويۀ رُعب وهراسده مُنزوى اولميوب، جمع اعوان وانصاركله مُتنبِّه اولوب، زخم تير وتبردن سر طوتنميوب، هر قنغى وضع كنديكه قولاى كوزيكور ايسه هيج سعيده قُصُور قوميوب، شمۀ غيرت وار ايسه، مُراد ايدنديكك اسلوبى ومقصود ايدنديكك بر موضعى تعيين ايليوب، كلوب، عساكر نصرت مأثريمه مُقابل اوله سن، پردۀ كمونده مُقدَّر اولان هر نه ايسه مُعرَّض پروزده جلوه كر اوله ان شاء الله تعالىٰ ﴿وَٱلسَّلَٰمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلْهُدَىٰٓ﴾.
حُرِّر فى اواسط رجب سنه 922هـ بيورت توجان دره بوغازى.
التعريب
إلى قانصوه الغوري أصلح الله شأنه:
عند وُصُول توقيعي الرفيع المُطاع من قِبل الجميع وحُكمي الشريف واجب الانقياد والاتِّباع، لِيكن معلومًا أنَّك قُمت بِاتباع طريق الدناء بِالمكر والنَّصب والاحتيال، والتواطؤ مع بعض الأشخاص وإرسالهم [إلى بلادنا] ولكن كُلَّ ما استهدفته من فتنةٍ وفسادٍ قد بان وانكشف بِعون الله. وهذه التصرُّفات غير المعقولة ما هي إلَّا تصرُّفات العاجزين والأنذال والحمقى وليست عمل من يتَّسم بالرُّجُولة ويُفتن بِالرئاسة ويُفكِّر بِمنطق العقل. والحال فقد تمَّ اعتقال أولئك الأشخاص وبعد أن أُميط اللثام عن جميع أحوالهم أُعيدوا إليك مرَّةً أُخرى. وذلك لكي يقوموا بإعلامك ما قاموا به من تجسُّسٍ واستطلاعٍ وما اطَّلعوا عليه من الأحوال بِحقيقته، لِأنَّنا وبِعناية الله لا نكترث بِمكر وحيل أي شخص وليس لنا وضع خفيّ وغير مكشوف. وغايتي التي أسعى إليها هي إحياء الشريعة الغرَّاء ولِهذا فقد انصرفت إلى ديار الشرق، ولكن بدت منك بعض التصرُّفات غير الَّلائقة بِقصد تقوية ذلك المُلحد عديم الدين وذوي الطُقُوس المُفسدة،مُلاحظة 1 ولِكونك أشدُّ منهم فقد تغيَّر ذاتي السُلطاني عليك، وأصبحت الدُنيا تضيق من مُزاحمة النُفُوس المُتكاثرة، وأصبح الفضاء لا يتَّسع لِتصادم الأسلحة وآلات الحرب، وقُمت بالسير نحوك بِجُنُودٍ لا تُعدُّ ولا تُحصى ورايات الفتح المقرون بِالنصر، وقطعت المنازل والمراحل ودخلت البلاد المُنضوية تحت حُكمك واستوليت على ملاطية ولارندة وديوركي وشاركويي بِكُلِّ توابعها ولواحقها ونواحيها وأراضيها وتلالها وجبالها، وأصبح كُلُّ ذلك من بلادي المحميَّة. ثُمَّ نزلت بِاليُمن والسعادة في هذا اليوم الحادي عشر من شهر رجب في المحل المعروف توجان دره بوغازي. وإذا كُنت تمتلك ذرَّة غيرة، وشيئًا من الرُجُولة، ونصيبًا من الفُتُوَّة… فينبغي ألَّا تنزوي في زاوية الرُّعب والخوف وتحتاط مع أعوانك وأنصارك وإلَّا تتعرَّض لِضربة السيف والآلات الجارحة، فأيُّ وضعٍ يبدو لك سهلًا، فلا تتهاون في السعي أبدًا، وإذا كانت لديك ذرَّة غيرة فتختار موضعًا حسب رغبتك، ووفق الأُسلُوب الذي ترتئه، وتأتي لِتُقابل جُنُودي المُنتصرين، ولِيتجلَّى كُل ما هو مُقدَّر إن شاء الله تعالىٰ ﴿وَٱلسَّلَٰمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلْهُدَىٰٓ﴾.
حُرِّر في أواسط رجب سنه 922هـمُلاحظة 2 في بلاد توجان دره بوغازي.
هوامش
[عدل]- ↑ المقصود هو الشاه إسماعيل الصفوي ومن معهُ من غُلاة الشيعة. ومن المعروف أنَّ السُلطان الغوري حاول آنذاك أن يتحالف سرًا مع الصفويين لِوقف المد العُثماني الذي تخوَّف منه المماليك، فعلم العُثمانيُّون بِتلك المُحاولة وصاروا يُعدُّون المماليك وسُلطانهم العدُوَّ الأوَّل.
- ↑ المُوافق فيه 14 آب (أغسطس) 1516م.