انتقل إلى المحتوى

جهادك حكم الله من ذا يرده

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

جهادك حكم الله من ذا يرده

​جهادك حكم الله من ذا يرده​ المؤلف ابن دارج القسطلي


جهادك حكم الله من ذا يرده
وعزمك أمر الله من ذا يصده
وطائرك اليمن الذي أنت يمنه
وطالعك السعد الذي أنت سعده
........................
.........................
وبيعة رضوان رعى الله حقها
لمن بيعة الرضوان إذ غاب جده
فأصبح في رأس الرياسة تاجه
ونظم في جيد الخلافة عقده
مسرته مأوى الغريب وستره
ولذته خير المقل ورفده
وأجناده في موقف الروع روضه
وأعلامه في مورد الموت ورده
نلاعب آرام الفلا من هباته
وآرامه غر الطراد وجرده
أونفترش الديباج من جود كفه
وما فرشه إلا الجواد ولبده
ومن برح فبالبيض الحسان بوجده
فالبيض في الهيجاء برح وجده
وقربنا من رحمة الله هديه
ورغبنا في طاعة الله زهده
وعلمنا بذل النفوس لنصره
ندى كفه المربى على القطر عده
ولو لم يواف الوافدون قبابه
لأصبح من زهر الكواكب وفده
وأيامه الموصول طول صيامه
بليل تحلى بالتلاوة سهده
وأبلج من قحطان قربك عزه
وملكك محياه ونصرك مجده
شديد محال الرمح فيك أبيه
مبر خصام السيف عنك ألده
رضاك له يا مرتضى دين واثق
بأنك للدين الحنيف تعده
وما يزدهيه منك دهر يسوده
إذا لم تجرده لثغر يسده
يوقر عنكم سمعه فيصيخه
ويقصر عنكم طرفه فيمده
وعهدك بالآمال تصرف عنكم
ورداكم عهد السموأل عهده
وكم حل موت الحق من شد عقدكم
ويحيي ابن يحيى عقدكم فيشده
وإن مات موت اليأس منكم رجاؤه
تنسم فيكم روحه فيرده
وناديت في الإسلام حي على الهدى
فيالك من ظمآن قد حان ورده
فقلدته سيفا لزحف يقوده
لخزي عداك أو لزغف يقده
فإن لم يكن للهند يوما حديده
فمن يعرب العليا شباه وحده
وإن يك في سرو اليمانين أصله
فطاعته في عبد شمس ووده
وإن أنجبته أزده وتجيبه
فصفوته عدنانه ومعده
أما وتحلى دون ملكك نصله
لقدما تحلى من سنائك غمده
لملك نمى عبد المليك ملوكه
وأنجم نور من هشام تمده
بكل إمام ناصر أنت صنوه
وكل مليك قاهر أنت نده
نموك إلى بيت النبوة وابتنوا
لك الشرف الفرد الذي أنت فرده
فأفخر بمن قرب النبيين فخره
وأمجد بمن مجدالخلائف مجده
ومن كل حق في الخلافة حقه
وكل إمام في البرية جده
بومن أمه أجياد والركن ظئره
ومرضعه البطحاء والحجر مهده
له حرم الإتهام والغور غوره
ومنهج سبل الحج والنجد نجده
وحيث اعتلى صوت الملبي وحجه
وحيث انتهى صدر الحجيج ووخده
مناقب سارت في معالم كنهها
عقول بني الدنيا وما حد حده
وفخر لو استنجدت في وصفه الورى
لأسأر من عد الحصى من يعده
ولم يبل ما أبلاه آباء منذر
لأولهم بل مفخر تستجده
وحق على يمنى يدي بقاؤه
جديدا على مر الزمان وخلده
بغرب لسان لو أباري به الورى
مدى الدهر لم يبلغ نصيفي مده
عليما بأن من ألحدت فيك نفسه
ففي لهوات الذيب والذبخ لحده
ومن يبغ في الآفاق عنك مراغما
فوجدانه في ملتقى الخيل فقده
ومن يتخذ في غير بحرك موردا
فلم يتخذ إلا لنعليك خده
أفلا أمل إلا إليك انتهاؤه
ولا ملك إلا إليك مرده