تروع هجرها قلبا مروعا
المظهر
ترَوِّعُ هَجرُها قلباً مَرُوعا
ترَوِّعُ هَجرُها قلباً مَرُوعا
صَديعُ الشَّيْبِ يملؤُه صُدُوعا
أَرَتْها الأَربعونَ هَشيمَ رَوْضٍ
و قبلَ الأربعينَ رَأَتْ رَبيعا
هَزيعُ شَبيبَةٍطَلَعَتْ عليه
كواكِبُهفرصَّعَتِ الهَزيعا
ألافاعجَبْ لِما صَنَعَ الغَواني
فقد أَفسَدْنَ بالغَدْرِ الصَّنيعا
كَفَرْنَ بذلك الصَّنمِ المُفَدَّى
و كُنَّ له سُجوداً أو رُكوعا
يَرَيْنَ بُعادَه قُربَ الأماني
و ضِيقَ عِناقِه العيشَ الوَسِيعا
لياليَ يُخجِلُ الرَّيحانَ ريحاً
إذا اتَّشَحَتْهُ غانيةٌ ضَجيعا
أَ أَبناءَ الطَّريقِ دَعُوا طريقاً
سبقْتُ ذَوي السِّباقِ به جَميعا
فلستُ مُجاوِراً إلا جَواداً؛
و لستُ مُقارِعاً إلا قَريعا
أنامُ على قوارصِكُم وعندي
قوارصُ تسلُبُ المُقَلَ الهُجوعا
أَهُزُّ بها على قَوْمٍ سُيوفاً
و أجعلُها على قَوْمٍ دُروعا
إذا سارَتْ مُشنِّعَةً عليكم
فرُدُّوا ذلك الخَبَرَ الشَّنيعا
أَزَفَّانَ المُحرَّمِ إنَّ شِعْري
بحُرِّ الشِّعْرِ أحرَى أن يَشيعا
تركْتَ الدُّفَّ تَنقُرُهُ اكتساباً
و مِلْتَ عليَّ تَنقُرُني وُلوعا
إذا الشَّيخُ الخليعُ هفَا اغتراراً
تَيمَّمَ بالأذى الصِّلَّ الخَليعا
سيَذهَلُ عن فُنونِ الرَّقْصِ هَمّاً
إذا رقَّصْتُ منه حَشَاً مَرُوعا
و يَفصح نابَه سَجَحاتُ نابي
إذا استُودِعْنَ سِرَّ فتىً أُذيعا
لقد خلَعَتْ بتوبتِكَ المَلاهي
ثيابَ الكِبْرِو اكتسَتِ الخُشوعا
تركْتَ بها المَعازِفَ ضائِعاتٍ
و عَزَّ على المَعازِفِ أن تَضيعا
فقد نُتِفَتْ لِحاكَ بهاو لاقَت
صنُوجُكَبعدَهاخَطْباً فَظيعا
و كيفَ نَسَكْتَ بعدَ مَقالِ قَوْمٍ
إذا نَسَكَ المُخنَّثُ ماتَ جُوعا
و كنتَإذا الزِّقاقُ رَأَتْكَ تَشدُو
بألحانِ الغَرِيضِ بَكَتْ نَجيعا
أما تشتاقُ من عَرَصاتِ غُمَّى
مَغاني الجاشريَّةِ والرُّبُوعا
فقد نَبَشَتْ شآبيبُ الغَوادي
عليهِنَّ النمارِقَ والقُطوعا
هَجَرْتَ الهُجْرَ إلا نَظْمَ شِعْرٍ
بَهَرْتَ بسِحْرِهِ السِّحْرَ البَديعا
وَ عِفْتَ العارَإلا عَيْرَ أُنْسٍ
تَخُرُّ لهإذا أَدلى صَريعا
يَزورُكَ والدُّجى سِتْرٌ عليه
فيرقَعُ منكَ مأبوناً رَقيعا
أَ فارسُهل تَكونُ غداً شَفيعي
إذا أنا فيكَ عادَيْتُ الشَّفيعا
دَعَوْتَ إلى الضَّلالِ دُعاءَ غاف
فلم يكنِ السَّميعُ له سَميعا
أَ أَرغَبُ عن وَدادِ أبي تُرابٍ
و قد شَحَنَ التَّرائبَ والضُّلوعا
و أُعْرِضُ بعدَ وَخْطِ الشَّيْبِ عنه
و قد أحببْتُه طِفْلاً رَضيعا
أَقِلُّوا قَبلَ غِشْيانِ القَوافي
بذكرِكُمُ المحافلَ والجُموعا
نصَحْتُ لكمفلا تَرِدوا المَنايا
و لا تَستَمْطِروا السَّمَّ النَّقيعا
إذا لم تَتْبَعوا أبداً رَشادي
فلستُ لغيِّكُم أبداً تَبيعا
ألا مُتَجَرِّدٌ للّهِ نَدْبٌ
يُقَرِّبُ منكُمُ الحَيْنَ الشَّنيعا
فَيَخْضِبُ من دِمائِكُمُ العوالي
و يَنقَعُ من صديدِكُمُ الجُزوعا
أُحاكِمُكُمْ إلى السَّبعِ المَثاني
و تلكَ الشَّمسُ أَغشَتكُمْ طُلوعا
فقَدْ حَفِظَتْ صَحائِفُهُنَّ حقّاً
و لستُ لِما احتفَظْنَ به مُضِيعا