تربعت بين العذيب فالنقا
المظهر
تربَّعتْ بينَ العذيبِ فالنَّقا
تربَّعتْ بينَ العذيبِ فالنَّقا
مرعىً أثيثاً ومعيناً غدقا
وبدِّلتْ منْ زفراتِ عالجٍ
ظلائلاً منَ الحمى وورقا
ترتعْ في منحاتٍ بدنا
كما اشتهتْ ربيقةً أنْ تطلقا
فدبَّ فيها الخصبُ حتى رجعتْ
سدائساً بزلاً وكانتْ حققا
فكلَّما تزجرها حدَّاتها
رعى الحمى ربَّ الغمامِ وسقى
وإنَّما ذلكَ لينفضنَ لنا
إلى ديارِ الظَّاعنينَ الطُّرقا
حواملاً منَّا هموماً ثقلتْ
وأنفساً لمْ تبقِ إلاَّ رمقا
يحملننا وإنْ عزينَ قصباً
وإنْ دمينَ أذرعاً وأسؤقا
واصلةً منْ يردُّ جنبهُ
عنْ ليلها وإنْ سئمنَ العرقا
خلنَ لها فرجاً فخلنَ وقعها
في آلٍ وهي طوافٍ عرقا
نواصلاً منْ غمرةٍ فس غمرةٍ
لا يعلقُ السَّيلُ يها تدفُّقا
دامَ عليها اللَّيلُ حتى أصبحتْ
تحسبُ فجرَ ذاتِ عرقٍ شفقا
ومنْ لها ومنْ لنا يخبرنا
عنْ ظبياتٍ عاقلٍ أنْ يصدقا
وعنْ قلوبٍ رحنَ في قبابها
لو نضحَ الماءُ عليها احترقا
يا حبَّذا المعرضِ عنْ سلامنا
برامةٍ سالفةٍ وعنقا
وحبَّذا حيٌّ إذا شنُّوا الوغى
شاموا السُّيوفُ واستسلوا الحدقا
ورامياتٍ لا يؤدينَ دماً
ولا يبالينَ أسالَ أمْ رقا
وقفنَ صفَّاً فرأينَ شركاً
منْ القلوبِ فرمينَ طلقا
ولا منْ كنَّ الرَّدى بأمرهِ
لولا القلوبَ لمْ يجدنَ مرشقا
منْ راكبٌ تحملهُ إلى الهوى
أختُ الهواءِ نزوةً وقلقا
عرِّجْ على الوادي وقلْ عنْ كبدي
للبانِ ما شئتَ الجوى والحرقا
واحجر على عينيكَ حفظاً أنْ ترى
غصنينِ منهُ دنيا فاعتنقا
فطالما استظللتهُ مصطحباً
سلافةَ العيشِ بهِ مغتبقا
أيَّامُ لي على المها بلمَّتي
إمارةٌ أرجى لها وأتقى
وفي يدي منَ القلوبِ حبِّها
أملكها صبابةً وعلقا
والبينُ ما استنبحَ لي كلباً ولا اس
تنعبَ في شملي غراباً أحمقا
وشربُ جارتي منىً ومشربي
منْ منهلٍ إما صفا أو رنقا
أمشي وقدْ رصعنني بأعينٍ
تكحِّلهنَّ أشراً ورونقا
فاليومَ بقَّى العيشُ لي قذاتهُ
وارتجعَ الشَّعشاعةَ المصفَّقا
لا جارُ إلاَّ أنْ تكونَ ظبيةٌ
ولا ديارَ أو تكونَ الأبرقا
لا وأبي خنساءَ أو راقدها
على النَّوى قدْ فنيتُ أرقا
ما سهري ببابلٍ ونومها
بحاجرٍ إلاّ النَّعيمُ والشَّقا
وليلةٍ منَ التَّمامِ جئتها
أسايرُ النَّجمَ وأحدو الغسقا
تمطلُ عيني أنْ ترى منْ فجرها
بينَ السَّوادِ أبيضاً أو أزرقا
ضلَّتْ بها البيضاءُ عنْ طريقها
فلمْ تجدْ بعدَ الغروبِ مشرقا
