ذيل طبقات الحفاظ
► تذكرة الحفاظ | مجموع ما فيه هذا الذيل من التراجم 47 ترجمة منها 16 ترجمة موافقة لذيل الحسيني و23 موافقة لذيل تقي الدين أبي الفضل محمد بن فهد و8 تراجم مستدركة عليهما. | المصدر◄ |
- وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.
- قال شيخنا الإمام الحافظ مفتي المسلمين أوحد المجتهدين أبو الفضل عبد الرحمن جلال الدين ابن العلامة قاضي المسلمين كمال الدين أبي بكر بن محمد السيوطي ثم القاهري الشافعي رحمة الله عليه:
الله أحمد على آلائه وأشكره على نعمائه وأصلي وأسلم على خاتم أنبيائه محمد وأصحابه وأحبائه. وبعد فإني لخصت طبقات الحفاظ تصنيف الإمام الحافظ الكبير أبي عبد الله محمد الذهبي رحمه الله تعالى وذيلت عليه من بعده وابتدأت بترجته فقلت ما نصه:
الطبقة الثانية والعشرون
عدتها 15:
الذهبي
الإمام الحافظ محدث العصر وخاتمة الحفاظ ومؤرخ الأعلام وفرد الدهر والقائم بأعباء هذه الصناعة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز التركماني ثم الدمشقي المقرئ:
ولد سنة ثلاث وسبعين وستمائة وطلب الحديث وله ثماني عشرة سنة فسمع الكثير ورحل وعين بهذا الشأن وتعب فيه وخدمه إلى أن رسخت فيه قدمه وتلا بالسبع وأذعن له الناس، حكي عن شيخ الإسلام أبي الفضل ابن حجر أنه قال: شربت ماء زمزم لأصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ، ولي تدريس الحديث بتربة أم الصالح وغيرها، وله من التصانيف: "تاريخ الإسلام" التاريخ الأوسط والصغير و"سير النبلاء" و"طبقات الحفاظ" التي لخصناها في هذا الكتاب وذيلنا عليها و"طبقات القراء" و"مختصر تهذيب الكمال" و"الكاشف" مختصر ذلك و"المجرد" في أسماء رجال الكتب الستة و"التجريد" في أسماء الصحابة و"الميزان" في الضعفاء و"المغني" في الضعفاء وهو مختصر نفيس وقد ذيلت عليه بذيل و"مشتبه النسبة" و"مختصر الأطراف" لشيخه المزي و"تلخيص المستدرك" مع تعقب عليه و"مختصر سنن البيهقي" و"مختصر المحلي" وغير ذلك وله معجم كبير وصغير ومختصر بالمحدثين. والذي أقوله إن المحدثين عيال الآن في الرجال وغيرها من فنون الحديث على أربعة: المزي والذهبي والعراقي وابن حجر.
توفي الذهبي ليلة الاثنين ثالث من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وسبعمائة بدمشق وأضر قبل موته بيسير ورثاه التاج بن السبكي بقصيدة أولها:
من للحديث وللسارين في الطلب من بعد موت الإمام الحافظ الذهبي
من للرواية والأخبار ينشرها بين البرية من عجم ومن عرب
من للدراية والآثار يحفظها بالنقد من وضع أهل الغي والكذب
من للصناعة يدري حل معضلها حتى يريك جلاء الشك والريب
ومنها:
هو الإمام الذي روت روايته وطبق الأرض من طلابه النجب
ثبت صدوق خبير حافظ يقظ في النقل أصدق أنباء من الكتب
الله أكبر ما أقرأ وأحفظه من زاهد ورع في الله مرتقب
القطب الحلبي
الإمام العالم المقرئ الحافظ المحدث مفيد الديار المصرية وشيخها قطب الدين أبو علي عبد الكريم بن عبد النور بن منير بن عبد الكريم بن علي بن عبد الحق بن عبد الصمد بن عبد النور الحلبي ثم المصري أحد من جرد العناية بالرواية:
ولد في رجب سنة أربع وستين وستمائة وسمع من العز الحراني وغازي الحلاوي والفخر وآخرين وخرج لنفسه التساعيات والبلدانيات والمتباينات وبلغ شيوخه الألف وتلا بالسبع على أبي الطاهر المليجي وغيره، وكان خيرًا متواضعًا حسن السمت غزير المعرفة متقنًا اختصر الإلمام فحرره وشرح سيرة عبدالغني وشرع في شرح البخاري مطولا بيض منه النصف وجمع لمصر تاريخا حافلا لو تم بلغ عشرين مجلدًا، أعاد ودرس في الحديث بأماكن، أجاز للتاج السبكي ومات في رجب سنة خمس وثلاثين وسبعمائة.
فتح الدين بن سيد الناس
الإمام العلامة المحدث الحافظ الأديب البارع أبو الفتح محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن محمد بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن سيد الناس بن أبي الوليد ابن منذر بن عبد الجبار بن سليمان اليعمري الأندلسي الأصل المصري:
ولد في ذي القعدة سنة إحدى وسبعين وستمائة وسمع من غازي والعز وخلائق نحو الألف ولازم ابن دقيق العيد وتخرج عليه وأعاد عنده عليه وكان يحبه ويثني عليه وأخذ العربية عن البهاء بن النحاس وكتب الخط المغربي والمصري فأتقنهما وكان أحد الأعلام الفاظ إماما في الحديث ناقدا في الفن خبيرا بالرجال والعلل والأسانيد عالما بالصحيح والسقيم له حظ من العربية حسن التصنيف صحيح العقيدة أديبا شاعرا بارعا متنفننا في البلاغة ناظما ناثرا مترسلا، ولي درس الحديث بالظاهرية وغيرها، وصنف السيرة الكبرى والصغرى "وشرح الترميذي" لم يكمله فأتمه الحافظ أبو الفضل العراقي مات في شعبان سنة أربع وثلاثين وسبعمائة ولم يخلف في مجموعة مثله.
