حاوي المختصرات في العمل بربع المقنطرات
وبه ثقتي وعليه اتكالي يقول العبد الفقير إلى تعالى محمد بن أحمد عبد الله سبط الماردينى الموقت بالجامع الأزهر الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبرحمته تنزل البركات، وبكرمه تعم الخيرات، أحمده على ما علمنا من معرفة الأوقات، واشكره على ما افهمنا من طرقه المختلفات وأشهد إلا إله إلا الله وحده لا شريك له خالق الأرض والسماوات، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله المبعوث باعظم الآيات، ونبيّه المنعوت، بأحسن الصفات، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين وأزواجه الطاهرات.
وبعد فلمّا كان علم الوقت من أجل القرب وأفضل الطاعات، لأنه به يعلم دخول المفروضات ابتكر العلماء فيه قواعد جليلات، واستنبطوا كثيرا من الالآت، فاشهلها وأشهرها ربع الدائرة الذي عليه المقنطرات، وقد صنف العلماء في شرح العمل به كثيراً من المبسوطات والمختصرات، فازدت أن أزاحم معهم برسالة جامعة لما يحتاج إليه في ضبط الأوقات، واستخراج المحاريب والجهات، بوجوه كثيرة وفروع مهمات، وحدود محررات، وسميتها حاوي المختصرات في العمل بربع المقنطرات مع زيادات لم أسبق إليها من أبكار الأفكار في أعمال الليل والنهار وجعلتها شاملة لاستخراج الأعمال من كل من المقنطرات الشمالية والجنوبية في جميع العروض الشمالية والجنوبية سواء كان الربع مقطوعا أو كاملا وسواء كان في الكامل سماوات وقوس ارتفاع أو أحدهما فقط والمسئول من فضل من نظر فيها من الأخوان أن يصلح ما حصل فيها من الخلل والنسيان فكيف ينجوا من طغيان الأقلام ومتى يظفر بتنقيح الكلام من تضليع منه الأوقات في طلب الأقوات ويمنعه الاكتساب أن ينظر في كتاب لا ينال من تصنيف مددا ولا يذاكر من الأخوان أحدا، بل يشغله قصر الباع، عن كثرة الاطلاع لكنى أرجو من الله المعونة في هذا التصنيف على حسن التأليف، فرحم الله من تراى فيها بعين الاتفادة والانصاف من غير نكران، ودعا وله بالرحمة والغفران وينبغي المسارعة في هذا الفن فإنه من العلوم الدينية وقد روينا في مستدرك الحاكم إنه صلى لله عليه وسلم قال أن خيار عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والنجوم والاظلو لذكر الله عز وجل ورتبت هذه الرسالة على مقدمة وثلاثين بابا وخاتمة، فالمقدمة في تسمية رسومه وذكرا وصافها وما يلحق لها فاقول وبالله المستعان ربع الدائرة شكل بسيط مستو يحيط به قوس يسمي قوس الارتفاع وهي مقسومة ص جزاء متساوية وخطان مستقيمان كل منهما قائم على الآخر يتقاطعان على نقطة تسمى المركز وموضعها يخش فيه خيط فالخط الأيمن الواصل بين المركز وأول القوس يسمى خط المشرق والمغرب وقد يرسم بعضه ويترك باقية وذلك في الربع الكامل والخط الأيسر المار بالمركز وآخر القوس يسمى خط وسط السماء وخط النهار وخط الزوال أيضاً والخارج منه عن الأفق يسمى خط وتد الأرض المدارات الثلاث قسي مركزها مركز الربع بسمى الأعظم منها مدار الجدي والأصغر مدار السرطان هذا إذا كان العرض والتسطيح شماليين أو جنوبيين وإلا فالأعظم مدار السرطان والأصغر مدار الجدي والأوسط يسمى مدار الحمل والميزان ومدار الاعتدال ومدار الإستواء سواء اتفق العرض والتسطيح أم اختلفا.
واعلم اني حذف بعض هذه الأسماء اختصارا وحيث اقول المدار واطلق فالمراد به مدار الاعتدال المقنطرات قسي متوالية متضايقة تخرج كليهما في الربع الكامل من وسط السماء ينتهي بعضها إليه فتصير انصاف دوائر يوترها خط نصف النهار اعنى يربط في كل مقنطرة منها وهذا قدر مجموع العرض والميل الأعظم وبقيتها قل أن تنتهي لنصف النهار والغالب أن تقطع على المدار الأعظم وهي قدر تمام مجموع الميل الأعظم والعرض إلى ص أول الفضل بين العرض وتمام الميل الأعظم أو بين تمام العرض والميل الأعظم والمقنطرة الخارجة من المركز مساوية لعرض بلد الربع فإن بلغ العرض تمام الميل الأعظم فينعدم التمام والفضل فلا يقطع منها شياء على المدار الأعظم وتكون كلها انصاف دوائر هذه هي المقنطرات الشمالية واما الجنوبية فتكون المقنطرة المساوية للعرض خطاً مستقيماً وبين موقعها على نصف النهار وبين المركز قدر ضعف العرض وباقي المقنطرات عن جنبتى هذه المقنطرة مقوسة البعدي عنها أشد تقويساً من القربي منها والمقنطرة المماسة للمدار عند نصف النهار في كل من التسطحين مساوية لتمام العرض الأفق هو أول المقنطرات في كل منهما أيضاً وبين موقعه والمدار على خط نصف النهار والمركز بقدر العرض وبين موقعة والمراد بقدر تمام العرض في التسطيح الجنوبي وقدر مجموع العرض وص في الشمالي ويقع فيه نصف دائرة حيث بلغ العرض تمام الميل الأعظم فأكثر ويقاطع خط المشرق والمغرب عند طرف المدا على نقطة تسمى نقطة المشرق والمغرب ونقطة مشرق الاعتدالين فإن كان بلد الربع لاعرض له انطبق على خط المشرق والمغرب وإن كان عرضه ص انطبق على مدار الحمل الفضلة مقنطرات جهتها مخالفة لتسطيح الربع تملا المدار الأصغر ويفصل بينهما وبين مقنطرات الربع الأفق ونهايتها في التسطيح الشمالي بقدر الفضل بين الميل الأعظم وتمام العرض أو العرض وتمام الاخر وهو القدر المقطوع على المدار الأعظم فإن بلغ العرض تمام الميل الأعظم انعدمت ونهايتها في الجنوبي قدر مجموع العرض وتمام الميل الأعظم وقد يوضع لها قوس على مركز الربع يتكمل بها المحيط إلى قف ويفصل بينهما خط المشرق ومنه منبد اعدديهما وقد تطوى الفضلة مع الأفق وبعض المقنطرات على الربع من عند خط المشرق والمغرب ويستغنى عن قوسها هذا وصف مقنطرات الربع الكامل وإما المقطوع فتقطع مقنطراته على مداري السرطان والجدي فإن كان العرض قدر الميل الأعظم فأكثر فلا يقع شيء منها انصاف دوائر يقدر فضل الميل الأعظم على العرض وقد يقطع بعضها على خط المشرق وقد تطوي من ثم وهي بقدر ارتفاع قطر مدار المنقلب الموافق وقد تنحط تحت الأفق بينه وبين خط المشرق وتسمى مقنطرات الانحطاط النقطة الداخلة في اضيق دوائر المقنطرات تسمى سمت الرأس أن اتفق العرض والتسطيح والا فسمت الرجل وسمت القدم إيضاً وبعدها عن الأفق ص وعن طرف المدار بقدر العرض وعن المركز بقدر تمامه فعلى هذا تقع على المدار حيث لاعرض وعلى المركز في عرض ص وتقع في مقنطرات الفضلة في التسطيح الجنوبي إذا زاد العرض على الميل الأعظم أيضاً السماوات قستى مجتمعة على سمت الرأس أو الرجل مقاطعة بجميع المقنطرات فإن كان العرض ص فهي خطوط مستقيمة متساوية الأبعداد وأولها السمت المار بنقطة المشرق فاصل بين الشمالي والجنوبي من السماوات فالخارج عن تحديبه جنوبي والداخل فيه شمالي هذا أن انفق العرض والتسطيح وإلا فبالعكس ومنها منبد اعدديهما في الجهتين إلى نصف النهار ويقطع بعض السماوات مع المقنطرات في الربع المقطوع وتنطبق دائرة أول السماوات على مدار الحمل في البلد الذي لا عرض له وعلى خط المشرق في عرض ص المنطقة قوسان يخرجان من نقطة المشرق قف تنتهي أحداهما المدار السرطان عند نصف النهار وهي الشمالية والاخرى لمدار الجدي عند وسط السماء وهي الجنوبية وقسمة الكبرى منها باجزاء البروج تغنى عن قسمة الصغر ولا تخفى كيفية قسمتها وبين موقعهما على نصف النهار بقدر ضعف الميل الأعظم والمدار منصف ما بينهما وبين موقع الصغرى على نصف النهار وأول السماوات قدر الفضل بين الميل الأعظم والعرض بين الافق بقدر الفضل بين الميل الأعظم وتمام العرض أو العرض وتمام الاخر هذا في التسطيح الشمالي وفي الجنوبي بالعكس فإن ساوي العرض الميل الأعظم انطبقت الصغرى على أول السماوات في الشمالي والكبرى في الجنوبي وإن ساوى تمامه انطبقت الكبرى على الأفق في الشمالي والصغري في الجنوبي أيضاً خط العصر خط مقوس واصل بين مداري السرطان والجدي قاطع لبعض المقنطرات والسماوات قوسا الشفق والفجر يوضعان كخط العضد وقد يوضع فيه ساعات زمانية وهي خطوط مستقيمة متساوية الأبعاد ومقطوعة على مداري المنقلبين سادسها نصف النهار وقد يوضع خامسها فقط وقد توضع الساعات الزمانية الافاقية في الربع المقطوع فوق المدار الأصغر وهي خطوط مقوسة تخرج من المركز سادسها نصف دائرة وقد يوضع بازاء قوس الارتفاع قسي افاقية للظل والميل وارتفاع العصر وغير افاقية كنصف الفضلة وسعة المشرق ونحوهما أما الظل فلا ضبط النهايته بل بحسب الأمكان وإما الميل فنهايته كجـ درجة و له دقيقة واما قوس الارتفاع العصر فنهايته مه درجة وقوس الفضلة ونحوها كل بقدر نهايته في احد النقلبين وقد يوضع بأن قوس الارتفاع قوس مقسوم ص جزاء متساوية بدلا عن قسمة المنطقة وقد يوضع بعض هذه القسى بازاء قوس وكذا الستة الافاقية الفضلة وقد توضع فوق المدار الأصغر في الربع المقطوع واما الهدفتان والخيط وَالمرُيّ والشاقول فكل ذلك معلوم، والله أعلم.
الباب الأول
في معرفة حد الارتفاع واستخراجه إما حده فهو ارتفاع الشمس أو الكواكب أو بعدهما عن الأفق بمركز الكواكب أو الشمس فيما بين مركز الكوكب والأفق أو فيما بين محيط قرص الشمس مما يلي سمت الرأس وهو حاجيها وبين الأفق واعلم انحدار ارتفاع حد الشمس الشائع بين أهل هذا العلم قوس من دائرة الارتفاع المذكورة فيما بين الأفق ومركز الشمس وهذا حد ارتفاع الشمس من حيث هو في حد ذاته لانه ليس ارتفاع حرفها الاسفل مما يلي الافق باولى من ارتفاع حرفها الأعلى مما يلي سمت الرأس ولا عكسه فاعتبر ارتفاع مركزها وليس الارتفاع الخارج بالربع هو ارتفاع مركز الشمس كما يفهمه اطلاق عياراتهم بل هو ارتفاع حاجيها كما ذكرته لك في الحد وساوضع ذلك في باب الظل ان شاء الله تعالى ولنطلق لفظ الكواكب على الشمس وغيرها في الحدود اختصاراً
واما استخراجه فامسك الربع بيديد وعلق في خيطه شاقولا ثم حركه بيدك بحيث الخيط لا داخلاً في الربع ولا خارجاً عنه فما قطع الخيط من برج القوس من الجهة الخالية عن الهدف فهو الارتفاع وان شئت فاقم الربع بين يديك بشرطه ثم حرك يديك حتى يصير حرف الربع الذي ليس فيه هدف لامظلما ولا نير فما قطع الخيط من القوس من جهة الحرف الاخر فهو الارتفاع وان شئت فاجعل الهدفة السفلى من جهة الشمس وساتر بها الهدفة العليا فما قطع الخيط من أول قوس الفضلة فهو الارتفاع إن كانت الهدفتان من جهة نصف النهار والا فيتعذر هذا الوجه واستخراجه من غير هدف كما تقدم والوجه الأول أولى وجه اخر متى كان قوس الارتفاع محذوفا فساتر الهدفة السّفلى بظل العليا ثم ضع على نصف النهار وابعد عن المدار بقدر المحفوظ في أحد الجهتين وليكن في جهة المركز فهو أولي وهي جهة العرض ان كان التسطيح شمالياً وخلافها ان كان التسطيح جنوبيا ثم انقل المرى بالخيط للافق فما بين المرى ونقطة المشرق من السماوات فهو الارتفاع هذا ان كانت الهدفتان نحو نصف النهار والا فهو تمام الارتفاع فان كان الربع مقطوعاً في الربع قطع أولا على نصف النهار وعلم على المجموع وحرك الخيط حتى يقع المرى على الأفق فما جاز من السماوات فهو الارتفاع بالشرط السابق فإن وقع تحت المرى أكثر من الميل الأعظم وكان الربع مقطوعاً تعذر هذا الوجه وجه آخر استر الهدفة السفلي بظل العليا بشرطه وانظر من وقع الخيط من المنطقة المقسومة من جهة نقطة المشرق احفظ لكل درجة من ثلثها الأول درجة نقط الأربع دقائق ولكل درجة من الثلث الثاني درجة فقط ومن الاخير درجة وأربع دقائق فما اجتمع من المحفوظ فهو الارتفاع بتقريب غير مخل ويستعمل هذا الوجه حيث لم يكن في الربع مقنطرات ولا قوس ارتفاع وإما أخذ ارتفاع ما لاشعاع له كالشمس في الغيم إذا كان قرصها ظاهراً أو الكوكب وغيرهما فاقم الربع بين بصرك والشيء المأخوذ ارتفاعه وغمض أحدى عينيك ثم حرك يديك حتى ترى الشمس على هدفتى الربع فما قطع الخيط من القوس من الجهة الخالية من الهدف فهو ارتفاع ذلك الشيء ولا يخفى عن الفطن والله أعلم
الباب الثاني
في معرفة استخراج درجة الشمس ووضع المرى عليها اعلم أن درجة الشمس تعلم بوجوه كثيرة اقتصر منها القوم على طريقة واحدة للمبتدئ لسهولتها تسمى طريقة الأس مأخوذ من الأساس وهو ما يبنى عليه غيره وذلك أن تعرف ما مضى من السنة القبطية أشهراً وأياماً ثم تزيد على الأس وهو خمسة أشهر وخمسة عشر يوماً على المختار وفما اجتمع اجعل لكل برج من أول الحمل ل يوما فان بقي أقل من ل فاجعل لكل درجة من البروج المنتهي إليها يوماً فالدرجة المنتهى إليها هي درجة الشمس التي هي فيها في ذلك اليوم ومتى جمعت الأس لما مضى من السنة القبطية ونراد الجميع على يب شهراً فاسقط منه يب شهراً والباقي اجعله لكل برج احدى وثلاثين يوماً ولكل يوم درجة فالدرجة المنتهى إليها هي درجة الشمس أما وضع المرى عليها فاعلم أن النقطة الشمالية من النقطة مبدأها من المشرق نقطة إلى ثلثها للحمل ومن شأنها إلى ثلثيها للثور ومن ثلثيها إلى آخرها للجوز اصاعداً منتهياً إلى خط نصف النهار ثم ترجع فيها من نصف النهار هابطاً بالسرطان والأسد والسنبلة فتنتهي إلى نقطة المشرق ثم تنزل في الجنوبية مبتدئاً من النقطة بالميزان والعقرب والقوس هابطاً إلى نصف النهار ثم ترجع من نصف النهار بالجدي والدالي والحوت صاعداً منتهياً إلى نقطة المشرق فان علمت ذلك فاجر الماضي من البروج والدرج على النقطة فحيث انتهى بك العدد فتلك النقطة هي موضع الشمس فضع الخيط عليها وعلم بالمرى فهذا هو التعليم على درجة الشمس واعلم أن الثلاثة التي أولها الحمل تسمى فصل الربيع والثلاثة التي أولها السرطان تسمى فصل الصيف والثلاثة التي أولها الميزان تسمى فصل الخريف والثلاثة التي أولها برج الجدي تسمى فصل الشتاء وهذا في العروض الشمالية وفي الجنوبية الربيع خريفاً وعكسه والصيف شتاء وعكسه وفصل الشتاء والربيع هي البروج الصاعدة فيها وهي التي تزيد فيها النهار وفصل الصيف والخريف هي البروج الهابطة وهي التي ينقص النهار فيها فعلى هذا زمان قصر النهار في العروض الشمالية هو زمان طوله في الجنوبية وعكسه وكذا الليل وأما جهات البروج فمن أول الحمل إلى آخر السنبلة جهتها شمالية والباقي جنوبية ولا يختلف باختلاف العروض
الباب الثالث
في حد الميل والغاية واستخراجها من الدرجة مقدار أو جهة ومعرفة الميل من الغاية وعكسه للشمس والكواكب إذا كان العرض معلوماً اما أحدهما فالميل هو بعد الشمس عن مدار الاعتدال وهو أيضاً قوس من دائرة عظيمة تمر بقطبي العالم وبمركز الكوكب فيما بينه وبين منطقة معدل النهار واختلف الراصدون في مقدار نهاية هذا القوس لم يكون وهو المسمى بالميل الأعظم فاثبتها بطلميوس في المجسطي كجـ نا كـ وهو مساو لما اثبته اطيسانس وابرختس وقال محمد بن موسى الخوارزمي ومحمد بن كثير الفرعاني ان يحيى ابن أبي منصور وأبا الطيب سندا ابن على والعباس بن سعيد الجوهري وطائفة من أهل العلم والفضل وهم اصحاب الممتحن انهم اعتبروه ينعداد في أيام المأمون فوجدون ثلاث أو عشرون درجة وثلاثا وثلاثين دقيقة وذلك في سنة 214 وهذا هو الذي اعتمده جدّ عبد الله المارديني رحمة الله عليه وكان يرى صحته وعليه ترتب دائرة الافاقي المسمى بالشبكة وذكر خالد بن عبد الملك المرورموذي وسندين على وعلي بن عيسى الأسطرلابي وغيرهم انهم رصدوه بدمشق بالآلة التي امر باتخاذها المأمون توجه إلى بلاد الروم سنة 217 بعد وموت يحيى بن ابي منصور فوجدوه ثلاثة وعشرين درجة وثلاثا وثلاثين دقيقة وأربعاً وخمسين ثانية قال ابن الشاطر وعند غالب المحققين كجـ يجـ وعليه كنا قد اعتمدنا ثم حررنا ذلك بارصاد متوالية فوجدناه ثلاثا وعشرين درجة واحد وثلاثين دقيقة وعليه اعتمدنا قلت وهو مساو لما وجد بالرصد الذي بين بطليموس واصحاب الممتحن في نيف 160 سنة هجرية على ما ذكره ابن يونس ولما اثبته طيبفا البلكمشي وذكر الماهيافي في رصده سنة ثلاثة وأربعين وما تبين ما يقتيضي أنه ثلاثة وعشرون درجة وخمس وثلاثون دقيقة وثلاثون ثانية وقال السيد أبو القاسم ابن الاعلم أنه اجتهد في قياسه فوجده ثلاثة وعشرين درجة وأربعا وثلاثين دقيقة وثانيتين وقال أبو الحسن الصوفي أنه استقصى قياسه فوجده ثلاثا وعشرين درجة وخمساً وثلاثين دقيقة وخمساً وأربعين ثانية وقال أبو على الراكشي ومن خطه نقلت ثبت بالأرصاد الصحيحة أن الميل الأعظم لا يثبت على قدر واحد وثبت أنه مرود فيما بين كجـ نح وبين كجـ لجـ وخطاه ابن الشاطر في دعواه التردد في كتابه المسمى بنهاية السؤال في تحرير الأصول واثبته أحمد بن عبد الله حبش في جدول التقويم من زيجه المسمى بالقانون كجـ يجـ وفي جدول الميل كجـ له قلت وهذا الثاني هو الصحيح والمعوّل عليه وعليه كثيرون في الأزمان المختلفة دل على ذلك قول أبي الحسن ثابت بن فرحون قرة وجدت أعمالاً قديمة قبل بطليموس تدل على أنه كجـ له وقول محمد بن جابر بن سنان النباني أنّه وجده بقياسه كذلك ذكره ابن يونس ونقل ابن الشاطر والمراكشي عن أرصاد أصحاب المأمون أنهُ وهو مخالف لما تقدم عنهم وذكر بنو موسى بن شاكر في سنين نيف وثلاثين ونيف وخمسين كلاماً طويلاً ليس هذا موضع ذكره فراجعه في كتابي المسمى بغنية السائل في تحرير المسائل والذي ذكروه أنه يقتضي كجـ له ورصده ابن يونس بالآت الحاكم فوجده كذلك قال وقد بلغت من الصحة والتحرير قريباً من الغاية القصوى انتهى هذا ما وقعت عليه من اختلافهم في الميل وإنما ذكرت ذلك لأني سمعت أقوالا وربما اثبتها في بعض رسائلي ثم تتبعتها فلم أجد لها اصلاً وربما أدعى بعض الناس أنه يتناقض الزمان فينقض في كل عصر عن الذي كان قبله فذكرت ما احتاج إليه من تواريخ الأرصاد في افساد هذه الدعوي والله الهادي للصواب.
