انتقل إلى المحتوى

تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ)/فتح برقة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تاريخ طرابلس الغرب (1349هـ) المؤلف ابن غلبون
ملاحظات: القاهرة: المطبعة السلفية - القاهرة (1349هـ)، الصفحة ١٣
 

فتح برقة١

فسار عمرو بن العاص في الخيل حتى قدم برقة فصالح أهلها على ثلاثة عشر ألف دينار يؤدونها اليه جزية على أن يبيعوا من أولادهم في جزيتهم ولم يكن يدخل برقة يومئذ جابي خراج وانما كانوا يبعثون بها اذا جاء وقتها. ووجه عمرو بن العاص عقبة بن نافع حتى بلغ زويلة. قال الطبري: فافتتحها بصلح وصار ما بين زويلة وبرقة سلما للاسلام

وقال أبو العالية الحضرمي سمعت عمرو بن العاص على المنبر يقول : «لاهل انطابلس عهد موفّى لهم به»


  1. تبتدىء من نهاية خليج سرت بمكان يقال له القطاع بجوار عين الكبريت وتمتد شرقا على ساحل البحر الأبيض الى مرسى السلوم - ويسمى العقبة الكبيرة حيث تبتدئ الاراضي المصرية وما بين هذين الموضعين هو الذي يقال له قديما (سيرينائيك) وهو بلاد برقة الحقيقة، وتقع في الدرجة ٣١ والدقيقة ٢٩ من العرض الشمالي والمدينة العربية المسماة (برقة) هي المرج، وهي على نحو ١١٠ كيلومترات إلى الجنوب والغرب من قرنة، وعلى نحو ٢٤ كيلومتراً على الجنوب والشرق من طلميتة. وقد بنيت سنة(٥٥١) قبل التاريخ الميلادى. وفي سنة (٦٤٢م ) أغار العرب على قرنة ونهبوها ثم اختاروا مدينة برقة (المرج) وجعلوها عاصمة البلاد واطلقوا على بلاد قرنة اسم برقة، ولم يشيدوا لها سورا الا بعد قرنين من اغارتهم، وكان مرساها البحري طلميتة وقاعدة برقة الآن بنغازى، وقد بنيت على أنقاض (برنيق) القديمة، وهي تشغل قسما كبيرا من مكانها. وبرنيق هذه هي احدى المدن الخمس التي كانت تسمى قديما انطابلس (أى المدن الخمسة) وهي: برنيق وطوكرة، والمرج، وسوسة، وقرنة انتهى ملخصا من كتاب التبيان لرافت بك من (ص ٣٤١ - ٣٩١)

    أقول : وقد ذكر برنيق هذه الحموي في معجمه فقال: برنيق: بالفتح ثم السكون وكسر النون وياه ساكنه وقاف - مدينة بين الاسكندرية وبرقة على الساحل، منها على بن البرنيقي الاديب كان بمصر، وله خط مضبوط متعارف

    وقال في الكلام على برقة: افتتحها عمرو سنة ٧١ صلحاً على ثلاثة عشر الف دينار، وكان عبدالله بن عمرو ابن العاص يقول ما اعلم منزلا لرجل له عيال اسلم ولا أعزل من برقة، ولولا أموالي بالحجار لنزلت برقة

    وقد نسب الى برقة جماعة من أهل العلم، منهم أحمد بن عبدالله بن عبد الرحيم بن سعيد بن زرعة الزهري البرقي ابو بكر مولى بني زهرة. حدث بالمغازي عن عبد الملك بن هشام وكان ثقة ثبتاً، وله تاريخ، واخواه محمد وعبد الرحيم ابنا عبدالله رووا جميعا كتاب السيرة من ابن هشام