ابن عبد الهادي
الإمام الأوحد المحدث الحافظ الحاذق الفقيه البارع المقرئ النحوي اللغوي ذو الفنون شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة المقدسي الحنبلي أحد الأذكياء:
ولد في رجب سنة خمس أو ست وسبعمائة وسمع من ابن عبد الدائم والطبقة وتفقه بابن مسلم وتردد إلى ابن تيمية ومهر في الحديث والفقه والأصول والعربية. قال الصفدي: لو عاش لكان آية كنت إذا لقيته سألته عن مسائل أدبية وفوائد عربية فينحدر كالسيل وكنت أراه يوافق المزي في أسماء الرجال ويرد عليه فيقبل منه، وقال ابن كثير: كان حافظا علامة ناقدا حصل من العلوم ما لا يبلغه الشيوخ ولا الأكابر وبرع في الفنون وكان جبلا في العلل والطرق والرجال حسن الفهم جدا صحيح الذهن، قال المزي: ما لقيته إلا واستفدت منه، وكذا قال الذهبي أيضا، ودرس بالصدرية والغياثية وصنف شرحا على التسهيل والأحكام في الفقه والرد على السبكي في مسألة الزيارة سماه "الصارم المنكي" و"المحرر في اختصار الإلمام" و"الكلام على أحاديث مختصر ابن الحاجب" و"العلل" على ترتيب كتب الفقه و"التفسير المسند" لم يتمه واختصر التعليق لابن الجوزي وزاد عليه ومات في جمادى الأولى سنة أربع وأربعين وسبعمائة.
السبكي
الإمام الفقيه المحدث الحافظ المفسر الأصولي المتكلم النحوي اللغوي الأديب المجتهد تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام بن حامد بن يحيى بن عمر بن عثمان بن علي بن مسوار بن سوار بن سليم شيخ الإسلام إمام العصر:
ولد في صفر سنة ثلاث وثمانين وستمائة، وأخذ الفقه عن ابن الرفعة والحديث عن الشرف الدمياطي والقراآت عن التقي الصائغ والأصلين والمعقول عن العلاء الباجي والخلاف والمنطق عن السيف البغدادي والنحو عن أبي حيان والتصوف عن التاج بن عطاء وسمع من ابن الصواف وعدة وأقبل على التصنيف والفتيا وصنف أكثر من مائة وخمسين مصنفا وتصانيفه تدل على تبحره في الحديث وغيره وسعة باعه في العلوم وتخرج به فضلاء العصر وولي قضاء الشام بوفاة الجلال القزويني وخرج له الحافظ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أيبك الدمياطي، ولما توفي المزي عينت مشيخة دار الحديث الأشرفية للذهبي فقيل إن شرط واقفها أن يكون الشيخ أشعري العقيدة والذهبي متكلم فيه فوليها السبكي قال ولده: والذي نراه أنه ما دخلها أعلم منه ولا أحفظ من المزي ولا أورع من النووي وابن الصلاح قال: وليس بعد المزي والذهبي أحفظ منه، ونقل لنا أنه نظم في دار الحديث المذكور قوله:
وفي دار الحديث لطيف معنى أحن إلى جوانحها وآوي
لعلي أن أمسَّ بحرِّ وجهي محلًّا مسه قدم النواوي
توفي بمصر سنة ست وخمسين وسبعمائة.
البرزالي
الإمام الحافظ مفيد الآفاق مؤرخ العصر علم الدين أبو محمد القاسم ابن البهاء محمد بن يوسف ابن الحافظ زكي الدين محمد بن يوسف الدمشقي:
ولد في جمادى الأولى سنة خمس وستين وستمائة وسمع كثيرًا ورحل وأمعن في طلب الحديث مع الإتقان والفضيلة وخرج لنفسه معجمًا في سبعة مجلدات عن أكثر من ثلاث آلاف شيخ، وفيه يقول الذهبي:
إن رمت تفتيش الخزائن كلها
وظهور أجزاء بدت وعوالي
ونعوت أشياخ الوجود وما رووا
طالع أو أسمع معجم البرزالي
ولي تدريس الحديث بالنورية وغيرها، وله تاريخ ذيل به على أبي شامة وكان قوي المذاكرة عارفًا بالرجال لا سيما شيوخ زمانه وأهل عصره ولم يخلف في معناه مثله، مات بمكة في ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وسبعمائة رحمه الله وإيانا.
ابن مظفر
الإمام المحدث المسند الحافظ المحرر شهاب الدين أبو العباس أحمد ابن مظفر بن أبي محمد بن مظفر بن بدر بن حسن بن مفرح بن بكار النابلسي سبط الحافظ زين الدين خالد النابلسي:
ولد سنة خمس وسبعين وستمائة وسمع من الفخر وخلائق نحو السبعمائة، قال الذهبي في المعجم الكبير: وله معرفة وحفظ وقال في المختص: الحافظ المحرر، وقال البرزالي: محدث فاضل على ذهنه فضيلة وفوائد كثيرة تتعلق بهذا الشأن، وقال الحسيني: كان من أئمة هذا الشأن رحل وحصل وألف وخرج وله تاريخ مات في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وسبعمائة.
أحمد بن أيبك
ابن عبد الله الحسامي الدمياطي الحافظ المخرج المفيد محدث مصر شهاب الدين أبو الحسين:
ولد سنة سبع وسبعمائة وسمع من حسن الكردي وخلائق وخرج وانتقى وأفاد وله مجاميع وذيل في الوفيات على الحسيني وشرع في تخريج أحاديث الرافعي سمع عليه أبو الخير بن العلائي ومات سنة تسع وأربعين وسبعمائة في رمضان بالطاعون رحمه الله تعالى.