وأمّا الغاية فهي قوس من دائرة نصف النهار وأمّا استخراجها مقدراً أو جهة نعلم على الدرجة ثم انقل لنصف النهار فما بين المري والمدار من المقنطرات هل الميل وما بين المرى والأفق من المقنطرات أيضاً هو الغاية وجهة الميل جهة برجه مطلقاً وجهة الغاية مخالفة بجهة العرض ان كان البرج مخالفاً أو كان موافقاً ووقع المرى بين سمت الرأس والمدار فإن وقع بين سمت الرأس والمركز فالغاية موافقة في هذه الحالة فقط.
تنبيه فإن وقع المرى على مقنطرات الانحطاط وذلك إذا أراد الميل على تمام العرض فالشمس أيديه الخفا وما وقع تحت المرى من المقنطرات هو غاية انحطاطها فإن لم يكن في الربع مقنطرات انحطاطها فاستخرج الميل لنظير الدرجة فهو مساو لميلها في القدر وزيادته على تمام العرض هو غاية الانحطاط.
وأما معرفة الميل من قوسه الموازي لقوس الأرتفاع إذا كان موضوعاً فاقم قوس الأرتفاع مقام المنطقة مبتدئاً من أوله بالحمل لكل برج ثلاثين طرداً وعكساً لاخر البروج وضع الخيط على مثل الدرجة فيه فما قطع من قوس الميل فهو ميل الشمس في ذلك اليوم وهذا أكثر تحديرا من سائر الطرق خلا الحساب
وأمّا معرفة الميّل من الغاية إذا كانت معلومة وبعد الكوكب من غايته أيضاً فاجمع العرض وتمام الغاية أن اتفقا جهة وخذ الفضل ان اختلفا فما كان فهو ميل الشمس وبعد الكوكب الذي اعتبرت غايته وجهته مخالفة ان كانت الغاية مخالفة وهي أقل من تمام العرض وإلا فموافقة وإن شئت فخذ تمام الفضل بين العرض والغاية أو اختلفا وكانت أكثر من تمام العرض وإلا ألفاً
وأمَّا الغاية من الميل أو البعد فاجمع الميل والعرض ان اختلفا وخذ الفضل إن اتفقا فما كان فهو من تمام الغاية وتكون موافقة إن كان الميل موافقاً وهو أكثر من العرض وإلا فمخالفة
تنبيه متى زاد المجموع في صورة الجمع على ص فالشمس أبدية الخفا والزائد على ص هو غاية انحطاطها تحت الأفق ومتى كان تمام الفضل أقل من ضعف الميل فالشمس ابدية الظهور ذات غايتين العليا مخالفة وهي بقدر تمام الفضل كما تقدم والسفلى موافقة أبدا وهي مساوية للفضل بين الميل وتمام العرض وكذا حُكم الكوكب إلا في الغاية العُلوي مخالفة فيشترط أن يكون بعده أقل من خمسة وأربعين وجه آخر انقص الميل أو البعد من تمام العرض إن كان مخالفاً ونرده عليه إن كان موافقا فما كان فهو الغاية وتكون موافقة في هذه الحالة فقط وإن كان المجموع بقدر ضعف الميل فأقل فالشمس ابدية الظهور وغايتها العليا بقدر المجموع كما تقدم وهي مخالفة وغايتها السفلى بقدر زيادة الميل على تمام العرض وهي موافقة ابداً وإن لم يكن اسقاط الميل المخالف من تمام العرض فالشمس ابدية الخفا، والله اعلم.
الباب الرابع
في معرفة أي من كان تسامت فيه الشمس الرؤس وأي زمان تكون فيه المسامتة ومعرفة أي مكان تكون الشمس فيه ابدية الظهور وابدية الخفا وأي زمان يكون فيه ذلك ومعرفة استخراج درجة الشمس من الميل أو الغاية انما تقع في بعض البلاد المسامتة مثل مكة شرّفها الله تعالى وعدن ونربيد والصين وتلك النواحي وهو واسوان وما وراها من العمران وأكثر البلاده لا يقع فيها ذلك أبداً مثل مصر واخميم واشمونين والفيّوم واسيوط واسكندرية ونواحيها وجميع بلاد الترك والروم والتتار وحلب والشام والقدس وغير ذلك هذا كله في الشمس خاصة.
وأمَّا الكواكب الثابتة فبعضها يسامت في بعض بلاد وبعضها يسامت في بلاد اخرى وضابط ذلك كله في أن تقول متى كان ميل الشمس أو بعد الكواكب مساوياً للعرض في قدره وجهته فإن الشمس والكوكب كل منهما يسامت رؤس أهل تلك البلد وقت توسطه وتكون غاية كل اما الكواكب فيسامت في كل يوم مرة ما لم يتغير بعد.
وامّا الشمس فإن كان العرض قدر الميل الأعظم سامت الروس يوماً واحدا في السنة الشمسية وذلك حين تكون في رأس السرطان إن كان العرض شمالياً وفي رأس الجدي إن كان جنوبياً وإن كان العرض أقل من الميل الأعظم فتسمامت في الجزء الذي ميله مساو للعرض في قدره وجهته وذلك يومان في السنة فقط وإن كان البلد لا عرض له سامت في رأسي الحمل والميزان.
وامّا معرفة البلاد التي تكون الشمس فيها أبدية الظهور والخقا فهي كل بلد زاد عرضه على تمام الميل الأعظم حيث زاد ميل الشمس على تمام العرض ولا تكون أبدية الظهور ولا أبدية الحقا مطلقا بل ما دام الميل كذلك فظهورها في البلاد الشمالية من حين يصير الميل الشمالي مساويا لتمام العرض إلى أن ينتهي لرأس السرطان وإلى أن يأخذ في النقص وإلى أن يساوي تمام العرض ثم تستمر تطلع وتغرب إلى أن يتقدم الميل ثم يحدث من جهة الجنوب ويتزايد حتى يساوي تمام العرض فتصير أبدية الحقا إلى أن ينتهي لرأس الجدي وتأخذ في النقص إلى أن يساوي تمام العرض فتطلع وتغرب إلى أن ينعدم الميل ويحدث في جهة الشمال ويبلغ تمام العرض وفي البلاد الجنوبية ظهورها من بُلوغ الميل الجنوبي تمام العرض حتى يتناقص ويساويه وتطلع وتغرب إلى يبلغ الميل الشمالي تمام العرض فتصير ابدية الحقا إلى أن يتناقص ويساوي تمام العرض فتطلع وتغرب
واما إن كان العرض مساويا لتمام الميل الأعظم فإن الشمس إذا كانت في رأس المنقلب الموافق يمر مركزها بالأفق ولا ينخفض عنه وينعدم الليل جميعه وإذا كانت في رأس المنقلب المخالف من مركزها بالأفق ولا يرتفع عليه وينعدم النهار جَميعُه وإذا كان عرض البلد ص كانت السنة الشمسية يوما وليلة فقط تمكث ستة بروج ظاهرة وستة بروج حفيفة وهذه البلاد لا يوجد فيها عمارة على ما ذكروه وإنما ذكر ذلك واحكامه في الربع وما يترتب عليه ليتمرن الطالب ويحصل فهم وملكة في المسائل الغويصة
وامّا الكوكب فيقع ذلك فيها في البلاد ذوات العروض جميعها وضابطه كل كوكب ساوى بعدة تمام العرض أو نراد عليه فإن كان موافقا فهو ابدى الظهور دائماً وإن كان مخالفاً فهو ابدى الحقا دائماً لكنه في حال مساواته لتمام العرض بالأفق ولا ينخفض عنه إن كان موافقاً ولا يرتفع عليه إن كان مخالفاً، والله أعلم.
وامّا معرفة الدرجة من الميل أو الغاية فضع على نصف النهار وابعد من المدار بقدر الميل في جهته أو ابعد عن الأفق بقدر الغاية وعلم فكلاهما واحداً ثم حرك الخيط حتى يقع على المنطقة فيقع على جزئين وذلك لان كل درجتين بعدهما عن المقلب بعد واحد فميلها متفق قدراً وجهة فانظر إن كان النهار متزائد فالمرى على الدرجة من البرج الصاعد وإلا فمن الهابط.
وامّا الوجه الاخر فضع الخيط على قدر الميل من قوسه الموازي لقوس الارتفاع ثم اتطر ما قطع من أول القوس إن كنت في ثلاثة الحمل أو ثلاثة الميزان وإلا فما قطع من اخد القوس أجل كل ثلاثين درجة لبرج وكل درجة لدرجة من أول الفضل الذي انت فيه فحيث انتهى بك العدد فهو درجة الشمس, والله أعلم
الباب الخامس
في معرفة حد عرض البلدان واستخراجها أما حدها فالعرض هو بعد البلد عن خط الاستواء أو ميل دائرة المعدل عن سمت الرأس وارتفاع القطب الموافق عن الأفق وهو أيضاً قوس من دائرة نصف النهار فيما بين سمت الرأس ومدار الاعتدال أو فيما بين أحد القطبين والأفق.
وامّا استخراجها فارصد ارتفاع الشمس قبل زوالها وقتا بعد وقت إلى أن ينتهي ويأخذ في النقص فاعظم الأرتفاعات هو الغاية فاستقبل المشرق فإن كانت الشمس عن يمينك فهي جنوبية وإن كانت عن يسارك فهي شمالية ثم انظر بين الغاية والميل فإن تفقا في الجهة فاجمعهما وإن اختلفا خذ الفضل بينهما فما كان فهو تمام العرض ويكون عرض البلد مخالفاً لجهة الغاية فإن زاد المجموع على ص في صورة الجمع فالزائد هو العرض ويكون موافقاً للغاية في الجهة وجه آخر اجمع الميل وتمام الغاية ان اختلفا وخذ الفضل ان اتفقا فما كان فهو العرض وجهته خلاف الغاية ان اخذت الفضل وكان لتمام الغاية وإلا فجهته جهة الميل. وجه آخر ألف الميل من الغاية ان اختلفا بين بيق العرض وخذ الفضل بين الميل وتمام الغاية ان اتفقا بين العرض وجهته شمالى أن تزايد الليل من أول السرطان وإلا فجنوب.
تنبيه فإن عدم الميل فتمام الغاية هو العرض وإن عدمت الغاية وكان مركز الشمس على الأفق فتمام الميل هو العرض فإن كان الشمس منحطة عن الأفق تعذر استخراج العرض منها وإن عدم تمام الغاية بإن كانت ص فالميل هو العرض وإن عدم الميل وتمام الغاية فلا عرض وإن عدم الميل والغاية فالعرض ص وكذا إذا ساوي الميل الموافق الغاية هذا كله من جهة الشمس وأما الكوكب فاعلم إنه لا يخلو من أن يكون الكوكب له طلوع ومغيب ام لا فان كان الأول فاقم بعده مقام الميل وافعل ببعده وغايته كما فعلت في الشمس وإن كان الثاني فلا يخلو من أن يكون ابدي الحقا أو أبدى الظهور فإن كان الأول فلا فائدة فيه لأنه غير ظاهر لنا وإن كان الثاني فلا يخلو من أن يكون غايتاه في جهة واحدة أو في جهتين فإن كان الأول فاجمع غايته السفلى لتمام بعده يحصل العرض وإما العليا فاجمعها لبعده فالزائد على ص هو العرض واما مجموعمها فنصفه هو العرض وإن شئت فانقص نصف الفضل بين الغايتين من العليا أو نرده على السفلى فما كان فهو العرض من السفلى وإن كان الثاني وهو أن تكون غايتاه في جهتين فطريق العرض من السفلى وهي الموافقة كما تقدم فيما إذا كان من جهة واحدة وإن شئت فاجمع تمامها لبعدة فالزائد على ص هو تمام العرض واما العليا فاسقط منها بعده يلقى تمام العرض وإن شئت فاجمع تمامها لبعده يحصل العرض واما من مجموعها فنصف الفضل بينهما هو تمام العرض وحكم الشمس إذا كانت ابدية الظهور حكم الكوكب الذي غايتاه في جهتين لان غايتاه في جهتين دائماً ولا تكونان في جهة واحدة ابداً وجهته جهة السفلى مطلقاً.
الباب السادس
في معرفة عرض البلد من جهة تساوي غايتي جزئين من أجزاء منطقة تلك البروج أو من غايتي كوكبين اعلم أنه إذا تساوي غايتا جزئين أو كوكبين في الكم واختلفا في الجهة فليعدهما ثلاثة أحوال، اما ان يتفقا في الجهة ويختلفا في الكم واما أن يختلفا في الكم والجهة وان يتفقا في الكم والجهة فأما الأول فاجمع بعديهما فنصف الحاصل هو العرض وأما الثاني فنصف الفضل بين البعدين هو العرض وجهته جهة أكثر البعدين مطلقا وأما الثالث فالبلد لا عرض ولها حالة رابع وهو ان يتفقا في الحكم والجهة لكن مع اتفاق الغايتين في الكم والجهة أيضاً فهذا متفق في جميع البلد ان ولا يستخرج من مجموعهما بل من أحدهما كالشمس والعرض في الحقيقية انما تستخرجه من الشمس وانما هذه تمرينات وتحديقات للطالب وتستعمل كثيراً في مسائل المطارحان، فلو قيل وجدنا بلدا فيها كلا من غايتى رأس الثور والسرطان ثلاثا وثمانين درجة وتسعاً وخمسين دقيقة فمتساويان وبعدهما شماليان مختلفان في الحكم من الحال فاجمع ميل رأس الثور وهو احد عشر درجة واثنان وثلاثون دقيقة لميل رأس السرطان وهو الميل الأعظم يحصل له ن نصفها سبعة عشر درجة وثلاث وثلاثون دقيقة محذوفة الثواني وهو العرض المطلوب، وقس على هذا فائـدة تكلمنا على معرفة استخراج العرض في أي بلد شئت ومن عادة المتانح ان لا تذكر معرفة اطوال البلاد في هذه المسائل لأنها انما تعرف من خسوف النيرين فمحلها الازياج وهي كنب الحمل إذ يحتاج مقدمات لا توجد إلا فيها اللهم الا ان يتفق ان رجلين في بلدين أحدهما معلوم الطول ورصد ابتدأ خسوف القمر وضبط مطالع الوقت عند ابتدائه أي تمامه ثم عرفا بين المطالعين فهو فضل الطولين وهو المعلوم ان تأخر الكسوف فيها والا فانقصه فما تقدم بابتدا الخسوف فيه على بلدك وإلا فغربي، والله أعلم.
