بهند كدت عشقا أن تذوبا
المظهر
بِهندٍ كِدْتَ عِشْقاً أنْ تذوبا
بِهندٍ كِدْتَ عِشْقاً أنْ تذوبا
أتحسب كل كاسية عروبا
مقنعة بدت فطمعت فيها
ولم تعلم أصاباً أم حليبا
أما لو غازلتك عيون سلمى
لما إلاَّ لها كنت المجيبا
مهاة دونها الآمال حسرى
وبالألباب لم تبرح لعوبا
فداً لغزالةٍ تَرْعَى ثمار القلوب
غزالة ترعى العشوبا
عن الرامين في حرم ولكن
حلال أن تصيد هي القلوبا
إذا جرحت بمقلتها محباً
عدمنا غير جارحه الطبيبا
وها هي لو تشاء شفت وأحيت
قتيل الحب والدنف العضوبا
بروحي من بحاجبها أشارت
مسلمة ولم تخش الرقيبا
ولما ودعت رفعت إلى ما
يلي سيناتها كفَّاً خضيبا
لحا الله الفراق ولا نعمّا
فكم بجوانحي شب اللهيبا
وكيف يطاق هذا البين عمن
بلين القدّ أخجلت القضيبا
مهذبة النجار فما هرقل
لها بأب ولا كسرى نسيبا
نعم عربية كالشمس كلتاهما
بالطبع تهوى أن تجوبا
فما رضيت آكام الشام داراً
ولا ناق العراق لها ركوبا
وقد سحبت ذيول العز حيث
الندى والمجدان طلبا أصيبا
بخير جزائر الصين التي لم
تجد في الأرض قط لها ضريبا
مدينة سنقفورا حين تبدو
معالمها ترى السوح الرحيبا
إذا مر النسيم على رباها
يسلى فوجهُ القلب الكئيبا
فحياها الحيا الوسميّ حتى
يغادر سفحها أبداً خصيباً
ولا برحت لساكنها نعيماً
يزور بها متى شاء الحبيبا
قصورٌ لا يلم بها قصورٌ
ودور بالبدور نفحن طيبا
غوان في مغان من جنان
يقوم بدوحها القُمْرِي خطيبا
تشاهد في الرياض بها قطوفا
تنوء بحملها غصناً رطيبا
ولم تسمع إذا ما طفت إلاّ
حماماً ساجعاً أو عندليبا
وبالعرب الكرام الساكنيها
من المجد اكتسب برداً قشيبا
إذا عاينتهم لم تلق إلاَّ
شقيقاً للمعالي أو ربيبا
وإن يممت يمّ نوالهم أو
نزلت بهم تجد فتحاً قريبا
ومهما ضقت ذرعاً فاقصد السيد
السقاف والسند المهيبا
جمال الدين مهما ناب خطبٌ
ولذت به تر العجب العجيبا
عظيماً إن دعى بعظيم أمر
يكسر كعبه أو يستجيبا
تدرع بالعلى والعزّ إرثاّ
وكان بنفسه لهما كسوبا
ومن كابني شجاع الدين جوداً
وحلماً أو كمثلهما أديبا
إذا زرت الجنيد وجدت حِبرا
أبي النفس أوّاهاً منيبا
قرين النصر في الجلا وكم قد
ثنى بذكائه العود الصليبا
وان تقصد أبا بكر فبحراً
يعمّ نداه خصباً أو جديبا
كريم النفس والأخلاق طبعاً
وليس نواله بأذى ّ مشوبا
هما فرسا الرهان هما رضيعا
لبان المجد فادعهما يجيبا
وذانك نيرا فلك المعالي
نعم جلا مقاماً أن يغيبا
ويمّم عابد الرحمن واشهد
على التلعات ما طره الصبيبا
بنى كأبيه أحمد برج عزّ
نجيب لم يلد إلا نجيبا
مكين في العلوم وفي المعاني
فلم ير ناطقاً إلاَّ مصيبا
وأضحى في الجزيرة مرتضاها
وللعرب الكرام بها نقيبا
يقول الحق إبراماً ونقضاً
كفى بإلهنا وبه حسيبا
وسر نحو السري تجده ثغرا
لوجه محاسن الدنيا شنيبا
فكم لمحمد حمدت سجايا
ولست ترى له خلقاً معيبا
فتى لم يسع وايم الله إلاَّ
إلى شرف يسر به القريبا
قصارى همّه أخذ بأيدي
كرام النفس أو يؤوي غريبا
ينزّه نفسه الغرّاء عن أن
يجر لها وحاشاه العيوبا
كرام المنتمى الغزّ الأولى لم
تجد بأصولهم أصلاً أشيبا
بني الزهراء والكرّار أعني
أبا الحسنين والأسد الغضوبا
ملوك في النهار وفي الدجا عن
مضاجعهم يجافون الجنوبا
وجوه بالمكارم مسفرات
سمت عن أن ترى فيها شحوبا
أولئك الغر بهجة سنقفورا
وحليتها فطوبى ثمّ طوبى
وكم ندب بها أن رام أمراً
بغير الفتح يأبى أن يؤوبا
من العرب الأولى طابوا فكل
من الفخر استحق بها نصيبا
طباعهم دعتهم للمعالي
فسل من علم الليث الوثوبا
إذا عض الزمان لهم نزيلاً
من الدهر استقادوا أو يتوبا
وعاذلة عن الإطراء فيهم
سخرت بها وقلت كسبت حوبا
فلم أكُ إن نظمت الدر بدعا
ولست إذا مدحتهم كذوبا
ذريني من سلاف الحمد أهدي
لأسماع الورى كوباً فكوبا
وانظم من مناقبهم ثناء
يعطر نشره الأرجاء طيبا
فلي ولهم ولي معهم إخاءٌ
وكاس هوى شربناها ضريبا
ولي بشهادة الرحمن فيهم
ذمام يغلب الدهر الغلوبا
وهم والله لي وَزَرٌ وركنٌ
أمزق إن دعوتهم الخطوبا
كما أن النبي الطهر ذخري
ليوم يجعل الولدان شيبا
عليه وآله والصحب أزكى
صلاة ما الرياح جرت جنوبا