انتقل إلى المحتوى

حوادث دمشق اليومية/سنة 1161

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
​حوادث دمشق اليومية​ المؤلف أحمد البديري
سنة 1161


وفي هذه الوقعة توفي الولي المجذوب الشيخ إبراهيم الملقب بالكيكي وكان رجلاً مباركاً، وأبوه رجل من الصلحاء من محلة القبيبات. وكان في غالب أوقاته يدق على يديه ويميل إلى ورائه وإلى قدامه، وينادي بأعلى صوته: ولك كيكي يا غوّاص، وتارة يبكي ويقول: بدّي امرأة حتى..، ويقول له الناس: أي شيء لك في المرأة؟ فقال: المرأة خبزة، وله وقائع وكرامات. ومن كراماته التي نقلوها عنه واشتهرت أنه رأى يوماً من الأيام رجلاً يبيع علب لبن، فصاح على صاحب اللبن وقال بدّي علبة، وصار يبكي ويدق بيديه، فاجتمعت الناس وأخرجوا له علبة، فقال الشيخ وهو يبكي لا أريد إلا هذه، وأشار إلى واحدة من علب اللبن، فأخرجوها له، فأخذها بيده وأفرغها على الأرض، وإذا قد نزل منها حية، فتركها وذهب، وله كرامات غيرها كثيرة. وسبب موته أنه أصابه قوّاس في رجله، فصار يبكي وينادي يا أبي يا غوّاص، قرصتني زلقطة، ومات بعد أيام، رحمه الله تعالى.

وفي يوم الثلاثاء سادس ذي الحجة أرسل موسى كيخية متسلم دمشق الشام بيرقين دالاتية ومعهم بعض من جماعتهم، فجاؤوا له بإسماعيل آغا ابن الشاويش بالجنزير، وكان مقيماً في بعض القرى صوباصياً، ورفعه إلى القلعة، وكذلك جاؤوا له بأخيه سليمان آغا ابن الحملي وبأحمد آغا ابن عساكر فأوقفوهم، وذكر للمتسلم أنهم كانوا مساعدين للدروز والزرب.

وفي يوم السبت كانت وقفة عيد الأضحى في دمشق الشام، ذلك العام. وقد كانت سنة كثيرة الأهوال والآلام. فقد صار فيها جدري كثير حتى أفنى وأمات أولاداً كثيرة فسبحان الباقي بعد فناء.

حوادث دمشق اليومية أحمد البديري
المقدمة | سنة 1154 | سنة 1155| سنة 1156 | سنة 1157 | سنة 1158 | سنة 1159 | سنة 1160 | سنة 1161 | سنة 1162 | سنة 1163 | سنة 1164 | سنة 1165 | سنة 1166 | سنة 1167 | سنة 1168 | سنة 1169 | سنة 1170 | سنة 1171 | سنة 1172 | سنة 1173 | سنة 1174 | سنة 1175 |