تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ)/شرح ديباجة القصيدة
قال رحمه الله تعالى:
أرى من رأى البصرية وهي تتعدى المفعول واحد وهو هنا زمنا، والزمانة العاهة كذا في القاموس. وخصها عرف اللغة بالعاهة الموجبة لعدم قيام الانسان. والمراد بها هنا آفة الجهل على زعم الناظم لهجوه من لا يستحق هجوا. والاقتناص:الاصطياد، من قنصه يقنصه اذا صاده. والمها: اسم جنس جمعي واحده مهاة، وهي البقرة الوحشية، شبه بها لطيف الوصف الذي لا يدرك الا بدقيق الفهم. الجارح: خصه العرف بما يصطاد به من حيوان طيرا كان أو كلباً. والأسد: جمع أسد، وهو الحيوان المفترس، والمراد هنا الفهِم الذكيَ شبه به من حيث الحماية، فكما أن الأسد يحمي ما بحماه، كذلك الفهم الذكي. والقيض القشرة اليابسة على البيض. كذا في القاموس، مبيضا صفة له مخصصه اذ منه ما ليس كذلك، والمزبلة بضم الباء وفتحها: ملقى الزبل وموضعه وهو معروف، والحمى بكسر الحاء المهملة وفتح الميم والقصر: هو المكان الذي يمنع رعيه ليتوفر فيه الكلأ فترعاه مواش مخصوصة ويمنع غيرها عنه، والكلأ بالهمز من غير مد هو المرعى رطبا كان أو بإبسا. والكلا بالقصر من غير همز: النبات الرطب قال في المشارق: وضبطه السمرقندي والعذري مرة بالمد وهو خطأ. قال الحافظ ابن حجر: من مده فقد أخطأ، والحشيش هو العشب اليابس. وظاهر كلام القاموس أن الحمى يجوز فيه المد، ولم يحك في المشارق فيه الا القصر. فالحمى بمعنى المحمي: مصدر بمعنى المفعول، وهو خلاف المباح، تثنيته حميان. وحكي الكسائي في تثنيته خموان بالواو والصواب الأول لأنه يائي.
وأصل الحمى عند العرب أن الرئيس منهم كان اذا نزل منزلاً خصباً استعوى كلباً على مكان عال فحيث انتهى صوته حماه. من كل جانب فلا يرعى فيه غيره، و يرعى هو مع غيره فيها سواه. هذا معناه لغة. وأما شرعاً فهو حماية الإمام موضعاً لا يقع به التضييق على الناس للحاجة العامة إلى ذلك للخيل التي يحمل عليها الناس للغزو ولماشية الصدّقة، كذا عرفه الباجي، نقل ذلك ابن عرفة.