جددوا الذكرى لأهل المشرق
المظهر
جددوا الذكرى لأهل المشرق
جددوا الذكرى لأهل المشرق
وصفوا المجد لشعب شيق
يعشق المجد فإن لجت به
لوعة الوجد تنحى يتقي
علموه كيف يقضي حقه
نابه الموقف حر المصدق
وأروه السبل نارا ودما
من يهب فيها المنايا يصعق
مزقوا الأوهام عنه إنه
ليظن السبل من إستبرق
لا وربي ما لشعب رازح
من سبيل في الشعوب السبق
تلك أشلاء الضحايا عندها
أصدق الأنباء للمستوثق
في سبيل السؤدد الصافي دم
لا يصافي الدم أن لم يهرق
هو في الإشراق كالنور الذي
سال في بدر ويوم الخندق
وهو في الطيب وفي الطهر معا
عبق الفردوس للمستنشق
يا شهيد النيل لو ناجيته
لشفاه منك عذب المنطق
شاقه الصوت البعيد المرتمى
والمقام الكسروي الرونق
وشجاه أن يرى صمصامه
غير وضاح السنا في المأزق
جاشت الأحداث تستقصي المدى
وارتمت من كل صوب تلتقي
فاقشعرت مصر من أهوالها
وتمنت أنها لم تخلق
وأرى الشعب على أرجوحة
تارة تهوي وأخرى ترتقي
سائل الأحزاب ماذا عندها
غير ترجاف وهم مقلق
وتأمل هل ترى اليوم سوى
دولة فوضى وحكم أخرق
فات نيرون رجال رزقوا
من فنون الظلم ما لم يرزق
لو جرى فرعون أو هامانه
يتعاطى شأوهم لم يلحق
سجنوا الدستور طفلا ناعما
واستبدوا بالسجين الموثق
لا جرى النيل على الوادي ولا
بورك الشعب إذا لم يطلق
تلك ذكرى النيل للنفس التي
عكف النيل عليها يستقي
وهي عين من حياة عذبة
في يفاع من سناء مشرق
لا يذوق الموت من يطعمها
فاصبح القوم بها ثم اغبق
واعرف الخلد فإن أدركته
فابتهج منه بملك مونق
والبس التاج رفيعا يزدهي
من ذوي التيجان أعلى مفرق
إن تحريت اللباب المنتقى
فاجعل الأخلاق مما تنتقي
هي تيجان القوي المزدهى
وهي أكفان الضعيف المرهق
فزعت مصر إلى أبطالها
فالبس النقع وسر في الفيلق
سائل القوم أما من غضبة
لذمام صادق أو موثق
لا أرى النجدة إلا في الألى
هم أولو العهد الأبر الأصدق
ننصر الله ونحمي أمة
نحن منها في الصميم المعرق
همة المقدام من آلائها
وبيان العبقري المفلق