سريتها مستأنساً بوحدتي
وطالبُ العزِّ قليلُ الرَّفقا
وطارقٌ على الكلالِ زارني
بعدَ الهدوءِ وبخيرٍ طرقا
يهدي منَ الكوفةِ لي تحيَّةً
ذكيةً تملأُ رحلي عبقا
فضمَّنتُ سوادها صحيفةً
ردَّتْ سوادَ النَّفسِ فيها يفقا
منَ الزكيِّ طينةً ودوحةً
وثمراً وخلقةً وخلقا
معرفةٌ وافقَ معناها اسمها
كالسَّيفِ ألفى مفصلاً فطبَّقا
وبعضهمْ ملقَّب أكذوبة
لا صداقُ المعنى ولا متفقا
فقعْ بكوفانِ فقلْ لبدرها
إنْ بلَّغتكَ العيسُ ذاكَ الأفقا
يا خيرُ منْ حلَّتْ على أبوابهِ
حبى الوفودَ جمعاً وفرقا
وخيرَ منْ طافَ ولبَّى وسعى
وعبَّ في بئرِ الحطيمِ وسقى
ونتظموا المجدَ نبيَّاً صادعاً
بالمعجزاتِ وإماماً صدقا
وابنُ الذينَ بصَّروا منَ العمى
وفتحوا بابَ الرَّشادِ المغلقا
مناسكُ النَّاسِ لكمْ وعندكمْ
جزاءُ منْ أسرفَ ومنْ اتقى
والوحيُ والأملاكُ في أبياتكمْ
مختلفانِ مهبطاً ومرتقى
لا يملكُ النَّاسُ عليكمْ إمرةً
كنتمْ ملوكاً والأنامُ سوقا
في جدَّةِ الدَّهرِ وفي شبابهِ
وحينَ شابَ عمرهُ وأخلقا
مجداً إلهياً توخَّاكمْ بهِ
ربُّ العلا وشرفاً محلِّقا
أربقتمُ بالدِّينِ قوماً ألحدوا
فيكمْ وعنْ قومٍ حللتمْ ربقا
وأمَّنَ اللهُ بكمْ عبادهُ
حتى حماكمْ بيتهُ الطوَّقا
ليسَ المسيحُ يومَ أحيا ميتاً
ولا الكليمُ يومَ خرَّ صعقا
ببالغينَ ما بنى أبوكمُ
وإنْ هما تقدُّماً وسبقا
وراكبُ الرِّيحِ سليمانُ أو اب
تغاكمُ في ظهرها ما لحقا
لا أبوهُ ناسجاً أدارعهُ
مضاعفاً سرودها والحلقا
فضلتموهُ ولكلٍّ فضلهُ
فضيلةِ الرأسِ المطا والعنقا
ومنكمُ مكلِّمُ الثُّعبانِ وال
عابرِ والموتُ يراهُ الخندقا
ومؤثرُ الضَّيفِ بزادِ اهلهِ
وصاحبُ الخاتمِ إذ تصدَّقا
وكلُّ مهديٍّ لهُ معجزةٌ
باهرةٌ بها الكتابُ نطقا
منْ استقامَ ميلهُ إليكمُ
فازُ ومنْ حرَّفَ عنكمْ أو بقا
كنتَ ابنهُ سيفاً حماماً ويداً
غيثاً زكيَّاً وجبيناً فلقا
وأنَّ غصناً أنتَ منْ فروعهِ
لخيرُ غصنٍ مثمراً أو مورقا
ولُسُناً إذا الكلامَ انعقدتْ
أطرافهُ أخذَ المخنَّقا
تطعنْ شزراً والخصامُ واسعٌ
فيهِ وإنْ كانَ المجالُ ضيِّقاً
فواركٌ منَ الكلامِ لمْ يكنْ
تنكحُ إلاَّ الأفوهَ المنطَّقا
قدْ وصلتْ تحلُّ لي عقودها
منخرطَ الشُّهبِ انحدرنَ نسقا
أسمعُ منها المتحدِّي معجزاً
حتى يقرَّ وأريهِ مونقا
أعرتني فيها سماتِ مدحٍ
كنتَ أحقَّ باسمها وأليقا
واليتها باديةً وعوِّدا
