بيان منظمة أيلول الأسود حول عملية اللد 1972
9/5/1972 (فتح، العدد 74، بيروت، 9/5/1972،ص1) في الساعة السابعة والنصف من مساء يوم 8/5/1972 وصلت إلى مطار اللد، بفلسطين المحتلة ، طائرة بوينع 707 تابعة لشركة <<سابينا>> البلجيكية والقادمة من بروكسل، حيث كانت مجموعة <<وليم نصار>> قد أتمت استيلاءها على الطائرة.
ولحظة إستقرار الطائرة على أحد مدرجات المطار، أبلغ قائد المجموعة برج المطار باستيلاء مجموعة من منظمة أيلول الأسود على الطائرة، وابلغ البرج كذلك بطلب المنظمة اطلاق سراح مئة فدائي أسير خلال عشر ساعات والا ستقوم المجموعة بتفجير الطائرة بركابها، وتم ابلاغ البرج باسماء المطلوب إطلاق سراحهم.
قبل إنتهاء مهلة الإنذار بقليل، حضر إلى المطار مندوب الصليب الأحمر الدولي وطلب تمديد مهلة الإنذار ، وأعلن عن استعداد الصليب الأحمر للتوسط مع السلطات الإسرائيلية لتنفيذ شروط المنظمة.
وخلال هذه الفترة والفترة التي اعقبتها قام وزير دفاع العدو موشيه دايان ورئيس الأركان دافيد العازار وشمعون بيريس وزير المواصلات بالتفاوض مع مجموعتناعن طريق برج المطار ومكبرات الصوت ، الا أن قائد المجموعة أصر على تنفيذ كافة شروط المنظمة وشارك في المفاوضات عدد من كبار المسؤولين البلجيكيين.
قبيل الظهر طلب مندوبو الصليب الأحمر الدولي ، بعد عدة زيارات قاموا بها للطائرة ، السماح بادخال الطعام والماء إلى لطائرة ، وذلك إنتظارا لتنفيذ الشروط التي قدمها قائد المجموعة ، فتمت الموافقة على ذلك.
في الساعة الرابعة والنصف وصلت سيارات الطعام إلى الطائرة حيث تم فتح الأبواب ، ولدى دفع صناديق الطعام بواسطة السيارة المخصصة لذلك إندفع الجنود الذين يرتدون ملابس العمال إلى داخل الطيرة واشتبكوا مع المجموعة فاستشهد بعض افراد المجموعة وجرح باقي أفرادها ، كما قتل وجرح عدد من جنود العدو . وهنا يهمنا أن نورد الحقائق التالية:
أولا: عندما اخترنا مطار اللد لهبوط الطائرة انما أردنا ان يكون التحدي على ارض الصراع على ارض فلسطين. وكان أسهل لنا ان نوجه الطائرة إلى أي مطار في المنطقة ونحجز ركابها ونقدم شروطنا، لكننا اردناها معركة تحدي فوق أرضنا الفلسطينية.
ثانيا: اننا نعتبر هذه المعركة معركة تحدي بين الأرادة الفلسطينية المتمثلة في المقاتل المفلسطيني الثوري وبين الإرادة الصهيونيو المتمثلة بالصهيوني المخادع والغازي والمغتصب. ولقد تمكنت إرادتنا من اقتياد وزير دفاع العدو وكبار المسؤولين الصهاينة إلى المطار ، اخضعناهم خلالها إلأى اقسى الظروف وتمكنا من اذلالهم على مدار أكثر من عشرين ساعة.
ثالثا: لقد طرأت على خطتنا ثغرة . الثغرة سببتها دوافع إنسانية عندما سمح ثوارنا ادخال الطعام والماء إلى ركاب الطائرة، وفي المرات القادمة لن تكون هناك ثغرات.
رابعا: شارك الصليب الأحمر الدولي في الخدعة ، ففي الوقت الذي كان يجب ان يقوم فيه بالإشراف كليا على ادخال الطعام والتأكد من شخصية العمال لممنع دخول الجنود والأسلحة إلى الطائرة تواطأ وتآمر وتم ادخال الجنود في ملابس العمال مع الطعام إلى الطائرة ، وهذا يفسر تدخلهم قبليل انتهاء فترة الأنذار وطلبهم تمديده، وكان أول شخص يقترب من الطائرة هو مندوب الصليب الأحمر ، وجميع من اقتربوا أو دخلوا الطائرة بعد ذلك كانوا برفقته. لهذا نحن نعتبر مندوبي الصليب الأحمر الدولي في القدس شركاء اصلاء في هذه الجريمة.
خامسا: اتصل بنا المسؤولون البلجيكيون كما شارك بعضهم في المفاوضات التي دارت مع مجموعة <<وليم نصار>> واكدوا ان شروطنا ستنفذ، وبدلا من العمل على تنفيذ هذه الشروط ساهموا في الخدعة وعملوا على نجاحها، لذلك نعتبر الحكومة البلجيكية شريكة أصيلة في الجريمة وسنتصرف وفقا لهذا الموقف.
سادسا : لقد أثبت أبطالنا، أفراد مجموعة <<وليم نصار>> ، أنهم على اعلى مستوى إنساني، حين قبلوا تمديد مهلة الإنذار وحين قبلوا إدخال الماء والطعام إلى الطائرة حفاظا منهم على أرواح ركابها.
كما أثبت مناضلونا أنهم على أعلى مستوى من البطولة حين رفضوا الإستسلام وتصدوا لجنون العدو وقتلوا وجرحوا عددا من ضباطه وجنوده.
يا جاهير شعبنا الفلسطيني البطل.
يا جماهير أمتنا العربية العظيمة.
أننا ونحن نفقد بعض من خيرة أبناء شعبنا الفلسطيني ، نعاهدكم على المضي في طريق النضال الشاق الطويل، وسنستمر في توجيه اقسى الضربات إلى الامبريالية والصهيونية، مصالح وعملاء، وما الدم الطاهر إلا الدافع الأقوى لنا لنستمر في ثورتنا حتى تحقيق تحرير كامل ترابنا الفلسطيني.
عاش نضال شعبنا من أجل التحرير،
المجد والخلود لشهداء شعبنا وأمتنا.
المصدر
[عدل]- الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1972 - بيروت 1975 ص 263.