ذكرت بذات البان حيث مضى لنا
المظهر
ذكرتُ بذات البان حيثُ مضى لنا
ذكرتُ بذات البان حيثُ مضى لنا
زمانٌ به ظِلُّ الشبيبةِ سائِغُ
كواعب تَرمي عن قِسيٍّ حواجبِ
بأسهمِ لحظٍ لا تقيها السوابغ
تدبُّ على الوردِ النديِّ بخدها
عقاربُ من أصداغهنَّ لوادغ
لوادغُ أحشاءٍ يبيتُ سليمُها
ودرياقُه عذبٌ من الريقِ سائغ
لهوتُ بها حيناً أطيع بها الهوى
غراماً وشيطانُ الصبابة نازغ
إلى أن رأت يدَ الشيب ناصلاً
بها من كلا فوديَّ ما الله صابغ
فأصبحتُ لا قلبي من الغيدِ فارغٌ
بلى قلبُها منّي غدا وهو فارغ
وأمسيتُ في ليلٍ من الغمّ تحتَهُ
فؤادي له ضِرسٌ من الهمِّ ماضِغ
إلى أن جلى عنّي الهموم بأسرها
هلالُ على في مطلع السعد بازغ
هلالُ على تجلوه طوقاً لنحرها
له ربُّه من جوهر المجدِ صائغ
فتىً لم تكن أهل المساعي جميعُها
لتبلغَ من علياهُم هو بالغ
يقصِّر كعبٌ عن نداه وحاتمٌ
ويقصر حتّى جِرولٌ والنوابغ