ابن رشيد
الإمام المحدث ذو الفنون محب الدين أبو عبد الله محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن محمد بن إدريس بن سعيد بن مسعود بن حسن بن محمد بن عمر بن رُشيد الفهري السبتي:
قال لسان الدين بن الخطيب في تاريخ غرناطة:كان إمامًا مضطلعًا بالعربية واللغة والعروض فريد دهره عدالة وجلالة وحفظًا وأدبًا عالي الإسناد صحيح النقل تام العناية بصناعة الحديث قيمًا عليها بصيرًا بها محققًا فيها ذاكرًا للرجال فقيهًا ذاكرًا للتفسير ريان من الأدب حافظًا للأخبار والتواريخ مشاركًا في الأصلين عارفًا بالقراآت حسن الخلق كثير التواضع قرأ على ابن أبي الربيع وحازم القرطاجني ورحل فأخذ بمصر والشام والحجاز عن الدمياطي والقطب القسطلاني وخلائق ضمنهم رحلته التي سماها "ملء العيبة" وهي ست مجلدات قلت: وقفت عليها بمكة وعلقت منها فوائد واستفدت منها الحديث المسلسل بالنحاة، وعاد إلى غرناطة فنشر بها العلم، وقال ابن حجر طلب الحديث فمهر فيه وألف "إيضاح المذاهب فيمن يطلق عليه اسم الصاحب" و"ترجمان التراجم على أبواب البخاري" أطال فيه النفس ولم يكمل مولده سنة سبع وخمسين وستمائة بسبتة ومات بفاس في محرم سنة إحدى وعشرين وسبعمائة.
نجم الدين الدهلي
أبو الخير سعيد بن عبد الله الحريري الجلالي:
قال الصلاح الصفدي في تاريخه: الحافظ الإمام العالم: نشأ ببغداد وارتحل إلى مصر وأقام بدمشق وعمل في الحديث عملا جيدا ليس اليوم في الشام مثله في الفرائض وأسماء الرجال وهو حافظ الشام بعد الذهبي، وله تآليف منها "تفتت الأكباد في واقعة بغداد" وقال الذهبي سمع المزي من السروجي عنه، ولد سنة اثنتي عشرة وسبعمائة ومات في خامس عشري من ذي القعدة سنة تسع وأربعين وسبعمائة وبالطاعون.
الشهاب الهكاري
أحمد بن أحمد بن أحمد بن الحسين بن موسى بن موسك الكردي الأصل الهكاري الشيخ شهاب الدين أبو سعيد بن الشهاب أبي الحسن:
سمع من ابن الصواف ووزيره وعني بطلب الحدث، قال الحافظ أبو الفضل بن حجر: وكان عرافًا بالرجال - جمع كتابًا في رجال الصحيحين- موصوفًا بالدين والخير متواضعًا وأعاد بالجامع الحاكمي، مات في ثامن من جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين وسبعمائة.
ابن حبيب
المحدث الحافظ أبو القاسم عمر بن حسن بن عمر بن حبيب الدمشقي الحلبي:
ولد سنة ثلاث وستين وستمائة وسمع من الفخر وعدة وعني بالرواية وعمل لنفسه فهرسًا حافلًا وخرج له الذهبي معجما،وكان خبيرا بالحديث والأسانيد والمتون وغيره أتقن منه، درس الحديث بحلب وولي الحسبة بها ومات سنة ست وعشرين وسبعمائة.
السراج القزويني
الحافظ الكبير محدث العراق سراج الدين عمر بن علي بن عمر:
ولد سنة ثلاث وثمانين وستمائة وعني بالحديث وسمع من الرشيد أبي سعد بن أبي القاسم ومحمد بن عبد المحسن الدواليبي وخلائق وصنف التصانيف وعمل الفهرست أجاد فيه ومات سنة خمس وسبعين وسبعمائة، روى عنه المجد الشيرازي صاحب القاموس.
أمين الدين الواني
محمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد الدمشقي الحنفي أبو عبد الله:
ولد سنة أربع وثمانين وستمائة وطلب الحديث فسمع من ابن عساكر وغيره وتعب وحصل، قال الذهبي: كان من أنبه الطلبة وأجودهم خرج وأفاد ورحل مرات وقال ابن رافع طبق الدنيا بالسماع وصار عالما حافظا وقال البرزالي: كان يعرف العوالي ويفيدها الرجال مات في ربيع الأول سنة خمس وثلاثين وسبعمائة.
ابن المرابط
الحافظ أبو عمرو محمد بن عثمان بن يحيى بن أحمد بن عبد الرحمن بن ظافر الغرناطي:
ولد في رجب سنة ثمانين وستمائة وسمع من ابن الزبير سنن النسائي الكبرى وتلا عليه بالسبع وقدم مصر فسمع من الدمياطي وغيره وسكن دمشق وسمع منه المزي والحفاظ وأثنى عليه الحسيني وخرج لشيخه ابن رشيد أربعين تساعيات فيها تخليط فكأنه ليس بالمتقن مات في سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة.
الطبقة الثالثة والعشرون
عدتهم11:
البهاء بن خليل
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن خليل بن إبراهيم بن يحيى بن أبي عبد الله بن فارس بن أبي عبد الله بن يحيى بن إبراهيم العثماني المكي الشافعي نزيل القاهرة الإمام الفقيه المحدث الحافظ الزاهد القدوة أبو محمد:
ولد سنة أربع وتسعين وستمائة وسمع من الرضي وبيبرس العديمي وخلق وقرأ الفقه والقراآت وعني بالحديث ورحل، قال الذهبي في معجمه: قرأ الكثر وكان جيد المعرفة أخذ عنه العراقي والهيثمي ومات بالقاهرة ليلة ثالث من جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وسبعمائة.
العلائي
الشيخ الإمام العلامة الحافظ الفقيه ذو الفنون صلاح الدين أبو سعيد خليل بن كيكلدي الشافعي عالم بيت المقدس:
ولد في ربيع الأول سنة أربع وتسعين وستمائة وسمع التقي سليمان وطبقته ولازم البرهان الفزاري والكمال الزملكاني وتخرج به وبرع في الفنون وكان إماما محدثا حافظا متقنا جليلا فقيها أصوليا نحويا، قال الذهبي في المختص: حافظ يستحضر الرجال والعلل وتقدم في هذا الشأن مع صحة الذهن وسرعة الفهم، وقال الحسيني كان إماما في الفقه والأصول والنحو مفننا في علوم الحديث وفنونه علامة فيه عارفا بالرجال علامة في المتون والأسانيد ولم يخلف بعده مثله، وقال الأسنوي كان حافظ زمانه إماما في الفقه وغيره ذكيا نظارا، سئل السبكي من تخلف بعدك فقال العلائي، ألف في الحديث وغيره مصنفات منها "الوشي المعلم فيمن روى عن أبيه عن جده عن النبي ﷺ" و"الأربعين في أعمال المتقين" و"القواعد المشهورة" و"علوم آيات الفرائض" وأشياء كثيرة محررة متقنة نافعة، وخرج ودرس بأماكن منها الناصرية والأسدية والصلاحية بالقدس والتنكزية وغير ذلك، أخذ عنه العراقي وقال مات حافظ المشرق والمغرب صلاح الدين العلائي في ثالث من المحرم سنة إحدى وستين وسبعمائة.
