انتقل إلى المحتوى

حملت سناك مواكب الأعوام

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

حملت سناك مواكب الأعوام

​حملت سناك مواكب الأعوام​ المؤلف أحمد محرم


حملت سناك مواكب الأعوام
فخذي سبيلك واضح الأعلام
ما أنت إلا موكب جمع الهدى
فيه جلال العلم والإلهام
سيري على نور الكتاب فإنه
لك إن أردت الرشد خير إمام
أرخي زمامك لا عثار لآخذ
من ربه وكتابه بزمام
هذي المنازل أزلفت لك فاسحبي
برديك من أمن بها وسلام
وصفي لهذا الجيل أيام الألى
سبقوك من صحب عليك كرام
رفعوا على الحق الحياة فأعجزت
أقوى البناة وأقدر الهدام
لما أقاموا بالسيوف أساسها
جعلوا البناء من الطلى والهام
كم ركن مملكة تصدع إذ رمت
آطامها العليا بركن دام
زخرت حواليها الفتوح فغيبت
غرقى الممالك في العباب الطامي
تهوي جوانبها على الأمم التي
حملت وما من عاصم أو حام
من يعصم الأقطار من ديانها
ويرد غارته عن الأقوام
يا غارة تمضي إلى غاياتها
تطوي المدى وتروم كل مرام
ضاعت ثغور المسلمين فأدركي
سؤر الهدى وبقية الإسلام
عز الذليل من الثعالب وانقضى
عز الأسود وسؤدد الآجام
ما أكثر الأبطال إلا أنهم
أبطال وهم في سلاح كلام
لم يرق شعب بالكلام ولم يقم
ملك على ضعف ولا استسلام
الفتح حدثني وما بحديثه
كذب وحسبك أن تقول حذام
شيخ الثقات له على أعلامهم
حق الولاء وواجب الإعظام
حكم العقول فما استبد ولا رأى
رأي الألى فسقوا من الحكام
الله ألهمه الصواب وخصه
بأعز منزلة وخير مقام
نعم الصفي رزقته من منعم
صافي الصنيعة صادق الإنعام
قل يا نجي النفس ما بال الألى
ملأوا المصارع من ذوي الأرحام
ألقوا سهام الله من أيمانهم
فتناولوها من يمين الرامي
هل كنت تعرف قبل مصرع قومنا
لغة الجراح ومنطق الآلام
بالله إن طلبوا الأساة فكن لهم
مثلا من الروح البديع السامي
بوركت من آس يترجم طبه
لغة الشفاء لخاملي الأسقام
إحفظ بقيتهم وإن هم ضيعوا
ما استحفظوا من حرمة وذمام
ما أنت بابن العشر أنت أبو الألى
ولدوا شيوخ الصحف والأقلام
إرفع من الأعوام صرح هداية
بر الشهور مبارك الأيام
واجمع على دين الحقائق أمة
عصفت بها دنيا من الأوهام