تذكري حين يزف الضحى
المظهر
تُذَكَّري حينَ يزِفُّ الضُحى
تُذَكَّري حينَ يزِفُّ الضُحى
عَلى جُفونِ البشرِ الراقِده
مروَّعاً يَفتحُ قَصرَ الضيا
أَمام شَمس النُهُرِ العائِدَه
تذكَّري وَاللَيلُ في حُلمِهِ
مُستَجمعاً أَفكارَهُ الشارِدَه
منثنياً خلفَ رداءٍ لَهُ
قَد فَضَّضَتهُ الأَنجمُ الساهِدَه
وَإِن تَرَي صَدرَكِ في خلجَةٍ
لَدى نِداءِ اللَذَّةِ الواجِده
وَالظِلُّ يَدعوكِ إِلى لَذَّةِ
الأَحلامِ في لَيلَتِهِ الهاجِدَه
أَصغي إِلى أَنغامِ صَوتِ الهَوى
من غابَةِ الحُبِّ سَمَت صاعِدَه
هامِسَةً فيكِ اِذكُري حُبَّه
في كُلِّ لَيلٍ مَرَّةً واحِدَه
تَذكَّري حينَ صروفُ القضا
تفرقُني عَنكِ السنينَ الطِوال
وَعِندَما حُزني وَأَعراضُهُ
تدِبُّ في قَلبي ذبولَ الهَزال
تذكَّري حُبّي وَآلامَهُ
تَذكَّري وَحيي أَمامَ الخَيال
وَمَوقِفَ التَوديعِ في ساعَةٍ
كانَ لَه صمتٌ مُهيبُ الجلال
لا البعدُ في أَوصابِهِ وَالأَسى
وَلا الثَواني في طَريقِ الزَوال
تُنسيكِ تذكاراتِ حُبٍّ مَضى
مُضِيَّ أَشباحٍ بِماءٍ زُلال
ما زالَ قَلبي خافِقاً في الهَوى
وَقد تَمَشّى فيهِ داءٌ عُضال
لا يَنثَني يَهمس فيكِ اِذكُري
فَالذكرُ جزءٌ من لَذيذ الوصال
تذكَّري يَومَ أُلاقي الفنا
في ذي الحَياةِ الرثَّةِ البائِده
يَومَ فُؤادي مُثقَلاً بِالأَسى
ينامُ في حفرِتِه البارِدَه
تذكَّري إِمّا تَري فَتِّحَت
عَلى ضريحي الزهرةُ الزاهِده
فَفي زهورِ الحَقلِ طهرُ الهَوى
ما لامَسَته نفحَةٌ فاسَدَه
لَن تنظُرني بَعدُ في مَوضِعٍ
فَهذِهِ الدُنيا غَدَت جاحِدَه
سَوفَ كَأختٍ صادِقٍ حُبُّها
تَرعاكِ دَوماً نَفسيَ الخالِدَه
أَصغي إِلى صَوتٍ دَوى في الدُجى
أَنينُهُ في الظُلمَةِ السائِدَه
حَفيفُهُ قالَ اِذكُري دَمعَهُ
في كُلَّ لَيلٍ مَرَّةً واحِدَه