انتقل إلى المحتوى

بين النقا فثنية الحجر

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

بين النقا فثنية ِ الحجرِ

​بين النقا فثنية ِ الحجرِ​ المؤلف مهيار الديلمي


بين النقا فثنيةِ الحجرِ
سمراءُ ترقبُ بالقنا السمرِ
رصفتْ قلائدها بما سفكتْ
من فيض دمعٍ أو دمٍ هدرِ
ما شئتَ من حبَّ القلوب أو ال
اجفان في بيضٍ وفي حمرِ
نزلتْ منىً أولى ثلاثِ منىً
فقضت نجيزة ليلة النفرِ
و جلتْ لأربع عشرة قمرا
و الشهرُ ما أوفى على العشرِ
ترمى الجمارَ وبين أضلعنا
غرضٌ لها ترميه بالجمرِ
من لي على عطلي بغانيةٍ
شبتْ وشبتُ وعمرها عمري
لم تنو في قسمٍ تحلتهُ
إلا إذا حلفتْ على الهجرِ
قالت وليمت في ضنا جسدي
طرفي علىَ إسقامه عذري
و استسقيتْ لظمايَ ريقتها
فاستشهدتْ بالآي في الخمرِ
و تقول للعذالِ مغضبةً
شيبته من حيثُ لا يدري
قبلتُ عصياناً عوارضه
عمدا فأعدى شعرهُ ثغري
و أخٍ مع السراء من عددي
و عليّ في الضراء والشرَّ
تطوى حشاه على تبسمهِ
أضلاعَ مشرجةٍ على الغمرِ
مولاي والأحداثُ مغمدةٌ
فإذا انتضينَ فرى كما تفرى
تعبٌ بحفظ هناتِ ميسرتي
حتى يعددها على العسرِ
الدهرُ ألينُ منه لي كنفا
لو كان يتركني مع الدهرِ
و مغيمَّ المعروف يخدعني
إيماضُ واضحيته بالبشرِ
سكنَ اليفاعَ وشبَّ موقده
نارا يغرُّ بها ولا يقرى
ذي فطنةٍ في الشكر راغبةٍ
و غباوةٍ بجوالب الشكرِ
فإذا مدحتُ مدحتُ ماطرةً
و إذا عصرتُ من صخرِ
لا طاب نفساً بالنوالِ ولا
مخضَ المودةَ زبدةَ الصدرِ
و أرادني من غير ثروتهِ
أن أستكين لذلة الفقرِ
ينجو بعرضي أن يضام له
عرضُ الفلاةِ وغضبةُ الحرَّ
و تنجزُ الأيام ما وعدتْ
في مثله وعواقبُ الصبرِ
و مؤيد السلطان عاليةً
يده بتأييدي وفي نصري
لو شئتُ فتُّ سرى النجوم به
و خفيتُ عن ألحاظها الزهرِ
و لبلغتني المجدَ سابحةٌ
بالظهرِ ليست من بني الظهرِ
ترتاح للضحضاح خائضةً
و تكدُّ بالمتعمقِ الغمرِ
تجري الرياح على مشيئتها
فتخالُ طائرةً بما تجري
و إذا شراعاها لها نشرا
خفقتْ بقادمتين من نسرِ
في جانبٍ لينٌ يدفعها
و خطارها في جانبٍ وعرِ
يحدو المطيَّ الزاجرون له
و تساقُ بالتهليل والذكرِ
من لي بقلبٍ فوقها ذكرٍ
مصغٍ لعذلي تابع أمري
قالوا الشجاعةَ إنه غررٌ
متقاربُ الميقاتِ والقدرِ
يومان في لجًّ فإن فضلا
بزيادةٍ قبلية العبرِ
هيهات منى ّ ساحلٌ يبسٌ
و البحرُ يفضي بي إلى البحرِ
القصدُ والمقصودُ من شبهٌ
في الجود أو حدٌّ من الغزرِ
ما أنَّ إلا أنَّ ذا أجنٌ
ملحٌ وذاك زلالةُ القطرِ
جاري الملوكَ فبذهم ملك