ابن كثير
الإمام المحدث الحافظ ذو الفضائل عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير القيسي البصروي:
ولد سنة سبعمائة وسمع الحجار والطبقة وأجاز له الواني والختني وتخرج بالمزي ولازمه وبرع، له التفسير الذي لم يؤلف على نمطه مثله والتاريخ و"أدلة التنبيه" و"تخريج أحاديث مختصر ابن الحاجب" وشرع في كتاب كبير في الأحكام لم يتمه ورتب مسند أحمد على الحروف وضم إليه زوائد الطبراني وأبي يعلى وله "مسند الشيخين" و"علوم الحديث" و"طبقات الشافعية" وغير ذلك، مات في شعبان سنة أربع وسبعين وسبعمائة. وقال الذهبي في المختص: الإمام المفتي المحدث البارع ثقة متفنن محدث متقن. وقال ابن حجر: كان كثير الاستحضار وسارت تصانيفه في البلاد في حياته وانتفع به الناس بعد وفاته ولم يكن على طريق المحدثين في تحصيل العوالي وتمييز العالي من النازل ونحو ذلك من فنونهم وإنما هو من محدثي الفقهاء. قلت العمدة في علم الحديث معرفة صحيح الحديث وسقيمه وعلله واختلاف طرقه ورجاله جرحا وتعديلا وأما العالي والنازل ونحو ذلك فهو من الفضلات لا من الأصول المهمة.
العفيف المطري
الحافظ عفيف الدين أبو جعفر وأبو محمد عبد الله بن الجمال محمد بن أحمد بن خليف بن عيسى بن عساس بن يوسف بن بدر بن علي بن عثمان الخزرجي العبادي المدني:
ولد سنة ثمان وتسعين وستمائة وعني بالحديث ورحل فسمع من الرضي الطبري والواني والحجار وعدة وحصل الفوائد، قال الذهبي قدم علينا طالب حديث وله فهم وذكاء ورحلة ولقاء فأفادنا أشياء حسنة، وقال ابن رجب كان حافظ وقته، عني بالطلب والتواريخ، ألف "تاريخ المدينة" ومات فيها في ربيع الأول سنة خمس وستين وسبعمائة.
الزيلعي
الإمام الفاضل المحدث المفيد جمال الدين أبو محمد بن عبدالله بن يوسف بن محمد الحنفي:
اشتغل كثيرا وسمع من أصحاب النجيب وأخد عن الفخر الزيلعي شارح الكنز والقاضي علاء الدين بن التركماني وابن عقيل وغير واحد ولازم مطالعة كتب الحديث إلى أن خرج أحاديث الهداية وأحاديث الكشاف واستوعب ذلك استيعابا بالغا، قال شيخ الإسلام ابن حجر ذكر لي شيخنا العراقي أنه كان يرافقه في مطالعة الكتب الحديثية لتخريج الكتب التي كانا قد اعتنيا بتخريجها فالعراقي لتخريج أحاديث الأحياء والأحاديث التي يشير إليها الترمذي في الأبواب والزيلعي لتخريج الكتابين المذكورين فكان كل منهما يعين الآخر مات الزيلعي في محرم سنة اثنتين وسبعمائة، ومحله في الطبقة الآتية إلا أنه تقدمت وفاته فقدمته.
العز بن جماعة
الحافظ الإمام قاض القضاة عز الدين أبو عمر عبد العزيز بن قاض القضاة بدر الدين محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الحموي الأصل الدمشقي المولد ثم المصري الشافعي:
ولد في تاسع عشر من المحرم سنة أربع وتسعين وستمائة فأحضر على عمر القواس وأبي الفضل ابن عساكر وسمع من الدمياطي والأبرقوهي وأجاز له ابن وريدة وأبو جعفر بن الزبير وأكثر السماع فبلغ شيوخه ألفا وثلاثمائة نفس وتفقه على والده وأخذ عن الجمال الوجيزي والعلاء الباجي وعني بهذا الشأن وصنف "تخريج أحاديث الرافعي" و"المناسك الكبري" على المذاهب الأربعة والصغرى على مذهب الشافعي، وولي قضاء الديار المصرية وتدريس الخشابية، أثنى عليه الأسنوي في الطبقات وكان قصير الباع في الفقه وهو في الحديث أمثل منه فيه، أخذ عنه العراقي ووصفه بالحفظ وجاور بمكة ومات فيها في جمادى الأولى سنة سبع وستين وسبعمائة ودفن بالمعلاة.
السروجي
محمد بن علي بن أيبك السروجي أبو عبد الله الحافظ:
ولد سنة أربع عشرة وسبعمائة وعني بالرواية فسمع الكثير من أصحاب النجيب ومن الدبوسي وابن المصري ولازم ابن سيد الناس وغيره إلى أن بلغ الغاية في الحفظ ووصفه المزي بالحفظ وكذلك البرزالي والذهبي وغيرهم قال الصفدي: ما رأيت بعد أن سيد الناس مثله ما سألته عن شيء من تراجم الناس ووفياتهم وأعصارهم وتصانيفهم إلا وجدته فيه حفظه لا يغيب عن شيء، قال ابن حجر: وفي الجملة هو معدود في زمرة الحافظ ولو علت سنه لكان أعجوبة الزمان، شرع في جمع "الثقات" لو تم لكان عشرين مجلدة وخرج لنفسه مائة حديث متباينة الإسناد، مات بحلب في ربيع الأول سنة أربع وأربعين وسبعمائة.
