ثلج و نار
المظهر
ثلج و نار
أ أيّتها النّار هذا المساء
قسى برده فانهضي و استفيقي
أيا نار كفّاي أثلج منه
فهلا بعثت بدفء الحريق!
أما فيك بعدحياة تشبّ؟
أم فيك من جذوة تلهب؟
أمقرورة أم غفى و انطوى
على نفسه اللّهب المتعب؟
أأجلس يا نار وحدي هنا
أراعيك و هنا و أستطلع؟
خذي ملء شدقيك هذي الرّسائل
إن كان فيهنّ ما يشبع!
خذيها! كليها! و لا تمهلي
فمنها الوقود و منك الأجيج
و يا من لها كلمات الحوت
من الحبّ كلّ جميل بهيج!
أتبقين حقا على ما بها؟
متى أنت أبقيت شيئا؟ متى!
و ماذا أرجّي بهذا الدّعاء
و كيف تلبّين! واحسرتا!
أجائعة أنت؟ يا للشّراهة
ما عفت غبر بلى أو رماد
تشهّيت كلّ طعام، و ما
تذوّقت شيئا كطعم المداد؟
و من لي بزادك؟ لم يطبق ما
يلوك لسانك أ بعلك
أأيّتها النّار ويك اصبري
أجئك بكلّ الذي أملك
بقرباني القدسي الأخير
أزاهير كنّ رقاقا لطافا
أزاهير تزهى بها باقة
ذوت نضرة و أصابت جفافا
ألا كم تألّقن فوق الغصون
زواهر في روعة و اتّقاد
بكفيّ هاتين جمّعتهنّ
من كلّ روض و من كلّ واد
فوا رحمتا أيّ عمر قصير
لهنّ، و أيّ شباب ذوى
و أيّ حياة كحلم سرى
سرى البرق لألأ ثمّ انطوى!
أحقا فرغت؟ إذن ما سعارك
لم يبق يا نار ما ينهش
أهذي القصاصة؟ لا! إنّني
أضمّ عليها يدا ترعش!
أكانت سوى قطعة غضّنت
من الورق اليابس الأصفر
مهلهلة غير مقروءة
حوت قصّة الحبّ في أسطر!
ضننت بها ضنّ معتزّة
و تحت الوسادة أودعتها
أقبّلها مئتي مرة
إذا جنّ شوقي أطلعتها
فبا للشّراهة؟ ماذا أرى؟
لسانك في ثورة و اهتياج
يكاد إليّ من المصطلى
بجمرك أن يتخطّى السّياج!
خسئت فردّيه! ماذا يروم؟
ألم يبق يا نار ما يطعم؟
أهذي القصاصة؟ يا للحريق
و يا للبلى! شدّ ما يؤلم!