الباب السابع
في معرفة حد الأرتفاع الذي لا سمت له واستخراجه اما حده فهو ارتفاع الكوكب إذا كان على دائرة أول السماوات وهو أيضاً قوس منها فيما بين مركزه والأفق وهذا الا يكون وجوده إلا بشرطين أحدهما أن يكون الميل موافقاً للعرض فلو كان مخالفا كان الكوكب منحرفاً عن دائرة أول السماوات إلى الجهة المخالفة طول نهاره مادام الميل كذلك والثاني أن يكون الميل أقل من العرض فإن كان أكثر منه كان الكوكب منحرفاً عن أول السماوات إلى الجهة الموافقة فإن ساواه مركز الكوكب بأول السماوات عند سمت الرأس وارتفاعه في هذه الحالة ص فإن كان البلد لا عرض له فالارتفاع الذي لاسمت له يكون موجوداً في يومي الاعتدال فقط واما استخراجه فضع درجة الشمس على أول السماوات فما وقع تحتها من المقنطرات فهو الارتفاع الذي لاسمت له فان جهلت الدرجة وعلمت الميل فضع على نصف النهار وابعد عن المدار بقدر الميل في جهته فهذا قائم مقام التعليم على درجة فكمل العمل تجد المراد.
وجه آخر ضع على خط المشرق فعلم على مقنطرة تساوي الميل وانقل لنصف النهار فما بين المرى والمدار من المقنطرات فهو الارتفاع الذي لاسمت له فان كان التسطيح جنوبيَاً وتعذر التعليم من مقنطرات الربع فعلم على الميل من مقنطرات الفضلة ثم انقل لنصف النهار فما بين المُرى والمدار هو المراد، والله أعلم.
الباب الثامن
في معرفة حد سعتى المشرق والمغرب واستخراجها اما أحدهما فسعة المشرق بعد مطلع الكوكب عن مطلع رأس الحمل والميزان وهو أيضاً قوس من دائرة الأفق فيما بين مطلع الكوكب ونقطة المشرق اعنى مشرق الاعتدالين وسعة المغرب بعد مغرب الكوكب عن مغربا الأعتدالين وهو أيضاً قوس من دائرة الأفق فيما بين نقطة المغرب ومغرب الكوكب واما استخراجها فضع درجة الشمس على الأفق فما حاز المُرى من السماوات فهو سعة المشرق وجهتها جهة الدرجة مطلقاً وإن شئت فضع على نصف النهار وعلم على الميل كما مر ثم انقل المرى بالخيط للآفق تجد سعة المشرق وهي مساوية لسعة المغرب في الجهة حقيقة وفي القر ضياء لأن الشمس إذا كانت في جزء البروج وقت الشروق لا تكون فيه وقت الغروب بل تنتقل عنه لكن بشيء يسير.
واما الكواكب الثابتة فهي في الحقيقة متحركة تحريكاً يسيراً جداً فإن قيل فهل يمكن اختلافهما في الجهة أيضاً في اليوم الواحد فالجواب نعم وذلك إذا كانت الشمس في الجنوب مثلاً وقت الشروق ثم انتقلت في اثناء النهار للحمل عند غروبها ذلك اليوم تكون قد قطعت من الحمل جزءاً فتكون سعتها شمالية بقدر الميل وضع الخيط على تقاطعه للمدار فما قطع الخيط من القوس فهو السعة وإن شئت فضع على مقاطعة المدار بقدر نصف الفضلة من السماوات تجد الخيط على السعة من القوس فائدة السعة في ذوات العروض وتساوي الارتفاع الذي لاسمت له في عرض مه والله أعلم.
الباب التاسع
في معرفة حد نصف قوس النهار ونصف الفضلة واستخراجها اما حدها فنصف القوس هو المدة التي بين طلوع الكوكب وتوسطه وهو أيضاً قوس من دائرة تمر بالمركز الكوكب وتوازي معدل النهار فيما بين دائرة الأفق ونصف النهار ونصف الفضلة وتسمى نصف التعديل هي الفضل بين نصف قوس الكوكب المضافة إليه و ص هي أيضاً قوس من مدار الكوكب الموازي لمدار الاعتدال فيما بين الأفق ودائرة عظيمة تمر بنقطتي المشرق والمغرب ونقطبي العالم واما استخراجهما فضع درجة الشمس على الأفق ولو على المطوي منه فما بين الخيط وخط المشرق فهو نصف الفضلة مطلقا وما بينه وبين وسط السماء هو نصف القوس إن كان الربع كاملاً أو كان مقطوعاً وخارجاً عن خط المشرق درجات مقسومة تدل على المطلوب فلو كان الأفق مطوياً والمرى على المطوي منه فما بين الخط ووسط السماء هو نصف قوس الليل ومتى كان الميل موافقاً وكان الربع مقطوعا واقفة على غير المطوى ولم يكن خارج خط المشرق درجات تدل على المراد فعلم على نظير الدرجة من المنطقة الاخرى وانقلها للافق فما بين الخط وآخر القوي هو نصف قوس الليل أطرحه من قف يبقى نصف قوس النهار وذلك لان نصف قوس نهار كل درجة مساو لنصف قوس ليل نظيرتها وإن شئت فضع على نصف النهار وعلم على قدر الميل في جهته ثم انقل المرى للأفق تجد نصف الفضلة مطلقاً ونصف القوس أو نصف قوسين الليل إن كان على المطوى من الأفق كما تقدم فإن لم يقع الخيط على قوس الارتفاع ولا على قوس يدل على المطلوب فعلم على الميل في خلاف جهته فكل العمل يحصل نصف قوس الليل ومتى كان بإزاء قوس الارتفاع قوس موضع لنصف الفضلة فضع على الدرجة من قوس موضع لنصف الفضلة فضع على الدرجة من قوس الارتفاع فما قطع الخيط من القوس فهو نصف التعديل تنبيه فإن لم يكن قوس الارتفاع موضوعا فانظر إن كان الميل مخالفاً للعرض فعلم عليه في نصف النهار أو على الدرجة وانقل المري للأفق فيهما فما قطع الخيط من المقنطرات عند المدار جعله ميلاً واعلم سعة مشرقة بإن تعلم عليه في نصف النهار وتنقل المرى للأفق فما حاز السماوات من فهو سعة المشرق لذلك القدر الذي فرضناه ميلاً وهو نصف الفضلة وإن كان الميل موافقاً فعلم على نظير الدرجة وكمل العمل تجد نصف الفضلة أيضاً وجه آخر التقاطع ونقطة المشرق من السماوات فهو نصف الفضلة قردها على ص إن كان الميل موافقاً وانقصها إن كان مخالفاً فما كان فهو نصف القوس اضغفه يحصل قوس النهار واطرحه من الدوريبق قوس الليل، والله أعلم.
الباب العاشر
في معرفة الدرجة من نصف الفضلة ونصف القوس لتعلم أولاً أن كل درجتين بعدهما عن أحد المنقلبين بعداً واحداً فإن نصف قوس كل منهما ونهارها وليلها ولنصف قوس الاخرى ونهارها وليلها وكل أربع درجات متقابلات في النقطة فإن نصف فضلة كل درجة منها مساو لنصف فضلة من الباقيات وكذا ميلها وسعة مشرقها فانجهلت الدرجة وعلم نصف الفضلة وكان لها القوس بإزاء قوس الارتفاع فضع على قدرها منه فما قطع الخيط من أول قوس الارتفاع فهو بعد الدرجة من أقرب الاعتدالين إليها وتميزا الدرجة بالفضل الذي انت فيه وهذا ظاهر فإن لم يكن هذا القوس موضوعا فابعد بالخيط عن نصف النهار بقدر نصف القوس إن كان الميل مخالفاً والربع كاملاً أو مقطوعاً وخارج عن خط مشرقه درجات تدل على المطلوب ويلزم منه أن يكون ما بين الخيط وخط المشرق نصف التعديل وعلم على الأفق ثم حرك الخيط حتى يقع على المنطقة فتلك النقطة التي تحته هي درجة الشمس البروج الصاعدة إن كان النهار متزايد أو لا فمن الهابطة فلو كان الربع مقطوعاً والميل موافقاً والأفق مطوياً فضع على نصف الفضلة من أول قوس الارتفاع وعلم على المطوى من الأفق وكمل العمل كما مرتجد الدرجة فلو لم يكن الأفق مطوى ولم يكن قوس خارج عن خط المشرق فضع الى نصف التعديل كما مر وعلم على الأفق وابقل للمنطقة يخرج لك تطير الدرجة وهي مثلها من السابع وتقالبها بالمنطقة الاخرى فإن لم يمكن قوس الارتفاع موضوعاً فضع على تقاطع المدار بقدر نصف الفضلة من السماوات فما قطع الخيط من المقنطرات عند التقاطع فهو الميل فاستخرج منه الدرجة لما مر في بابه، والله اعلم.
الباب الحادي عشر
في معرفة حد ارتفاع قطر المدار واستخراجه أما حده فهو الارتفاع الذي فضل دائرة مز وهو قوس من دائرة تمر بقطبي الأفق فيما بين طرفي القطر ودائرة الأفق ولا يكون طرف هذا القطر مرتفعاً إلا بشرطين أحدهما أن يكون البلد ذا عرض الثاني أن يكون الميل موافقاً أما استخراجه فعلم على الدرجة أو على الميل في نصف النهار ثم انقل بخط المشرق فما وقع تحت المرى من المقنطرات فهو ارتفاع قطر وجه اخر ضع على تقاطع أول السماوات لمقنطرة تساوي الميل وعلم عليها ثم انقل لنصف النهار فما بين المرى والمدار هو ارتفاع قطر المدار وهو أبدا أقل من كل من الميل ونصف الفضلة والعرض ولا يمكن مساواته لنصف الفضلة ولا للعرض لان المقدر الذي قام عليه البرهان ان الدائرة من أعظم من الارتفاع ولا يمكن أن يساويه إلا في بلد لا عرض له إذا كان الكوكب على مدار الاعتدال ونصف الفضلة هو الدائر لارتفاع قطر المدار وهما مفقودان مع عدم العرض أما كونه أقل من العرض فلان قطب معدول قطب معدل مراكزها على المحور وأقطارها مارة بمراكزها والمحور مائل للجهة المخالفة أبداً فلزم منه أن يكون مراكز المدارات منحدرة عن القطب فلا يوجد لنا قطر مدار إلا وهو منحط عن القطب ولا يمكن أن يساوي الميل إلا في عرض ص ولا اعنى كل قطر بل القطر الموازي للأفق.
تنبيه قال الشيخ جمال الدين الماردينى رحمه الله تعالى في ارتفاع قطر المدار لا يمكن زيادته على العرض فيفهم أنه قد يساوي وليس كذلك، والله أعلم
الباب الثاني عشر
في معرفة الميل ونصف الفضلة ونصف القوس والدرجة من ارتفاع قطر المدار والارتفاع الذي لاسمت له وسعة المشرق ومعرفة السعة من الارتفاعين أما ارتفاع قطر المدار إذا كان موجودا فضع على خط المشرق وعلم على قدره ثم انقل لنصف النهار تجد الميل ولو حركت الخيط حتى يقع المرى على الأفق حاز السعة وقطع الخيط نصف الفضلة ونصف القوس أو على المنطقة وقع على الدرجة من المصاعدة إن كان الميل متناقصاً وإلا فمن الهابطة وإن شئت فضع على وسط السماء وأبعد عن المدار في الجهة الموافقة بقدر ارتفاع القطر ثم حرك الخيط حتى يقع على المرى على دائرة أول السماوات فما وقع تحته من المقنطرات فهو الميل
أما من الارتفاع الذي لاسمت له فعلم على تقاطعه من المقنطرات لأول السماوات ثم انقل لنصف النهار تجد الميل وان حركت الخيط وقع المرى على المنطقة وقع على الدرجة أو على الأفق حاز السعة وقطع الخيط نصف الفضلة ونصف القوس وإن شئت فضع على نصف النهار وابعد عن المدار في الجهة الموافقة بالارتفاع الذي لاسمت له وعلم ثم انقل لخط المشرق تجد المرى على الميل ولا يكون إلا موافقاً في هاتين المسئلتين إذ وجودا الارتفاعين إنما يكون في البروج الموافقة فقط
أما من سعة المشرق فضع على تقاطعهما من السماوات للأفق فما بين الخيط وخط المشرق هو نصف الفضلة وما بينه وبين نصف النهار هو نصف القوس فعلم على الأفق وانقل للمنطقة تجد الدرجة أو لنصف النهار تجد الميل وان شئت فضع على السعة من القوس فما قطع الخيط من المقنطرات في المدار فهو الميل فإن لم يكن المدار موضوعا فعلم على مقنطرة تمام العرض في نصف النهار ثم انقل للسعة من القوس تجد المري على مقنطرة الميل وحيث عرف الميل عرفت الدرجة وما قطع من السماوات فهو نصف الفضلة، ولله اعلم.
الباب الثالث عشر
في معرفة حد كل من الدائر وفضلة والسمت واستخراج كل منهما أما حدودها فالدائر قوس من مدار الكوكب فيما بين مركز الكوكب والأفق الشرقي ويقال أيضاً فيما بين مركز الكوكب والأفق من الجهة القربي مطلقاً سواء كانت من جهة المشرق أو المغرب فعلى الأول يكن هو الماضي من النهار مطلقا قبل الزوال وبعده وهو الدائر الحقيقى وعلى الثاني يكون هو الماضي من المشرق أن كان الارتفاع شرقياً والباقي للغروب إن كان غربياً وهو الاصطلاحي.
وفضل الدائر هو قوس من مدار الكوكب فيما بين مركزه ودائرة نصف النهار فعلى هذا يكون هو الباقي للزوال إن كان الارتفاع شرقياً والماضي منه إن كان غربياً وهو في الحقيقة فضل نصف القوس على الدائر مطلقا على الدائر الحقيقي وفضل الدائر الغربي على نصف القوس على الدائر مطقاً والسمت هو مقدار انحراف الكوكب عن دائرة أول السماوات وهو أيضاً قوس من المقنطرة التي عليها الكوكب فيما بين دائرة الارتفاع التي هو عليها ودائرة أول السماوات واما استخراجها فعلم على الدرجة أو على الميل فكلاهما واحد ثم انقل المرى بالخيط بقدر الارتفاع من المقنطرات فما قطع الخيط من معكوس القوس فهو فضل الدائر وما قطع من أوله زد عليه نصف الفضلة أن كان الارتفاع عربيا فهذا هو الباقي للغروب وهو الدائر واما على الحد الحقيقي فزد فضل الدائر في هذه الحالة على نصف القوس الشرقي يحصل الدائر وما قطع تحت المرى من عدد السماوات فهو سمت الوقت وجهته جنوب أن وقع المرى على السماوات الجنوبية شمال أن وقع على الشمالية وإن شئت قلت إن كانت الدرجة موافقة للعرض والارتفاع أقل من الارتفاع الذي لاسمت له أو الميل أكثر من العروض فالسمت موافق والا فمخالف.
اعلم ان السمت الموافق لا يزيد على سعة المشرق إلا إذا كان الميل أكثر من العرض وإذا كان الارتفاع مساوياً للميل كان السمت متساوياً لتمام فضل الدائر تنبيه متى كان موافقا والارتفاع أقل من ارتفاع قطر المدار والربع مقطوعاً فإن كان خارج خط المشرق من قوس الفضلة درجات تدل على المطلوب فالعمل كما مروا الا ان قطعه الخيط من هذه الدرج إذا القيته من نصف التعديل بقى الدائر وان زدته على ص حصل فضل الدائر وان لم يكن درج فانظر ان كان الأفق مع ما يليه من المقنطرات مطويا فحرك الخيط حتى يقع المرى على قدر الارتفاع من المقنطرات المطوية فما قطعه الخيط من أول القوس زده على ص يحصل فضل الدائر وانقصه من نصف الفضلة يبقى الدائر ويتعذر السمت في هذه الصورة الا أن تكون السماوات مطوية أيضاً وان كان تحت الأفق مقنطرات انحطاط فعلم على نظير الدرجة أو الميل وحرك الخيط حتى يقع المرى على الارتفاع من مقنطرات الانحطاط فما قطع من القوس زده وانقصه كما علمت يبقى الدائر وفضله فإن لم يكن الأفق مطويّا مع ما يليه ولا ثم مقنطرات انحطاط فعلم على الدرجة أو الميل وانقل المرى لمقنطرة الارتفاع فما وقع تحت المرى من السماوات فهو سمت الوقت فاحفظ ما قطع الخيط من السماوات على الأفق وانقل لتقاطع قدره من السماوات للافق من الجهة الأخرى فما قطع الخيط من القوس زده وانقصه كما مر يحصل الدائر وفضله وهذا الوجه لم أسبق إليه فإن يكن في الربع سماوات فضع الدرجة على مقنطرة الارتفاع وثبت الخيط ثم علم على المنطقة الاخرى وحرك الخيط حتى يقع المرى على الأفق فما قطع الخيط من القوس زده وانقصه كما عرفت يحصل الدائر وفضله ويتعذر السمت وإن شئت فعلم على الدرجة أو الميل وانقل المقنطرة الارتفاع ثم علم على الأفق ثم انقل لنصف النهار فما بين المرى والمدار من المقنطرات علم على مثله من الجهة الاخرى عن المدار وانقل المرى للافق فما قطع الخيط من القوس زده وانقصه تجد المراد، والله اعلم.