الحسيني
الحافظ شمس الدين أبو المحاسن محمد بن علي بن الحسن بن حمزة بن محمد الدمشقي الشريف الحسيني:
ولد سنة خمس عشرة وسبعمائة وسمع من ابن عبد الدائم والمزي وخلائق وطلب بنفسه فأكثر ورحل وخرج لنفسه معجما وجمع رجال المسند وألف "التذكرة في رجال العشرة" الكتب الستة والموطأ والمسند ومسند الشافعي وأبي حنيفة وذيل على العبر وعلى طبقات الحفاظ الذهبي ورتب الأطراف على الألفاظ وله تعليق على الميزان وشرع في شرح سنن النسائي وغير ذلك، مات كهلا في شعبان سنة خمس وستين وسبعمائة، سئل الحافظ أبو الفضل العراقي عن أربعة تعاصروا: أيهم أحفظ مغلطاي وابن كثير وابن رافع والحسيني؟ فأجاب ومن خطه نقلت: أن أوسعهم اطلاعا وأعلمهم بالأنساب مغلطاي على أغلاط تقع منه في تصانيفه ولعله من سوء الفهم وأحفظهم للمتون والتواريخ ابن كثير وأقعدهم لطلب الحديث وأعلمهم بالمؤتلف والمختلف ابن رافع وأعرفهم بالشيوخ المعاصرين وبالتخريج الحسيني وهو أدونهم في الحفظ انتهى.
مغلطاي
مغلطاي بن قليج بن عبد الله الحنفي الإمام الحافظ علاء الدين:
ولد سنة تسع وثمانين وستمائة وسمع من الدبوسي والختني وخلائق وولي تدريس الحديث بالظاهرية بعد ابن سيد الناس وغيرهما وله مآخذ على المحدثين وأهل اللغة، قال العراقي: كان عارفًا بالأنساب معرفة جيدة وأما غيرها من متعلقات الحديث فله بها خبرة متوسطة وتصانيفه أكثر من مائة منها "شرح البخاري" و"شرح ابن ماجه" لم يكمل وقد شرعت في إتمامه و"شرح أبي داود" ولم يتم وجمع "أوهام التهذيب" و"أوهام الأطراف" وذيل على التهذيب وذيب على المؤتلف والمختلف لابن نقطة و"الزهر الباسم في سيرة أبي القاسم" ورتب المبهمات على الأبواب ورتب بيان الوهم لابن القطان وخرج زوائد ابن حبان على الصحيحن، مات في رابع عشري من شعبان سنة اثنتين وستين وسبعمائة.
ابن رافع
الحافظ المحدث المشهور تقي الدين أبو المعالي محمد بن رافع بن هجرس بن محمد بن شافع بن محمد السلامي:
ولد في ذي القعدة سنة أربع وسبعمائة وسمع من التقي سليمان وغيره وأجاز له الدمياطي وغيره وحبب إليه هذا الشأن فأكثر جدًّا عن شيوخ مصر والشام وجمع معجمه في أربعة مجلدات وهو في غاية الضبط والإتقان مشحون بالفوائد وله "ذيل على تاريخ بغداد" لابن النجار، مات في ثامن عشر من جمادى الأولى سنة أربع وسبعين وسبعمائة.
أبو بكر بن المحب
الحافظ شمس الدين أبو بكر محمد بن عبد لله بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المقدسي الحنبلي ويعرف بالصامت لطول سكوته:
ولد سنة اثنتي عشرة وسبعمائة وحضر على التقي سليمان وغيره وسمع القاسم ابن عساكر وخلقا وكان مكثرا شيوخا وسماعا وقرأ الكثير وأجاد وخرج وأفاد وكان عالما متقنا فقيها أفتى ودرس ومات خامس من شوال سنة تسع وثمانين وسبعمائة رحمه الله تعالى.
الطبقة الرابعة والعشرون
وعدتها 9:
ابن رجب
الإمام الحافظ المحدث الفقيه الواعظ زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن بن محمد بن مسعود السلامي البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي:
وُلد في بغداد في ربيع الأول سنة ست وسبعمائة وسمع من أبي الفتح الميدومي وعدة وأكثر الاشتغال حتى مهر وصنف "شرح الترمذي" و"شرح علل الترمذي" و"شرح قطعة من البخاري" و"طبقات الحنابلة" وغيرها، مات في رجب سنة خمس وتسعين وسبعمائة.
ابن مسلم
عمر بن مسلم -بتشديد اللام- بن سعيد بن عمر بن بدر الدمشقي الشيخ زين الدين القرشي:
كان بارعا في التفسير يحفظ المتون ويعرف أسماء الرجال وشارك في العربية كثير الإقبال على الاشتغال والمطالعة لا يني مشهورا بقوة الحفظ وعدم النسيان والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكانت له سمعة وصيت، ولد في شعبان سنة أربع وعشرين وسبعمائة وتفقه وتعانى عمل المواعيد وتصدر للتدريس والإفتاء، مات في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة رحمه الله تعالى.
ابن سند
الحافظ شمس الدين أبو العباس محمد بن موسى بن محمد بن سند بن تميم اللخمي المصري الأصل الشامي:
ولد في ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وسبعمائة وتفقه قليلا وأخذ عن الأسنوي والتاج السبكي ولازمه وولاه عدة وطائفة والتاج المراكشي وأجازه بالعربية، وأجازه بالإفتاء العلائي وابن كثير وطلب الحديث بعد أربعين سنة فسمع من جماعة ورافق العراقي في السماع وولي مشيخة الحديث بأماكن وذكره الذهبي في المعجم المختص وهو آخر المذكورين فيه وفاة وذيل على العبر بعد ذيل الحسيني وخرج الأربعين المتابينة وغير ذلك، مات في صفر سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة.
