انتقل إلى المحتوى

تحكم في حشاشته الغرام

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

تحكّم في حشاشته الغرامُ

​تحكّم في حشاشته الغرامُ​ المؤلف ابن شيخان السالمي


تحكّم في حشاشته الغرامُ
ورام فلم يساعفْه المُرامُ
ولام ولم يخفف من بلاهُ
أذىً إلا الخُزامى والبَشامُ
أُعيدُك يا خليَّ القلب من فَرْ
ط وجدٍ منه قد طبع الحسامُ
ولي بالرقمتين عهود وُدٍّ
لها في غامض الأحشا مُقام
حفظتُ لها ذِماماً لم تُضيَّع
وفي ذا الدهر تخُتفر الذِمام
وطَبْيٍ من نَصارى الشام ألمىَ
يهيم بحسنه يَمَنٌ وشامُ
إذا أبدى محيَّاهُ بليل
يخِرُّ لحسنه البدر التمامُ
تَرَبّى في النعيم فصار فردا
وضمَّتْه بأحشاها الخيامُ
تصدَّى لي خلالَ الستر يرمي
بأسهمه فلم تُخطِ السهامُ
وهل تخطي سهام اللحظ قلباً
غدا شبحاً يلاعبه الهُيامُ
كأن اللحظ مغناطيس جذبٍ
له بالقلب جذب والتئامُ
بمنبر هذه الوجَنات خالٌ
بكعبة حسنه ازدحم الأنامُ
كأنَّ الأسودَ الحجرَ استلمنا
ولكن بالعيون لنا استلام
وليلةَ زارني متلثماً والْحُس
ام اللحظُ والرمح القَوام
تدلى من قصور عاليات
توطّن فوق هامتها الغَمام
وأبدى كلَّ طيّبةٍ وحُسْنٍ
ولم يكُ حاجزاً إلا الحرَام
شكوت إليه ما بي وهو جافٍ
فلم يكُ منه إلا الابتسام
وقام يهزّ عِطفيه حياءً
وباتَ معي تُرنِّحه المُدام
تقاسمنا المحبة وهو فرد
سناً وأنا الكئيب المستهام
حوى حسن الغواني والمعالي
حواها نادر الملكُ الهمام
فتىً غوث الأرامل واليتامى
وستر الخَوْد إن شفّ اللثام
عُلوٌّ يُرجِع الأبصار حسرى
وعِزٌّ لا يضام ولا يُرام
له في حلية البِدَع اخترام
ومنه لحلة الدينِ احترام
إذا بخلَ الزمان على بنيه
جرت من كفه المِنن الجسَام
له للسلم من سرَّاه بَرْد
ومن بأساهُ للحرب اضطَرام
له من معرَك الأبطال وِرد
يحوم لما يحوم له الحِمام
فتى من جوده السيف المحلّى
ومن إكرامه الصُّمع العِظام
شجاع قائد الأبطال يدري
من الجاري به الجيشُ اللُهام
إذ الفرسان فوق الخيل صفُّوا
أقام أمامهم وهو الامام
إذا في صهوة الشوَّافِ أضحى
تقاصر عن مجاريه الجَهام
وما الشواف إلاّ خير فحلٍ
أتى جاءت به خيل كرام
له في يوم معترك المنايا
عظيم بَلاً يشيب له الغلام
ولي بعلاية الفيحاء يوم
غدا لي فوق صهوته مقام
جنيت الطيباتِ به ولكن
على الشواف قد تم التمام
ويا لله سيدنا المرجَّى
إذا اشتبك القَنا وعلا القَتام
تراه على المصلصل إن تجلّى
تمرّ به كما مرَّ الغمامُ
كأنَّ بها كِساً من أرْجُوانٍ
وصِيَغ لها من الذهب اللِثامُ
مسابقةُ القَطَا لِلْورد تبغي
فتعدوها وقد غصَّ اللجامُ
فيا لله من خيلين كلتا
هما بكمالها الصدق الكلامُ
مليكهما المؤيد ذو المعالي
أبوه من تَدِين له الأنامُ
ودونكَها عروساً ذاتَ وجه
يتيه بحسن طلعتها النِظَامُ
لقد حازت كمالَ الحسن جمعاً
ومن مسك القَبول لها ختامُ