انتقل إلى المحتوى

خلا الدهر من خطب يضيق له ذرعي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

خلا الدهر من خطب يضيق له ذرعي

​خلا الدهر من خطب يضيق له ذرعي​ المؤلف ابن دارج القسطلي


خلا الدهر من خطب يضيق له ذرعي
ومن طارق للهم يعيا به وسعي
ومن مؤيد صماء تقصر من يدي
ومعضلة دهياء تكبر عن دفعي
ومن فزع ينزو لروعته دمي
ومن نبأة يستك من ذكرها سمعي
وكيف ودوني سيف يحيى بن منذر
بعيد المدى ماضي الشبا ساطع اللمع
إذا انهل في الإسلام أرغد بالحيا
وإن حل في الأعداء أرعد بالصقعأ
سنا لو عدانا منه أن يجلو العمى
لأشرق في النجوى وأبصر بالسمع
تخللته من ليل هم كأنما
به تم ليل التم قطعا إلى قطع
وشمت وراء الموت بارقة الحيا
وآنست من نار الوغى يانع النبع
وقد نفقت بي سوق موت يقودها
سنا البارقات الصم والأسل الصمع
أغالي بأثمان النوى بائع الردى
وأضعف صرفي ناجز الدم بالدمع
لخطب أبوه البغي والحرب أمه
ودرت عليه فتنة حافل الضرع
فوشكان ما شددت حيزوم حازم
على كبد للبين بائنة الصدع
وقلت لمغنى الدار ربعك والبلى
وللمور والإعصار شأنك بالربع
لعلكما أن تخلفا في معاهدي
زوافر صدري والسواكب من دمعي
وأن تؤنسا ما أوحشت مني النوى
وأن ترفعا ما مزق الدهر من جمعي
ولا زاد من دار الغنى غير حسرة
تجرعها حسبي وكظمي لها شرعي
بلاغا لأقصى ما لعمري من مدى
ومبلغ أنأى ما على الأرض من صقع
طوارق لم أغمض لهن على القذى
جفوني ولم أربع لهن على ضلع
مددت بها في البيد ضبعي شملة
تباري زمانا لا أمد به ضبعي
ولا مثلها في مثل همي ركوبة
ردعت المنايا إذا ركبت بها ردعي
سمامة ليل بات مرتبك الخطى
ونكباء يوم ظل منقطع الشسع
ومدرجتي في طي كل صحيفة
من الموثقات الفجر في خاتم الطبع
إذا العقرب العوجاء أمست كأنما
أثارت عليها ثأر عادية اللسع
وراقبها نجم الثريا بمطلع
كما انفرقت في العذق ناجمة الطلع
وأبرزت الجوزاء صدر زمرد
محلى بأفذاذ من الدر والودع
يشاكه زهر الروض في ماتع الضحى
على بون ما بين الترفع والوضع
سريت دجى هذي وجبت هجير ذا
بأغول من غول وأسمع من سمع
نجيبة هول القفر في مطبق الدجى
وصفوة لمع الآل في القنن الصلع
فلأيا حططت الرحل عن مثل جفنه
وأطلقت عقد النسع عن شبه النسع
فإن تؤو منها يا مظفر غربة
فنازحة الأوطان مؤيسة الرجعب
وإن أعلقت في حبل ملكك حبلها
فحبل من الأحباب منصرم القطع
وإن أخصبت في زرع نعماك رعيها
فكم قد تخطت واديا غير ذي زرع
وإن أرفهت في بحر جودك شربها
فمن ظمء عشر في الهجير إلى تسع
وإن تحي يا يحيى حشاشه نفسها
فنغبة حسو الموت موشكة الجرع
أيادي مليك كلها بكر مفزعي
وليست ببكر في الأنام ولا بدع
لفرع سما ثم انثنى داني الجنى
لأصل زكا ثم اعتلى باسق الفرع
فأودق بالحسنى وأغدق بالمنى
وأثمر بالنعمى وأجزل بالصنع
الملك ميراث تبع
بما قاد من جيش وأتبع من جمع
وتوج من تاج وألبس من حلى
وقلد من سيف ودرع من درع
وصفوة طي والسكون ومذحج
وكندة والأنصار والأزد والنخع
ووتر مثاني المكرمات وماله
سوى سيفه في مقدم الروع من شفع
وذو قلم ينسيك في صدر مهرق
صدور العذاري في القلائد والردع
وإن لقي الأقران خط صدورها
بأقلام خطي وأترب بالنقع
وكم أعجمت بالخفض في العجم أوجها
وبالكسر والإسلام بالفتح والرفع
وكائن لها في كل ملك من العدى
وإن جل من فتق يجل عن الرقع
ومن معقل أشر عن حوليه فاغتدى
أذل لوطء المقربات من الفقع
قرعت ذراه يا مظفر قرعة
أصم صداها كل مسترق السمع
وصبحته أسدا على مضرحية
تركن صفاة الشرك صدعا على صدع
وويل لهم من وقعة لك خيلت
عليهم سماء الله دانية الوقع
فمن مقر دار غير محمية الحمى
ومصرع قرن غير منتعش الصرع
وأشلاء قفر شاكهت فيه ما عفت
خيولك من مغنى لهن ومن ربع
بهام إلى هام كأن جثومها
بأطلالها مثوى أثافيها السفع
فلا عدم الإسلام رعيك لا يني
ولا أمن الإشراك بأسك لا يرع
ولا زالت الأعياد عائدة لنا
بملكك ما عاد الحمام إلى السجع
ولا أخليت منك المصلى بمشهد
شهيد على ما أتقن الله من صنعأ
ولا أوحشت ذكراك أعواد منبر
بداع لك الرحمن فيها ومستدع
ولا رد من أعلاك لي فيك دعوة
تجلى إليها من سمواته السبع
بمارشت من سهمي وأيدت من يدي
وجلت من ضري وأدنيت من نفعي
فأصبح حمدي فيك ملتحم السدى
كما راح شملي فيك ملتئم الجمع