ابن الملقن
الإمام الفقيه الحافظ ذو التصانيف الكثيرة سراج الدين أبو حفص عمر ابن الإمام النحوي نور الدين أبي الحين علي بن أحمد بن محمد الأنصاري الشافعي أحد شيوخ الشافعية وأئمة الحديث:
ولد سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة وسمع من الميدومي وعدة وتخرج في الحديث بالزين الرحبي ومغلطاي وبرع في الفقه والحديث وصنف فيهما الكثير "كشرح البخاري" و"شرح العمدة" وألف في المصطلح "المقنع" حدثنا عنه غير واحد، مات في ليلة الجمعة سادس عشر من ربيع الأول سنة أربع وثمانمائة.
البلقيني
هو الإمام العلامة شيخ الإسلام الحافظ الفقيه البارع ذو الفنون المجتهد سراج الدين أبو حفص عمر بن رسلان بن نصير بن صالح بن شهاب بن عبد الخالق بن محمد بن مسافر الكناني الشافعي:
ولد في ثانٍ من شعبان سنة أربع وعشرين وسبعمائة وسمع من ابن القماح وابن عبد الهادي وابن شاهد الجيش وآخرين وأجاز له المزي والذهبي وخلق لا يحصون وأخذ الفقه عن ابن عدلان والتقي السبكي والنحو عن أبي حيان وانتهت إليه رياسة المذهب والإفتا وولي قضاء الشام سنة تسع وستين عوضا عن تاج الدين السبكي فباشره دون السنة وولي تدريس الخشابية والتفسير بجامع ابن طولون والظاهرية وغير ذلك وألف في علم الحديث "محاسن الاصطلاح وتضمين ابن الصلاح" وله "شرح على البخاري" والترمذي وأشياء أخر، مات في عاشرمن ذي القعدة سنة خمس وثمانمائة.
العراقي
الحافظ الإمام الكبير الشهير أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم العراقي حافظ العصر:
ولد في جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وسبعمائة بمنشأة المهزاني بين مصر والقاهرة وكان أصل أبيه من بلدة يقال لها رازيان من عمل أربل وقدم القاهرة وهو صغير فنشأ في خدمة الصالحين ومن جملتهم الشيخ تقي الدين القنائي ويقال إنه بشره بالشيخ وقال: سمه عبد الرحيم، يعني باسم جده الأعلى الشيخ عبد الرحيم القنائي أحد المعتقدين بصعيد مصر فكان كذلك، وأول ما أسمع الحديث على سنجر الجاولي والتقي الأخنائي ثم أسمع على ابن شاهد الجيش وابن عبد الهادي والتقي السبكي واشتغل بالعلوم وأحب الحديث فأكثر من السماع وتقدم في فن الحديث بحث كان شيوخ عصره يبالغون في الثناء عليه بالمعرفة كالسبكي والعلائي والعز بن جماعة والعماد بن كثير وغيره، ونقل عنه الشيخ جمال الدين الأسنوي في المهمات ووصفه بحافظ العصر وكذلك وصفه في الطبقات في ترجمة ابن سيد الناس فقال: وشرح -يعني ابن سيد الناس- قطعة من الترمذي نحو مجلدين وشرع في إكماله حافظ الوقت زين الدين العراقي إكمالا مناسبا لأصله انتهى، وله من المؤلفات في الفن "الألفية" التي اشتهرت في الآفاق وشرحها و"نكت ابن الصلاح" و"المراسيل" و"نظم الاقتراح" و"تخريج أحاديث الأحياء" في خمس مجلدات ومختصره سماه "المغني" في مجلدة وبيض من "تكملة شرح الترمذي" كثيرًا وكان أكمله في المسودة أو كاد و"نظم منهاج البيضاوي" في الأصول و"نظم غريب القرآن" و"نظم السيرة النبوية" في ألف بيت، وولي قضاء المدينة الشريفة.
قال الحافظ ابن حجر: وشرع في إملاء الحديث من سنة ست وتسعين فأحيا الله به سنة الإملاء بعد أن كانت دائرة فأملى أكثر من أربعمائة مجلس، قال الحافظ: وكانت أماليه يمليها من حفظه متقنة مهذبة محررة كثيرة الفوائد الحديثية، قال: وكان الشيخ منور الشيبة جميل الصورة كثير الوقار نزر الكلم طارحا للتكلف لطيف المزاح سليم الصدر كثير الحياء قل أن يواجه أحدا بما يكرهه ولو آذاه، متواضعا حسن النادرة والفكاهة وكان لا يترك قيام الليل بل صار له كالمألوف وكان كثير التلاوة إذا ركب وكان عيشه ضيقا، قال رفيقه الشيخ نور الدين الهيثمي: رأيت النبي ﷺ في النوم وعيسى -عليه السلام- عن يمينه والشيخ زين الدين العراقي عن يساره، مات ثامن من شعبان سنة ست وثمانمائة رحمه الله تعالى.
الهيثمي
الحافظ نور الدين أبو الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان بن عمر بن صالح رفيق الحافظ أبي الفضل العراقي:
ولد سنة خمس وثلاثين وسبعمائة ورافق العراقي في السماع فسمع جميع ما سمعه وكان ملازما له مبالغا في خدمته وكان يحفظ كثيرا من متون الأحاديث فكان إذا سُئل العراقي عن حديث بادر إلى إيراده فيظن من لا خبرة له أنه أحفظ منه وليس كذلك وإنما الحفظ المعرفة وكان العراقي يحبه كثيرا ويرشده إلى التصنيف ويؤلف له الخطب للكتب، جمع زوائد مسند أحمد على الكتب الستة ثم مسند البزار ثم أبي يعلى ثم معجم الطبراني الكبير ثم الأوسط والصغير ثم جمع هذه الستة في كتاب محذوفة الأسانيد وتكلم على كل حديث عقبه وله "زوائد الحلية" و"زوائد صحيح ابن حبان على الصحيحين" وغير ذلك، قال الحافظ ابن حجر: كان خيرا ساكنا صينا سليم الفطرة شديد الإنكار للمنكر لا يترك قيام الليل، مات في تاسع عشري رمضان سنة سبع وثمانمائة.