سبق القوارحَ في سني مهرِ
و أرى بني الستين عجزهمُ
في الرأي وهو ابنُ اثنتي عشرِ
لا طارفُ النعماءِ منزعجٌ
فيها ولا مستحدثُ الفخرِ
من وارثي العلياء ما اغتصبوا
مجدا ولا ملكوه بالقهرِ
أرباب بيتِ مكارمٍ عقدوا
أطنابه بأوائل الدهرِ
ضربوا على الودلَ استهامهمُ
و تقاسموا بالنهي والأمرِ
في كلّ أفقٍ منهمُ علمٌ
مرعى العفاةِ وسدةُ الثغر
أبنا مكرمَ وهي معرفةٌ
نصروا اسمها بإهانة الوفرِ
قطنوا وسار عطاؤهم شبها
بالبحر قامَ وملكهُ يسرى
في كلّ دارٍ من مواهبهم
أثرُ الحيا في البلدة القفرِ
و ملكتَ يا ذا المجد غايتهم
ما للبهامِ فضيلة الغرَّ
زيدتهم شرفا وبعضهمُ
لأبيه مثلُ الواوِ في عمرو
سدوا بك الغاراتِ منفردا
فملأتَ صفَّ الجحفل المجرِ
و دجا ظلامُ الرأي بينهمُ
فوضحتَ فيه بطلعةِ الفجرِ
و أبوك يومَ البصرةِ اعترفت
قممُ العدا لسيوفه النكرِ
ألقى عصا من عزمةٍ بترتْ
آياتها حدَّ الظبا البترِ
لقفتْ على الكرجيَّ ما أفكتْ
كفاه من كيدٍ ومن مكرِ
فمضى يخيرَّ نفسه خورا
ذلين من قتل ومن أسرِ
يجدُ الفرارَ أحبَّ عاجلةً
لو كفَّ غربُ الموتِ بالفرَّ
و رأت عمانُ وأهلها بك ما
أغنى الفقيرَ وأمنَ المثرى
صارت بجودك وهي موحشةٌ
أنسَ الوفودِ وقبلةَ السفرِ
يفديك مبتهجٌ بنعمته
أسيانُ في المعروف والبرَّ
ألهاه طيبُ المالِ يحرزهُ
عن طيبِ ما أحرزتَ من ذكرِ
يبغى عثارك وهو في تعبٍ
كالليل طالبُ عثرةِ البدرِ
قد قلتُ لما عقَّ دع مدحي
زينُ الكفاة أبرُّ بالشعرِ
اتركْ مقاماتِ العلاء له
متأخرا فالصدرُ للصدرِ
يا نازحا ورجاءُ نعمتهِ
مني مكانَ السحرِ والنحرِ
هل أنت قاضٍ فيَّ نذرك لي
فلقد قضت فيك المنى نذري
أيامَ وحدي الوفاءُ وك
لّ الناس من نكثٍ ومن غدرِ
و أرى نداك اليومَ في نفرٍ
لم يشركوا في ذلك العصرِ
اردد يدي ملأى وحاش لمن
يعتامُ جودك من يدٍ صفرِ
و اعطفْ عليَّ كما صددتَ أذقْ
طعميك من حلوٍ ومن مرَّ
و البسْ من النعماء سابغةً
لا تدريها أسهمُ الدهرِ
تعمى النوائبُ عن تأملها
و تطيلُ فيها نومةَ السكرِ
مهما تعدْ خلقاً فجدتها
تزداد بالتقليبِ والنشرِ
و اسمعْ أزركَ بكلّ مالئةٍ
عينَ الضجيع خريدةٍ بكرِ
نسجُ القريحةِ ثوبُ زينتها
و حليها من صنعة الفكرِ
من سحر بابلَ نفثُ عقدتها
سارٍو بابلُ منبتُ السحرِ
و كأنما ساقَ التجارُ بها
لك من صحارَ لطيمةَ العطرِ
تمسي لها الآذانُ آذنةً
و لو انهنّ حجبنَ بالوقرِ
حتى أراك وأخمصاك معا
قرطانِ للعيوق و النسرِ
هذي الهديُّ عليَّ جلوتها
و عليكم الإنصافُ في المهرِ