تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ)/فتح طرابلس
المظهر
فتح طرابلس
ثم خرج رجل من بني مدلج ذات يوم من عسكر عمرو متصيداً في سبعة نفر فمضوا غربي المدينة حتى أمضوا عن العسكر ثم رجعوا فأصابهم الحر فأخذوا على ضفة البحر وكان البحر لاصقا بالمدينة، ولم يكن فيما بين المدينة والبحر سور. وكانت سفن الروم شارعة في مرساها إلى بيوتهم. فنظر المدلجي وأصحابه فاذا البحر قد غاض من ناحية المدينة ووجدوا مسلكا لها من الموضع الذي انحسر عنه البحر، فدخلوا حتى أتوا من ناحية الكنيسه وكبروا فلم يكن مفزع للروم إلا سفنهم، وأبصر عمرو أصحابه الستة[١] في جوف المدينة فأقبل بجيشه حتى دخل عليهم، فلم يفلت الروم إلا بما خف لهم من مراكبهم، وغنم عمرو ماكان بالمدينة
وكان من بصبرة متحصنين، وهي المدينة العظمى، وسوقها السوق القديم. فلما بلغهم محاصرة عمرو مدينة طرابلس وأنه لم يصنع فيهم شيئاً ولا طاقة له بهم أمنوا
- ↑ نعلم أن المدلجي خرج في سبعة نفر