ابن عشائر
الحافظ ناصر الدين أبو المعالي محمد بن علي بن محمد بن محمد بن هاشم بن عبدالواحد بن أبي حامد بن أبي المكارم عبد المنعم بن عشائر السلمي الحلبي الخطيب:
ولد سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة في ربيع الأول وأخذ عن التاج السبكي وابن قاضي الجبل والأعمى والبصير وسمع من الصلاح الصفدي وابن المهندس وأصحاب الفخر واعتنى بالحديث وأخذ العلم عن جمع وكان فاضلا عالما مشاركا في العلوم سريع الحفظ جدا، له تعاليق ومجاميع مفيدة، مات بمصر في ربيع الثاني سنة تسع وثمانين وسبعمائة.
الحسباني
الحافظ شهاب الدين أحمد بن العماد إسماعيل بن خليفة الدمشقي:
ولد سنة تسع وأربعين وسبعمائة واشتغل وعني بالفن ومهر فيه واعتنى بضبط الأسماء وتحرير المشتبه وسمع الكثير وبرع في الفقه والفرائض والعربية والأصول وولي دار الحديث الأشرفية وغيرها ثم قضاء الشام قال ابن حجر: وكان الشيخ سراج الدين البلقيني يعظمه ويشهد له أنه أحفظ أهل دمشق للحديث، مات سنة خمس عشرة وثمانمائة.
الطبقة الخامسة والعشرون
عدتها11:
الشرايحي
الحافظ جمال الدين عبد الله بن إبراهيم بن خليل بن عبد الله البعلي:
ولد سنة ثمان وأربعين وسبعمائة وسمع من إسماعيل بن السيف وابن أميلة وابن أبي عمر وجماعة وولي درس الحديث بالمدرسة الأشرفية بدمشق ومات سنة إحدى وعشرين وثمانمائة.
الأقفهسي
صلاح الدين أبو الصفاء خليل بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن المصري ثم المكي:
ولد سنة ثلاث وستين وسبعمائة وعني بالفن وسمع الكثير وخرج وصنف ومات سنة إحدى وعشرين وثمانمائة.
ابن ظهيرة
أبو حامد بن ظهيرة الجمال محمد بن عبد الله بن ظهيرةبن أحمد بن عبد الله بن عطية بن ظهيرة بن مرزوق القرشي المخزومي المكي الشافعي:
ولد سنة إحدى وخمسين وسبعمائة وعني بالفن ورحل ولازم العراقي في الحديث والبلقيني في الفقه والأصول وأخذ أيضا عن البهاء السبكي والشهاب الأذرعي وصنف في الفنون، مات سنة سبع عشرة وثمانمائة.
ولي الدين العراقي
هو الحافظ الإمام الفقيه الأصولي المفنن أبو زرعة أحمد ابن الحافظ الكبير أبي الفضل عبد الرحمن بن الحسين:
ولد في ذي الحجة سنة اثنتين وستين وسبعمائة واعتنى به والده فأسمعه الكثير من أصحاب الفخر وغيرهم واستملى على أبيه ولازم البلقيني في الفقه وغيره وتخرج به وأخذ عن البرهان الأبناسي وابن الملقن والضياء القزويني وغيرهم وبرع في الفنون وكان إماما محدثا حافظا فقيها محققا أصوليا صالحا صنف التصانيف الكثيرة الشهيرة النافعة كشرح سنن أبي داود ولم يتم و"شرح البهجة" في الفقه و"مختصر المهذب" والنكت على الحاوي والتنبيه والمنهاج" و"شرح جمع الجوامع" في الأصول و"شرح نظم البيضاوي لوالده" و"شرح نظم الاقتراح" لأبيه و"النكت على منهاج البيضاوي" و"شرح تقريب الأسانيد" لوالده و"حاشية على الكشاف" و"نكت الأطراف" و"المهمات" وأشياء في الحديث وأملى أكثر من ستمائة مجلس، وولي قضاء الديار المصرية بعد الجلال البلقيني، مات في سابع عشري شعبان سنة ست وعشرين وثمانمائة.
ابن الجزري
الحافظ المقرئ شيخ الإقراء في زمانه شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الدمشقي الشافعي:
ولد سنة إحدى وخمسين وسبعمائة وسمع من أصحاب الفخر بن البخاري وبرع في القراآت ودخل الروم فاتصل بملكها أبي يزيد بن عثمان فأكرمه وانتفع به أهل الروم فلما دخل تيمورلنك إلى الروم وقتل ملكها اتصل ابن الجزري بتميور ودخل معه بلاد العجم وولي قضاء شيراز وانتفع به أهلها في القراآت والحديث، وكان إماما في القراآت لا نظير له في عصره في الدنيا حافظا للحديث وغيره أتقن منه ولم يكن له في الفقه معرفة. ألف "النشر في القراآت العشر" لم يصنف مثله وله أشياء أُخر وتخاريخ في الحديث وعمل جيد، وصفه ابن حجر بالحفظ في مواضع عديدة من الدرر الكامنة، مات سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة.
الفاسي
الحافظ تقي الدين محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن المكي الحسيني المالكي الشريف أبو الطيب:
ولد سنة خمس وسبعين وسبعمائة وأجاز له أبو بكر بن المحب وإبراهيم بن السلار ورحل وبرع وخرج وأذن له الحافظ زين الدين العراقي بإقراء الحديث ودرس وأفتى وصنف كتبا منها تواريخ مكة عدة "كالعقد الثمين" و"شفاء الغرام" ومختصرات لهما نحو السبعة وغيرها، وكان أول قضاة المالكية بها وليها في سنة سبع وثمانمائة من الناصر فرج بن برقوق وعزل منها مرارا ومات في ثانٍ من شوال سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة، قال ابن حجر: ولم يخلف بالحجاز بعده مثله.
ابن ناصرالدين
الحافظ شمس الدين محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن محمد الدمشقي:
ولد سنة سبع وسبعين وسبعمائة وطلب الحديث وجود الخط على طريقة الذهبي بحيث صار يحاكي خطه غالبا وصنف تصانيف حسنة وتخرج به صاحبنا نجم الدين عمر بن فهد المكي وصار محدث البلاد الدمشقية مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة.