الباب الرابع عشر
في معرفة حدي فضل الدائر والسمت بغير حديهما المتقدمين ومعرفة فضل الدائرة إذا كان قوس الارتفاع محذوفا ومعرفة السمت من غير السماوات اما حدهما ففضل الدائر قوس من معدل النهار فيما بين دائرة نصف النهار ودائرة من دوائر الميول تمر بمركز الكوكب والسمت قوس من دائرة الأفق فيما بين دائرة الارتفاع التي عليها الكواكب وأول السماوات اما استخراجهما فعلم على الدرجة أو الميل وانقل المقنطرة الارتفاع واحفظ ما قطع الخيط من المقنطرات على المدار ثم ضع على نصف النهار وابعد عن المدار بقدر المحفوظ وعلم وانقل المرى للافق فما حاز من السماوات نقصه من ص يبقى فضل الدائر وان زدت على ذلك نصف التعديل في الموافقة ونقصتها في المخالفة حصل الدائر
تنبيه متى كان الارتفاع أقل من ارتفاع قطر المدار فضع المرى على الارتفاع من المقنطرات المطوية إن كانت والا فعلم على النظير وانقل لمقنطرات الانحطاط إن كانت فإن لم تكن فعلم على الدرجة أو الميل وانقل انحنط والارتفاع واحفظ ما وقع الخيط من السماوات على الأفق ثم انقل الخيط لتقاطع قدره للافق من السماوات الاخرى واحفظ ما قطعه الخيط في هذه الاحوال على المدار وعلم عليه في نصف النهار من احدى الجهتين وانقل المرى للافق فما حاز من السماوات زده على ص يحصل فضل الدائر وانقصه من نصف التعديل يبقى الدائر وجه آخر ضع على وسط السماء وابعد عن المدار بالارتفاع في جهة الميل إن كان فان لم يكن ميل فعلم في أي الجهتين شئت وحرك الخيط حتى يقع المرى على مقنطرة الميل إن كان وإلا فعلى الأفق فما حاز المرى من السماوات نرده على ص إن كان الميل موافقا والارتفاع أقل من ارتفاع قطر المدار يحصل فضل الدائر وانقصه من نصف الفضلة يبقى الدائر فإن كان الارتفاع أكثر من ارتفاع قطر المدار والميل معدوماً أو مخالفاً فما بين المرى ونصف النهار من الجهة الغربي هو فضل الدائر نقصه من نصف القوس يبقى الدائر وما قطعه الخيط من القوس فهو السمت وجهته موافقة إن كان الميل موافقا ووقع الخيط على قوس الارتفاع وإلا فمخالفة.
تنبية فان نزاد الارتفاع على الميل الأعظم وتعذر الأبعاد به فابعد به في الجهة الاخرى وإن شئت فضع على وتد الأرض الأرض وابعد عن المدار الأصغر بقدر زيادة الارتفاع على الميل ثم حرك الخيط فيهما حتى يقع المرى على الميل من مقنطرات الفضلة إن كان وإلا فعلى الأفق فما بين المرى ووتد الأرض من السماوات فهو فضل الدائر وما قطع الخيط من القوس هو السمت وهو مخالف إن كانت الفضلة مخالفة أو كانت موافقة ووقع الخيط على قوس الارتفاع وإلا فموافق فإن لم يكن فضلة تعذرت هذه الحالة، والله أعلم.
الباب الخامس عشر
في معرفة درجة الشمس والميل والغاية والسعة ونصف الفضلة وارتفاع قطر المدار من فضل الدائر والسمت ومعرفة السمت من فضل الدائر وعكسه كل ذلك إذا كان الارتفاع معلوماً صنع على فضل الدائر من معكوس القوس فإن كان أكثر من ص فضع على الزائد من قوس الفضلة إن كان وإلا فمن أول القوس وعلم على مقنطرة الارتفاع إن كان فضل الدائر أقل من ص أو أكثر واستعمل قوس الفضلة ان وضعت على الزائد من أول القوس والمقنطرات مطوية وانظر ما تحت المرى من السماوات في الحالتين الأوليين فهو السمت لهذا الارتفاع ثم حرك الخيط في هذه الأحوال حتى يقع المرى على المنطقة تجد الدرجة ولو نقلت لوسط السماء وجدت الميل والغاية أو للأفق وجدت السعة ونصف الفضلة أو لخط المشرق وجدت ارتفاع قطر المدار إن كان الميل موافقاً ومتى وضعت على الزائد من أول القوس ولم تكن المقنطرات مطوية فعلم على الأفق وانقل لنصف النهار فما بين المرى والمدار علن على قدره من الجهة الاخرى وانقل المرى بالخيط للافق وثبت الخيط وعلم حينئذ على مقنطرة الارتفاع وانقل المرى للمنطقة تجد الدرجة أو لنصف النهار تجد الميل والغاية أو للافق تجد السعة ونصف الفضلة أو بخط المشرق تجد ارتفاع القطر.
وجه آخر ضع على وسط السماء وعلم على الارتفاع من جهة الميل ثم حرك الخيط حتى يقع المرى على تمام فضل الدائر من السماوات الموافقة للميل من السماوات الموافقة للميل فإن كان فضل الدائر أكثر من تسعين فحتى يقع المرى على قدر الزيادة من السماوات المخالفة فما وقع تحت المرى من المقنطرات فهو الميل فاعرف منه الدرجة والسعة ونصف الفضلة وما وقع الخيط من أحدى القوسين فهو السمت وجهته كما مر في بابه ومتى تقدر الأبعاد بالارتفاع في جهة الميل فابعد في الجهة الآخرى أو ضع على وتد الأرض وابعد عن المدار الأصغر بزيادة الارتفاع على الميل الأعظم ثم حرك الخيط فيهما حتى يقع المرى على تمام فضل الدائر من السماوات المخالفة للميل فما وقع تحته من مقنطرات الفضلة فهو الميل وما بين الخيط وخط المشرق هو السمت.
وجه آخر فيما إذا كان القوس محذوفا ضع على تقاطع الأفق لتمام فضل الدائر من السماوات وعلم وانقل لنصف النهار فما بين المرى والمدار ضع تقاطعه له وعلم على منطقة الارتفاع تجد المرى على السمت ثم انقل للمنطقة تجد الدرجة أو لنصف النهار تجد الميل والغاية أو للافق تجد السعة واما فضل الدائر والدرجة والميل والغاية والسعة ونصف الفضلة ونصف القوس وارتفاع القطر من السمت فضع على تقاطع مقنطرة الارتفاع لسمت الوقت فما بين الخيط وخط نصف النهار من القوس فهو فضل الدائر فعلم وانقل للمنطقة تجد الدرجة أو لنصف النهار والأفق وخط المشرق تجد المسائل كما مر وجه آخر علم في نصف النهار على الارتفاع في جهة الميل أن أمكن والا ففي الجهة الاخرى ثم انقل للسمت من قوس الارتفاع إن كان موافقا للميل وعلمت على الارتفاع في جهته فإن علمت في خلاف جهته إو كان السمت مخالفاً للميل فمن قوس الفضلة هذا إذا كان التسطيح شمالياً وبالعكس إن كان جنوبياً فما وقع تحت المرى من السماوات فهو تمام فضل الدائر فإن تبين بالآخره أن الارتفاع أقل من ارتفاع قطر المدار فزد ما تحت المرى من السماوات على ص يحصل فضل الدائر وما وقع تحته من المقنطرات مطلقا فهو الميل وحيث عرف الميل علم منه الدرجة والسبعة ونصف الفضلة وارتفاع القطر، والله إعلم.
الباب السادس عشر
في معرفة الارتفاع من فضل الدائر والسمت إذا كانت الدرجة معلومة أو الميل علم على الدرجة أو الميل وانقل لفضل الدائر من معكوس القوس فإن زاد على ص فضع على الزائد من قوس الفضلة إن كانت وإلا فمن أول القوس إن كانت المقنطرات مطوية تجد المرى على مقنطرة الارتفاع من غير المطوية إلا ان وضعت على الزائد من أول القوس فإن لم تكن مطوية فعلم على النظير وضع على الزائد من أول القوس تجد الارتفاع من مقنطرات الانحطاط إن كانت وإلا فاحفظ ما قطع الخيط من السماوات عند الأفق للمحفوظ من السماوات الاخرى تجد المرى على مقنطرة الارتفاع.
وجه آخر ضع على مقاطعة تمام فضل الدائر من السماوات للأفق وعلم وانقل لنصف النهار واحفظ ما بين المرى والمدار ثم علم على الميل أو الدرجة وضع الخيط على تقاطع المحفوظ من المقنطرات للمدار تجد المرى على مقنطرة الارتفاع فإن كان فضل الدائر أكثر من ص فضع على تقاطع الزائد للأفق وعلم وانقل لنصف النهار واحفظ ما بين المرى والمدار ثم علم على الدرجة أو الميل وضع على تقاطع المحفوظ للمدار فما وقع تحت المرى من المقنطرات مطوية فاحفظ ما قطع الخيط من السماوات على الأفق وضع على تقاطع قدره من السماوات الأخرى للأفق أيضاً تجد المرى على مقنطرة الارتفاع.
وجه آخر ضع على تقاطع مقنطرة الميل في جهته لتمام فضل الدائر من السماوات الموافقة للميل إن كان فضل الدائر أقل من ص وإلا فعلى تقاطع مقنطرة الميل للزائد من المخالفة له فإن لم يمكن المقاطعة ففي مقنطرات الفضلة وعلم وانقل لنصف النهار مطلقا فما بين المرى والمدار هو الارتفاع واما الارتفاع من السمت فعلم على الدرجة أو الميل وانقل المرى لسمت الوقت في جهته تجده على مقنطرة الارتفاع وجه آخر ضع على السمت من قوس الارتفاع ان وافق جهة الميل وعلم على مقنطرة الميل إن أمكن وانقل لنصف النهار فما بين المرى والمدار فهو الارتفاع فإن لم يمكن فضع على السمت من قوس الفضلة وعلم على الميل من مقنطراتها أو انقل لوسط السماء تجد الارتفاع كما مر أو لوتد الأرض ونرد ما بين المرى.
والمدار الأصغر على الميل الأعظم يحصل الارتفاع فإن خالف السمت الميل فضع على السمت من قوس الفضلة وعلى الميل من مقنطرات الربع هذا إن كان التسطيح شمالياً وإلا فاعكس الوضع والتعليم بان تضع على السمت من قوس الارتفاع وتعلم على الميل من مقنطرات الفضلة ثم انقل لوسط السماء تجد الارتفاع كما تقدم، ولله أعلم
الباب السابع عشر
في معرفة تعريف ساعات الليل والنهار واستخراجها والماضي والباقي منها أما تعريفها فهي نوعان أحدهما تسمى الساعاة المستوية وكل ساعة منها ثلث ثمن الدور وتختلف أعدادها ولا يختلف مقدارها والنوع الآخر يسمى الساعات الزمانية وهي التي تختلف باختلاف الزمان ويختلف مقدارها ولا يختلف أعدادها وهي نصف سدس قوس النهار واما استخراجها فهو ان تجعل قوس النهار ولكل خمسة عشر درجة منه ساعة وما بقي دون خمسة عشر فانسبه منها يحصل عدد ساعات الليل المستوية وإما الماضي منها فالق الدائر الحقيقي كل خمسة عشر درجة ساعة والباقي انسبه منها واقسم الدائر على خمسة عشر يخرج الماضي من ساعات النهار أطرحه من ساعات النهار يبقى الباقي للغروب ساعات وكذا تفعل في الدائر من الليل واما الزمانية فانظر ان كانت موضوعة بين المدارين فعلم على الدرجة وانقل المرى بالخيط للخيط الخامس الذي يلي وسط السماء فما يقطع الخيط مرة معكوس القوس فهو مقدار الساعة الواحدة الزمانية وقوس النهار اثنى عشر ساعة زمانية دائما لا يختلف أعدادها وإنما يختلف مقداره كل ساعة منها وكذا الليل فإن علمت نظير الدرجة ونقلت الخط الخامس كما مر قطع من معكوس القوس مقدار الساعة الزمانية الليلية وكذا إن طرحت النهارية من ثلاثين واما الماضي والباقي فعلم على الدرجة أو الميل وضع الخيط على الارتفاع فما حاز المرى من الساعات نحو الأفق فهو الماضي من الشروق أو الباقي للغروب وما بينه وبين وسط السماء هو الباقي للزوال أو الماضي منه وأن وضعته على كل ساعة منهما كان ما تحته من المقنطرات هو ارتفاعها وما تحته من السماوات هو سمتها في ذلك اليوم فإن كان الأفاقية موضوعة فوق المدار الأصغر فضع على ؟ وعلم على السادسة التي هي نصف دائرة ثم ضع على الارتفاع فما حاز المرى نحو خط المشرق فهو الماضي من الشروق أو الباقي للغروب وما حاز نصف النهار وهو الباقي للزوال أو الماضي منه فإن لم تكن الساعات موضوعة في المربع فاقسم نصف القوس على ستة أو قوس النهار على اثني عشر يخرج مقدار الساعة الزمانية وكذا لو زدته سُدس نصف التعديل على خمسة عشر في البروج الموافقة ونقصته من المخالفة وان قسمت قوس الليل على اثني عشر خرج مقدار الساعة الزمانية الليلة وأما الماضي أو الباقي منها فاسقط الدائر على مقدار الساعة يخرج فيها الماضي من ساعات النهار اسقط لك من اثنى عشر يبقى الباقي من ساعات النهار وكذا تفعل في الدائر من الليل وأما مقدار الزمانية من عدد المستوية وعكسه فزد على عدد المستوية ربعه يحصل مقدار الواحدة الزمانية وان القيت من قدر الزمانية خمسه يبقى عدد المستوية والله سبحانه وتعالى أعلم
الباب الثامن عشر
في معرفة حد الظل واستخراجه من الارتفاع وعكسه وأما حده فاعلم أن الظل على قسمين مبسوط وهو الذي ينقص بزيادة الارتفاع وهو المأخوذ من المقاييس القائمة على سطح الأفق ومنكوس وهو الذي يزيد بزيادة الارتفاع وهو المأخوذ من المقاييس الموازية للأفق قالهُ ابن يونس والظل الذي اياه اراد أهل العلم هو مايسة الشخص القائم على زويا قائمة على السطوح المستقيمة المخطوط الموازية لسطح دائرة الأفق من شعاع الشمس ؟جميعا فيما علمت أن الظل المأخوذ بالرصد إنما هو لارتفاع مركز الشمس حينئذ وقد ؟ جميعا ووطي بعضهم مكان قدم بعض لقلة التأمل والصحيح هو انا متى اخرجنا من ذروة الشخص القائم خطاً مستقيماً في سطح دائرة الارتفاع بماس كرة الشمس مما يلي سمت الرأس ويمر على استقامة إلى السطح الذي يقع عليه الظل فان تلك النقطة التي ماس عليها الخط المخرج كرة الشمس ويكون بين هذا الارتفاع وبين ارتفاع مركز الشمس دوين نصف قطر الشمس لما تبين في كتاب الأكر وضح ما ذكرت ببرهان هندسي يعلم صحته العلماء بالبراهين الهندسيّة إن شاء الله تعالى فاقول قولاً مسلماً لاتنازع فيه قلت وذكر شكلاً هندسياً ليس هنا موضع ذكره وقد نقلته عنه في غنية السائل في تحرير المسائل والذي رايته من كلام المتأخرين كابي على المشركتى وجدي عبد الله المارديني وغيرهما تقتضي أنه لارتفاع مركز الشمس والتحقيق ما ذكره ابن يونس فإنه المشاع بالعيان ويشهد له العقل والحس وإذا تقدر ذلك فاعلم فضل أن الدائر والسمت والارتفاع الذي لاسمت له إنما هو الارتفاع المأخوذ وهو ارتفاع النقطة التي بينها وبين مركز الشمس دوين نصف قطرها كما علمته سابقاً والله أعلم. وقوس الظل الموضوع في الآلة قد يكون مبسوطاً وهو الذي تتضايق اجزاؤه من جهة أول القوس وله قامة ينسب إليها تعلم بوضع الخيط على مه من قوس الارتفاع فإن قطع من أجزاء الظل س فيسمى أصابع وان قطع ستة أو ثلثا أو نصفاً أو ثلثين أو سبعة فاقدام وإن قطع خمسة ففضله وإن أردت الظل لأي ارتفاع شئت فضع الخيط على قديره من أول القوس فما قطع من قوس الظل فهو ظل ذلك الارتفاع مبسوطاً ان كان الموضوع في الآلة مبسوطاً وإلا فمنكوُساً فإن أردت الظل الآخر فضع على تمام الارتفاع فما قطع من قوس الظل فهو الظل الاخر فإن لم يكن قوس الارتفاع موضوعاً فضع على تقاطع الارتفاع من السماوات للافق وعلم وانقل لنصف النهار فما بين المرى والمدار من المقنطرات ضع الخيط على تقاطعه له فما قطع من قوس الظل المطلوب بشرطه وإن أردت الظل الاخر فاستعمل تمام الارتفاع يحصل المراد لان ظل كل ارتفاع مبسوطا هو ظل تمامه منكوساً وبالعكس فإن كان الارتفاع مه استوى الظلان وكان كل منهما قدر القامة فإن كان الارتفاع أقل من مه كان المبسوط أكثر من القامة المنكوس أقل منها وبالعكس إن كان الارتفاع أكثر وإذا ضربنا المبسوط في المنكوس حصل قدر مربع القامة أبداً فعلى هذا إذا تغذر اخراج أحد المطلبين بعدم وقوع الخيط على أجزاء الظل فاستخرج الظل الآخر واقسم عليه مربع القامة يخرج الذي تعذر وإما الارتفاع من الظل فضع على قدر الظل من قوسه فما قطع الخيط من أول قوس الارتفاع فهو ارتفاع الظل المفروض إن كان موافقا للقوس الموضوع بأن يكونا مبسُوطين أو منكوسين وإلا فمن آخره وإما قول الموقين في رسائلهم فما قطع من أول القوس فهو الارتفاع إن كان الظل مبسوطا وإلا فمن آخره فهو مبنى على أن القوس الموضوع مبسوط وهو الغالب فإن لم يكن قوس الارتفاع موضوعاً فضع الخيط على الظل فما قطع من المقنطرات على المدار بعد عنه بقدره على نصف النهار وعلم وانقل للأفق مما حاذ المرى من السماوات فهو الارتفاع بشرطه فإن لم يكن وضع الخيط على قدر الظل المحفوظ من قوسه فإن زاد عليه فاقسم عليه مربع القامة يحصل الظل الآخر فاستخرج ارتفاعه كما مر يحصل المطلوب، ولله اعلم.
