حياك يا دار الهوى من دار
المظهر
حياك يا دار الهوى من دار
حياك يا دار الهوى من دار
نوء السماك بديمة مدرار
وأعاد وجه رباك طلقا مشرقا
متضاحكا بمباسم النوار
أمذكري دار الصبابة والهوى
حيث الشباب يرف عصن نضار
عاطيتني عنها الحديث كأنما
عاطيتني عنها كؤوس عقار
إيه وإن أذكيت نار صبابتي
وقدحت زند الشوق بالتذكار
يا زاجر الأظعان وهي مشوقة
اشبهتها في زفرة وأوار
حنت إلى نجد وليست دارها
وصبت إلى هندية الغار
لكنها شامت به برق الحمى
إن الوفاء سجية الأحرار
هل تبلغ الحاجات إن حملتها
إن الوفاء سجية الاحرار
عرض بذكري في الخيام وقل إذا
جئت العقيق مبلغ الأوطار
عار بقومك يا ابنة الحيين أن
تلوي الديون وأنت ذات يسار
أمتعت ميسور الكلام أخا الهوى
وبخلت حتى بالخيال الساري
وأبان جاري الدمع عذر هيامه
لكن اضعت له حقوق الجار
هذا وقومك ما علمت خلالهم
أوفى الكرام بذمة وجوار
الله في نفس شعاع كلما
هب النسيم تطير كل مطار
بالله يا لمياء ما منع الصبا
ألا تهب بعرفك المعطار
يا بنت من تشدو الحداة بذكره
متعللين به على الأكوار
ما ضر نسمة حاجر لو أنها أهدت لنا خبرا من الأخبار
...
هل بانه من بعدنا متأود
متجاوب مترنم الأطيار
وهل الظباء الآنسات كعهدنا
يصرعن أسد الغاب وهي ضوار
يفتكن من قاماتها ولحاظها
بالمشرفية والقنا الخطار
اشعرت قلبي حبهن صبابة
فرمينني من لوعتي بجمار
وعلى الكثيب سوانح حمر الحلى
بيض الوجوه يصدن بالأفكار
أدنى يوم النفر جدن لنا بما
عودننا من جفوة ونفار
يا ابن الآلى قد أحرزوا فضل العلا
وسموا بطيب أرومة ونجار
وتنوب عن صوب الغمام أكفهم
وتنوب أوجههم عن الأقمار
من آل سعد رافعي علم الهدى
والمصطفين لنصرة المختار
اصبحت وارث مجدهم وفخارهم
ومشرف الاعصار والأمصار
وجه كما حسر الصباح نقابة
ويد تمد أناملا ببحار
جددت دون الدين عزمة اروع
جددت منها سنة الأنصار
حطت البلاد ومن حوته ثغورها
وكفى بسعدك حاميا لذمار
لله رحلتك التي نلنا بها
أجر الجهاد ونزهة الأبصار
أوردتنا فيها لجودك موردا
مستعذب الإيراد والإصدار
وأفضت فينا من نداك مواهبا
حسنت مواقعها على التكرار
اضحكت ثغر الثغر لما جئته
وخصصته بخصائص الإيثار
حتى الفلاة تقيم يوم وردتها
سنن القرى بثلاثة الأثوار
وسرت عقاب الجو تهديك الذي تصطاد من وحش ومن أطيار
...
والأرض تعلم أنك الغوث الذي
تضفي عليها واقي الأستار
ولرب ممتد الأباطح موحش
عالي الربى متباعد الأقطار
همل المسارح لا يراع قنيصه
ألا لنبأة فارس مغوار
سرحت عنان الريح فيه وربما
ألقت بساحته عصا التسيار
باكرته والأفق قد خلع الدجى
مسحا ليلبس حلة الإسفار
وجرى به نهر النهار كمثل ما
سكب النديم سلافة من قار
عرضت به المستنفرات كأنها
خيل عراب جلن في مضمار
أتبعتها غرر الجياد كواكبا
تنقض رجما في سماء غبار
والهاديات يؤمها عبل الشوى
متدفق كتدفق التيار
أزجيتها شقراء رائقة الحلى
فرميته منها بشعلة نار
أثبت فيه الرمح ثم تركته
خضب الجوانح بالدم الموار
حامت عليه الذابلات كأنها
طير أوت منه إلى أوكار
طفقت أرانبه غداة أثرتها
تبغي الفرار ولات حين فرار
هل ينفع الباع الطويل وقد غدت
يوم الطراد قصيرة الأعمار
من كل منحفز بلمحة بارق
فاتت خطاه مدارك الابصار
وجوارح سبقت إليه طلابها
فكأنما طالبنه بالثار
سود وبيض في الطراد تتابعت
كالليل طارده بياض نهار
ترمي بها وهي الحنايا ضمرا
مثل السهام نزعن عن أوتار
ظنت بأن تنجو بها كلا ولو
أغريته بأرانب الأقمار
وبكل فتخاء الجناح إذا ارتمت
فكأنها نجم السماء الساري
رجل الجناح مصفق كمن الردى
في مخلب منه وفي منقار
أجلى الطريد من الوحوش وإن رمى
طيرا أتاك به على مقدار
واريتنا الكسب الذي اعداؤه
ملأت جمالا أعين النظار
بيض وصفر خلت مطرح سرحها
روضا تفتح عن شقيق بهار
من كل موشي الاديم مفوف
رقمت بدائعه يد الأقدار
خلط البياض بصفرة في لونه
فترى اللجين يشوب ذوب نضار
أو أشعل راق العيون كأنه
غلس يخالط سدفة بنهار
سرحت بمخضر الجوانب يانع
تنساب فيه اراقم الأنهار
قد ارضعته الساريات لبانها
وحللن فيه أزرة النوار
أخذت سعودك حذرها فلحكمة
أغرت جفون المزن باستعبار
لما أرتك الشمس صفرة حاسد
لجبينك المتألق الإضرار
نفثت عليك السحب نفث معوذ
من عينها المتوقع الإضرار
فارفع لواء الفخر غير مدافع
واسحب ذيول العسكر الجرار
واهنأ بمقدمك السعيد مخولا
ما شئت من عز ومن أنصار
قد جئت دارك محسنا ومؤملا
متعت بالحسنى وعقبى الدار
وإليكها من روض فكري نفحة
شف الثناء بها على الأزهار