ابن الغرابيلي
الحافظ تاج الدين محمد بن ناصر الدين محمد بن محمد الكركي:
ولد سنة ست وتسعين وسبعمائة بالقاهرة واشتغل ومهر في الفنون إلا الشعر ثم أقبل على لاحديث بكليته وعرف العالي والنازل وقيد الوفيات وغيرها من الفنون وشرع في شرح على الإلمام، مات سنة خمس وثلاثين وثمانمائة.
البرهان الحلبي
الحافظ أبو الوفاء إبراهيم بن محمد بن خليل الطرابلسي الأصل الشافعي سبط ابن العجمي ويعرف بابن القوف:
ولد سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة وسمع جماعة من أصحاب الفخر وغيرهم وتخرج في الفن بالحافظ أبي الفضل العراقي وصار شيخ البلاد الحلبية بلا مدافع وخرج له صاحبنا الحافظ أبو القاسم عمر بن فهد المكي معجما، وله تصانيف منها "شرح البخاري" و"شرح الشفاء" لعياض، مات سنة إحدى وأربعين وثمانمائة رحمه الله تعالى.
الشهاب البوصيري
أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن سليم -مكبر- بن قايماز بن عثمان بن عمر الكناني المحدث شهاب الدين:
ولد في المحرم سنة اثنتين وستين وسبعمائة وسمع الكثير من البرهان التنوخي والبلقيني والعراقي والهيثمي والطبقة وحدث وخرج، وألف تصانيف حسنة منها "زوائد سنن ابن ماجه على الكتب الخمسة و"زوائد سنن البيهقي الكبرى على الكتب الستة" و"زوائد المسانيد العشرة على الكتب الستة" وهي مسند الطيالسي ومسدد والحميدي والعدني وابن راهويه وابن جميع وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي أسامة وأبي يعلى، ولم يزل مكبًّا على كتب الحديث وتخريجه إلى أن مات في المحرم سنة أربعين وثمانمائة رحمه الله تعالى.
ابن الخياط
جمال الدين محمد ابن الإمام أبي بكر رضي الدين بن محمد الحافظ الجليل المفتي حافظ البلاد اليمنية:
أخذ عن النفيس العلوي والمجد صاحب القاموس وانتهت إليه رياسة العلم بالحديث هناك، مات بالطاعون في سنة تسع وثلاثين وثمانمائة رحمه الله تعالى.
ابن حجر
شيخ الإسلام وإمام الحفاظ في زمانه وحافظ الديار المصرية بل حافظ الدنيا مطلقا قاضي القضاة شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن أحمد بن الكناني العسقلاني ثم المصري الشافعي:
ولد سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة وعانى أولا الأدب ونظم الشعر فبلغ فيه الغاية ثم طلب الحديث من سنة أربع وتسعين وسبعمائة فسمع الكثير، ورحل ولازم شيخه الحافظ أبا الفضل العراقي وبرع في الحديث وتقدم في جميع فنونه، حكي أنه شرب ماء زمزم ليصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ فبلغها وزاد عليها، ولما حضرت العراقي الوفاة قيل له: من تخلف بعدك؟ قال ابن حجر ثم ابني أبو زرعة ثم الهيثمي، وصنف التصانيف التي عم النفع بها كشرح البخاري الذي لم يصنف أحد في الأولين ولا في الآخرين مثله و"تعليق التعليق" و"التشويق إلى وصل التعليق" و"التوفيق" فيه أيضا و"تهذيب التهذيب" و"تقريب التهذيب" و"لسان الميزان" و"الإصابة في الصحابة" و"نكت ابن الصلاح" و"أسباب النزول" و"تعجيل المنفعة برحاب الأربعة" و"المدرج" و"المقترب في المضطرب" وأشياء كثيرة جدا تزيد على المائة وأملى أكثر من ألفي مجلس، وولي القضاء بالديار المصرية والتدريس بعدة أماكن وخرج أحاديث الرافعي والهداية والكشاف والفردوسي وعمل "أطراف الكتب العشرة" و"المسند الحنبلي" و"زوائد المسانيد الثمانية". وله تعاليق وتخاريج ما الحفاظ والمحدثون لها إلا محاويج، توفي في ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة، ولي منه إجازة عامة ولا أستبعد أن يكون لي منه إجازة خاصة فإن والدي كان يتردد إليه وينوب في الحكم عنه وإن يكن فاتني حضور مجالسه والفوز بسماع كلامه والأخذ عنه فقد انتفعت في الفن بتصانيفه واستفدت منها الكثير وقد غلق بعده الباب وختم به هذا الشأن، وأخبرني الشهاب المنصوري أنه شهد جنازته فلما وصل إلى المصلى وأمطرت السماء على نعشه فأنشد في ذلك الوقت:
قد بكت السحب على قاضي القضاة بالمطر
وانهدم الركن الذي كان مشيدا من حجر
- هذا آخر ما وجد من ذيل طبقات الحفاظ للذهبي لشيخنا خاتمة الحفاظ الجلال السيوطي -رحمة الله تعالى عليه- وعلى مؤلف أصلها، وقد اقتصر شيخنا تراجم أهلها وترك جماعة ممن انتظم فيها وبين ذلك شيخه جد والدي الحافظ الرحلة تقي الدين محمد بن فهد الهاشمي المكي في ذيله على طبقات السيد شمس الدين محمد بن علي الحسيني المسماة "لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ" وقد ذيلت عليه بحمد الله تعالى بمؤلف سميته "تحفة الأيقاظ بتتمة ذيل طبقات الحفاظ" وانتهت كتابة هذا الذيل في مجلسين آخرهما في يوم الثلاثاء ثاني عشر من ربيع الثاني عام أربع وأربعين وتسعمائة بتربة المعلاة علو مكة المشرفة على يد كاتبه وراقم حروفه الفقير إلى لطف الله تعالى محمد المدعو جار الله بن عبد العزيز بن عمر بن تقي الدين محمد بن فهد الهاشمي العلوي المكي الشافعي خادم الحديث الشريف بحرم الله المطهر المنيف لطف الله به والمسلمين أجمعين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.