الباب التاسع عشر
في معرفة وقت الظهر والعصر والمغرب ومعرفة الدائر بين الظهر والعصر والداير بين العصر والغرب اعلم أن وقت الظهر يدخل بزوال الشمس بالاجماع واخره مصير ظل الشيء مثله غير ظل الزوال وبه يدخل وقت العصر لما روينا في صحيح مسلم عن رواية ابن عمر وبن العاص رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال وقت الظهر إذا زالت الشمس ما لم تحضر العصر لكن لا بد من زيادة وإن قلت يتحقق بها دخول الوقت وهل هذه الزيادة من وقت العصر أو من وقت الظهر أو وقت الظهر أو وقت مخلل بين الوقتين الصحيح من مذهب الشافعي رضي الله عنه أنها من وقت العصر إلا أن خرج وقت الظهر لا يكاد يعرف بدونها وآخر وقت العصر غروب الشمس لما روينا عن ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمر وبن العاص أن النبي ﷺ قال وقت العصر ما لم تغرب الشمس والاختيار أن لا تؤخر عن مصير ظل الشيء مثليه وهذا هو أول وقت العصر عند الأمام أبي حنيفة خلافاً لصاحبيه والأئمة الثلاثة وبه يخرج وقت العصر عند الإصطخري من أصحاب الشافعي وعندما لك بالنسبة إلى غير أرباب الضرورات تمسكا بظاهر حديث جبريل وهو محمول عندنا على بيان الأوقات المختارة وبين التي فيها فضيلة دون فضيلة أول الوقت ووقت الظهر كان اختيار ويدخل وقت المغرب بعد جميع الشمس وقيل لابد من غيبة الضوء المستعلى عليها حكاه الماوزدي ويبقى وقتها إلى أن يغيب الشفق الأحمر هذا هو القول القديم المنقول على الشافعي وهو جديد أيضاً لان الشافعي علق القول به في الاملا وهو من الكتب الجديدة على ثبوت الحديث وقد ثبتت أحاديث في مسلم وغيره وصحح هذا القول جماعة كثيرة من الفقهاء والمحدثين ورجع إليه أبو حنيفة وفاقا لصاحبيه وعليه العمل والفتوي وقوله الجديد لقول مالك أنه يقتضي بمضى قدر طهارة وستر عورة وأذان وإقامة وخمس ركعات والمذهب الأول وقد ذكرت الخلاف في ذلك والأدلة في كتابي المسمى اليواقيت ووفي شرحي المسمى بتحفة المحتاج وفي أصله ويعرف وقت الزوال بتحويل جرم الشمس عن خيط المساترة وخروجه عنه خروجاً بينا وبزيادة الظل المبسوط بعد نهاية قصره وبحدوثه بعد عدمه وبنقص الغاية بعد انتهائها ويمضى نصف القوس متمكناً وكذا فضل الدائر الشرقي ويعرف دخول وقت العصر بصيرورة ظل الشيء مثله غير ظل الزوال وآخر وقت الاختيار صيرورة ظل الشيء مثليه بعد ظل الزوال أو بمضي المدة التي بينه وبين الظهر متمكته أو المغرب بغروب الشمس أو بمضي الدائر بين العصر والمغرب المستخرج من الآلة أو الجداول مع زيادة أقلها نصف درجة وقد أوضحت ذلك في نظم اليواقيت. فإذل علمت ذلك نضع درجة الشمس على خط العصر فما بين الخيط ونصف النهار هو فضل دائر العصر المسمى بين الظهر والعصر وما قطع من أول القوس زد عليه نصف التعديل في الموافقة وإلا فانقصه يحصل الدائر بين العصر والمغرب المسمى بالباقي للغروب ولا بد من الزيادة المتقدمة وما وقع تحت المرى من المقنطرات هو ارتفاع أول وقت العصر ومن السماوات هو سمته أيضاً فإن لم يكن هذا الخط موضوعاً فضع الخيط على الغاية وانظر ما قطع من قوس الارتفاع العصر الموازي لقوس الارتفاع إن كان فهو ارتفاع العصر فانقل درجة الشمس لقدره من المقنطرات يحصل ما تقدم فإن لم يكن قوس الارتفاع موضوعاً فضع الدرجة على خط العصر إن كان موضوعاً يقع المرى على ارتفاع العصر وسمته فاحفظ ما قطع الخيط من المقنطرات على المدار وأبعد عنه بقدره على نصف النهار وعلم وانقل للأفق فما حاز المرى من السماوات اسقطه من ص يبقى ما بين الظهر والعصر أو نرد عليه نصف الفضلة في الموافقة وانقصها في الموافقة يحصل الدائر بين العصر والمغرب فإن لم يكن خط عصر فضع على تقاطع الغاية للأفق وعلم وانقل لنصف النهار فما بين المرى والمدرا ضع الخيط على تقاطعه له فما قطع من قوس العصر الموازي للمدار فهو ارتفاع العصر فإن لم يكن موضوعاً فاعرف ظل الغاية ونرد عليه قامته يحصل ظل العصر استخراج ارتفاعه فهو ارتفاع العصر انقل الدرجة لقدره يحصل المطلوب وإن نردت على ظل الغاية ضعف قامته حصل آخر وقت الاختيار فاعرف ارتفاعه وفضل دائرة كما تجد المراد ولك أن تستخرج ذلك ببقية الأوجه كما عرفت، والله اعلم. الباب العشرون
معرفة وقت العشاء ووقت الفجر وحصتهما وحدهما واستخراجهما يعرف وقت العشاء بغروب الشفق باتفاق الأئمة أو بمضي قدر حصّته من الغروب والشفق هو الحُمْرَة المتعرضة في أفق المغرب بعد الغروب عند إمامنا الشافي ومالك وأحمد في قوله وصاحبتي أبي حنيفة رضي الله عنهم أجمعين، وقال أبو حنيفة وأحمد في القول الآخر أنه البياض الذي بعده الحمرة وفرق الحوفي من أصحابه يجعله في السفر كالأول وفي غيره كالثاني كما هو مبينا في كتب الفقه وصحته هي التي المدة بين غروب الشمس ومغيبه وحدها قوس من مدار الشمس فيما بين مركزها والأفق الغربي حال كونها محنطة عن الأفق الغربي سبعة عشر درجة على الصحيح ويمتد وقتها إلى طلوع الفجر عند الشافعي وأبي حنيفة وعليه العمل والفتوى وعند الإصطخري ينقضي بمضى ثلث الليل الأول وهو عندنا آخر وقت الاختيار وباقي الليل وقت جواز وقال الشيخ أبو حامد في تعليقه أن لها وقت كراهة أيضاً وهو ما بين الفجرين ويعرف وقت الصبح بطلوع التي الصادق وهو المنتشر ضوءه معترضاً بالأفق الشر في للأحاديث الصحيحة والاجتماع أيضاً أو بمضى قوس الليل خلا حصة الفجر وهي المدة التي يكن طلوع الفجر وطلوع الشمس ويمتد إلى الشروق عند الشافعي وأبي حنيفة وغيرهما وقال الإصطخري الضرورات تمسكا بحديث جبريل وهو عندنا آخر وقت الاختيار وبعده وقت جواز إلى طلوع الحمرة وقت كراهة إلى أن يبقى للشروق مقدار لا يسع الصلاة وحدها قوس من مدار الشمس فيما بين مركزها والأفق حال كون الشمس منحطة عن آفق المشرق يط درجة على الصحيح وقيل أن المعتبر في الحصتين أن تكون الشمس منحطة يجـ فيهما وهذا مردود عقلاً وشرعاً الا على قول أبي حنيفة فيتجه من جهة تساوي الحصتين فكان هذا الراصد حنيفا وقيل بعتبر يط في الشفق و يط في الفجر وقيل غير ذلك قال الاستاذ طيبغا البكلمشي ثم رأى المراكشي وفضلا المصريين الفجر على ك والشفق على لو ورأى النصير الطوسي وفضلا المشرق والشام الفجر على يط والشفق على كما تقدم قلت ورأيت في بعض الرسائل القديمة المجهولة في كل من الهتين زيادة ربع درجة على رأى المراكشي ومن معه وهو غريب بل أغرب من هذا ان الخلاف المشهور في الحصتين إنما هو في درجات صحاح من غير كسور وقال الشيخ جمال الدين المارديني وقد امتحنهما بعض حذاق المتأخرين في سنين متولية يعنى الشيخ علاء الدين ابن الشاطر فوجدالثمانية عشر وقت أسفار والعشرون وقت غلس قال والحق فيهما الزيادة والنقص بحسب العوارض الحادثة مثل صفا الجو وكدورته وقوة البخار وخفته وشدة الهواء وقته ووجود القمر وغيبوبته وضعف نظر الراصد وحدثه والذي اعتمد عليه محققوا هذا العلم من الرصاد وغيرهم كالنصير الطوسي والمؤيد العرضي وأبي الريحان البيروني وغيرهم من ائمة الرصاد وتبعهم إبن الغزولى وابوطاهر وغيرهما أن الشمس إذا إنحطت عن أفق المغرب يز غرب الشفق وإذا صارت منحطة عن أفق المشرق يط يطلع الفجر قلت وهذا عليه عامة الموقتين وأهل هذا العلم من مشائخنا وغيرهم الطبقة التي ادركناها والطبقة التي قبلها من مشائخ أشياخنا وغيرهم ولاعبرة بما يفعله بعض من لا درية له بالصناعة ولا المام له بالعلم وأهله واعلم ان الفجر فجر ان صادق وهو المعتر وكاذب يسيق الصادق في الطلوع ويطلع مستطيلا فوق العصابة السودا التي يكون في آخر الليل وهذه العصابة من الخيط التي يتبين من تحته الخيط الأبيض وهو الفجر الصادق واما استخراجهما فضع درجة الشمس على قوس ایهما اردت فما قطع من قوس الارتفاع فهو مقدار الحصة المطلوبة فان لم يكن قوس الارتفاع موضوعا فاعرف ما قطع الخيط من المقنطـرات على المدار وابعد عنه بقدره على نصف النهار وعلم بالمرى وانقله للأفق فما حاز من السماوات فهو المراد بشرط أن يكون قوس الشفق مقاطعاً لمقنطرة ير عند المدار أيضاً وقوس الفجر مقاطعاً لمقنطرة يط عند المدار أيضاً والا فلا يستعملها وإن شئت فعلم على نظير الدرجة وانقل المرى لمقنطرة نز للشفق و يط للفجر ونرد على ما قطع الخيط من القوسين نصف الفضلة في المخالفة وانقصه في الموافقة تحصل الحصّة المطلوبة وان شئت فاستخرجها بالوجهين الآخرين بان تستخرج الدائر لارتفاع نز أو يط بدرجة النظير فهو المراد تنبيه فإن كانت غاية النظير يط فما دونها فالنصف الثاني من الليل حصة الفجر مطلقاً ثم أن كانت أكثر من بر فاستخراج حصة الشفق كما مر ويكون جوف الليل هو الفضل بين الحصتين ويقع ذلك حيث كان العرض يز درجة وربعاً وسدساً فأكثر فإن كانت غاية النظير يز درجة فأقل فالنصف الأول من الليل حصة الشفق والثاني حصة الفجر وينعدم جوف الليل ويسقط وقت العشاء عند أبي حنيفة رضي الله عنه وقال الجدي عبد الله رحمه الله إذا انقضت غاية النظير عن يز فالنصف الأول من النصف حصة الشقق والثاني حصة الفجر وينعدم جوف الليل مفهومة ان كانت غاية النظير يز من غير نقص لا يكون الحكم كذلك والصواب ما ذكرناه ويقع ذلك حيث كان العرض يط درجة وربعاً وسدساً فأكثر على الصحيح وهو مجموع الميل الأعظم وغاية المنقلب المستوى وان بنيناه على الخلاف المذكور في الميل والحصص تحصل أقوال كثيرة المعتد منها ما ذكرته، والله اعلم.
باب الحادي والعشرون
معرفة حد سمت القبلة واستخراجه أما حده فهو قوس من دائرة الأفق فيما بين نقطة المشرق والدائر المارة باقطاب من دوار الارتفاع اعنى قطبي أفقك وقطبي أفق مكة وكذا حد سمت أی بلد شئت أما استخراجه فضع على خط نصف النهار وابعد عن المدار بقدر عرض مكة فجهته ثم انقل لفضل الطولين من معكوس القوس فما وقع تحت المري من السماوات فهو سمت مكة وجهته معلومة مما نتقدم وما وقع تحته من المقنطرات فهو ارتفاع سمت القبلة فان لم يكن الربع سماوات فاحفظ هذا الارتفاع ثم علم عليه في وسط السماء في جهة مكة وحرك الخيط حتى يقع المرى على عرض مكة من المقنطرات فما قطع من القوس فهو سمت القبلة فإن كان في الربع سمت وعلم الارتفاع وجهل فضل الطولين فعلم في وسط السماء على عرض مكة وانتقل المرى لمقنطرة الارتفاع تجده على سمت القبلة وجه آخر ضع على تقاطع المقنطرة المساوية كعرض مكة لتمام فضل الطولين من السماوات الموافقة لعرض مكة فالجهة وعلم على التقاطع وانقل لنصف النهار فما بين المرى والدار فهو ارتفاع سمت القبلة فكمل العمل أما سمت أی بلد شئت فهو ارتفاع سمت القبلة كما تقدم أی تبعد على نصف النهار عن المدار بقدر عرض البلد المفروض في جهته وينقض لفضل الطولين من معكوس القوس تجد المرى على سمت البلد المفروض وعلى ارتفاعه وكذا بقية الأوجه المتقدمة كما علمت أما جهته فإن كان البلد المفروض عرضه مخالف لعرض بلدك فسمته مخالف وان كان موافقا وهو أكثر من عن بلدك أو مساو فسمته موافق وان كان أقل فاستخرج الارتفاع الذي لاسمت له بالميل المساوى لعرض البلد المفروض فإن كان أقل من ارتفاع سمتها فهو مخالف وإن كان أكثر فهو موافق فان تساويا فالبلد على خط المشرق والمغرب ببلدك ثم انظر إن كان مكة أو والبلد المفروض أطول من بلدك فسمته شرقي وإن كان اقل طولاً فسمته غربي فإن تساوى فالبلدان على خط وسط السماء فإن كان البلد المفروض أعرض من بلدك فسمته في هذه الحالة وجهته موافقه لجهة عرض بلدك فجهة سمتها جهة القطب الظاهر في بلدك والأفقي جهة الخفي تنبيه فإن عدم الغرضان فالبلد على خط المشرق والمغرب إذا تساويا فب العرض كما كوشار فقداخطا وقد نبهت على ذلك فالمطلب ونظم اليواقيت وغنية السائل وغيرهما مسئلة لإذا فرضناه فضل بين بلدنا وبلد آخر قف درجة فإن كان كل من البلدين ليس له عرض أو كان لكل بينهما عرض والعرضان متساويان في الكل ومختلفان في الجهة فسمت رؤس وأهل كل البلد بالنسبة إلى آخر معكوسه وحيث توجهت في أحد البلدين من شرق وغرب وشمال وجنوب كنت متوجها إلى البلد الأخر في هاتين الصورتين فقط واما غيرهما من الصور كان سمت كلا من البلدين في الاخر ص وليس له انحداف عن خط نصف النهار ثم إن كان لبلدنا عرض وليس للاخر عرض أوله عرض موافق لعرض بلدنا أو مخالف وهو أقل منه في الكم فان جهتها جهة القطب الظاهر بلدنا مطلقا فإن لم يكن لبلدنا عرض وللبلد المفروض عرض فجهتها جهة عرضها مطلقا وبنينا على التقسيم ما لو كنا في بلاد الجنوب في بلد عرضها أحدى وعشرين درجة وفضل الطولين بينهما وبين مكة قف فإن القبلة تكون في كل من الجهات الأربع على السواد فصلي كيف شئنا وان كنا في بلد ليس له عرض أو عرضه شمالي قل أو کٹر أو في بلد عرضه جنوني وهو أقل من عرض مكة فالقبلة في البلدة التي نحن فيها في جهة الشمال وان كنا في بلدة جنوبية وعرضها أكثر من عرض مكة فالقبلة في جهة الجنوب كل ذلك على خط نصف النهار وهذه المسئلة من المسائل النفيسة المهمة فبعض عليها بالنواجذ فإنك لم تجدها على هذا النمط في كتاب والله الهادي إلى الصواب.