كالسَّيلِ يرمي دفقاً فدفقا
حتى ملكتَ رقَّ نفسٍ حرَّةٍ
بها وقيَّدتَ فؤاداً مطلقا
تكرمةً أيقظكَ الفضلُ لها
والحظُّ قدْ غمَّضَ عنها الحدقا
جاءتْ أميناً كيدها في زمنٍ
لا تخدعُ الحيَّاتُ فيها بالرُّقى
كأنَّما ردَّ على قلبي لها
في دولةِ الوحشِ أنسٌ سرقا
والعينُ في أمثالها مشرعةٌ
ما لمْ يقِ اللهُ وقدماً ما وقى
نحلتني مدحكَ فخراً باقياً
في عقبي مادامَ للدَّهرِ بقا
حلَّيتُ منهُ فرساً منْ بعدِ ما
تعطَّلتْ أسورةٌ وأطوقا
فاستقبلتْ منْ عزِّها ماقدْ مضى
واسترجعتْ منْ ملكها ما طلقا
وكيفَ لا ينصرُ فضلُ معشرٍ
همْ نشروا لواءكمْ أو خفقا
وهمْ أعزَّوا صهركمُ وودَّكمُ
وقدْ أطاعَ القرباءَ الرفقا
وبيننا إنْ لمْ تكنْ قرابةٌ
ولايةٌ تحصفُ تلكَ العلقا
ولمْ يكنْ أحرارُ ملكِ فارسٍ
إلاَّ عبيداً لكمُ أو عنقا
وعاجلٌ أمطرني منكَ الحيا
وأجلٌ أومضَ لي وأبرقا
وعدتني فارتشتُ محصوصاً بما
وعدتنيهُ وغنيتُ مخفقا
فاسمعْ وعشْ تجزى بما تسمعهُ
مطارباً لو نادتْ الميتَ زقا
لو ما رميتُ الحجرَ الصَّلدَ بها
أخدعهُ عمايةً لأنفلقا
تخلقُ لي في قلبِ كلِّ حاسدٍ
إما هوىً محضاً وإما ملقا
قدْ تركَ النَّاسُ لها طريقها
وسلَّموا الرَّكضَ لها والعنقا
إذا الكلامُ الفصلُ كانَ ذنباً
أو كفلاً كانَ طلىً ومفرقا
غريبةُ الحدثانِ في أزمانها
بذَّتْ فحولَ الشُّعراءِ السُّبَّقا
إذا الكلامُ اشتبهتْ شياتهُ
واختلطتْ عرفتَ منها الأبلقا
يجهلُ منها النَّاسُ ما علمته
لا عجباً أنْ يحرموا وترزقا
فهي إليكَ دونَ كلِّ خاطبٍ
تزفُّ شفعاً وتساقُ رفقا
بشَّرني عنكَ الخبيرُ بالتي
نحي السُّرورَ وتميتُ الحرقا
وقالَ صبراً وانتظرْ صبحَ غدٍ
تدني السَّماءُ بدرها المحلِّقا
غداً تراهُ فرفعتُ ناظراً
كانَ على قذى الفراقِ مطبقا
وقلتُ نفسي لكَ إنْ قبلتها
حقُّ البشيرِ قالَرهنٌ غلقا
قدْ ملكتني غائباً نعماؤهُ
وأفعمتْ قلبي حتى اندفقا
فلمْ يدعْ قبلَ اللِّقاءِ طولهُ
فيهِ مكانَ فرحةٍ يومَ اللِّقا
فمرحباً إذا صدقتَ مرحباً
لكَ المنى إنْ تمَّ أو تحققا
جادتكَ أنواءُ السَّماءِ أبداً
أينَ حللتَ وكفَّاً وودَّقا
ولا عدتُ بكتبها ونشدها
سمعكَ موروداً بها مستطرقا
ولا يزالُ المهرجانُ واضحاً
بها عليكَ في الطلوعِ مشرقا
والصَّومُ والعيدُ إلى أنْ ينطوي
مرُّ النُّجومِ طبقاً فطبقا
إذا دعوتُ اللهَ أنْ يبقيكَ لي
فقدْ دعوتُ للمعالي بالبقا