تباعدنا فلا حزن على ما ضاع من قرب
تباعدنا فلا حزن على ما ضاع من قرب
تباعدنا فلا حزن على ما ضاع من قرب
و ليس الحب إلا الرحلة استلت قوى القلب
و هل يلقي انتهاء السفر الملاح في كرب
إذا ما راح يطوي اليم نحو الشاطيء الخصب
نفضنا قطرات الوصل بين الورد و العشب
إذا ما اهتزت الزهرة ألقت بالندى العذب
و أفردنا و في الإفراد بعض الخير للصب
تعيش الزهرة الفيناء في المنبسط الرحب
و تقضي وحشة الأيام بالتحديق في السحب
تنام على وسادة الشوك نائة عن الترب
و لا ترمقها عين فتنجو من أذى العطب
و إما زهرتان استوتا جنبا إلى جنب
سرت نجواهما تنسل بين العطر في السهب
فتسمعها الفراشات وراء التل و الشعب
فتضرب في الفضاء الرحب نحو المنبت الرطب
إذا ما ركض الطفل وراء فراشة السرب
فلاذت بصدور الزهر بعد الحوم و الجوب
فشأن الزهرتين القطف و الإذعان للخطب
عناق الحب فاجأه هوي المنجل الغضب
فيا للقبلة المشلولة الأصداء بالرعب
و كنا لوحتى نافذة في هيكل الحب
فلو لم نقترق لم ينقذ النور إلى القلب
و كنا كجناحي طائر في الأفق الرحب
فلولا النشر و التفريق لارتد إلى الترب
و لولا لم نبتعد لم تسم نفسانا عن الذنب
و كنا شفتي هذا القضاء مفرق الصحب
فلو ننفرج لم تضحك الأقدار من كربي