فصل قال ابن القاصح في كتابه المسمى بالمنهل العذب ما صوته الباب التاسع والخمسون في ذكر ما تدعوا إليه ضرورة الحجاج من معرفة سمت القبلة في منازل الحجاز من بلدنا مصر إلى مكة شرفها الله تعالى فسمت قبلة مصر سبعة وثلاثون درجة تعمل إلى منزلة السويس ومن السويس إلى تحل اثنان وأربعون ومن تحل إلى عقبة ابليا ستة وأربعون درجة ومن العقبة إلى عيون القصب خمسون ومن عيون القصب إلى الينبع وهو أول بلاد الحجاز ثمانون ومن الينبع إلى بدر تسعون ومن بدر إلى الجحفة ويقال لها رابع ثمانون ومن الحجفة إلى خليص ستون ومن خليص إلى بطن مروا أربعون وكل ذلك في الربع الشرقي الجنوبي وكل هذه السماوات قدر رصدها الاقدمون ونقلها ابن شمعون وغيره فاعتمد عليها وبالله التوفيق قلت وقد وافقه الشيخ شمس الدين ابن الغزولي في نقلها عن رصد الأقدمين ولم يختلفا إلا في سمت مصر فقال أنه ثمانية وثلاثون وفي سمت العقبة فقال أنه ستة وأربعون وفي أيدي الناس سماوات كثيرة مختلفة مخالفة لهذه، والله اعلم بالصواب من ذلك وليعتمد على ما ينقل عن الأئمة دون غيره فائدة اضرب تمام ارتفاع سمت البلد المفروض في ستة وستين وثلثين أربعة الآف ذراع وإن قسمت عدد الأميال على ثلاثة خرج ما بينهما من الفراسخ وإن قسمت عدد الفراسخ على أربعة خرج ما بينهما من الايردة وإن شئت فاضرب تمام ارتفاع هذا السمت في خمسة ونصف تسع وهي ه يجـ كـ يحصل ما بين البلدين من الابردة وان ضربت عدد الابردة أربعة حصل ما بينهما من الفراسخ واذا ضربت عدد الفراسخ في ثلاثة ما بينهما من الفراسخ في اثنى عشر واذرع الميل حصل هاشمية والذراع الهاشمي ست قبضات والقبضة أربع اصابع والاصبع عرضت ست شعيرات بطون بعضها إلى بطون بعض من الشعير المتوسط والشعرة ست شعرات من ذنب البردون والله أعلم.
باب الثاني والعشرون
في تعريف الجهات واستخراجها اما تعريفها فهي وسط الشمال ووسط الجنوب ووسط المشرق ووسط المغرب اما استخراجها فاستخرج سمت الوقت وجهته فإن كان شرقياً جنوبياً أو غربياً جنوبياً أو شرقياً شمالياً فضع على قدره من معكوس القوس وثبت الخيط عليه بشمعة أو نحوها وضع الربع على أرض مستويه بحيث يوازي سطحه الأفق ويكون مركزه بجهة الشمس وعلق شاقولا في خيط وسائر بظله خيط الربع حتى يطابقه من المركز إلى الخيط فحينئذ يكون الربع موضوعاً على الجهات وخطه الذي ابتدأت منه بعدد السمت هو خط المشرق والمغرب والاخر خط نصف النهار فخط إلى جانبي الربع خطين مستقيمن متقاطعين على قوائم بحيث يكون بينهما أربعة أرباع فهذه هي الجهات واعلم أن خط المشرق والمغرب يفصل بين الشمال والجنوب وطرفاه نقطتا المشرق والمغرب وخط نصف النهار يفصل بين المشرق والمغرب وطرفاه نقطتا الشمال والجنوب واعلم إنك متى استقبلت المشرق كان الجنوب عن يمينك والشمال عن يسارك والمغرب خلفك فعلى هذا يكون لكل ربع جهتان جهة من المشرق والمغرب وجهة من الشمال والجنوب والذي بين نقطتي المشرق والشمال شرقي شمالى والذي بين نقطتي المغرب والجنوب غربي جنوبي والذي بين نقطتي الجنوبي والمشرق شرقي جنوبي فاكتب على طرفي في خط نصف النهار علامة الجنوب والشمال فهذة بين الجهات وجه آخر ضع الخليط على قدر سمت الوقت من آخر قوس الفضلة ان كان شرقياً جنوبياً أو كان غربياً شمالیاً والا فمن أوله وضع الربع على سطح الأرض بشرطه وعلق شائولا في خيط وساتر بظله خيط الربع فيكون الربع منطبقا على جهات وخطه الذى ابتدأت منه بعدد السمت هو عدد المشرق والمغرب فخط إلى جانبيه خطين مستقيمين كما تحصل الجهات وهذا خاص بالربع الكامل وجه آخر ضع على السمت من أول قوس الارتفاع إن كان شرقياً جنوبياً أو كان غربياً شمالياً وإلا فمن أول الفضلة وكمل العمل تحصل الجهات وجه آخر فيما إذا كان قوس الارتفاع محذوفاً ضع على تقاطع الأفق لقدر سمت الوقت إن كان شرقياً جنوبياً أو غربياً شمالياً والا فضع على تقاطع الأفق لتمام السمت وعلم بالمرى وانقل لنصف النهار فيما بين المرى والمدار احفظه على تقاطع المحفوظ للمدار الخيط وساتره بالخيط المثقل فيكون موضوعاً على الجهات وإن شئت ان تقطع على السمت من قوس الفضلة بشرطه وكان محذرفاً فضع أولا على تقاطع قدر تمام السمت للمداران كان شرقياً جنوبياً أو غربياً شمالياً والا فعلى على تقاطع السمت للمدار وانظر ما قطع الخيط من عدد المقنطرات احفظه وابعد عنه بقدرة على نصف النهار وانقل المرى للأفق وثبت الخيط فهذا قائم مقام الوضع على قوس الفضلة يصير هذا الوجه كالوجه الثاني الان الخيط موضوع تقديراً اعلم انه متى كانت الشمس على الأفق فالسعة هي السمت وإن كان الارتفاع لاسمت له فظل الخيط المثقل على خط المشرق والمغرب ومتى كان السمت ص بأن كان وقت الاستواء فظل الخيط هو نصف النهارا ثم على كل منهما خطاً مستقيماً كما عرفت تحصل الجهات والله اعلم.
الباب الثالث والعشرون
في معرفة استخراج الجهات بطريقة الدائرة الستينية ومعرفة الجهات من غير دائرة ومن غير معرفة سمت الوقت ومعرفة الجهات أيضاً من غير ارتفاع أصلاً كل ذلك من الشمس إذا كانت ظاهرة ولها شعاع ومعرفة الجهات من الكواكب الثابتة ومن الشمس إذا كانت منكسرة الشعاع من الربع ومن الدائرة أيضاً افتح برکارا فتحه ستینیة بأن تضع إحدى رجليه في مرکز الربع وتفتح الآخرى إلى أن تبلغ طرف قوس الارتفاع أو بأن تضع أحدى رجليه في أول القوس والآخرى على آخر الستين من القوس فهذه الفتحة الستينية فادر به ح دائرة في سطح مستو يوازي سطح الأفق وعلم مركزها على شاقولا في خیط وساتر بظله مرکز الدائرة ويحيطها ثم علم ظل الخيط علامة عند المحيط من جهة الشمس في علامة السمت من جهة المشرق إن كان غريباً ثم افتح البكار من اقسام قوس الارتفاع الذي اعتبرت به الفتحة الاولى بقدر سمت الوقت وضع احد ساقيه في علامة السمت وعلم بالآخر علامة في خلاف جهته من الجنوب والشمال فهذه العلامة هي نقطة المشرق إن كان الارتفاع شرقياً ونقطة المغرب إن كان غربياً وإن شئت فعلم علامة السمت في خلاف جهة الشمس ثم علم العلامة الثانية في جهة السمت تحصُل نقطة المشرق إن كان الارتفاع غربياً ونقطة المغرب ان كان شرقياً فاخرج منه خط مستقيما مارا بالمركز ونفذه للجهة لاخرى فهو خط المشرق والمغرب بعد بخط آخر يحصل خط نصف النهار ولك أن تبعد عن علامة السمت إن كان جهة الشمس بقدر تمامه في جهة تحصل نقطة الجنوب إن كان السمت جنوبيا ونقطة الشمال إن كان شمالياً فاخرج من النقطة خطا مستقيما مارا بالمركز ونفذه للجهة الاخرى وفهو خط نصف النهار وإن كانت علامة السمت في خلاف جهة الشمس فابعد عنها بتمام السمت في خلاف جهة يحصل نقطه الشمال إن كان السمت جنوبياً والإ فنقطة الجنوب فاخرج منها خط نصف النهار واقم عليه خطا مستقيما فهو خط المشرق والمغرب وتنقسم الدائرة بهما أربعة أرباع واما معرفة الجهات من غير دائرة ومن معرفة السمت فطريقه أن يتعلق شاقولا في خيط کما علمت ثم نأخذ ارتفاعا قبل الزوال وبعد من الزوال كان احسن وتحط الارتفاع ثم ترصُد الارتفاع بَعد الزوال وتقيم الخيط المثقل أيضاً بحيث يقع ظله مقاطعاً للخط الأول فإذا صار الارتفاع مساوياً للارتفاع المحفوظ فخط على ظل الخيط خطاً مقاطعاً للأول فيصير للخطين طرفان من جهة المشرق وطرفان من جهة المغرب ثم افتح البركار فتحة مجهولة وضع إحدى رجليه في تقاطع الخطين ثم علم برجله الآخرى أربع علامات في الخطين ثم اجمع بين العلامتين الشرقيتين أو الغربيين بخط مستقيم فهو خط نصف النهار وإن جمعت بين علامتي أحد الخطين الشرقية وبين علامة الخط الاخر الغربية بخط مستقيم كان هو خط المشرق والمغرب فمده مع خط نصف النهار بحيث يحدثا أربعة أرباع تحصل الجهات واما معرفة الجهات من غير معرفة الارتفاع فادر دائرة مجهولة على سطح مستو مواز لسطح الافق واجعل مركزها شاخصاً مستقيماً بحيث يكون عموداً على سطحها وإن كان مخروطاً كان أحسن ثم ارصد بعد الزوال وقت خروج طرف الظل من الدائرة وعلم موضعه علامة ثم اجتمع بين العلامتين بخط مستقيم فهو خط المشرق والمغرب ربعه بخط آخر يحصل الجهات وهاتان الطريقيتان يعمل بهما في العروض المجهولة واما اخراج الجهات من الكواكب الثابتة ومن الشمس إذا كانت منكسرة الشعاع فاعرف مقدار ارسمت الكوكب في حال ظهوره أو الشمس وضع على قدره من أول قوس الارتفاع أو من آخر حسا أو تقديراً أو وثبته وضع الربع على الارض بشرطه وجعل الخيط المثقل بينك وبين الشاقول وعمض إحدى عينيك وحرك الربع حتى يستر خيطه بخيط الربع حالة كونه منتصفاً للكوكب أو الشمس فحينئذ يكون الربع موضوعاً على جهات وكذا تفعل بالدائرة تحرك يدين حتى يستر عنك مركز الكوكب أو الشمس ومركز الدائرة معاً وعلم في المحيط علامته في الموضع الذي استتر عنك بالخيط وهو على تلك الحالة ثم كمل العمل كما تقدم تحصل الجهات، والله اعلم
الباب الرابع والعشرون
في معرفة استخراج القنبلة من الجهات واعرف بالربع التي التي جهتاه من الجنوب والشمال والشروق والغروب موافقتان الجهتي سمت مكة فهو الربع الذي سمت القبلة فضع ربع الدائرة فيه ثم ضع الخيط على قدر سمت القبلة من قوس الارتفاع مبتدئا من خط الربع الموازي لخط المشرق واالمغرب المستخرج في الأرض فج يكون خط الربع مُنطبقا على سمت مكة وطرفه الذي يلي المحيط هو عين القبلة وان شئت فاخرج الجهات بالوجه الثالث وهو أن تضع الخيط على سمت الوقت من قوس الارتقاع أن كان شرقیاً جنوبياً أو كان غربياً وشمالياً أو الا فمن الفضلة وتساتر خيطه بالخيط المثقل فيكون الربع موضوعاً على الجهات فلا تحط الجهات بل ضع الخيط والربع ثابت موضعه علی سمت مکة من قوس الارتفاع أو من قوس الفضلة بشرطه السابق في سمت الوقت فيكون الخيط منطبقاً على سمت القبلة والمتوجه لطرفه الذي يلي المشرق إن كان شرقياً والذي يلي المغرب ان كان غربياً وجه آخر استخراج الجهات في الدائرة الستينية ثم افتح البركار بقدر سمت القبلة من أقسام قوس الارتفاع الذي اعتبرت في الدائرة ثم ضع احدى رجليه في نقطة المشرق إن كان سمت القبلة شرقياً في نقطة المغرب إن كان غربياً وعلم برجله الاخرى علامة في جهة الجنوب إن كان جنوبياُ والإفقى ففي جهة الشمال تحصل نقطة القبلة وإن شئت فافتح البكار بقدر الانحراف اعنى تمام سمت القبلة جنوبياً وفي نقطة الشمال إن كان شمالياً وعلم بالآخرى علامة في جهة المشرق ان كان شرقياً والمغرب إن كان غربياً تحصل نقطة القبلة واما استخراج القبلة من غير اخراج الجهات نعلم علامة السمت في جهة الشمس أو مقابلها أو نحو سمت مكة من المشرق والمغرب أو مقابلها دائماً ثم ضع الفضل بين سمت القبلة وسمت الوقت إن وافقه في جهتيه جميعاً أو خالفه فيهما جميعاً وإلا فاجمعهما وافتح البركار بقدر الفضل إو الجموع من القوس الذي اعتبرت به الدائرة واستقبل علامة السمت بان تجعل مركز الدائرة بينك وبينهما وضع أحد ساقيه فيهما تم إن كان سمت القبلة شرقياً جنوبياً أو غربياً شمالياً فعلم بساقه الآخر علامة ثانية من جهة يمينك أن جمعت أو أخذت الفضل وكان سمت القبلة شرقياً جنوبياً أو غربياً شمالياً فعلم من جهة يمينك أن أخذت الفضل وكان سمت الوقت فمن جهة يسارك وإن كان سمت القبلة وإلا فمن جهة يسارك ثم اجمع بين هذه العلامة والمركز بخط مستقيم ونفذه إلى المحيط من الجهة الآخرى فهو خط القبلة وطرفه الذي هو العلامة الثانية هو القبلة ان كنت علمت السمت في جهة سمت مكة والا فطرفه الاخر هو القبلة تنبيهات الأول متى لم يكن فتح البركار بقدر مجموع السمتين أو فضلهما بإن كان صغيرة وفتحته فتحة ضيقة أو زاد المجموع في صورة الجمع على ولم يكن القوس الذي اعتبرت به الدائرة أكثر من فافتحه بقدر نصف ذلك القدر وضع احدى رجليه في علامة السمت والاخرى في جهة يمينك أو يسارك بشرطهما السابق وثبتهما وانقل التي في علامة السمت إلى تلك الجهة وعلم علامة فهي النقطة الثانية فكمل العمل المطلوب الثاني متى تساوي سمت الوقت سمت القبلة في قدره وجهته فظل الخيط المثقل هو خيط القبلة والتوجه لجهة الشمس الحالة هذه وإن ساواه في قدره وخالفه في جهته فظل الخيط هو خيط القبلة أيضاً لكن التوجه للجهة الاخرى وإن ساوى سمت الوقت انحراف سمت القبلة في قدره وخالفه في جهته ووافقه في الجهة الاخرى فظل الخيط المثقل هو تربيع القبلة وتربيع القبلة خط مستقيم يقاطع القبلة على قوائم كخطي نصف النهار والمشرق والمغرب الثالث متى اقمت سمت أى بلد شئت مقام سمت البادهنج فتحفظ سمته والبخار يضع محلته ويكمل العمل ووظيفة الموقت أن يخرج له السمت فقط وسمته في مصر سبعة وعشرون ونصف الرابع ينبغي مراعاة عشر أمور إحدها أن تأخذ جسماً صلباً من رخام أو كدان وتفرفه في الطين أو الجص طاهراً وجهة المستوى الثاني أن تزن سطحه الظاهر لشعله أو مانع إلى أن يوازي سطح الأفق الثالث أن تحمر وجه السطح يمغره أو نحوها لتظهر فيه الخطوط بسرعة الرابع أن يكون البركار صحيح والمسطرة صحيحة أيضا وتعرف صحتها بوضع حدفها على وتر القوس ويكون الوتر شريط أو شعر الخامس أن ترسم الدائرة متسعة بحيث يظهر فيها مقدار الدرجة الواحدة واضحة وتكون من فتحة معلومة من ربع كبير ليسهل العمل ويقرب للصحة السادس أن يكون أخذ للارتفاع اثنين فأكثر لأنه ربما كان الربع الواحد غير صحيح والتعدد اضبط السابع أن تزيد على الارتفاع درجة أو ما يتم به الكسر الكسر إلى الصحيح إن كان الارتفاع متزائدا وتنقصه إن كان متناقصاً وتتهيا له وتنتظره ولا تهمل إن كان وقته الثامن ان تستخرج السمت من جداوله المحسوسة الصحيحة لأنه ابلغ في التحرير إذ الآلات لا يعتمد عليها في مثل هذا الخطأ أكثر التاسع أن تكون الشمس قريبة من الأفق لإنه أقرب للصحة مما إذا كانت قريبة من الزوال العاشر أن يكون خيط الشاقول معلقاً في شيء كسبية ونحوها لان بدا الادمي لا تسكن غالباً بل يضطرب عروقه وأن يكون الريح ساكناً أو يسيرا بحيث لا يضر فهذه طرق صناعية من راعاها يخرج عمله محرراً بعون الله تعالى، ولله اعلم
الباب الخامس والعشرون
في معرفة نصب الخيط ورسم خطوط فضل الدائر تحته بطريق سهل من غير حساب اعلم ان الخيط نوعان جنوبي وهو الذي يكون في الحائط الجنوبي اعنى الذي إذا استقبلته كان المشرق عن يمينك والمغرب عن يسارك وشمالي وهو ما يكون في الحائط الشمالي وهو الذي إذا ستقبلته كان المشرق عن يسارك والمغرب عن يمينك والمستعمل غالباً هو الخيط المخالف لجهة عرض البلدن لان الكواكب الظاهرة عليه أكثر من الظاهرة على الموافق ومن طرق استخراجه أن تعلق في خيط الربع بيدك حتى يقع الخيط على أحد خطى الربع فإذا انطبق عليه فاسند مسطرة صحيحة لحرف الربع المواز بحيث يصير حرفها موازياً لخيط الربع وثبتها ثم خط في الحائط بإزاء المسطرة خطاً مستقيماً فهذا الخط هو خط نصف نهارك وإن شئت فعلق شاقولا في خيط واجعل بينك وبين الحائط وغمض أحدي عينيك وعلم ما استتر عنك بالخيط من الحائط فهو خط نصف النهار سواء كان سطح الحائط مستوياً أو غير مستو فاضرب برزتين يكون بينهما قدر فبنزين ثم استخرج خط نصف النهار في موضع من بسيط الأرض بحيث لو مددته لجهة الحائط لوصل لاجتمع طرفاهما والاسهل في استخراج خط نصف النهار الذي في الايران تستخرج فيها خط المشرق والمغرب وتمده بقدر ما يحتاج إليه وتدق مسمارا أو نحوه في مسقط حجر الوزتين وتجعل فيه طرف خيط وتمد الخيط حتى يقاطع خط المشرق والمغرب على قوائم فيكون الخيط ح منطبقا على خط نصف النهار فخط تحت الخيط خطا وبالغ في تحريره فهو خط نصف النهار ثم اضرب فيه رُزة أو رُزتين بحسب اختيارك والاحسن أن تضرب الرزة بعيده عن الحائط واجعل في الرزز الثلاث أو الأربع خيطاً تدخله من العليا التي في الحائط وتخرجه فتدخله من التي في الأرض بحيث يكون طرفه حال دخوله يلي الحائط ثم ادخل من سفلي الحائط فهذا خيط المساترةوإن شئت أن تستغنى عن استخراج خط نصف النهار الذي الأرض فاجعل في رزتي الحائط خيطاً طويلا بقدر ضعف ما تريد بعد الرزة السفلى عن عليا الحائط وابط طرفيه الرزتين وخذ عملا محررا يكون آخره وقت الاستواو عند فراغه امسك الخيط من وسطه باصبعك وشده وجرك يدك يميناً وشمالاً حتى تستتر جميع الخيط الذي في الرزة السفلى بظل الذي في العليا واصابعك مع الخيط على سطح الأرض فعلم ح تحت وسط الخيط علامة واضرب فيها رزة واجعل الخيط في الزز الثلاث فهو المطلوب فإن أردت أن تجعل تحته خطوطاً فضل الدائر فلا بد أن يكون مواز يالمحرر وطريق عمله هـ محورا كما مر لكن تجعل بين الرزة السفلى التي في الأرض وبين مسقط حجر نفسها قدر قامته تعتبر ذلك بمقياس كذراع ونحوه وهذا بشرط أن يكون سطح الأرض مواز بالأفق وسطح الحائط مستويا قائماً عليه ولا يغني بسط الأرض هنا وفي باب الجهات حقيقة الأرض بل كل سطح مواز للأفق والاسهيل في نصبه محورا أن تدق رزتي الحائط وتجعل طرف خيط في العليا وتستخرج خط نصف النهار في الأرض ثم ضع الخيط عليه في موضع ما وشد الخيط بيدك أو بيد غيرك ثم اسند هدفتى الربع للخيط اسناد لطيفا وعلق في خيط الربع شاقولا واعرف ارتفاع الخيط فإن كان أكثر من عرض البلد فباعديين الخيط والحائط على خط نصف النهار وإن كان أقل فقربه منها حتى يساوي عرض البلد تعتد ذلك علم على موضع الخيط ودق الرزة في العلامة وبالغ في دقها حتى يصير الخيط الخارج منها خارجاً عن موضع العلامة وانصب الخيط فيكون محوراً ولا يحتاج في هذا إلى أن تكون الأرض مستوية وفي نصبه دقائق وتحسينات وأمور صناعية نقتصر العبارة عنها واما رسم خطوط فضل الدائر تحت الخيط المواز للمحور فطريقة أن تأخذ منكاباً صحيحاً معتمدا وليكن خمسة أدراج أو أقل بحسب ما تريد ثم اقلبه وقت الاستواء وعند فراغه علم في ظل الخيط على ظل الحائط نقطاً متفرقة واقلب المنكاب بسرعة وعند فراغه علم أيضاً في ظل الخيط نقطا حتى يظلم وجه الحائط ثم ضع حرف المسطرة على النقط الأولى واجمعها بخط ثم افعل بانقط التي بعدها كذلك ثم التي بعدها كذلك للاخيره فهذه خطوط فضل الدائر الشرقي فإن شئت فقدم الشرقي على الغربي ولا تخفى كيفية قطع الخطوط وهئاتها وتحسيناتها والله سبحانه وتعالى أعلم.
الباب السادس والعشرون
في معرفة المطالع الفلكية واستخراجها وتحويلها إلى درج السوا ومطالع كل برج على انفراده اما تعريفها فهي عبارة عن الماضي من الزمان من حين يتوسط رأس الجدي إلى حين توسط الشمس وهي من قوس معدل النهار فيما بين دائرتين عظيمتين يمران بقطبى العالم أحداهما مارة برأس الجدي والأخرى بمركز الكوكب أو بالجزء المطلوب مطالعه فعلى هذا يكون ابتداءها من أول الجدي والاحسن ان يقال قوس من معدل النهار فيما بين دائرة الميل المارة برأس الجدى ودائرة نضف النهار رحال كون الجزء المطلوب مطالعه عليها وتسمى المطالع الفلكية لعدم اختلافها باختلاف العروض ولانها إذا فرض أبتداءها من أول الحمل كانت بعينها هي المطالع البلدية الذي لا عرض له المعبر عنه بالفلك المستقيم وتسمّى أيضاً مطالع الزوال لأنها مطالع الشمس إذا كانت على دائرة نصف النهار التي اذا مرت عليها تكون قد زالت ودخل وقت الظل وهي في الحقيقة مطالع الاستواء ودرج معدل النهار تسمى درج المطالع ودرج فلك البروج تسمى درج السوا واما استخراجها فضع على الدرجة المطلوب مطالعها فما قطع من معكوس القوس فهي المطالع إن كانت الدرجة من ثلاثة الجدى فإن كانت من ثلاثة الحمل فزد ما قطع من أوله على يب ص او من ثلاثة السرطان
فزد ما قطع من معكوس القوس على قف أو من ثلاثة الميزان فزد ما قطع من أوله على رع فما كان فهو المطالع الفلكية من أول الجدي وجه آخر فيما إذا كان قوس الارتفاع محذوفاً ضع الخيط على الدرجة واحفظ ما قطع من المقنطرات على المدار ثم ضع على نصف النهار وعلم على المحفوظ من جهة الشمال فهو اسهل وحرك الخيط حتى يقع المرى على الأفق فما بين المري ونصف النهار من السماوات فهو المطالع في ثلاثة الجدي وانقصه من قف في ثلاثة الحمل ورده عليها ثلاثة السرطان واسقطه من الدور في ثلاثة الميزان فما كان فهو المطالع المطلوبة وان اعتبرت ما قطعه الخيط من أول القوس في الوجه الأول وما حاز المرى من السماوات من نقطة المشرق في الوجه الثاني إن كانت في ثلاثة الحمل وطرحته من قف في ثلاثة السرطان وزدته عليها في ثلاثة الميزان والقيته من الدور في ثلاثة الجدي كان ذلك هو المطالع لفلكية من أول الحمل وليست هذه مطالع الزوال التي تقدم تعريفها بل هذه المطالع هي التي تخص هذه الدرجات المفروضة من المطالع الفلكية وانما استخرجناها كذلك لرتب عليها معرفة المطالع البلدية بوجه بعد هذا اليوم فإن زدت على هذه المطالع ص حصلت المطالع الفلكية أو زدت عليها ر ع أو على الفلكية قف أو استخرجت الفلكية لنظير الدرجة حصلت مطالع نصف الليل واما مطلع كل برج على انفراده فاسقط مطالع اوله من مطالع آخره يبقى مطالعه وكذا إذا أردت مطالع درجات باعيانها فاسقط مطلع أولها من مطالع آخرها واما تحويلها لدرج السوا وهو استخراج الدرجة من المطالع فطريقه ان تسقط المطالع ص ص لكل ثلاث مضين من أول الجدي وما بقي دون ص فضع الخيط عليه من أول القوس ان طرحت ص من واحدة أو ثلاث مرّات فأن طرحت مرتين أو لم تطرح شيئا بل كانت ابتدا أقل من ص فضع عليه من آخره فما قطع تحت الخيط من ثلاثة الجدي إن لم تطرح شيئا ومن ثلاثة الحمل إن طرحت ص مرّة ومن ثلاث السرطان إن طرحت مرتين ومن ثلاثة الميزان إن ألقيت ثلاثا فهو الدرجة التي تلك المطالع مطالعها وإن شئت فضع على تقاطع الأفق للباقي بعد طرح ص من السماوات إن كان الطرح مرة أو ثلاثا وعلى تقاطع الأفق لتمامه إن كان الطرح مرتين أو لم يكن طرح وعلم بالمرى وانقل لوسط السماء فما بين المرى ومدار الحمل ضع الخيط على مقاطعه بقدره يقع على الدرجة واعلم أن الخيط يقع على أربعة أجزاء من المقنطرة تتميز الدرجة من المطروح إن كان لا شيء فمن ثلاثة الجدي أو مرة فمن ثلاثة الحمل أو مرتين فمن ثلاثة السرطان أو ثلاثا فمن ثلاثة الميزان الباقية والله سبحانة وتعالى أعلم الباب السابع والعشرون
في تعريف المطالع البلدية واستخراجها واستخراج مطالع الغروب ومطالع الوقت ومطالع كل برج بانفراده وتحويل المطالع البلدية من غير آلة اما تعريفها فهي عبارة عن الماضي من الزمان منذ طلع رأس برج الحمل من أفق المشرق إلى طلوع شمس نهارك بحسب الدرجة التي هو فيها من منطقة البروج وهو أيضاً قوس من دائرة معدل النهار فيما بين الأفق ودائرة الميل المارة برأس برج الحمل واما معرفة استخراجها فانظر إن كانت الدرجة من ثلاثة أحد الاعتدالين فضع الخيط عليها والمرى على نظيرتها وعلم موضع الخيط في القوس علامة ثم انقل المرى بالخيط للأفق فما بين العلامة والخيط هو المطالع إن كانت الدرجة من ثلاثة الحمل والافزدها على قف يحصل المطالع وإن كانت من ثلاثة أحد الانقلابين فضع وعلم عليها وعلم في القوس علامة وانقل المرى للأفق فما بين الخيط والعلامة ألقه من قف إن كانت من ثلاثة السرطان وإلا فمن الدور بيقى المطالع البلدية وسميت بلدية لاختلافها باختلاف العروض والعروض مطالع الشروق الان نهاية مدتها فإن لم يكن قوس الارتفاع موضوعاً فضع الخيط على الدرجة فما قطع من مدار الحمل من المقنطرات ابعُد عنه بقدره على خط نصف النهار نحو المركز وعلى بالمُرى وانقل الخيط بالمرى للأفق وعلم موضع المرى والعلامة ثم علم على الدرجة إن كانت مخالفة والا فعلم على نظيرها وانقل للأفق فما قطع الخيط من المقنطرات على مدار الحمل ابعد عنه بقدره على خط نصف النهار في جهة المركز إن كانت الدرجة صاعدة والا ففي الجهة الاخرى وعلم بالمرى وانقل للأفق فما بين المرى والعلامة هو المطالع البلدية إن كانت في ثلاثة الحمل وإلا فاسقطه من قف واطرحه من الدور في ثلاثة الجدي تجد المطالع البلدية وجه آخر استخراج المطالع الفلكية من أول الحمل وزد عليها نصف التعديل في المخالفة وانقصها في الموافقة فما كان فهو المطالع البلدية وهي مطالع الشروق واما مطالع الغروب فتعريفها هو التعريف والحد المتقدم بعينه إلا إنك تبدل الشروق بلفظ الغروب والأفق تقييده بالغربي يصحل حدها وتعريفها واما طريق معرفة استخراجها فافرض ان نظير الدرجة هي الدرجة نفسها واستخرج لها المطالع بالود ؟ المتقدمة يحصل المطلوب وان شئت فأسقط من المطالع الفلكية التي هي مطالع الاستوى نصف قوس النهار الشرقي أو نرد على مطالع نصف الليل فما كان فهو مطالع الشروق وإن زدت على المطالع الفلكية نضف القوس الغربي أو على البلدية قوس النهار من الشروق إلى الغروب كاملاً او نفضت منها قوس الليل أو من مطالع نصف الليل نصف قوسه كان الحاصل أو الباقي هو مطالع الغروب قاعدة بجميع المسائل التعلقة بالمطالع متى أردت أن تسقط عدداً من عدد ولم يمكن الاسقاط فزد على المسقط منه دوراً واحمل ذلك ثم اسقط منه المسقط أو طرح المسقط من الدور ونرد الباقي على المسقط منه أو اطرح المسقط منه من المسقط وألق الباقي من الدور يحصل في جميعها المطلوب وإن جمعت عدداً إلى عدد ونراد المجموع على الدور فالزائد عليها هوا المطلوب لان المطالع لا تزيد على الدّور أبداً واما مطالع الوقت فزد الماضي من الشروق على مطالعه أو من نصف الليل على مطالعه يحصل في الجميع مطالع الوقت المطلوب وكذا إذا ألقيت الباقي لكل من هذا الأوقات من مطالعه وأما طريق معرفة كل برج على انفراده فالق مطالع أوله من مطالع آخره وكذا في درجات معلومة واعلم ان كل برجين بعدهما عن أحد الانقلابين بعد واحد فمجموع مطالعها بالبلد مساوياً لمجموع مطالعها بالفلك وان الفضل بين مطالعي كل برج هو نصف فضلته فزد فضلة كل برج على مطالعه الفلكية إن كان هابطاً انقصه وإن كان صاعداً يحصل مطالعه البلدية وان المطالع الفلكية لكل من الحمل والسنبلة والميزان والحوت كز نجـ ونصف فضلتهم في عرض ل و مو ولكل من برج الثور والأسد والعقرب والدلو كط ند ونصف فضلتهم في عرض ل أيضاً ه له ولكل من برج الجواء والسرطان والقوس والدلو والجدي لب يجـ ونصف فضلتهم ل ا يب فائدة إذا عرفت مطالع كل برج على انفراده فاصف مطالع ذلك البروج وحطه مرتبة وذلك بان تسمى ضعف البروج دقائق وضف الدقائق ثواني فما كان فهو ما يخص على درجة من درج ذلك البرج من المطالع باقرب التقريب وهذا العمل جار في المطالع البلدية والفلكية ونصف الفضلة وسعة المشرق والميل وأما تحويل المطالع من غير آلة فأسقط من المطالع المحفوظة لكل برج مطالعه ولكل درجة مطالعها حتى تفى المطالع فالدرجة المنتهي إليها انما هي الدرجة التي تلك المطالع مطالعها سوا كانت المطالع فلكية أم بلدية فتسقط الفلكية بحسابها البلدية بحسابها فإن كانت المطالع مطالع وقت حاضر من نهار أو ليل فالعمل فيه كذلك لكن ان طرحته بحساب الفلكية بحساب المتوسط و نظيره الوتد وان ألقيته بحساب البلدية خرج لك المطالع من أفق المشرق ونظيرة الغارب في أفق المغرب فهذه الأوتاد الأربعة فائدة متى جهلت كوكب أو فضل دائرة واقلب منه عملا صحيحاً للشروق أو مضى من الغروب للوقت المفروض عملاً ونرد الأول ونقص الثاني يحصل مطالع الشروق أو الغروب فحول الأول تحويل البلدية تجد درجة الشمس وفي ذلك زيادة تدقيق وتحرير في كتابي نظم اليواقيت فطا ترشد
الباب الثامن والعشرون
في تعریف ارتفاع فطلب فلك البروج ووسط سماء المطالع وارتفاعه وسمتها وتحويل المطالع البلدية لدرج السو واستخراجها واما تعريفها فارتفاع قطب فلك البروج قوس من دائرة عظيمة تمر بقطبي الائق وبقطبى فلك البروج المُرتفع واما وسط سماء المطالع هو منتصف الظاهر من المنطقة وارتفاعه وهو قوس من الدائر المذكور فيما بين منطقة فلك البروج والأقق وأما سمت قطب فلك البروج هو مقدار انحرافه عن دائرة أول السماوات وهو قوس من دائرة الأفق فيما بين الدائرة المذكورة ونقطة المشرق وسمت وسط سماء المطالع هو انحراف تقاطع الدائرة المذكورة للمنطقة عن دائرة أول السماوات وهو قوس من دائرة الأفق فيما بين نقطة المشرق أو المغرب والدائر المذكور وجهته مخالفة لسمت قطب فلك البروج أبدا وذلك لأن القطب المرتفع إن كان شمالياً مثلا فهو دائماً بينه وبين المنطقة ص فيلزم أن يكون وسط سماء المطالع منحطاً عن سمت الرأس للجهة الاخرى بقدر ارتفاع القطب فيكون ارتفاعه هو تمام ارتفاع القطب في خلاف جهته وتحويل المطالع هو استخراج الدرجة من المطالع وذكرته في الباب الذي قبل هذا من غير آلة وهذا بالآلة وهو المقصود من هذا الباب والكل وسائل إليه واما استخراجها فضع الخيط على خط نصف النهار وابعد عن المركز بالميل الأعظم ثم انقل الخيط بالمطالع المفروضة من عدد معكوس القوس فإن زادت على ص فاستعمل قوس الفضلة وإن زادت على قف فارجع بالزائد من خط وتدا الأرض حتى ينتهي لوسط السماء فما وقع تحت المرى من عدد المقنطرات فهو ارتفاع قطب فلك البروج الشمالي إن كان المرى على المقنطرات الشمالية والا فالجنوبية وتمامه إلى ص هو ارتفاع وسط سماء المطالع وما وقع تحت المرى أيضاً من السماوات هو سمت قطب فلك البروج في جهته فضع الخيط على مقاطعة مقنطرة ارتفاع وسط سماء المطالع لسمتها في جهته وعلم بالمرى وحرك الخيط حتى يقع المرى على المنطقة فما وقع تحته من أجزاء البروج فهو وسط سماء المطالع من البروج الضاعدة ان كانت المطالع اقل من قف والا فمن الهابطة فعد من وسط سماء المطالع ص درجة على توالى البروج تجد المطالع وهي الدرجة المبتهى إليها وان عددت على خلاف التوالي فالدرجة المنتهى إليها هي الدرجة الغارية في الوقت المفروض واعلم ان تمام السمت هو سعة مشرق المطالع دائماً وهو شمالية إن كانت المطالع أقل من مائة وثمانين جنوبية أن كانت أكثر فعلم عليها في الأفق وحرك الخيط حتى يقع المرى على المنطقة تجد المطالع من البروج الصاعدة إن كانت المطالع أقل من نصف الاقصر أو كثر من تمامه للدور والا فمن الهابط وهذا الوجه حسن غریب ومتى كانت المطالع قف كان الطالع رأس الميزان ومتی ساوت نصف القوس الاقصى كان الطالع رأس السرطان وإن ساوت تمامه للدور وكان الطالع رأس الجدى فإن لم يكن في الربع سموُت فابعد عن المركز بالميال الاعظم على خط نصف ص وانقل للمطالع كما تجد من المرى على ارتفاع القطب وتمامه إلى ص ارتفاع وسط سماء المطالع فاحفظهما ثم ضع الخيط على وسط السماء وابعد عن المدار ارتفاع القطب في جهته وعلم وحرك الخيط حتى يقع المري على تمام الميل الأعظم من المقنطرات فما قطع من القوس فهو سمت قطب فلك البروج المرتفع في الوقت المفروض وجهته جهة القطب وهو سمت ارتفاع وسط سماء المطالع الا ان جهته مخالفة للقطب ثم انظر إن كانت المطالع أقل من نصف القوس الأقصر وأكثر من تمامه للدور فميل وسط سماء المطالع مخالف والا فهو موافق جنوبي والا شمالي ثم ضع الخط على خط نصف النهار وابعد عن المدار بارتفاع وسط سماء المطالع في جهة ميله والا فالجهة الاخرى ثم انقل لسمته من قوس الارتفاع ان وافق ميله وعلمت على الارتفاع في جهته فإن علمت في خلاف جهته أو كان السمت مخالفا لميله فمن قوس الفضلة فما وقع تحت المرى من عدد المقنطرات مطلقاً فهو الميل هذا إذا كان السطح شمالياً والا فأعكس الوضع على السمت في القوس يحصل المطلوب كما علمت فإذا عرفت الميل فاستخرج منه الدرجة من البروج الصاعدة ان نقصت المطالع عن قف والا فمن الهابطة وهذه الدرجة هي وسط سماء المطالع فعد منها ص يحصل المطالع ان عددت من البروج على التوالي والغارب ان عددت على خلاف التوالى وإن شئت فقد علمت ان تمام سمت القطب هو فان كان في الربع سماوات وكان قوس الارتفاع والفضلة محذوفتين فضع على تقاطع تمام المطالع إلى ص من السماوات للأفق إن كان أقل من ص وعلى تقاطع الزائد ر ع إن كان أكثر وعلم وانقل لخيط نصف النهار واحفظ ما بين المرى والمدار ثم ابعد عن المركز بالميل الأعظم وانقل الخيط على تقاطع المحفوظ للمدار فهذا قائم مقام الوضع على المقاطع المفروضة من قوس الارتفاع فإن كانت المطالع أكثر من ص وأقل من ضعفها فضع الخيط على تقاطع الزائد من السماوات للمدار الحمل إن كانت أكثر من قف وأقل من ر ع فضع على التقاطع من المقنطرات أبعد بقدره عن المدار وعلم وانقل للأفق وعلم موضع المري وعلم علامة ثم ابعد عن المركز بالميل الأعظم وانقل الخيط للعلامة فهذا العمل قائم مقام الوضع على المطالع المفروضة من قوس الفضلة فانظر ما وقع تحت المرى من المقنطرات والسماوات والعمل تجد المطلوب والله اعلم
الباب التاسع والعشرون
في معرفة العمل بالكواكب إذا كان الكوكب موضوعاً في الربع فضع الخيط على نقطته وعلم بالمرى فهذا قائم مقام التعليم على درجة الشمس فاعمل به جميع أعماله كما تفعل بالشمس فإن لم يكن الكوكب موضوعاً في الربع فقد ذكرت في حد كل باب ما يفهم منه حد ذلك للشمس والكواكب وكذلك المستخراج ذلك بالعمل لانك تعرف بعد الكوكب وتبعد عن مدار الحمل بقدره في جهته كما تفعل بميل الشمس وتعرف به نصف فضلته ونصف قوسه وسرعة مشرقه وفضل دائر ارتفاعه ودائرة وسمته وارتفاع قطر مداره وارتفاعه الذي لاسمت له إن كان بعده موافقا ولم يجاوز العرض إلى غير ذلك فإن لم يتصل المرى بالأفق فالكوكب ابدى الظهور إن كان بعده موافقا وإلا فابدى الحقا وإذا عرفت مطالع توسطه وألقيت منها نصف قوسه بقى مطالع طلوعه وإن تزدته عليها حصل مطالع مغيبه فاعماله بالنسبة لقوس نهاره وهذه مدة ظهور كاعمال الشمس بالنسبة لقوس نهارها فإن كان الكوكب ابدى الظهور وليس له نصف قوس ولا مطالع طلوع ولا مطالع مغيب واما إن كان يتوسط على دائرة نصف النهار في الليل أو في النهار فانظر بين مطالعه ومطالع الشروق فإن تساويا فهو يتوسط وقت الشروق وإن أردت مطالع توسط عليها بأكثر من قوس النهار أو نقصت عنها بأقل من قوس الليل فالكوكب يتوسط ليلاً وإن أردت مطالعه عليها بأكثر من قوس النهار أو نقصته عنها بأقل من قوس الليل فهو يتوسط نهار وإن شئت فانظر بينهما وبين مطالع الغروب فإن تساويا فالكوكب يتوسط وقت غروب الشمس وإن زادت مطالعه على مطالع الغروب بأقل من الليل أو نقصت عنها بأكثر من النهار فهو يتوسط ليلا وإن زادت عليها بأكثر من الليل أو في النهار فانظر بين مطالعه ومطالع الشروق فإن تساويا فهو يتوسط وقت الشروق وإن أردت مطالع توسط عليها بأكثر من قوس النهار أو نقصت عنها بأقل من قوس الليل فالكوكب يتوسط ليلاً وإن أردت مطالعه عليها بأكثر من قوس النهار أو نقصته عنها بأقل من قوس الليل فهو يتوسط نهار وإن شئت فانظر بينهما وبين مطالع الغروب فإن تساويا فالكوكب يتوسط وقت غروب الشمس وإن زادت مطالعه على مطالع الغروب بأقل من الليل أو نقصت عنها بأكثر من النهار فهو يتوسط وإن زادت عليها بأكثر من الليل أو نقصت عنها بأقل من النهار توسط نهار أوجه آخر انظر إن كانت مطالعه أكثر من كل من مطالعى الشروق والغروب معاً وأقل من كل منهما توسط ليلاً والا توسط نهارا هذا بشرط أن يكون مطالع الشروق أقل من مطالع الغروب وإلا فبالعكس فإذا توسط الكوكب ليلا فاسقط مطالع الغروب من مطالعه فما بقى فهو الماضي من الليل عند توسطه فان ساوى الباقي حصة الشفق توسط وقت العشاء وان ألقیت مطالعه من مطالع الشروق فالباقي هو الباقي من الليل عند توسطه فإن ساوى الباقي حصة الفجر توسّط وقت طلوع الفجر وكذلك حكم طلوعه ومغيبه فان كان ابدى الظهور فالمطالع المثبوته مطالع توسطه الا على فزد عليها قف أو التقها منها فالحاصل سواء وهو مطالع توسطة الأدنى مسئلة حسنة متى كان الكوكب بعيدا عن خيط المساترة اما ان يكون بعيداً عن الخيط واما بأن يكون خارجاً عنه أو لم يتوسط ويخشى غيماً أو خروج وقت فلك ان تعرف فضل دائرة بالربع ولكن خطاؤه كثيراً فالاحسن أن تنظر الخيط إن كان تحته خطوط فضل دائر فاجذب الخيط الذي في الرزة السفلى واجعله على رأس اصبعك الإبهام وحرك رأسك حتى ترى مركز جرم الكوكب على الخيط الأعلى فحرك يدك مماسة للخيط على الخطوط حتى يستوي الخط الأعلى حال تنصفه للكوكب فما بين رأس اصبعك وخط نصف النهار هو فضل دائر الكوكب نرده على مطالعه إن كان غريباً وانقصه إن كان شرقياً فما كان فهو مطالع الوقت فاعتبره کان مطالع كوكب متوسط واطرح منها مطالع الغروب والنهار من مطالع الشروق تحد الماضي من الليل والباقي منه هذا كله اذا توسط ليلاً فان توسط نهارا فلا فائدة فيها غير معرفة الحكم وهو ان تسقط مطالعه مطالع الشروق بقى الماضي منها وكذا حكم مطالع طلوعه ومغيبه وان حولت مطالع توسطه تحویل الفلكية خرجت الدرجة التي تتوسط معه وتسمى جزء ممر وان حولت مطالع طلوعه تحویل البلدية خرجت الدرجة التي تطلع معه وان حولت مطالع مغيبه نحو البلدية أيضاُ خرج نظير الدرجة التي تقرب معه وهي الدرجة الطالعة وقت مغيبه والله سبحانه وتعالى اعلم.
الباب الثلاثون
في معرفة حال الكوكب في أي وقت فرض من أوقات الليل أو النهار ألق مطالع طلوعه من مطالع الوقت المفروض بأن بقى أكثر من قوسه كاملا فهو تحت الأفق وان بقى أقل منه كاملاً فهو ظاهر فخذ الفظل بين نصف قوسه والباقي من مطالع الوقت فما كان فهو فضل دائرة وهو غربي إن كان الفضل للباقي وشرقي ان الفضل لنصف القوس وجه آخر انظر ما بين مطالع الوقت ومطالع الكوكب فإن تساويا فهو متوسط وإن لم بساويا فالق طالعه من مطالع الوقت فإن بقى قف فهو في وتد الأرض فإن بقى مثل نصف قوسه فهو على الأفق الغربي والا فاسقطه من الدور يبقى فضل دائرة فهو طالع وإن بقى أكثر من نصف قوسه وأقل من تمامه للدور فهو ظاهر والقدر الباقي إن كان أقل من نصف قوسه فهو فضل دائرة الغربي وإلا فاسقطه من الدور ويبقى فضل دائرة الشرقي فاعرف ارتفاعه من فضل دائرة وشرقي إن كان شرقياً وغربي إن كان غربياً وهذان الوجهان من الشيخ جمال الدين جد مصنف هذه الرسالة رحمهما الله تعالى
الخاتمـة
في معرفة أمور لطيفة تتعلق بالربع منها استخراج حساب سمت البسطة من الربع فطريقة إن بحسب ما تريد من التجربة من أول قوس الأرتفاع فما قطع الخيط من السماوات عند المدار فهو السمت لذلك القدر المفروض ومنها معرفة قوس الأصل المطلق الذي يترتب عليه فضل الدائر وغيره في الجيب وطريقه أن تضع الخيط على تمام الميل إلى ص فما قطع الخيط من المقنطرات على المدار فهو قوس الأصل ومنها معرفة طول كل قائم على بسيط الأرض وطريقه ان تحصل ارتفاع ذلك القائم من موضع ولما تعرف الظل لذلك الارتفاع وتعلم موضع قدميك علامة ~ تعرف ارتفاعا لظل يزيد أو ينقص عن الظل الأول ~ ثم تتقدم أو تتأخر وانت تأخذ ارتفاع القائم ثانياً حتى يساوي ارتفاعه الارتفاع الذي فرضته ثم اذرع ما بين قدميك والعلامة واضرب ما وجدت في ستة ونرد عليه ما بين اصبعك والأرض يحصل طول ذلك القائم فإن كان ذلك القائم في موضع متسع بحيث يصل إلى أصله بسهوله فلك ارتفاعه وتتقدم وتتأخر حتى يصير قدر الارتفاع مه فاذرع ما بين قدميك وأصله ونرد عليه ما بين بصرك والأرض فما اجتمع فهو طوله وإن شئت فارصد ارتفاع الشمس حتى يصير خمسة واربعين فاذرع ظل القائم فما كان فهو ظله ومنها معرفة سعة الانهار وطريقة أن تقف عند طرف الماء وتأخذ انخفاض الجانب الاخر وتخفضه ثم تأتي إلى موضع واسع وتعلم فيه علامة وتتأخر عنها وانت تأخذ انخفاضها إلى أن تساوي المحفوظ فما بين قدميك والعلامة هو سبعة ذلك النهر واعلم اني لا اذكر في هذه الرسالة إلا الطريق المبرهنة الصحيحة المعتمدة والا ففي طرق آخرى كثيرة في مسائل مختلفة منها ما ذكره ناظم الورقات والشيخ حسن الكلابي وغيرهما من المتأخرين ومن قبلهم في استخراج نصف الفضلة من السلم ومنها ما ذكره بعضهم في معرفة فضل الدائر إن كان الارتفاع أقل من ارتفاع قطر المدار وإذا لم يكن في الربع قوس فضلة وهو أن تسقط الارتفاع من الارتفاع من الميل وتضع درجة الشمس على الباقي فما قطعه الخيط من أول القوس نرده على تسعين يحصل فضل الدائر وهذا تقريب خاص بعرض ل ومنها ما رائته بخط بعض الفضلا عن مثله ما لفظه ضع درجة الشمس على مقنطر الميل الشمالي فما قطع الخيط من القوس فهو نصف الفضلة وهذا تقريب خاص بعرض ومنها أن تعرف الارتفاع وتزيد عليه خمسة يحصل الدائر وهذا خاص بالبروج الشمالية في عرض ل وهو تقريب ومنها أن تزيد على نصف الغايه عشر ما بينهما وبين غاية رأس السرطان يحصل ارتفاع العصر ومنها أن تزيد نصف سدس الميل على اثنين وخمسين في الشمالي وتسقط ربع الميل وسدسه في الجنوب يحصل الدائر بين الظهر والعصر ومنها ان تزيد على الميل سد تحصل سعة المشرق ومنها ان تسقط نصف سدس الميل الجزئي من بط ل في الجنوب وتزيد سدسه كاملاُ عليها في الشمالي تحصل حصة الشفق ومنها ان تفعل ذلك باثنين وعشرين ونصف تحصل حصة الفجر وأمور كثيرة مشهورة في رسائلهم وهي باطلة لا أصل لها وليس برهان البته بل هي تقريبية واقعة في بعض البلاد بتقريب فجعلها المخطئون قواعد فاعتمدوها وتبعهم كثير من المصنفين ولولا الإطالة والملال لذكرت ما أعرفه من هذه الأقاويل منظومة ومنشورة لهم لكن تركها اصوب واما تضف الفضلة التي غلط فيها كثيرون فصوابها أن تضع الخيط من السلم أضربه في ظل غاية رأس الحمل المبسوط المستخرج بقامة اثني عشر يحصل المطلوب ولا ينبغي أن يعمل السلم في المقنطرات لاحتياجه إلى الجيب والحساب والحمد لله رب العالمين أكمل الحمد واتمه على كل حال وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم تسليماً كثيراً أو رضي الله تعالى عن أصحاب رسول الله اجمعين قال مؤلف هذه الرسالة تمت الرسالة المباركة وكملت تأليفها في سنة أربعة وأربعين وثمانمائة وكان الفراغ من كتابة هذه النسخة المباركة يوم الأربع المبارك ٧ شهر شعبان سنة ١١٧٥.
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وأصحابه وأزواجه الطاهرين
المصادر
[عدل]- حاوي المختصرات في العمل بربع المقنطرات على موقع جامعة ميشيغان
- حاوي المختصرات في العمل بربع المقنطرات على موقع مكتبة قطر الوطنية